مدرسة منصور خالد .. لا تلاميذه ! يحمد للديبلوماسي والكاتب النابه خالد موسي عرضه الموضوعي ثناءاً وتقريظاً ثم تنويهاً بالنقائص والنواقص لسيرة الدكتور منصور خالد من خلال حفل تكريمه مطلع مارس الماضي . أقام ذلك الحفل ووقف علي ترتيباته الادارية والمالية نفر من أصدقاء منصور وقرائه وصفهم خالد موسي بانهم " بقايا الصفوة التي وصفها منصور نفسه بادمان الفشل....." وانهم بقايا دولة الافندية كما قال الكاتب ! أوفي خالد موسي خالدا حقه من الثناء بانه يستحق التكريم والاحتفاء " لكسبه النوعي في النقد الواعي لعقلية الفشل لدي النخبة وترتيب أولويات النهضة ولإنتاجه الفكري وأن منصور يمثل قيمة مضافة للمعرفة وللثقافة السودانية." الا ان خالد موسي أضاف في الخاتمة أن منصوراً لم يترك وراءه تلاميذ وإنما ترك منهجاً فقط . محق أنت ياخالد : لا تلاميذ لمنصور بمعني الاتباع اذ لم يترك خلفه رفاقاً يساريين ولا إخوان يمينيين ولا مريديين أو حيران يدينون " للشيخ " بالولاء والطاعة ، ينصاعون لتوجيهاته ، ويقبلون يديه طالبين العفو والبركة.. لم يكن منصور زعيماً سياسياً يستجدي تأييد الجماهير ويطلب أصوات الناخبين بل إنه براء من " مهنة " السياسة عندما قال يوما أن السياسة في السودان خساسة وقد سبقه إلى هذا الوصف أقوام كثيرون من الشرق والغرب بأن السياسة لعبة قذرة( Dirty Game) ترك منصور من وراء سيرته الفكرية ومنهجه مدرسة افتراضية ( Virtual School ) هي مدرسة الوسطية الليبرالية التي يعود تأريخ نشأتها ومنطلقاتها إلى تيار الفكر الحر و إلى حركة الطلاب المستقلين في ثانويات الخمسينات : حنتوب وخورطقت ووادي سيدنا.. تخرج منصور في هذه الاخيرة بعد أن قاد فيها مع زميله وصديقه محمد خير عثمان ( في ما بعد الدكتور محمد خير معلماً تربوياً واستاذاً جامعياً ووزيراً للتربية في العهد المايوي) وآخرين . ذلك الفكر وتلك الحركة – المستقلين- انتقلت معهم الي كلية الخرطوم الجامعية وجامعة الخرطوم عند الاستقلال . وعاب خالد موسي علي حفل تكريم منصور خالد أنه خلا من الحضور الرسمي لممثلي الدولة وللحزب الحاكم . لقد وُجهت الدعوة للجميع فحضر من حضر ( ومنهم وزراء الخارجية والعدل والثقافة ووالي الخرطوم ) واعتذر من اعتذر وتأبي اخرون لشئ في نفس يعقوب !! كان يا خالد تكريما أهلياً لا حكومياً ولا حزبياً أعدت له لجنة قومية سبعينية من أصدقاء المحتفي به ومحبيه أنفقوا عليه ملايين الجنيهات السودانية( أي ملايم الدولارات ) من حر وحلال أموالهم لم يطلبوا قرشاً واحداً من مال عام. إنه تكريم يرسخ سنة حميدة : أن يكرم الأحياء وهم شهود علي الاحتفاء بهم يرون ويسمعون ما يقال عنهم بدلا عن تابينهم عند الممات.. يكرمهم المجتمع المدني .. وللدولة - إن شاءت ورغبت – أن تمنحهم الأوسمة والأنواط . د. حسن عابدين عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.