الدعم السريع يغتال حمد النيل شقيق ابوعاقلة كيكل    زيلينسكي: أوكرانيا والولايات المتحدة "بدأتا العمل على اتفاق أمني"    وصول البرهان إلى شندي ووالي شمال كردفان يقدم تنويرا حول الانتصارات بالابيض    منى أبوزيد: هناك فرق.. من يجرؤ على الكلام..!    عقار يوجه بتوفير خدمات التأمين الصحي في الولايات المتأثرة بالحرب    مصر ترفض اتهامات إسرائيلية "باطلة" بشأن الحدود وتؤكد موقفها    الإمارات العربية تتبرأ من دعم مليشيا الدعم السريع    محمد الفكي يتهم إسلاميين بالتخطيط لإشعال الشرق    حسين خوجلي يكتب: مدينة الأُبيض ومن هناك تبدأ الشرعية ومجتمع الكفاية والعدل    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الإثنين    لافروف: العالم يشهد أزمة في مجال الحد من التسلح وعدم الانتشار النووي    أمانة جدة تضبط موقعاً لإعادة تدوير البيض الفاسد بحي الفيصلية – صور    نصيب (البنات).!    ضبط فتاة تروج للأعمال المنافية للآداب عبر أحد التطبيقات الإلكترونية    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    بعد سرقته وتهريبه قبل أكثر من 3 عقود.. مصر تستعيد تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني    تراجع أم دورة زمن طبيعية؟    بمشاركة أمريكا والسعودية وتركيا .. الإمارات تعلن انطلاق التمرين الجوي المشترك متعدد الجنسيات "علم الصحراء 9" لعام 2024    محمد وداعة يكتب: حميدتى .. فى مواجهة ( ماغنتيسكى )    إجتماع ناجح للأمانة العامة لاتحاد كرة القدم مع لجنة المدربين والإدارة الفنية    المدهش هبة السماء لرياضة الوطن    خلد للراحة الجمعة..منتخبنا يعود للتحضيرات بملعب مقر الشباب..استدعاء نجوم الهلال وبوغبا يعود بعد غياب    نتنياهو: سنحارب من يفكر بمعاقبة جيشنا    كولر: أهدرنا الفوز في ملعب مازيمبي.. والحسم في القاهرة    إيران وإسرائيل.. من ربح ومن خسر؟    شاهد بالفيديو.. الناشطة السودانية الشهيرة مدام كوكي تسخر من "القحاتة" وحمدوك: (كنت معاهم وخليتهم.. كانوا سايقننا زي القطيع وبسببهم خربنا وش مع البشير لمن قال أدوني فرصة)    شاهد.. الفنانة مروة الدولية تطرح أغنيتها الجديدة في يوم عقد قرانها تغني فيها لزوجها سعادة الضابط وتتغزل فيه: (زول رسمي جنتل عديل يغطيه الله يا ناس منه العيون يبعدها)    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    الأهلي يوقف الهزائم المصرية في معقل مازيمبي    ملف السعودية لاستضافة «مونديال 2034» في «كونجرس الفيفا»    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تقارير المخابرات البريطانية عن السودان 1892 1898م .. بقلم: عبدالرحيم محمد صالح
نشر في سودانيل يوم 14 - 06 - 2016

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
مقدمة
للتوثيق، في رأي عبدالمجيد عابدين، أقسام وأصول وأدوات ويحتاج إلى معرفة وتخصص وخبرات وإلمام بمناهج الدراسة وطرق التقصي و وسائل التحقيق وأنماط التحليل. لمعرفة "كان الشئ" من اللازم معرفة "ماهو الشئ" في قول الفيلسوف هيجل، وذلك ضروري لمعرفة صحة المرويات (شفاهة) والمدونات (خطاً وطباعة) والمسموعات (صوتاً وصورة) حتى يتثنى الفهم الصحيح، إن أمكن، وتحديد مواطن التلف والتزييف إن وجدت. تقارير المخابرات البريطانية والتي نتناولها هنا، وعددها حوالي 49 تقريراً تغطى أحداث الفترة من أبريل 1892م إلى نهاية عام 1898م. وهي ليست تاريخاً، التاريخ هو ما حرص على كتابته مؤرخ فطن تدثر بالمعرفة وتسربل بسربال الجزم في مراجعة بينات الأحداث والشواهد والأدلة والقرائن وفوق ذلك كله لبس عباءة الحياد التام كما يفعل القاضي العادل في محكمته. قد قيل المؤرخ نبيّ ينظر إلى الماضي أو هكذا يجب أن يكون، فالمؤرخ الحق يجب أن يكون خالياً من الغرض باحثا في خبايا الحقائق وقارئاً لما بين السطور مبتعداً عن دوائر المصالح والسلطة والولاءات. هذه التقارير كتبها ضباط مخابرات، غير محايدين، ينظرون إلى الأمام بعين فاحصة تخدم مصالحهم وتخدم اهتمامات مخدمديهم فيجب الانتباه إلى ذلك عند قراءتها. الوثائق الكتابية الورادة في تقارير المخبارات الأنجليزية هي مادة أولية للبحث والفائدة قد تساعد أو قد يعتمد عليها الباحثون في الكشف عن حقيقة ما أومعرفة المزيد عن حدث ما. أجمالا يمكن القول بأنها مجموعة من المذكرات والخطابات والتقارير كتبت لأغراض سياسية وعسكرية وإدارية تم تصنيفها في مجلدات أو ربائد لمساعدة القراء والباحثين عن تفاصيل أحداث تلك الفترة الهامة. ولفهم أفضل يجب الانتباه إلى السياق التاريخي والإطار التاريخي لهذه الوثائق من حيث التدقيق في الحدث موضوع الوثيقة والإطار الزمني أي تحديد الفترة الزمنية للأحداث الواردة في الوثيقة. يجب مراعاة اختلاف المعايير والمواثيق الأخلاقية والأعراف ودرجة الوعي الإنساني التي كانت تحكم تصرفات الناس زمانئذ، أي المعايير الأخلاقية التي تحدد النهج الأخلاقي للأفعال والتصرفات ودرجة الإيثار. فبداهةً لا ينبغي الحكم على أحداث جرت قبل أكثر من قرن من الزمان بالمعايير الأخلاقية والولاءت الوطنية السائدة في يومنا هذا.
تقارير المخابرات البريطانية عن السودان 1892 1898م
بريطانيا العظمى
مكتب الحرب
قسم المخابرات
مصر
تقارير المخابرات (سري)
تقرير رقم (1) أبريل 1892م
موجز:
القائد العام،
بتقديمي لهذه المذكرة، التي جُمعت بناء على التعليمات الأخيرة الصادرة من وزارة الاستخبارات، لندن، أود أن أشير إلى حقيقة أنّ الخليفة عبدالله، قد عزز سلطاته وذلك بحبسه الخليفة شريف، والأمر الذي قد يتبعه عقاب مماثل ضد علي ود حلو ، الخليفة الوحيد المتبقي من الخلفاء الذين عينهم الراحل المهدي، وهذا يبين أنّه من المحتمل أن تنشأ في السودان في وقتٍ قصير دولة ذات سيادة يكون نظام الحكم فيها وراثي في عائلة آل الخليفة عبدالله وليس كما كان سابقا حكومة تقوم على مبادئ دينية بحتة. في هذه الحالة ربما أدى ذلك إلى إحياء العداوات القديمة والنزاعات الدموية بين القبائل وهي موجودة أصلا في مجموعات (مجتمعات) السودان، وذلك يجعل من المستحيل على أي منها، ماعدا الأجانب، حكم البلاد. يمكن اعتبار أهمية غارة الدراويش مؤخرا على صرص القديمة طفيفة، وأتمنى في المستقبل أن تتمكن دورياتنا من الخيالة والهجانة من وقف غارات السُراق الدراويش.
السرادر هيربرت كتشنر، 2 مايو 1892م
السودان:
أكثر الأحداث أهمية في السودان منذ إرسال مذكراتنا السابقة هو حبس الخليفة شريف في أمدرمان وطرد عدد من الأمراء المهمين الذين شاركوا في الثورة الأخيرة إلى النيل الأبيض. جميع الشواهد والأدلة تؤكد أهمية هذا الحدث والذي يمثل حدثا مهما في شئون السودان. ويدل على أن الخليفة عبدالله ليس فقط قد أعاد تكريس سلطاته التي كانت، إلى حد ما، في خطر، بل أستفاد من قمع التمرد، واستطاع بطريقة متميزة إن يغيّر نظام الخلافة الذي وضعه الراحل المهدي قبل وفاته. بزجه للخليفة شريف في السجن تم التخلص من الشخص الذي، وفقا لمبادئ المهدية، ينبغي أن يكون خليفته، وهذا قد يكون تمهيداً للإعلان باستبدال حكم المهدي في نظام الخلافة وتحويله إلى نظام وراثي، كما ألمح الخليفة بذلك كثيراً، لكنه حتى الآن لم يتجرأ بإعلانه على الملأ، لأنه كان يخشى معارضة الخليفتين المتبقيين. بما أنّ الخليفة شريف في السجن، تكون المسألة الآن هي متابعة تصرفات الخليفة علي ود حلو الخليفة الوحيد المتبقي. ماعدا ذلك فالوضع في مناطق السودان المختلفة الأخرى لم يتغير كثيراً.
إعلان وجهاء وعمد منطقة بربر (أنظر الملحق أ) ما هو إلا دليل آخر على عدم قدرة سكان السودان قلب نظام الدراويش بدون مساعدة. هذه الوثيقة هي واحدة فقط من العديد الرسائل من ذات الطبيعة المماثلة التي تصل إلى الحكومة المصرية من وقت لآخر من أجزاء البلاد المختلفة. لكنّه ليس من الممكن في الوقت الحاضر تقديم أي مساعدة مادية للذين كتبوا هذه المذكرة.
من المحتمل أن يفصح اجتماع الأمراء والذي ورد بأنه انعقد يوم 20 فبراير عما يودون عمله في المستقبل. وعلى صعيد آخر، ظلت العائدات التجارية كما هي مماثلة لعائدات الأشهر الأربعة الأخيرة من عام 1891م، ويبدو أن المعلومات التي وردت في التقرير العام حول هذا الموضوع جيّدة. وقد وصلت بعض الرسائل إلى القاهرة من أوروبيين بأم درمان، ولكنها لا تحتوي على أخبار جديدة، ومعظمها تتعلق بالأمور المالية.
على الحدود: الغارة الأخيرة على صرص القديمة ليست لها أهمية تذكر (طفيفة) ، ولكن عودة عثمان أزرق إلى الحدود المصرية قد تكون مؤشرا إلى الرجوع إلى نزعته السابقة في الغارات. وكانت الغارة الأخيرة غير ضارة عدا بعض القرويين، الغير مسئولين، الذين فقدوا بعض أبقارهم، وننوي إبقاء الحدود في حالة تأهب. ظل الوضع في دنقلا كما هو دون تغيير، حامية الدراويش الشمالية مازالت هي صواردة وبعض دورياتهم تصل في بعض الأحيان إلى آبار أمبكول .
شرق السودان : لا توجد أي أحداث ذات أهمية كبيرة في هذا الجزء من السودان. لا تزال نقطة الفاضلاب المعادية قائمة في كوكريب . وقد طلبنا وجهة نظر مكاتب الحكومة الإيطالية في محاولة للتوفيق بين رجال القبائل في المنطقة المجاورة الواقعة تحت النفوذ الإيطالي.
الأميرلاي فرانسيس ريقنالد وينقيت
مدير الاستخبارات العسكرية
القاهرة 30 أبريل 1892م
(أ) مقتطفات من يوميات القاهرة ، من 130 أبريل عام 1892م .
وصل الشيخ أحمد محمد العجيل إلي أسوان يوم 30 مارس قادما من بربر، وصل إلى القاهرة في 18 أبريل. وهو واحد من أبرز تجار السودان ورجل ذو ذكاء استثنائي وبالتالي تم استجوابه بشكل كامل عن كل ما يتعلق بالوضع في السودان. وقد كان العجيل في القاهرة قبل نحو 18 شهرا، وكان قد حمل إعلانات مطبوعة، وقعها رياض باشا، رئيس الوزراء الراحل، إلي الناس في بربر وإلى القبائل في السودان بشكل عام، غادر الشيخ بربر في يوم 15 من مارس، معه ردود من وجهاء المدينة السابقين (أنظر الملحق د).
وذكر العجيل أن الزاكي [عثمان] ، أمير بربر قد غادر إلى أم درمان في يوم 21 فبراير في امتثالا لأوامر الخليفة، جنبا إلى جنب مع أمين بيت المال الحالي الحاج خالد (جعلي) والقاضي أبو فاطمة، وبعض الأمراء هم: محمد عجيمي، من أعيان البربر؛ إبراهيم محمد؛ عبد الله ود سعد ومحمد أحمد الخواض. سبب الاستدعاء لحضور الرجبية "الإسراء المعراج"، والتي من المفترض أن تكون ليلة 26 فبراير. وقد شغل الأمير علي فرفار مكان الزاكي عند غيابه. نتيجة هذا الاجتماع الكبير في أم درمان لم تُعرف بعد. قبل مغادرة الزاكي بربر، حدثت مشاجرة مع الحاج خالد، الذين رفض الانصياع لأوامر الزاكي فيما يتعلق بإدارة بيت المال.
وقد أدلى أحمد محمد العجيل أيضا بالرواية التالية عن الثورة الأخيرة في أم درمان:
الخليفة شريف بالتعاون أحمد و فوزي (كتبة الخليفة عبدالله) وأحمد ود سليمان (أمين بيت المال الراحل) ، صالح ود سوار الدهب ، أحمد ود النور (جعلي) ، سعيد محمد فرح (دنقلاوي)، شعيب، الحاج علي الجيلي (دنقلاوي) ومحمد خير كركساوي تأمروا على قتل الخليفة عبدالله وتم الاتفاق على أن يطلق أحدهم النار على الخليفة وهو في طريقه إلى المسجد، ومن يطلق النار يجب أن يتلثم ويتنكر ويهرب بسهولة لكي يختبئ وسط الحشد. ولكن للأسف أخبروا ابن زقل بخطتهم، الذي بدوره أخبر أحمد ود الفحل (جعلي) ، الذي ذكر ذلك إلى البدوي العريق ، أمير الجعلين، وقال للعريق إن لم يقم بإبلاغ الخليفة، فأنه سيقوم بذلك بنفسه وتم إبلاغ الخليفة والذي أمر فوراً بوضع حراسة مشددة حول بيته. وما أن علم الخليفة شريف بأن الخليفة عبد الله قد كشف خطته حتى أعلن عداوته صراحة للخليفة عبدالله. ومع ذلك فقد فعل الخليفة عبدالله كل ما في وسعه لاستعادة الهدوء، والاستفادة من الخليفة علي ود حلو والسيد المكي ، الحاردلو أب سن كأجاويد ووسطاء، كما أعرب عن استعداده للاستجابة لشروط الخليفة شريف، والتي كانت على النحو التالي:
1 إلغاء الضرائب التجارية على المراكب النيلية والجمال.
2 أعادة المراكب والقوارب التي أخذت عنوة من أصحابها.
3 إلغاء العشور على البضائع التي تمر عبر كوكريب وبربر وأم درمان.
4 إلغاء الضرائب على الحبوب، على الرغم من المتفق عليه أصلا عشر واحد، ولكنها الواقع كانت أكثر من نصف.
5 إعادة كافة الأراضي التي أخذت من أصحابها.
6 تقسيم كامل مخزون الأسلحة إلى ثلاث حصص متساوية، بحيث يحصل على كل خليفة على ثلث.
7 رفت القاضي أحمد
8 تقسيم السلطة بالتساوي بين الخلفاء الثلاثة.
9 إلغاء الضرائب على العبارات (المعديات) .
10 التوقف عن ختم السلع بخاتم الخليفة الخاص به.
11 تسليم خمس الغنائم التي كانت تعطى للمهدي الى ابنائه (أبناء المهدي) .
12 العفو عن أولئك الذين انضموا إلى الخليفة شريف في هذه المطالب، والوعد بألا يتعرضوا لأي مساءلة أو تحرش بأي حال من الأحوال. أقسم خليفة عبد الله على قبر المهدي بأنه موافق على هذه الشروط، وأنه يرى في كل ما حدث كأنه لم يحدث وهكذا تكون القضية قد انتهت والمصالحة تنفذ. بعد أيام قليلة من الاتفاق أرسل الخليفة عبد الله للخليفة شريف وطلب منه أن يقبل بأن يضع كل أولئك الذين انضموا اليه في التمرد في السجن لمدة شهر فقط للتخويف ولمنع إمكانية القيام بتمرد مماثل في المستقبل فوافق الخليفة شريف ولكن بعد عدة أيام أعلن الخليفة عبد الله في المسجد عن رؤية قابل فيها النبي أمره بقتل المحرضين على التمرد، ولكنه، أي الخليفة، توسل إلى النبي لتبديل هذه العقوبة، فتم تغيير عقوبة القتل إلى النفي إلى بحر الجبل. وما أن انتهت الصلاة حتى تم وضع المحرضين في السلاسل ونفيهم إلى أعالي النيل الأبيض وهم: فوزي، أحمد مقبول، إدريس، جدي ، بشير، بادي، أحمد ود وديدي، أحمد سليمان ، أحمد ود النور، محمد فرح، صالح ود سوار الدهب وأحمد محمد خير. ومازال الأمراء حسن خليفة ، عبد المولى و زقل في السجن في أم درمان. كما لا يزال يوسف منصور يعمل قائدا للمدفعية وسعيد بك جمعة مساعدا له.
تم استدعاء عبدالرسول من فشودة وهو الآن في أم درمان. الأمير عمر كشة والذي كان تاجر التهريب الرئيسي لعثمان دقنة في طوكر أيضاً في أم درمان. تصنيع ملح البارود ما زال مستمرا ولكن هناك صعوبات في الحصول على الرصاص أكثر من أي وقت مضى. الابن الأكبر للراحل المهدي، فاضل ، رجل يميل إلى السلم، ولكن الابن الثاني، محمد، الذي يبلغ حاليا 22 عاما من العمر، رجل مقتدر ومثير للاهتمام، ولكن الخليفة عبدالله زوجه مؤخرا ابنته وأعطاه عدد من الخدام الذين هم، في الحقيقة، مجرد جواسيس.
فشودة : حرب الشلك ماتزال مستمرة ولكن بصورة غير منتظمة؛ يرابط الزاكي طمل وقواته في منطقة القلابات. رُث الشلك، الذي اغتيل غدرا من قبل الزاكي قد خلفته شقيقته وهي التي تقود جيش الشلك الآن.
الاستوائية: الأمير حسيب، الذي نجح في العودة إلى أم درمان من بحر الجبل مع بعض العاج (سن الفيل)، رجع للبحث عن مركب مفقود ولم يسمع عنه منذ ذلك الحين. وأرسل أمير دنقلاوي اسمه كنة مجاهد في باخرة خاصة منذ مدة للتأكد مما إذا كانت الأخبار حول عودة أمين باشا الاستوائية صحيحه ولم يعد حتى الآن.
دارفور: تخضع الفاشر الآن إلى أبو قدوفات، وهو ليس تحت سلطة الخليفة في أم درمان بأي حال من الأحوال.
كردفان: محمود ود أحمد لايزال الأمير في مدينة الأبيض، يساعده علي ود الهاشمي. والزنوج في دار النوبة لا يزالون يحافظون على استقلالهم.
دنقلا : ظل الوضع هنا دون تغيير، ولكن عثمان أزرق وصل إلى صواردة مؤخراً .
أبوحمد: أدريس هرون هو الأمير في "أبوحمد"، تمت دعوته هو أيضاً إلى اجتماع الأمراء في أم درمان و يشغل مكانه الآن بقاري اسمه عبيدون.
شرق السودان: لا يزال يتم أخذ العشور في كوكريب، وكذلك عثمان دقنة فرض العشور على التجار الذين تحاشوا دفعها في كوكريب وبربر.
كسلا : مساعد هو الأمير هنا، وقد اتخذ سيد حامد مساعدًا له .
القلابات و القضارف : نفس الوضع الذي ورد في التقرير السنوي.
التجارة : ريش النعام أصبح نادراً. لا يسمح باستخدام الأسلحة النارية في أغراض الصيد ويجب أن تستخدم فقط في الحرب. تقدم بعض التجار بطلبات للخليفة للحصول على إذن لاستخدام البنادق في صيد النعام، لكنه رفض السماح بذلك. لا يزال الريال "المقبول" يضرب في أم درمان بواسطة شخص يدعى عبد المجيد، وهو من مواليد كردفان. التعامل بهذا الريال محصور تقريبا في أم درمان، وقيمته أقل من المناطق أخرى في السودان، حيث تقدر قيمة "المقبول" بثلاثة أرباع قيمته في أم درمان بالتالي فالمواد أكثر تكلفة في العاصمة مما هي عليه في المناطق الأخرى.
تجارة الرقيق : منذ أن تم أغلاق طريق الاستوائية فأن معظم العبيد يأتون من المناطق الغربية. ويقدر العجيل أن حوالي 150 من العبيد يُباعون كل شهر في سوق بربر، وحوالي ستة أضعاف هذا العدد في أم درمان .
السجناء الأوروبيون: سلاطين لا يزال ملازما، ويكاد يكون من المستحيل أن يهرب، لأنه لايسمح له إلا نادراً بمغادرة باب الخليفة.
البشير كرار، وهو ساعي البريد الرئيس للدراويش، جلب مؤخرا 200 من الإبل من بربر إلى أم درمان. يجمع الخليفة حاليا إمدادات كبيرة من سروج الجمال، القرب، الحبال ومستلزمات أخرى يبدو أنها لرحلة طويلة ولكن لا أحد يعرف إلى أين. محمود أحمد، أحد التجار الذين غادروا بربر في 25 مارس، وسافر عن طريق كوروسكو، قد وصل إلى القاهرة في 19 أبريل، ذكر أنه بأيام قليلة قبل أن يغادر بربر، وصل منشور من الخليفة عبدالله وتمت قراءته في المسجد، مفاده أن جميع قضاة الشرع في أم درمان، بما في ذلك قاضي الإسلام، حكموا على الخليفة شريف بالصلب لأنه حنث بيمين الطاعة الذي أداه أمام الخليفة، وأن الخليفة عبدالله قد خفف الحكم إلى السجن في السلاسل. الخليفة شريف الأن بالسجن وقد وضعت ثمانية قيود حديد حول رجليه وإثنان من السلاسل حول رقبته. وذكر أيضا أن الخليفة عبد الله استدعى الخليفة علي ود حلو وطلب منه تسليم الأسلحة والخيول إلا أن الأخير رفض.
كما أنه تم استدعاء أهالي الجزيرة، (البلد الواقعة بين النيلين الأزرق والأبيض) لحضور احتفال عيد الأضحى في أم درمان والأقامة بعد ذلك فيها. وقد فعل الخليفة هذا لأنه يخشى تمردهم خاصة أن كثير منهم من أتباع الخليفة شريف والخليفة علي ود حلو.
الوافدون الجدد إلى القاهرة أفادوا :بعد هروب الأب جوزيف أوروالدر ، تم وضع باقي أعضاء البعثة النمساوية في السجن، ولكن أطلق سراحهم بعدما ثبت أنهم لا علاقة لهم ولا علم بعملية الهروب. بيعت مقتنيات الأب أوروالدر والراهبتان في مزاد علني لصالح بيت المال.
قد تم استدعاء أمير دنقلا لحضور أحتفال عيد الأضحى مع الأمراء .
الفضل ابن الزبير باشا، لا يزال في أم درمان، وقد أهداه الخليفة 300 ريال وسمح له العيش مع أقاربه. وصل أبو قرجة إلى أم درمان قادما من كسلا يوم 10 ديسمبر 1891م.
الاستوائية: أمين باشا قد وصل الرجّاف .
بحر الغزال: مرت مدة طويلة منذ انسحاب الدراويش من مديرية بحر الغزال، ولا نية لهم بإعادة احتلالها. استقر بعض أتباع رابح الزبير في دار فرتيت، ولكن رابح نفسه لا يزال في دار أبوريشة على رأس جيش كبير وهو باستمرار في حالة حرب مع المناطق المجاورة .
كما حدث في بربر، وصل منشور ليقرأ في المسجد في دنقلا معلنا عن قمع التمرد في أم درمان وحبس الخليفة شريف .التجار اليونانيين الثلاثة الذين هربوا من حلفا شوهدوا في دنقلا في طريقهم إلى أم درمان. هناك أنفلونزا من نوع خفيف تعم المنطقة، وأيضا انتشر مرض قاتل بين الخيول وراح ضحيته عدد كبير من الخيول. آدم محمد، شقيق الأمير يونس ، يقود العساكر الجهادية والطيب ود حسيب أمين بيت المال في دنقلا.
(ب) مقتطفات من يوميات الحدود ، من 18 فبراير 12 أبريل 1892
العديد من المعلومات الواردة في يوميات القاهرة لم نذكرها في المقطتفات التالية تفادياً للتكرار:
في يوم 27 فبراير هاجم الدراويش قافلة من ستة رجال وسبعة إبل قادمة من دنقلا إلى حلفا في آبار أمكبول. تم القبض على الجمال وأربعة من الرجال حيث تمكن أثنان من الرجال من الهرب بالقفز في النهر. ذهبت قوات الدراويش جنوبا وقد أسروا أيضاً صبيا وجدوه حول الآبار؛ تم إطلاق سراحهم جميعا في وقت لاحق.
هيكمان بك ( ضابط مخابرات) كتب من حلفا في يوم 14 مارس قائلا:
من المثير للاهتمام أن الخليفة أمر بالإفراج عن السجناء الذين تم القبض عليهم من قبل دورية الدراويش في الآونة الأخيرة. وحسب الحكومة المصرية تم الإفراج عن المصريين الذي اعتقلتهم قوات النجومي في 1889م. بغرض فرض الضرائب تم تقسيم محافظة دنقلا إلى عشر مناطق، كل منها عليه أن يدفع 100 رطل الحبوب وعشر رؤوس من الضأن كضريبة في بداية هذا العام. لا يبدو أن الضرائب يتم جمعها بشكل منتظم، لكن في مثل هذه الحالات يقرر الأمير مايراه مناسبا. الضرائب في هذه الحالة فرضت لزواج الأمير يونس.
شائعات عن غارات: سرت شائعات في يوم 12 مارس أنّ الدراويش ربما يشنون غارات في شمال البلاد حتى سمنة.
الغارة على صرص القديمة: في الرابع من أبريل قام رهط من الدراويش على الخيول والجمال تحت قيادة عثمان أزرق، بغارة على صرص القديمة ونهبوا 15 بقرة ، 3 إبل وحوالي 200 من الماعز من سكان القرية. وحدث تبادل إطلاق نار خفيف بين الدراويش ودورية تابعة لسلاح الهجانة المصري وقوة من سلاح الفرسان تم إرسالها من حلفا تحت قيادة البمباشي كوتن. وقد تعقبت القوة الدراويش لمسافة ، لكنها عادت بعد فترة ولم تستطع إعادة الممتلكات.
الضابط المسؤول عن الحدود (ودهاوس باشا ) علق على هذه الغارة قائلاً: أعرب عن أسفي لتجدد الغارات، خاصة أنّ المغيرين أفلتوا بالمنهوبات دون عقاب، وأخشى وأتوقع تكرار مثل هذه الغارات من فترة إلى أخرى. وسأعمل كل ما في وسعي لمنعها وتلك مهمة صعبة. للدراويش خياران للهجوم على أي من جانبي النهر، وإذا لم نحتفظ بقوة متحركة في صرص فيمكنهم مهاجتنا بقوات متفوقة أكثر وأكبر من استعدادتنا الدفاعية. الغارات، رغم عدم أهميتها، إلا أنها مؤشراً إلى استمرار الروح العدائية عند قادة الدراويش وتأكيداً على ضرورة استمرار اليقظة على الحدود. في المستقبل ستكون صرص في حماية سلاح الفرسان. القرويون ليس لديهم دعاوى ضد الحكومة وهم بالأحرى خارج نطاق العداء. هم طبيعيا غير خاضعين لدفع الضرائب ويزرعون التبغ، وقد تم لفت نظرهم لفهم المخاطر التي قد يتكبدونها من الغارات. بل البعض يأمل أن تتعرض ممتلكاتهم للنهب والمصادرة أملاً في الحصول على تعويضات مجزية يحصلون عليها من الحكومة وذلك عن طريق المبالغة في تقدير حجم الضرر، وفي الوقت نفسه الوقوف بشكل ما مع الدراويش.
شائعات عن سجن أبوقرجة: كتب هيكمان بك من أسوان في يوم11 أبريل، ويقول إن الأنباء تشير إلى أنّ الخليفة عبدلله قد سجن "أبو قرجة" لأنّ اسمه ظهر في صحف القاهرة معلنا رغبه في الانضمام إلى الحكومة. سجن الخليفة شريف وغيره من أحداث مدرجة في اليوميات قد تم التأكد منها من قبل الوافدين الجدد على الحدود .
(ج) مقتطفات من يوميات سواكن من يوم 16 مارس إلى 12 أبريل 1892م:
العديد من المعلومات الواردة في يوميات القاهرة لم نكررها في المقطتفات التالية:
طريق بربر سواكن: البمباشي ثروستون (ضابط مخابرات) كتب من سواكن يوم 30 مارس يقول إن الفاضلاب تحت إمرة محمود كراي يواصلون أخذ العشور على البضائع التي تصل من سواكن. ذكرت التقارير من طوكر وصول لاجئين من البني عامر والحباب من داخل الأراضي تحت السيطرة الإيطالية وقد تم توجيه الحباب بالعودة إلى بلدهم. الأمير مساعد كتب إلى مشايخ القبائل المختلفة وبعض منهم في الأراضي المصرية مؤكدا لهم استتباب السلام والأمن. ازدادت التجارة بين مصوّع وسنهاي حيث تكثر تجارة الصمغ العربي والعاج.
تكروريان أثنان من أصل 63 فرا من أم درمان وذكرا في سواكن يوم 19 أنهما أمضيا 33 يوما في الطريق من أم درمان، حيث كانا في السجن ولكن تم إطلاق سراحهما بعد اداء القسم أمام القاضي بأنهما لا نية لهما في الذهاب الى مكة المكرمة، تم الإفراج عنهما فلاذا بالفرار.
الأخبار التالية جاءت من مصادر مختلفة:
وكيل شيخ من العبدالرحمناب سمع يوم 28 أن الخليفة كان قد استدعى محمود كراي، محمد موسى دقنة، محمود أحمد دقنة، ومحمد طالب، وأمير من الموسيياب، لكنهم جميعا رفضوا الذهاب خوفاً من الخليفة، لأنهم سمعوا أن أبا قرجة قد نُفي وبعض الأمراء الآخرين قد قتلوا. غادر محمد موسى دقنة منزله في تدبنوب على نهر عطبرة، وذهب إلى أميت قرب سنكات ثم إلى عرب الهوكولاب (حامداب) وأرسل ليأخذ ممتلكاته لأنه يعتزم العيش هناك تحت حماية الحامداب. بدأ، حسن جبرين، الشيخ السابق للإرفوياب التوجه إلى أم درمان. وتفيد التقارير قبل أربعة أيام أن سوق بربر ومحتوياته قد دمرته النيران تماماً. وأن المرض قد انشر بين أتباع عثمان دقنة في إداراماب . في يوم 29 سمع أحد موظفي الاستخبارات من بعض العرب الذين جاءوا من سنكات وعتباي، أن الخليفة أعدم سبعة جعليين في أم درمان، وأنه بعث برسالة إلى عثمان دقنة يخبره أن يرسل إلى أم درمان شيوخ الشاياب والنوراب، ومحمد شنقراي، شيخ السمرأر، ومحمود كراي ومحمد موسى دقنة إلا أن أيا منهم لم يذهب. قد أخبر النبي الخليفة في رؤية منامية أن هؤلاء الرجال لا يعملون من أجل الدعوة المهدية، ولكن للثراء والثروة ولمصلحتهم الخاصة وأنه آن الآوان لإعادتهم إلى طريق الحق. هرب محمد موسى دقنة إلى أميت، وطلب حماية عبد القادر في جبل هريتي الذي وافق ومنحه الحماية وفقا لبعض، ورفض إيوائه وفقا لآخرين.
تقارير موظف استخبارات آخر تفيد أنه سمع من أحد الأشراف الذين جاءوا من كرياب أن الخليفة أعدم جرجيير ، أمير أبوحمد السابق، وأنّ النور الجريفاوي، أمير بيت المال في أم درمان وأمير الضبانية وأمير الجعليين وأبوقرجة تم نفيهم، ولكن الى أين لا أحد يعرف ذلك.
بدأ عثمان دقنة وتسعة أمراء الاستعداد للذهاب إلى أم درمان بعد أن أرسل إليهم الخليفة واستدعاهم. وانه يجمع العشور من العرب التابعين له بأمر خاص من الخليفة، وضد رغبة الزاكي الذي يحاول تشجيع التجارة بين سواكن وبربر. الزاكي يحظى بشعبية كبيرة في بربر ماعدا وسط أهله البقارة هناك حيث يمنعهم من الجشع. محمود كراي ليس في كوريب ولم يتم استدعاؤه.
الطليان :البمباشي ثروستون كتب يوم 15مارس قائلاً : يبدو أن شعبية الطليان قلت كثيرا بسبب الضرائب الباهظة على القبائل في المناطق التي يسيطرون عليها. وهناك رغبة عامة تسود العرب الذين يعيشون على الحدود للعبور والعيش تحت الحكم المصري والشرطة الإيطالية تحاول منعهم، ولكن قد عبر عدد من البني عامر والحباب ووصلوا إدوبانا. شيوخ الحباب الذين جاءوا الى سواكن تم إبلاغهم أن بلادهم لا تقع تحت النفوذ مصري، ولا يمكن للحكومة المصرية أن تتدخل في شئونهم، وأنه لا بد من العودة إلى بلدهم وبدأوا مرة أخرى العودة يوم 14 مارس.
أخبار من مصادر مختلفة:
في يوم 27 مارس ذكر أحمد محمد الضو أنه وصلت، قبل عشرة أيام، رسالة من عثمان دقنة لكل من شيخ الحامداب والقراريب أخبرهم انه قد تم تعيينه من قبل الخليفة لتوجيهم ورعاية مصالحهم، وتم تكلفتهم بالحضور إلى أدراماب. وفي 20 يوم مارس أفاد علي محمد أبو سن أن هناك ازدهارا كبيرا في تجارة العاج والصمغ بين أم درمان ومصوع عن طريق كسلا. في يوم 8 ، سمع آدم حلقة شيخ البشارياب، أن عثمان دقنة كان قد كتب إلى الخليفة وطلب أمداده بجيش؛ وأنه يكتب باستمرار لمختلف الشيوخ يستدعيهم ليأتوا إليه، لكن لم يأبه أحد برسائله. وأن هناك انتشار للمرض والموت بين أتباعه في إداراماب بسبب الحمى والبرد. وفي يوم 13 تحرك إدريس حامد بك، شيخ البني عامر، وثمانية من الشيوخ الحباب أخذوا ثمانية أيام للوصول من إدوبانا إلى سواكن عن طريق طوكر. وذكر هؤلاء المشايخ أنهم تعرضوا للاضطهاد من قبل زعمائهم ومن قبل الحكومة الإيطالية وأنهم يرغبون في الهجرة إلى الأراضي المصرية. وقد عاد بعضهم مرة أخرى إلى الحدود، ولكن اثنين من المجموعات تتألف من حوالي 250 رجلا و500 من الأغنام والماشية وصلوا إدوبانا. فقد جاءوا يتوسلون بأن يسمح لهم بالبقاء في ظل الحكومة المصرية، وأن يتم إنشاء منطقة عسكرية مصرية في كارورة (قرورة) لحمايتهم. وفي يوم 14 عاد شيوخ الحباب إلى عقيق في طريق العودة إلى بلدهم.
البمباشي ثروستون كتب يوم 12 أبريل يفيد أن أبو عنجة وجريجيير على الأرجح في وضع حرج، ولكن تختلف التقارير عما إذا كانا قد سجنا، أم تم نفيهما أم لا مازالا طليقين.
وقد استدعى الخليفة كل من عثمان دقنة ومحمد موسى إلى أم درمان، وربما غادر الأول إداراماب للذهاب إلى هناك، ولكن الأخير هارب. الزاكي في طريق العودة إلى بربر. الغذاء رخيص ووفير في أم درمان. عودة نفور محمود تشير إلى استمرار عمل الفاضلاب (جمع العشور) في كوكريب على الرغم من عدم رغبة الزاكي.
أخبار من مصادر مختلفة:
في يوم 31 وصل خادم للسيد عثمان الميرغني كرسول من شيخ الحباب ليقول أنهم تعرضوا للاضطهاد من قبل الايطاليين، وأنهم يرغبون في العيش تحت النفوذ المصري. وقد تم فرض ضريبة عشرة ألف دولار على الحباب هذا بالإضافة إلى ما يجمعه الشيوخ لحسابهم الخاص.
في يوم 7 مارس قام الخليفة عبد الله بوضع الخليفة شريف في قيود الحديد، وتم إخاطر جميع الأمراء بذلك. وقد صادر الخليفة عبدالله ممتلكات كل الدناقلة في أم درمان وتم طردهم إلى خارج المدينة، ولكن أولئك الذين يعيشون في بربر لم يتم التعرض لهم.
(د) ترجمة رسالة وجههاعمد أعيان مديرية بربر إلى معالي رياض باشا ، وزير الداخلية السابق،
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى معالي وزير الداخلية مصطفى باشا رياض،
نقبل أياديكم ونتوسل إليكم ونقدم لفخامتكم وافر أحترامنا وإذا تكرمتم بالسؤال عنا، فنحن كما كنا دائما صادقين ومخلصين وموالين لكم. بينما نحن في انتظار أن نسمع منكم لمعرفة أخبار الحكومة المصرية تلقينا رد رسالتنا إليكم مع حامل هذه الرسالة، التي أرسلناها إليكم في وقت سابق. وقد سعدنا جدا بهذه الرسالة التي أكدت لنا أنكم مازلتم تتذكروننا. بالرغم من أننا خطونا خطوة خاطئة، فإننا نتوقع من سعادتكم عقاباً خفيفاً وذلك لأننا أُجبِرنا للانضمام إلى الثورة ولأنه لم تتم مساعدتنا ولم تصلنا التعزيزات التي كانت لازمة لقمع الثورة. ونحن الآن تحت سيطرتهم التامة كطير في يد طفل لايعرف الضرر من النفع. وبالرغم من أنكم على بينة من كل هذا والحالة البائسة التي تردت إليها حياة الناس، فما زلتم لم تأتوا لمساعدتنا وقد تأخر إرسال قوات لانقاذنا من سوء معاملة الدراويش؛ عندما بدأت المهدية لم نكن نتوقع تأخركم في تقديم المساعدة لنا. وكما هي رغبة جلالة السلطان المعظم وواجب كل مسلم مساعدة المسلمين عندما تكون هناك حاجة للمساعدة؛ ولكن نظرا للحالة المزرية نحن فيها الوقت الحاضر فقد اضطررنا أن نطلب من مساعدة القوى الأجنبية وفي الوقت نفسه نناشد سعادتكم كما نناشد كل من يهمه رفاهية المسلمين عبر حامل هذه الرسالة، أحمد الحاج محمد عجيل، الذي تم تفويضه من قبلنا خصيصا لهذه المهمة، أن تساوعدنا بكل الوسائل لإنقاذ حياة المسلمين.
ملحوظة:
تم تويجه رسالة بنفس المضمون، مكتوبة بنفس خط اليد وتحمل نفس التوقيع والختم، إلى سردار الجيش المصري (اللواء كتشنر باشا) وجاء بها نفس الشخص .
(ه) جدول يوضح قوات المهدية من أول يناير إلى30 أبريل 1892م
البنادق المدافع القوة الأمير المكان
مسلحون بالحراب والسيوف الخيالة الجهادية
17000 105 12500 1500 4000 يعقوب أمدرمان
1500 3 3800 50 1500 الزاكي طمل فاشودة
1000 4 1000 1000 500 أحمد علي القلابات
100 - 900 - 100 ود كنة الإستوائية
1000 4 5500 300 1000 محمود ود أحمد الأبيض
800 8 3500 50 500 يونس الدكيم دنقلا
800 - 300 10 200 إدريس هرون أبوحمد
800 4 300 500 500 الزاكي عثمان بربر
800 2 300 50 500 مساعد قيدوم كسلا
23200 130 28100 3460 8800 الجملة
ملحوظات:
هناك أيضا حوالي 30000 (ثلاثون ألف) من المسلحين بالسيوف والحراب في المناطق بين النيلين الأزرق والأبيض ولكنهم في الوقت الحاضر يعملمون في الزراعة.
القيادة القبيلة العدد
الخليفة عبدالله بقارة تعايشة 1000
قبائل تابعة للتعايشة 6000
علي ود حلو دغيم وكنانة 3500
جهادية سود قسم التعايشة 1500
قسم علي ود حلو جهادية سود 500
الجملة 12500
ملح البارود متوفر ولكن هناك نقص في الرصاص. في بربر هناك ثلاثة آلاف جمل و أربع آلاف بقرة و خمسمائة حصان يملكها الأهالي. يملك الخليفة عشرة آلاف جمل ولكن ألف فقط في أم درمان والباقي في مناطق الرعي تحت إدارة بعض الخيالة البقارة في مناطق نفوذ الخليفة.
المرجع
الأحداث التاريخ
1892
وفاة صاحب السمو الخديوي توفيق وخلافة ابنه الأكبر عباس حلمي باشا 7 يناير
التنازل من قلعتي المويلح وضبا التابعتين للحكومة المصرية في الحجاز لتركيا 11 فبراير
شرع السردار والموظفين في الذهاب إلى الحدود لإجراء التفتيش السنوي للمناورات 19 فبراير
تقارير اجتماع الأمراء في أم درمان في الذكرى السنوية للإسراء والمعراج 26 فبراير
قافلة صغير من التجار هاجمها و استولى عليها الدراويش عند آبار أمبكول 27 فبراير
إلغاء مناورات حلفا بسبب انتشار الأنفلونزا بين القوات. 9 مارس
السردار وموظفوه عادوا من الحدود
شيوخ البني عامر والحباب جاءوا إلى سواكن من الأراضي تحت النفوذ الإيطالي وطلبوا الحماية المصرية 12 مارس
تم رفض طلبهم وعادوا 13 مارس
أوراق المخابرات الخليفة عبد الله ألقى بالخليفة شريف في السجن ونى عدد من الأمراء إلى النيل الأبيض 15 17 مارس؟
الحاكم العام لسواكن زار منطقة الجميلاب 20 مارس
اندلاع حريق كبير في سوق بربر 24 مارس
فرع الفاضلاب من قبيلة الإمرار يستمرون في جمع العشور في كوكريب ؟
حل لجنة تعويضات السودان. انتشار الإنفلونزا في دنقلا 1 أبريل
المبعوث التركي، أحمد أيوب باشا، وصل إلى القاهرة يحمل معه فيرمان تنصيب سمو الخديوي
مجموعة من الدراويش على الجمال والخيول داهمت صرص ونهبت بعض الماشية. 4 أبريل
اللواء السير فرانسيس والس قرنفل سردار الجيش المصري يستقيل 12 أبريل
تعيين العميد كتشنر سرداراً للجيش المصري 13 أبريل
قراءة فيرمان تنصيب سمو الخديوي في القاهرة. 14 أبريل
تعيين العميد سيتل مفتشا عاما للشرطة المصرية 15 أبريل
عودة المبعوث التركي إلى القسطنطينية 16 أبريل
أحمد العجيل وصل القاهرة يحمل رسالة من شيوخ و عمد بربر يطلب مساعدة الحكومة المصرية 18 أبريل
الهوامش:
على ود حلو الخليقة الثانى للمهدى بعد الخليقة عبدالله وكان يلقب بخليفة الفاروق عمر ابن الخطاب حامل الراية الخضراء فى المهدية وتحته قبائل دغيم وكنانة والِحسِنات والعمارنة ودويح0 وكانت الراية الخضراء حتى واقعة أبا تسمى براية دغيم ثم توسعت وضمن قبائل الشنخاب وسليم ودار محارب والحلاوين واللحوبين وبنى جرار والحسانية وجميع قبائل النيل الابيض والازرق. وهو من فرع القناديل في دغيم وكانت الاسرة اولا فى منطقة قوز غُرّة شمال الفاشر وجدهم محمد القنديل مدفون فى الفاشر0 وُلد على ود حلو بأغسل قرب كوستي وهو شقيق موسى ود حلو الذي استشهد في معركة أبوطليح. استشهد الخليفة علي ودحلو مع عدد من أمراء المهدية في واقعة أم دبيكرات (عون الشريف ص 656(
كلمة سردار رتبة عسكرية أطلقت على القائد البريطاني للجيش الأنجليزي المصري والممثل الوحيد لكل من الحكومة البريطانية والمصرية في السودان (Traill, 1900:245) .وقد نال هذا اللقب أربع شخصيات معروفة في تاريخ السودان الأنجليزي المصري: السير إيفلين وود،(1883إلى 1885) ؛ السير فرانسيس جرينفيل ( 1885 إلى1892)؛ اللورد كتشنر (1892إلى1899) والجنرال السير فرانسيس ريقنالد وِينقيت (1899إلى 1916) (أنظر رفعت 2001م)
الامير عثمان أزرق (1845 1898) ترجع أصوله إلى منطقة أكد بالشمالية، ولد يالقطينة وحفظ القرآن ودرس مبادئ العلوم الدينية ثم عمل هجانا لنقل البريد بين الخرطوم وكردفان ودارفور فى عهد التركية وبايع المهدى وكان اميرا تحت قيادة الامير عبد الماجد نصر الدين وجرح فى معركة جنس فى السكوت عام 1885م وقام عام1887 بالقبض على الألمانى نيوفيلد فى وادي القعب. شارك في موقعة توشكى عام 1899 وهاجم آبار المرات وقتل صالح بيه حسين خليقة العبادي0 وقاد جيش المهدية في موقعة فركة عام 1896 م وجرح فى موقعة الحفير في نهاية نفس العام0 وكان من كبار قواد كرري وقتل فيها عام 1898م0 تحدث شيرشل عن شجاعته وفدائيته في كتابه حرب النهر (عون الشريف، الموسوعة ص 1502)
آبار أمبكول تقع في وادي جنوب شرق صرص
وادي خور كوكريب وادي به آبار عميقة يقع على طريق سواكن بربر القديم، تقريبا على تقاطع خط الطول 35 وخط عرض 18
الأميرلاي رتبة عسكرية في الجيش العثماني وهي كلمة مركبة وتعني قائد الكتيبة وتعادل رتبة العميد في نظام التصنيف الحديث
الزاكي عثمان: تعايشي من الجبارات ولد بأم دافوق عام 1846م، هاجر والتحق بالمهدية وشهد حصار الخرطوم، كان أميراً على بربر في المهدية وكان لقبه أبو فرار، يقال أنه كان عادلا وأحبه الناس في بربر، تم عزله عام 1896 وخلفه يونس ودالدكيم ولكن بعد عام أعيد الزاكي مرة أخرى أميراً على بربر، قُتل في كرري عام 1889م.
عبدالله ود سعد ود فرح من المرياب النفيعاب، اشتهر بالشجاعة والإقدام آلت إليه زعامة الجعليين بالمتمة وهاجر إلي المهدي فى كردفان أعطاه المهدي الإمارة لأخيه الأكبر الحاج على فقبلها وجمع قومه للجهاد وانضم لجيش المهدى بقيادة محمد الخير ثم أصبح اميراً واشترك قي عديد من المواقع خاصة ابوطليح والمتمة0 ولكن حدثت جفوة بينه وبين الخليفة لأسباب اختلف حولها الدارسون وحين أمره باخلاء المتمة لجيش محمود ود أحمد رفض الأمر فحدثت بذلك معركة او كتلة المتمة المعروفة بقتله وعدد كبير من أهله (أنظر عون الشريف ص1530).
علي فرفار: وُلد بأم دافوق عام 1862م وهو ابن عم الزاكي عثمان أمير بربر وكان وكيلا لأمير بربر، جُرِح في موقعة أتبرا وشهد كرري وفرّ مع الخليفة، تم أسره ونُفي إلى حلفا. تم أطلاق سراحه ورجع إلى الرماش ومات فيها سنة 1937م. وقيل إنه أرتكب "كتلة" في الزيداب أشبه بتلك التي نفذها محمود ود أحمد في المتمة.
فوزي منتصر وأحمد كانا من كتاب الخليفة وملازميه الأربعة المعروفين
أحمد ود سليمان أمير من أبكار المهدية خدم في عهدي المهدي والخليفة أمينا لبيت المال وقبض عليه الخليقة بتهمة الاشتراك فى مؤامرة الأشراف وبعث به الي الزاكي طمل فى فشودة (كدوك) وقتل عام 1899م.
صالح بن محمد بن صالح الكبير بن النور السورابي: نفاه الخليفة إلى الرجاف مع الأشراف الذين اتهمهم الخليفة عبدالله بالتآمر عليه وقد قتلوا جميعاً.
سعيد محمد فرح ولد بجزيرة تنقسى حوالى سنة 1846 م وكان أبوه أحمد أغا محمد فرح الفونجاوي الأصل حاكما من قبل سلطنة سنار على المنطقة بين جزيرة حمور والعفاض منطقة الدبة بدنقلا0 ولما إحتل إسماعيل باشا السودان أقر أحمد أغا على عمله ولقبه بالكاشف0وكان ابنه سعيد حاد الذكاء حفظ القرآن فى خلوة الشيخ محمد نقدالله0 وفى سنة1881 م توفى أحمد أغا وخلفه ابنه سعيد محمد فرح وقد عينه الأتراك ناظرا وقد صادف ذلك أول ظهور المهدية فجمع مجموعة من متطوعي الدناقلة للدفاع عن مصطفى ياور باشا مدير دنقلا الذى جاء بحامية المديرية لمواجهة أحمد الهدي الشايقي السوارابي (موقعة الكرد) وبعد انسحاب الاتراك ورجوع حملة إنقاذ غردون وكانت الحكومة المصرية قد عينته حاكما على الدبة فبمجرد انسحابهم إنضم للمهدية، وكان الخليفة قد أتهم سعيد بمولاة الأشراف فقتل بفشودة عام 1896م.
بدوي العريق: أمير الجعليين وكان وراء الوشاية بالأشراف لدى الخليفة وقد نفاه الخليفة إلى الجنوب مع رؤوس الجعليين الذين ناصروا الأشراف.
هو ابن الشيخ اسماعيل الولي وخليفته الأول على رئاسة السجادة الاسماعيلية، ولد بمدينة الابيض في عام 1826م، وتلقى تعليمه في خلوة والده. إنضم إلى الحركة المهدية وهاجر مع المهدي إلى أم درمان وفي اثناء اقامته بام درمان استطاع ان ينشر طريقته الأسماعلية أنضم اليه الكثير من المريدين وصار لهم حي يعرف بحي السيد المكي، وقد رافقه في تلك الرحلة أخوه السيد مصطفى البكري الذي توفي بأم درمان في عهد الخليفة عبد الله ويقال إن الخليفة هو الذي أشار بدفنه فى تلك البقعة بشمال ام درمان لإنشاء مقابر جديدة للمسلمين وهي النواة الأولى للمقابر المعروفة اليوم باسم مقابر البكري .
أحمد ود سليمان: من أبكار الدعوة المهدية وكان أمينا لبيت المال. تم إتهامه بالمشاركة في ثورة الأشراف قبض عليه الخليفة وأرسله إلى الزاكي طمل في كدوك حيث عُذب وقتل هناك.
لا نعرف إن كان المقصود هنا هو حسن بيه خليفة العبادي والذي كان شيخا على العبابدة في بربر حتى قيام الثورة المهدية، عينه المهدي أميرا على العبابدة الرحل الموالين للمهدية، في نهاية عهد المهدية شك الخليفة في ولائه فأودعه السجن، مات في الخرطوم عام 1900م. (يجب عدم الخلط بينه وبين حسن خليفة العبادي شقيق حسين باشا خليفة العبادي الذي تم عزله من شياخة العبابدة بعد تورطه في قتل 40 من البشاريين عقابا لإعتدائهم وقتلهم لجنود الحكومة التركية عام 1851م، (أنظر هل ص156) .
كان اسمه فضل المولى فتم تغييره إلى عبد المولى وهو شقيق الأمير أبوعنجة وكان قائدا يُعرف بالجنود السود. وقد أشتهر بالشجاعة مثل أخيه، وعُرف بأنه له زوجات جميلات أسكنهن في أجمل البيوت وكانت هناك فرقة من الفرتيت تعزف لهن للترفيه. أصاب فضل المولى مرض غريب حيث تنتابه نوبات عصبية مما استدعى وضعه في القيود. وشاع أن أحدى زوجاته قامت بعمل السحر له بمساعدة فكي. فتم القبض عليها وتم اكتشاف السحر فتم الحكم عليها بقطع القدم وتم تنفيذ الحكم والتخلص من السحر ولكن استمر حال عبدالمولى دون تغيير.أخيرا دخل عبدالولى في عداء مع يعقوب شقيق الخليفة فاستعدى عليه الخليفة فتم تجريده من جميع أمواله وتخفيض عدد زوجاته من واحد وثلاثين إلي ثلاث فقط وتم الزج به مغلولا في سجن الساير(أورفالدر ص 401).
الأمير محمد خالد زقل: هو ابن عم الأمام المهدي. عمل في بداية حياته بالتجارة ثم عمل أثناء فترة الحكم التركي كمسئول إداري في دارفور مع سلاطين باشا حاكم دارفور. قابل المهدي في الأبيض، وتوسط في عملية استسلام سلاطين للمهدي مقابل اسلامه وعدم قتله. بعد وفاة المهدي كتب الأشراف في أم درمان إلى خالد كتاباً يطالبونه فيه بتسيير جيشه إلى أمدرمان للإطاحة بالخليفة عبد الله . فوقعت تلك الرسالة في أيدي أنصار الخليفة عبد الله، فتم اعتقاله في بارا وهو في طريقه لأمدرمان، ونفي للرجاف حيث لبث في السجن سنينا حتى أطلق البلجيك سراحه، فرجع إلى دارفور وتزوج في الفاشر من الميرم عرفات بنت السلطان حسين. وفي الفاشر غضب عليه السلطان علي دينار فأمر بإعدامه.
يوسف افندي منصور: ملازم مصري قبرصي كان قائدا للحامية العسكرية بشكا فهاجمها ودخلها مادبو وقتل رجالها الا قائدها يوسف الذي تمكن من هرب الى الفاشر. دخل المهدية وعينه المهدي قائدا لسلاح المدفعية.
سعيد بك جمعة : جندي مصري وُلد في الفيوم بمصر ومات فيها عام 1912م. كان شخصا طويل القامة وكان قائدا لحامية الفاشر وحاكما في أواخر الحكم التركي 187981، تم اعفائه من الخدمة فأعده سلاطين باشا عندما كان حاكما عاما لدارفور فاستمر حتى عام 1884، كتب نه سلاطين بأنه شجاع ولكن ليس له شعبية و مشهور عنه استخدام لغة بذيئة. وقد سقطت حاميته في يد الأمير زقل، إنضم إلى المهدية وعينه المهدي مساعداً لأبي عنجة ثم نائبا لقائد المدفعية وقد أشتهر وبانت مقدراته العسكرية أثناء حصار الخرطوم.
من أشهر أعلام ورواد المهدية. وُلِد الأمير عثمان دقنة في سواكن عام 1843م، والده أبو بكر دقنه من أسرة الدقناب الشهيرة. نشأ وسط أسرة تعمل بالتجارة تمت مصادرة أموال أسرته في جدة وسواكن بحجة ممارسة تجارة الرقيق وتم طرده من مدينة سواكن، غادر عثمان دقنه سواكن إلى بربر حيث استقر وتزوج هناك، استطاع أن يعود للتجارة. سمع عن المهدي وانتصاراته فتوجه عثمان إلى كردفان وبايع المهدي وتم تعيينه أميراً على شرق السودان. ومشهور عنه أنه القائد الوحيد الذي تمكن من كسر مربع المشاة في معركة طماي، شارك في كثير من معارك وأحداث المهدية وكان آخرها عام 1899م. أسر بالقرب من طوكر في 9 يناير 1900م، وأرسل أسيرا إلى وادى حلفا وبقي في السجن حتى وفاته في 4 ديسمبر 1926م.
الفاضل هو ابن الامام المهدى شقيق بشرى ومحمد وزينب أبناء ام الفقرا عايشة احمد عوض اعدم بالرصاص عام 1899م اثر اتهامه بالتآمر مع اخيه بشرى والخليفة شريف. تروج زينب بنت الفونج من القطينة وأنجب بشرى وعبد الله الفاضل الذى تزوج ام الكرام الخليفة شريف فولدت قمر زوجة بشرى حسن شريف، ومفيدة زوجة عيد الله محمد فرح من القطينة ، ورقية زوجة الأمام الهادى، والسيدة زوجة داؤود الخليفة، بعد نهاية المهدية تم نفيه مع شقيقه وعمه الخليفة شريف إلى حلفا وعند إطلاق سراح الخليفة شريف ومن معه من سجن حلفا في اوائل عام 1899م، سمحت لهم الحكومة مع بقية العوائل بالإقامة الجبرية فى قرية الشكابة على النيل الازرق التي تقع على بعد عدة كيلومترات جنوب مدينة ود مدني. يبدو ان سلطات الإحتلال قد قبلت إقامتهم في الشكابة لمراقبتهم بسبب موقعها ومجاورتها لمركز الحكومة في سنار، التي كانت تبعد عن الشكابة مسافة 40 ميلآ. حدث تجمع من الأنصار علي الشكابة من الأنصار الذين تركوا مناطقهم لتقيمون معهم من اجل ان تستمد عقيدتها من جوار الخليفة شريف وأبناء المهدي، و يبدو هذه الحشود الهائلة قد اثارت خوفا وهلعا وإزعاجا لدى الحكومة وفي يوم 26 اغسطس حدثت مواجهة وحينها اطلق جنود الحكومة نيرانهم على الانصار فسقط 17 شخصا، وفي فجر اليوم التالي أي يوم 27 قامت قوات الحكومة بحصار المنطقة فتم القبض عليه مع شقيقه البشرى والخليفة شريف وعقب لذلك قررت الحكومة تشكيل مجلس عسكري فوري لإعدام الخليفة شريف وابني الإمام المهدي فأعدموا رميآ بالرصاص تحت ظل شجرة جميزة وقام الجنود الانجليز بإثقال اجسادهم بالحجارة وقذفوا بها في نهر النيل.
محمود ود احمد ( 1865 1906م) تعايشى ابن عم الخليفة عبد الله ولد بالكلكة بجنوب غرب دارفور وعُيِّن عام1891م أميرا على كردفان ودارفور فى مكان الأمير عثمان آدم جانو الذى توفي بعد غزو دار مساليت0 وتمكن عام 1891م من قمح ثورة عليه بالنهود0 ثم بعث لحماية الحدود الشمالية0 وإليه تنسب مجزرة الجعليين بالمتمة عام 1898م التي قُتل فيها عبد الله ود سعد وأهله. وهزم في معركة اتبرا 1898م وأسر وتوفى في دمياط عام 1906م.
لعل المقصود هنا هو إدريس هرون (1838 1905م)، كان من الأمراء وأحد أقرباء أبي قرجة وقد عيَّنه الأخير مساعداً له وحارب معه في حصار الخرطوم والحبشة وكان مشرفاً على السجن في أيام الخليفة شهد كرري ونجا وعاش بالكاملين حتى مات.
الأب جوزيف إورفالدر (مارس 1856 أغسطس 1913) قس كاثوليكي روماني من إصل نمساوي، وقع في الأسر عهد المهدية في السودان والذي ذهب إليه ليعمل مبشرا هناك وهرب بعد مرور عشر سنوات قاضها في السجن . له كتاب بعنوان "عشر سنوات في معسكر المهدية" صدر المخطوط بالألمانية وترجمه إلى الإنجليزية فرانسيس ريقنالد وِينقيت.
محمد عثمان أبوقرجة : وُلد في ود شلعي عام 1842م،كان تاجراً في بحر الغزال وعمل مع الزبير باشا. من أوائل الذين بايعوا المهدي، وكان لقبه أمير البحرين (الأبيض والأزرق) لعب دورا هاما في شيكان وأجبر صالح بك في فداسي للاستسلام (بجي أب قرجة وبتقيف الهرجة). كان له في حصار الخرطوم دورا مهما مع النجومي. وبعد سقوط الخرطوم، عين أميرا لما بين النهرين، وشمل ذلك بالطبع الجزيرة. شك الخليفة عبد الله في ولائه، وخشي أن ينضم للخليفة شريف فبعث به لسواكن، حيث دخل مباشرة في صراع مع عثمان دقنة. استدعاه الخليفة لأمدرمان حينا من الزمان، ثم بعثه بعد ذلك إلى كسلا، حيث تشاجر مع أميرها مساعد قيدوم. زادت شكوك الخليفة عبدالله تجاهه، واتهمه بالتضامن مع الخليفة شريف الذي أراد الانقلاب عليه، فنفى أبا قرجة لجبل الرجاف، حيث بقي هنالك كسجين، حتى أطلق سراحه البلجيك بعد احتلال السودان. توجه أبو قرجة إلى دارفور، حيث بقي مع الأمير خالد زقل، ولكن بعد أن أعدم السلطان علي دينار الأمير زقل، شد أبو قرجة الرحال للفاشر وبقي فيها لشهور قليلة. لم يطب له المقام فيها، فآثر الرحيل إلى موطنه أم غنيم وصار عمدة هناك حيث أصيب بداء عضال فغادرها إلى أم درمان حيث توفي في عام 1917م.
الأمير يونس ود الدكيم (18161936م): أحد أقرباء الخليفة عبد الله التعايشي، وعمل قائدا لسلاح فرسان الخليفة. قبل سقوط مدينة الأبيض بعث به المهدي للتعامل مع قبيلة الرزيقات في دارفور، ودعوتهم للانضمام للمهدية. نجح في ذلك بعد أن أسر زعيمهم شيخ عقيل الجنقاوي، وبعث به للأبيض حيث تم إعدامه. بعد وفاة المهدي، بعث به الخليفة إلى كردفان لإخماد عدد من حالات التمرد والثورات بين القبائل العربية، إلى أن تم تعيينه أميرا على دنقلا. قاد الأمير الكثير من المعارك وشهد ود الدكيم موقعتي معركتي "كرري" و"أم دبيكرات"، بقي في أم درمان حتى أدركته المنية في صيف عام 1936م.
هيكمان بيه (18591930م): اسمه توماس أدجكيوب هيكمان، ضابط أنجليزي التحق بالجيش عام 1881م وتمت ترقيته إلى رتبة رائد في عام 1896م؛ عمل في سلاح الهجانة المصريّ وشارك في حملة إنقاذ غردون، عمل أيضا في سواكن ثم عاد ليعمل على الحدود المصرية في عام 1889م؛ شارك في حملة دنقلا عام 1896م؛ قاد الفرقة 12 السودانية وحارب في المعارك حول القضارف ومعركة الجديد عام 1898م، حارب في أم دبيكرات عام 1899م؛ تمت ترقيته إلى رتبة عميد عام 1902م؛ شارك في الحرب العالمية الأولى.
ودهاوس باشا: جويسلين هينق ودهاوس (1852 1930)، جنرال بريطاني. التحق بسلح المدفعية الملكي عام 1872، وخدم في أرض الزولو وأفغانستان. وفي عام 1883 انضم إلى الجيش المصري وخدم على الحدود السودانية وعلى ساحل البحر الأحمر حيث قاد المدافعية في معركة أنداتيب (الطب الثانية) عام 1884؛ في حملة النيل عام1885 حيث كان ضابط اتصال في عكاشة. حارب وانتصر في معركتي إرقين بالقرب من وادي حلفا وتوشكي عام 1889، بعد فترة وجيزة، تولى قيادة المشاة تحت إشراف السردار جرينفيل باشا. من 1888 إلى 1894 كان حاكم مديرية الحدود المصرية تحت حكومة عسكرية مؤقتة مقرها في أسوان، وفي عام 1899 تمت ترقيته إلى رتبة لواء. ترك الجيش المصري خدم على الحدود الشمالية الغربية في الهند؛ عين حاكما وكان قائد العام للقوات المسلحة في وبرمودا عام 1907، وبعد ذلك تولى القيادة الشمالية في الهند.
البمباشي آرثر بليورد ثروستون (1865 1897م): جندي بريطاني التحق بمدفعية أكسفوردشير الخفيفة سنة 1884م، عمل لفترة قصيرة في الهند ومصر، تم انتدابه ليعمل مع الجيش المصري وحارب ضد المهدية في شرق السودان 18901892م، وبعدها في يوغندا 18931895م، وشارك في حملة دنقلا سنة 1896م مع سلاح الهجانة المصري، عاد ليعمل في يوغندا فقتله جنود متمردون سودانيون من بقايا جيش أمين باشا، كتب مذاكراته عن الحملات في أفريقيا ونشرت بعد موته في كتاب بعنوان " حوادث أفريقية".
الأمير جريجيير: من بني جرار أرسله وحرضه الخليفة على قتل صالح بك الكباشي زعيم الكبابيش، وكان بين جريجيير وصالح ثأر. وقيل إن الخليفة وبّخ الأمير جريجير بعدم قدرته الأخذ بثأر عمه وأخيه الذين قتلهم الكبابيش في صراعهم مع بعض قبائل دار حامد عامة وبني جرار على وجه الخصوص. فاستعان جريجيير بالأمير ود نوباوي وبعض أعيان أولاد تمساح وازدادت الحملات التى أدت إلى تسليم الشيخ بعد مقتل ثلاثة من أخوته ووقوع خاصة أسرته في الأسر حيث سلم الشيخ وجلس على الفروة إلى أن قتله الأمير جريجير بضربة فأس على رأسه وأرسل رأس الشيخ المقطوعة في "مخلاية" إلى أم درمان. وقد كان جريجير أميرا على أبوحمد.
الأمير حمدان أبو عنجة (1835 1888م): خدم مع الزبير باشا في غزواته في جنوب السودان لجلب الرقيق، واكتسبت بذلك خبرة عسكرية أفادته كثيرا حروبه فهو يعتبر أكثر أمراء المهدية مشاركة في حروبها. فبعد سقوط مدينة الأبيض تم تعيينه كقائد للجهدية السود، بعد سقوط الخرطوم، بعث به المهدي إلى جبال النوبة لكبح جماح المتمردين فيها. أرسله الخليفة إلى الأبيض لاعتقال الأمير محمد خالد زقل، والذي كان يريد أن يسير بقواته لينضم لمقاتلين مع الخليفة شريف ضد الخليفة عبد الله. وفي عام 1888م بعث به الخليفة إلى القلابات لنجدة الأمير الزاكي طمل، والقبض على مدعي للنبوة في تلك الجهات. بعد ذلك قاد معارك عديدة ضد الأحباش. مات بعد أن تناول مادة سامة أعتقد أنها تساعد على الهضم، يعتقد البعض أنه أصيب بالتايفويد وقيل الكوليرا. مات الأمير حمدان أبو عنجة، والذي يعتقد أنه أفضل محاربي المهدية، في القلابات ودُفن فيها.
المارشال السير فرانسيس والس قرنفل بارون أول 1841 1925(لقب بريطاني أرستقراطي)، مشير بريطاني التحق في عام 1859م وشارك في الحرب في جنوب أفريقيا عام 18741879م. أيضاً عمل مساعداً للجنرال وولسلي في حملة إنقاذ غردون. ترقى إلى أن أصبح سردار للجيش المصري و قاد القوات في معركة سواكن في ديسمبر كانون الاول 1888 و في معركة توشكي في أغسطس 1889 أثناء الثورة المهدية . بعد ذلك أصبح حاكما لجزيرة مالطا ثم القائد العام للقوات المسلحة في أيرلندا قبل تقاعده في عام 1908م .
الجنرال السير هنري هاملتون سيتل: رتبة فارس، قائد، عفيف ، نيشان الخدمة الطويلة الممتازة، (سلاح المهندسين الملكي). دخل الجيش في عام 1867 وترقي إلى رتبة العميد في عام 1893، في عام 1892 عين المفتش العام للشرطة المصرية، نال الأركان حرب وانضم إلى حملة النيل (1884 1885)، نال ميدالية الذهبية و نجمة الخديوية. تمت ترقيته إلى رتبة ضابط أركان عظيم في عمليات سواكن وطوكر عام 1888. وأصبح لواء أركان حرب في جنوب أفريقيا. التحق مرة أخرى بالجيش المصري وحصل على رتبة الباشوية عام 1895، وقد عمل أيضاً مديرا للتحصينات في مكتب الحرب في لندن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.