بسم الله الرحمن الرحيم عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. بدأت ثورة الإنقاذ الوطنى ثورة وطنية حقآ ... وأعنى بذلك قرارها الصائب والرشيد بالإستيلاء على السلطة بالقوة العسكرية من حكومة الإئتلاف الطائفى بقيادة الصادق المهدى ... وذلك من أجل تجنيب البلاد من الإنهيار الأمنى والسياسى فى موآجهة حركة العقيد قرنق ... ولم يكن قرار الإستيلاء على السلطة بالقوة العسكرية فى 30 يونيو 1989 صائبآ فقط ... بل كان قرارآ شجاعآ وحكيمآ فى آن وآحد ... ذلك لأنه إستبق إنقلآبات أخرى كانت تُعد وتُطبخ فى الخفاء, هى أشّر وأسوأ من الإنقاذ!! لقد عاد البعثيون السودانيون بعد إنتفاضة أبريل 1985 من المنفى بأموال وإمكانيات مآدية هائلة - كونهم مدعومين من قِبل صدّام حسين - وبهذه الإمكانات الأسطورية دخل البعثيون على المجتمع السودانى الفقير ... ولكنه أيضآ مجتمع يحب العروبة ويعتز بها ... ومن هذه الخلفية بدأ البعثيون ... وإستهدفوا فئة الشباب على وجه الخصوص, حيث الطموح والنشاط والحيوية والقدرة على التأثير... فخاض حزب البعث العربى الإشتراكى إنتخابات 1986 بزخم سياسى وإعلامى مشهود ... فكانت هذه نقطة البداية, ثم إنطلقت وفودهم وكوآدرهم ومعارضهم الثقافية والسياسية فى أنحاء السودان المختلفة فوصلت هذه الوفود والمعارض إلى أعماق جبال النوبة ... وإمتدت غربآ حتى تخوم تشاد ... وجنوبآ حتى ملكال وراجا وواو ... مستغلين نغمة العروبة ... يسوغها المآل السائب الفيّاض. فمزقوا من حيث لا يدروا نسيج المجتمع السودانى الهجين ... والذى كانت "سوداناويته" تنمو وتلتئم بعفوية وتلقائية ... فى مناخات وأجواء مواتية!! كل ذلك كان المقصود منه بناء أرضية سياسية وقاعدة جماهيرية تسند (الإنقلاب العسكرى) الذى كان يطبخ فى الخرطوم على نآر هادئة!! وعندما إستولت الحركة الإسلامية على السلطة فى الخرطوم ... ردّ الله البعثيين بغيظهم ... وكفى الله السودانيين مصيرآ كمصير العراق وسوريا اليوم. ولكن البعثيين لم يكظموا غيظهم طويلآ ... فسرعان ما إنفجر غضبهم فى محاولة رمضان الإنقلابية ... التى تلقوا التوجيهات من الخارج بتنفيذها!! فتصدت لها الإنقاذ ببسالة وتم إحباطها وقمع منفذيها!! أما العميد عبدالعزيز خالد والذى كان يمنّى الحزب الشيوعى السودانى خاصة واليسار السودانى عامة بأمجاده الثورية القادمة ... ويدغدغ أحلامهم بإنتفاضة مسلحة داخل الخرطوم ... فقد أطارت فؤاده بسالة التصدى لمحاولة البعثيين الإنقلابيه ... فكفكف من غروره وتنازل عن مشروعه الإنقلابى ... وإكتفى ورضى بأن يقود حركة ثورية من خارج السودان !! فخرج إلى القاهرة ومنها إلى أسمرا حيث أسس حركته الثورية "قوات التحالف الوطنى" ... وبارك الحزب الشيوعى السودانى وفصائل اليسار عامة خطوات العميد خالد ونشطوا يمدونه بالمال والرجال ... وحركوا أعلامهم وعلاقاتهم الدبلوماسية والسياسية والإعلامية دعمآ للعميد خالد ... فلقيت حركة عبدالعزيز خالد نجاحآ سريعآ ... وضعها مباشرة فى مصاف حركة العقيد قرنق, وصارت قوات التحالف الوطنى المكون الثورى الشمالى الموازى للحركة الشعبية فى الجنوب !! وكان المنطقى والطبيعى أن يتعاون الثائران عبدالعزيز خالد وقرنق ويتكاملان ... لكى يؤكدا – للشعب السوداني خاصة وللعالم بأسره – إن الثورة قومية وشراكة شمالية جنوبية ... ويؤمِنّا بذلك وحدة السودان شمالآ وجنوبآ ... ولم يكن العقيد قرنق هو الرافض للتعاون والتكامل مع العميد خالد ... بل كان قرنق يبحث دآئمآ ودآئبآ عن الحليف الثورى الشمالي الذى يتكامل معه. لكن العميد خالد كانت دواخله مليئة بغرور الشماليين وإزدرآئهم للإثنيات السودانية الأخرى من غير الشمال ... كيف لا وهو البديرى الأصيل !! إبن عمدة الحلفاية؟؟؟ عبدالعزيز خالد حسب تكوينه النفسى والعقلي وطبيعة شخصيته ليس شيوعيآ ملتزمآ وإن إدعّى ذلك ... وإن قبِل الحزب الشيوعى منه هذا الإدعاء وأخذ به ... فأسلوبه الدموى وممارساته السلطوية تفضح إدعاءاته الثورية. وفشل عبدالعزيز خالد بعد سطوع نجمه هو أكبر دليل على بؤس قدراته السياسية والثورية والأخلاقية!!! وهكذا فقد أنقذت "ثورة الإنقاذ" الشعب السوداني من عجز الطائفية ودجلها وعمالتها – الميرغني عميل مصر تاريخيآ منذ والده السيد على, والمهدى عميل ليبيا – فالقذافى هو الذى أمّده بالأموال التى كسب بها إنتخابات 1986, بعد أن صرفت بريطانيا العظمى النظر عن السودان وعن آل المهدى!!! كما أنقذته من ويلآت صِدام مدثر السوداني وعبدالعزيز خالد ... تمامآ كما تقول الحكمة العربية "حنانيك !! بعض الشر أهوّن من بعض"!! ولكن عند هذا الحدّ فقط توقفت الإنقاذ كثورة !! وتراجعت إلى الوراء تتناسخ من نظام بدأ وطنيآ ... من سىىْ إلى أسوأ. فمن البديهيات الثورية: أن تصفى النظام الذى ثرت عليه !! وان تقتلعه من جذوره إقتلاعآ ... وهى أولوية ملحّة ومقدمة علي غيرها من الأولويات. ولكن الحركة الإسلامية السودانية بدلآ من أن تنفذ هذه المهمة الثورية العاجلة وبالتالى تؤمن بقاء نظامها وإستمراره ... هى نفسها ... كتنظيم ثورى سياسي ومؤسسة شورية ديمقراطية تم تجميدها وتعليقها - وإستأنفت شرذمة قليلون من قياداتها إدارة السلطة السياسية وإستبدت هذه الشرذمة بعملية صنع القرار السياسي ورسم السياسات ... ولأن هذه الشرذمة القليلين هم تقليديون حتى النخاع ... وإن لبسوا مسوح الثورة وتزيوا بزيها!! فقد تركوا غريمهم الموتور الذى إنتزعوا منه السلطة حيآ موفور الصحة والعافية حرآ طليقآ يمارس كل نشاطاته ... وهكذا بالجملة فقد أخفقت الحركة الإسلامية فى إدراك أن تصفية الطائفية السياسية هى مهمة ثورية عاجلة وملحّة ... وإن أى تهاون مع الأحزاب التقليدية وتركها طليقة تمارس نشاطها السياسي ... سيؤدى بالضرورة إلى عرقلة البرنامج الثوري للحركة الإسلامية ... وربما هزيمتها فى نهاية المطاف ... وإجهاض الثورة من الأساس!! وهذا ما حدث بالفعل فبعد ثورة الإنقاذ الوطنى بقليل ... خرج محمد عثمان الميرغنى ومبارك المهدى وكوّنوا التجمع الوطنى الديمقراطي وتحالفوا مع حركة العقيد قرنق وسوّقوا العقيد قرنق إلى الوطن العربي بإعتباره قائدآ ثوريآ وحدويآ ... فغدت القاهرة وطرابلس الغرب محطات ثابته في تجوال قرنق ونشاطاته ... وحصل قرنق علي السلاح والدعم المادى من القذافي ... كما حصل الميرغني ومبارك المهدى على الدعم المادي أيضآ ... وصار إعلام القاهرة النافذ فى صالح قرنق والتجمع الوطنى الديمقراطي ... وإشتُهر محمد عثمان الميرغنى وتألق نجمه إقليميآ ودوليآ وهو بالمعارضة بأكثر مما كان وهو فى الحكومة!!! كما حصل مبارك المهدى بإعتباره الأمين العام للتجمع الوطني على أموال هائلة ما كان سيحصل عليها لو كان في الحكم!!
إن الثورة شأنها شأن أي مشروع بشري هي فى نهاية المطاف رجال!!! أعني أن البرنامج الثوري تطلّع به وتنفذه الرجال ... قيادة وكادر!! فهل كانت الحركة الإسلامية تملك قيادة وكادرآ ثوريآ مؤهلآ للإطّلاع بالمهام الثورية؟ أو بالأحرى هل دفعت الحركة الإسلامية بالعناصر الثورية في صفوفها إلى ساحة العمل الثوري لكى تنجز المِهام الثورية التي جاءت الإنقاذ من أجلها؟؟ أنا أعرف أن الحركة الإسلامية إبتعثت عددآ لا بأس به من كوآدرها إلى دول الغرب - أمريكا وأوروبا - للتأهيل العلمى والأكاديمي ... ولكن هل التأهيل العلمي والأكاديمي يغنى عن التأهيل الثورى والإعداد السياسي؟؟ لقد إشتكى النبي محمد (صلعم) - وهو من هو - من ندرة القيادات وقلة الكفاءات في صفوف صحابته - وهم من هم – فقال قولته السائرة :- إنما الناس كالإبل المائة!! لا تكاد تجد فيها الراحلة!! والراحلة هى البعير ذو القدرات المتعددة, والذى يصلح للجرى السريع, والحمل الثقيل, والسفر الطويل ... والمؤدب الطيع لراكبه الذى لا يحرن ولا يجفل!! وعرّف لينين قائد الثورة الروسية البلشيفية الثائر الحقيقي بأنه "تكنشن" فى فن الثورة!! بمعنى إنه شخص مدرب ماهر في إلتقاط السلطة السياسية عندما تتهاوى الأنظمة السياسية المتهالكة!!! وهذه ملكة لا تتاتى إلا بالإستيعاب العميق لمحصلة التاريخ السياسي للثورات الإنسانية الناجحة ... وبالتعاطى اليومي وممارسة الفعل الثوري بشكل دآئب ومستمر على المسرح المحلى الوطني ... لكن فوق هذا وذاك هذه الملكة هي وليدة الولع بالثورة ذاتها والشغف باساليبها وأدواتها الراديكالية الحاسمة!!! أنظر إلى الخليفة عبدالله التعايشي - دينمو الثورة المهدية وقلبها النابض - يعشق النشاط الحربي وتكتيكات القتال وهو غلام لم يبلغ الحلم ... وزهد في تعلم القرآن ودروس الفقه... فيلومه وآلده - الذى كان يشرف ويدير "المسيد" ثم يعنفّه ... ثم يؤدبه بالضرب ... وعندما رأى جده ذلك نهى وآلده عن ضربه وتعنيفه ... وامره أن يترك الغلام حرآ وشأن نفسه ... ثم تنبأ له جده - والذى كان وليآ عارفآ بالله - بأن ممارساته العملية هذه ستفيده يومآ وتفيد المجتمع من حوله!! وكان العالم الورِع محمد أحمد المهدى رمز الثورة المهدية وعلمها قد خبِر عبدالله خبرة عميقة وتعرف على شخصيته معرفة دقيقة. كان يقول عن نفسه والخليفه عبدالله ودورهما معآ فى الثورة المهدية "أنا المهدى في الظاهر, وخليفة الصديق هو المهدى في الباطن ... ومن لم يؤمن بولاية "الصديق" لم يؤمن بالمهدية, وأخشى عليه في الآخرة!!!" خلاصة القول أن الحركة الإسلامية فشلت في التمييز والفرز بين الأسلوب والمنهج الثوري في الحكم وبين الإسلوب والمنهج السياسي التقليدي في الممارسة السياسية ...وبالتالي دفعت الحركة الإسلامية بقيادات وكوادر عاطلة عن المهارات الثورية الراديكالية ... لكي تتعاطى الثورة والممارسة الثورية!! قال الله تعالى عن الحالة العقلية والنفسية للثوار الذين نصروا النبي محمد (صلعم) "لا تجد قومآ يؤمنون بالله واليوم الآخر يوآدون من حاد الله ورسوله, ولو كانوا آبآءهم أو أبنآءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم, أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدّهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا أن حزب الله هم المفلحون". فالثورة حالة نفسية كما هي حالة عقلية سواءً بسواء ... لا يتخلف شق عن الشق الآخر ... بل يتفاعلان معآ ويتكلملان معآ ... ودومآ. وهكذا فالمجاملة والمحسوبية في إختيار الرجال للمناصب والمهام هي التي قعدت بالحركة الإسلامية عن إدراك وتحقيق طموحاتها السياسية الوطنية ... وعندما قويّ الفساد وإستشرى ... عاد يفترس ويطارد كل الطيبين السذّج الذين تعايشوا معه ولم يتصدوا له في مهده ... تمامآ كما صورها المتنبي في بيت شعره: ومن يحعل الضرغام صيدآ لبازه ***** تصيّده الضرغام فيما تصيدا لقد أكثرت الحركة الإسلامية من نقدها وتجريحها للقوى السياسية السودانية الأخرى ... وإزدرت عليها فسادها وعجزها وحيرتها وإرتباكها إزاء تصريف شئون البلاد ... فإذا بها هي تخوض في ذات الوحل وتشرب من ذات الثمالة. وحقآ كما تقول الحكمة العربية "الحكم مضمار الرجال" أي السلطة والملك هي ميدان السباق الحقيقي للرجال ... يتبين عند ممارستها القادر من العاجز والصالح من الطالح!! خذ مثلا الدكتور الترابي - رحمه الله – لقد تفجرت ثورة الإنقاذ وهو في الستين من عمره ... ناضج ومجرب ومؤهل تأهيلآ علميآ وأكاديميآ مرموقآ وراسخ في حركة الأخوان المسلمين السودانية بإعتباره أحد مؤسسيها ومنظريها ... إلا أن الترابي ظل على الدوام من غير الملتزمين بمنهج الإمام حسن البنا ... فحسن البنا - رحمه الله - خلافآ لظاهره التربوى والدعوي - كان ثوريآ حتى النخاع ... ودفع حياته ثمنآ لتوجهاته الثورية المبطنة ... حيث إغتالته إستخبارات الخديوي علنآ رميآ بالرصاص. وبالتالي يمكننا أن نقول - وبإطمئنان كامل- أن الترابي في الأساس لم يكن ثوريآ ... فهو لم يتأثر بالأوساط "الإخوانية المصرية" إلا قليلآ ... لأنه تلقى دراساته الجامعية فى السودان والعليا في أوروبا. للذلك يمكننا أن نقول - وبإطمئنان تام- أن الترابي من خريجي مدرسة جيل الإستقلال السودانية: أعني الأزهري والمحجوب وشيخ علي عبدالرحمن ... فهو يطمح أن يكون رئيس حزب سياسي مثلهم ثم يصل مثلهم عن طريق هذا الحزب سلميآ وديمقراطيآ إلى السلطة ... ولذلك كان الترابي غيورآ على زعامة الحركة الإسلامية مثل ما كان الأزهري غيورآ على زعامة الإتحاديين ... وظل الترابي حريصآ على الإستمرار في زعامة الإسلاميين لكي يصل بهم في نهاية المطاف إلى السلطة سلميآ وديمقراطيآ. لذلك كان أسلوب الثورة والإنقلاب طارئآ وغريبآ على الترابي وخلاف منهجه السياسي في الوصول للسلطة!! لذلك عندما نجح الإنقلاب وإستولت الحركة الإسلامية على السلطة كان الترابي شخصيآ غير مستعد ولا مؤهل نفسيآ ولا عمليآ لممارسة سلطة ذات طابع ثوري!!! أضف إلى ذلك إرتباط الترابي الإجتماعي بعائلة المهدي - معقل الطائفية السياسية ومهد التقليد والرجعية في السودان- كبّله وقيّده ... فكيف يتأتى له الثورة على أصهاره وتصفية مؤسسات آل المهدي السياسية والإقتصادية والإجتماعية والروحية؟؟ أفلا تراه توارى في معتقل "سجن كوبر" صبيحة نجاح الثورة خجلآ من أصهاره أن يتهموه بأنه منفذ الثورة عليهم؟؟ فالقائد الثوري الحق: الرؤيا لديه وآضحة, والطريق أمامه بين لا يتردد ولا يجامل ولا يهادن ... فهو كما قال العقاد: عُداتي وصحبي لا إختلافٌ عليهما ********* سيعهدني كلٌ بما كان يعهدُ لكن الترابي تذبذب وتردد بين أن يكون فقط ملهمآ ومرشدآ للثورة ... وبين أن يكون تنفيذيآ يصرِّف الأمور بنفسه!! فهو لم يحدد ويحسم دوره في الثورة!!! فكيف به يوزّع ويقسم الأدوار للآخرين؟؟ ورغم مجاملة الترابي لأصهار من آل المهدي ... لم يسلم الترابي من بطشهم وأذاهم ... فحاذثة الإعتداء عليه في كندا والتي كادت أن تودي بحياته ... هي إنتقام من آل المهدي من الحركة الإسلامية في شخص زعيمها لنزعها السلطة من أيديهم!! لقد حُبكت خيوط الإعتداء على الترابي هنا في السودان وبالتحديد في "حيشان" ودنوباوي وقصور حي الملازمين,وحبكت خيوط المؤامرة "نساء آل المهدي بالتحديد"... وأًرسل السيناريو إلى أمريكا ليتم تنفيذه بواسطة "بلطجية" حزب الأمة - وما أكثرهم!!! إسماعيل إدريس نوّاي رئيس فصيل / حركة القوى السودانية الثورية الديمقراطية والعضو المؤسس لحركة تحرير السودان