إسحق أحمد فضل الله يكتب: (وفاة المغالطات)    الهلال لم يحقق فوزًا على الأندية الجزائرية على أرضه منذ عام 1982….    لجنة المسابقات بارقو توقف 5 لاعبين من التضامن وتحسم مباراة الدوم والأمل    المريخ (B) يواجه الإخلاص في أولي مبارياته بالدوري المحلي بمدينة بربر    شاهد بالفيديو.. لدى لقاء جمعهما بالجنود.. "مناوي" يلقب ياسر العطا بزعيم "البلابسة" والأخير يرد على اللقب بهتاف: (بل بس)    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    لماذا نزحوا إلى شمال السودان    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    مناوي .. سلام على الفاشر وأهلها وعلى شهدائها الذين كتبوا بالدم معنى البطولة    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    بمقاطعة شهيرة جنوب السودان..اعتقال جندي بجهاز الأمن بعد حادثة"الفيديو"    اللواء الركن"م" أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: الإنسانية كلمة يخلو منها قاموس المليشيا    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    بالصورة.. رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: (قلبي مكسور على أهل السودان والعند هو السبب وأتمنى السلام والإستقرار لأنه بلد قريب إلى قلبي)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    شاهد بالفيديو.. "بقال" يواصل كشف الأسرار: (عندما كنت مع الدعامة لم ننسحب من أم درمان بل عردنا وأطلقنا ساقنا للريح مخلفين خلفنا الغبار وأكثر ما يرعب المليشيا هذه القوة المساندة للجيش "….")    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    عقد ملياري لرصف طرق داخلية بولاية سودانية    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تقارير المخابرات البريطانية عن السودان 1892 1898م (2) .. بقلم: عبدالرحيم محمد صالح
نشر في سودانيل يوم 23 - 06 - 2016


تقارير المخابرات البريطانية عن السودان 1892 1898م
برياطانيا العظمى
مكتب الحرب
قسم المخابرات
مصر
تقارير المخابرات (سري)
تقرير رقم (2) مايو 1892م
عبدالرحيم محمد صالح
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
موجز:
القائد العام،
تفاصيل الايقاع بالخليفة شريف واعتقاله التي ادلى بها مصطفى إبراهيم مثيرة للاهتمام، فالخليفة شريف كان في قيادة الجعليين والدناقلة وعرب الشايقية، بل في الحقيقة، في قيادة كل السكان على النيل الذين يشعرون أنهم أمسوا تحت رحمة البقارة من أي وقت مضى. في تعامله مع ثورة الأشراف كان الخليفة عدالله مخادعاً وخائناً. الخليفة علي ود حلو لعب دوراً ثانوياً خلال الأحداث ولا شك أنه يخشى أن يكون مصيره كمصير الخليفة شريف كما هو واضح من تعامل الخليفة بسجن أي شخص يعترض أو يقف أمام سلطته.
غارات الدراويش على سرّة غرب السودان كانت مؤسفة للغاية، إنّ قتل النساء والأطفال يؤكد طبيعة قادة الدراويش المتعطشة لسفك المزيد من الدماء. عندما يتمكن العدو من قطع مسافات طويلة من دون ماء يكاد يكون من المستحيل حماية شريط النيل الممتد من الغارات المفاجئة كتلك التي حدثت. يسعدني أن أقول إنّ الحكومة المصرية قد وافقت على زياردة عدد دوريات سلاح الفرسان ونأمل أن تقوم قوات سلاح الفرسان بتلقين المعتدين درسا إذا تكررت مثل هذه الغارات في المستقبل.
لعناية الضابط المسئول بهيئة الأركان
بواسطة القائد في مصر، اللواء جي دبليو ووكر
السرادر هيربرت كتشنر، 6 يونيو 1892م
ملخص
أمدرمان:
مصطفى إبراهيم أحد أهم أبناء قبيلة الجعليين وصل القاهرة يوم 20 مايو وكان قد خرج من أم درمان يوم 26 مارس عن طريق كوكريب وسواكن وهو شيخ الزيداب، أحد بطون قبيلة الجعليين. كان مقدما في جيش النجومي في معركة توشكي، فر بعد المعركة وعاد إلى أمدرمان. أكد مصطفى التفاصيل التي أدلى بها الشيخ أحمد العجيل، ولأنه غادر أم درمان حديثا استطاع أن يدلي بمزيد من التفاصيل. ذكر أنه في الأحداث الأخيرة في أم درمان كان بجانب الخليفة شريف وبعد سجن الخليفة شريف أُجبر على الفرار لينجو بحياته وقد وصل إلى سواكن برفقة أثنين من أبناء الشيخ الطيب والذين شاركا في الثورة الأخيرة في أم درمان. وقد تركهما في سواكن في طريقهما إلى مكة وإتجه هو نحو القاهرة. وذكر أن اعتقال الخليفة شريف تم بواسطة 25 من الجهدية والذين ذهبوا إلى بيته واعتقلوه بناء على تعليمات الخليفة عبدالله المباشرة. تم محاكمته في محكمة إيجازية قصيرة وبعدها جره العساكر الجهادية إلى السجن جرا تتبعه أقزع الشتائم، وعند وصوله السجن وضعوا عليه أحد عشر قيداً حديدياً ووضعوه طوال اليوم الأول في الشمس دون ماء، وفي اليوم التالي خفضوا السلاسل إلى عشرة، وفي اليوم الثالث إلى تسعة وفي اليوم الرابع إلى ثمانية. كانت ماتزال هناك ثمانية قيود حديدية على الخليفة شريف عندما غادر مُحدثنا أمدرمان. كانت هناك جلبة داخل السجن بين مؤيدي الخليفة شريف عند دخول الأخير السجن فتم وضع المزيد من القيود على عدد منهم. السجناء الأساسيون الآن بالإضافة للخليفة شريف، هم زقل في ثمانية قيود، حسن خليفة في خمسة قيود، وعبدالمولى قائد الجهادية السابق في ثمانية قيود. والجدير بالذكر أن اعتقال الخليفة شريف قد تم يوم 2مارس. الأمير أبوقرجة والذي تمت محاكمته لأنه استولى على غنائم من عرب الزبيدية بالقرب من كسلا تم سجنه لمدة قصيرة ولكن تم الأفراج عنه. الباخرة "كوكو" أبحرت لنقل المتآمرين الأساسيين مع الخليفة شريف ليتم بعدها ترحيلهم بباخرة أخرى إلى الرجاف ويشاع أنّ المتآمرين قد تم التخلص منهم. تؤكد التقارير استدعاء الخليفة علي ودحلو ليتم تسليم كل أسلحته والخيول إلى الخليفة عبدالله. وقد ذكر الخليفة علي ودحلو أنه مستعد لتسليم سيفه وسلاحه الخاص ولكنه لا يستطيع أمر جنوده بتسليم أسلحتهم وأن على الخليفة عبدالله أن يفعل ذلك بنفسه إن أراد. وقد أحيل علي ود حلو إلى القاضي والذي أدانه بعدم طاعة أوامر الخليفة ولكن لم يعاقبه على ذلك. بل أرسل الخليفة عبدالله خطابا إلى الأمير محمود ود أحمد يأمره بجمع الأسلحة من قبائل دغيم وكنانة (التابعة للخليفة علي ودحلو) وإرسالها إلى أم درمان. غالبية هؤلاء العرب خرجوا للغارات. أرسل الأمير محمود إلي قائدهم لجمع الأسلحة والخيول في بلدة شات ومن ثم إرسالها إلى أمدرمان. ولما علم قائدهم بما جرى للخليفة شريف، وأنه قد يحدث نفس الشئ للخليفة علي ودحلو عصى أوامر الأمير محمود وهرب بكل قواته ويعتقد أنه في الطريق للانضمام إلى رابح الزبير والذي يعتقد أنه في غرب دار فرتيت، ويقول مصطفى إبراهيم وجود رابح في تلك المناطق يشكل مصدر ازعاج للخليفة عبدالله. الخليفة يعتبر دار فرتيت أنسب منطقة يمكن أن تتراجع إليها أو تنسحب إليها قواته إذا دعت الضرورة لذلك أرسل رسولاً يطلب من رابح الزبير الصلح. هروب قبائل كنانة ودغيم أربك الخليفة عبدالله كثيراً وهو يحاول الآن العفو عنهم والتصالح معهم. وكذلك قام بإلغاء أمر هجرة أهالي رفاعة والجزيرة (انظر الملحق عن سواكن)، وأيضا ماعاد واثقاً في الجعليين الذين أمر أميرهم البدوي العريق بجمع رجاله استعدادا للذهاب إلى كسلا. الرواية التالية ربما يكون أساسها الإشاعات التي وصلت الحدود أنّ نحو عشرين راية تم إرسالها إلى طوكر. الأمير الحالي للجهادية هو أحمد فضيل. ومعدن الرصاص مازال شحيحا. يقول مصطفى إبراهيم إنّ السهولة التي تم بها قمع الثورة الأخيرة تؤكد أنّ سلطة وسطوة الخليفة عبدالله هي الأقوى ويضيف قائلاً إنّ الخليفة شريف رجل مقدراته محدودة وعدم كفاءة تدبيراته هو السبب الرئيس الذي أدى إلى فشل المحاولة الأخيرة. حقيقة تخفيض سلطات الخليفة علي ود حلو لن يُحدِث أثر ولن يكون هناك فرق لأنّ أتباعه لم يكن لديهم القوة أو المقدرة الكافية للانقلاب على البقارة. وهذا يؤكد أن معظم أهل السودان يودون التخلص من حكم البقارة ولكن لا استطاعة لهم بذلك في الوقت الراهن، وليس هناك أي تغيير محتمل إلا إذا مات الخليفة عبدالله أو تم التخلص منه. جبروت الخليفة عبدالله قد أخاف الناس من مجرد محاولة الوقوف في وجهه. الحديث عن حكمه وأفعاله غالبا يتداوله الناس سراً. ويُعتقد أن الخليفة شريف لو نجح في محاولته لاستعان أو مهد لعودة الحكومة المصرية.
محلق (أ): يومية الحدود بتاريخ 9 مايو:
قد تم التأكد من سجن الخليفة شريف.الشائعات عن سجن الخليفة علي ود حلو (المذكورة في التقرير السابق)، لم يتم التأكد منها .يبدو أن هناك شح في الذرة في أم درمان حيث بلغ سعر الأردب ريالاً واحداً أغلى مما هو عليه في بربر وذلك لصعوبة النقل نسبة لتدني مياه النيل.
أخبار سواكن بتاريخ 26 أبريل:
بعد اعتقال الخليفة شريف أصدر الخليفة أمر إلى أهالي رفاعة، المسلمية ، ودمدني، كركوج وكردفان بالهجرة من بلادهم إلى أم درمان، واستثنى من ذلك الزراع الذين يملكون حقولاً والرعاة الذين يملكون قطعان. يقول أحد التقارير إنّ هذا الأمر قد تم إلغائه والاستعاضة بأمر آخر يسمح للراغبين في عدم الهجرة بدفع مبالغ مالية مقابل البقاء في بلادهم وقد هاجر الكثيرون إلى أم درمان قبل أن يصلهم الأمر بإمكانية البقاء. الكثير من هؤلاء الناس هم دناقلة أتباع للخليفة شريف لذلك يرغب الخليفة أن يكونوا بالقرب منه وتحت إشرافه المباشر في أم درمان حتى يتمكن من السيطرة على هذه المجموعة التي قد تهدد حكمه في المستقبل. حاول الخليفة نزع سلاح أتباع الخليفة علي ود حلو ولكن نسبة لرفضهم طاعته لم يصر كثيراً على تنفيذ أمر نزع السلاح. تم تخفيف القيود على الخليفة شريف ويقال أن الخليفة سوف يستدعيه للإفراج عنه. أيضا تم الأفراج عن الأمير أبوقرجة.
يقول تقرير للمخابرات من سواكن في يوم 26 أبريل إنّ الزاكي طمل قد هزم الشلك في أول مارس وأرسل نحو 500 من الرقيق و 500 بقرة بالأضافة إلى كميات من سن الفيل وقد وصلت فعلاً إلى أم درمان. ويقول تقرير المخابرات في القاهرة بتاريخ 21 مايو إنّ حرب الشلك في فاشودة لم تنتهي بعد ولكن الأمير الزاكي حرق كل الأشجار والعشب حول منطقة المعسكر حيث كان الشلك يزحفون خلالها ليصلوا قريبا من خيام معسكره.
هناك اعتقاد عام في أم درمان أنّ أمين باشا قد عاد إلى الإستوائية. الباخرة التي سافر بها ود كنّة للبحث عن أمين باشا عادت إلى أم درمان ولكن ود كنّة نفسه قتله الشلك أما ألياس ودكنونة من المحتمل أن يكون في الرجاف. وجاء في تقرير من سواكن بتاريخ 10 مايو أن بعض رجال أمين باشا أغاروا على نقطة للدراويش في منطقة بور. أما تقارير القاهرة بتاريخ 21 مايو يفيد بأن هروب قبائل كنانة ودغيم من الأبيض قد أضعفت الدراويش كثيرا في تلك المديرية والمناطق الجبلية هناك مازالت تحافظ على استقلالها. ويمضي التقرير قائلاً أنه تم إجلاء السكان من مدينة كسلا والدراويش بقيادة الأمير مساعد يعسكرون بجوار المدينة. ويضيف التقرير أنّ نفور محمود يجمع العرب حول كوكريب (انظر ملحق سواكن) وأن عثمان دقنة مازال في أدرماب ومعه حوالي مئتين رجل. وجاء في تقرير مديرية الحدود إن الجبخانة يتم ترحيلها من سواكن إلى بربر في صناديق مزيفة للتموية.
تقرير سواكن بتاريخ 26 أبريل
كان الزاكي [عثمان] ينوي أن يستأذن الخليفة في منع جمع العشور في كوكريب على طريق سواكن بربر ولكنه أعرض عن ذلك بعدما علم بأهمية التوافق مع العرب على طريق سواكن بربر وأعجبته فكرة استخدام نفوذه مع نفور محمود كما ينبغي للحصول على بعض الإعفاءات. القوافل أحيانا تغير مسارها قليلا لتتفادى دفع العشور في كوكريب، لذلك أن لم يكن قد فعل، سيطلب نفور محمود من الشيوخ على طول الطريق العمل معه لفرض جمع العشور.
وفي جدة أعتقت الحكومة العثمانية عدداً من الرقيق الذين طلبوا اللجوء والمساعدة وقد انتقم العرب بمهاجمة النقطة التركية الواقعة بين جدّة وحدّة. تم إرسال تعزيزات من مكّة ولم تحدث إي فوضى بعد وصول التعزيزات. وذكر تقرير سواكن بتاريخ 10 مايو زيادة ورادات الصمغ العربي والعاج من السودان. مغادرة حمولة جملين من المسك والنبيذ لسواكن كان لافتاً للنظر. احترق سوق عفافيت يوم 9 مايو وأحدث خسارة كبيرة.
نفور محمود منذ وصوله كوكريب يريد أن يعمل لنفسه أهمية وقد تبعه بعض صغار المشائخ في المنطقة للحصول على نصيب من العشور التي يتم جمعها ولكن يبدو أنّه لن يكون مؤثراً ولن يجد الدعم من قبيلته. وجاء في تقرير القاهرة بتاريخ 21 مايو أنّ الزاكي عثمان عاد إلى بربر من أمدرمان يوم 29 مارس؛ وجاء في تقرير مديرية الحدود بتاريخ 20 أبريل أنّ سعر أردب الذرة قد زاد ريالاً واحداً منذ تاريخ التقرير السابق [تقرير بتاريخ أول أبريل 1892م].
جاء في تقرير مديرية الحدود بتاريخ 9 مايو أن هناك شائعات غامضة عن الاستعدادت في بربر لشن هجوم على نقطة [آبار] المرات ويبدو أن أساس الشائعات يرجع إلى مجموعة طلبت من الزاكي في بربر الأذن مع مدها بالسلاح لشن غارة على نقطة المرات ولكن لا الأذن قد صدر ولا السلاح تم توفيره لهذه المجموعة . نشب خلاف بين عثمان دقنة والزاكي [عثمان] لأنّ الزاكي اشتكى من أنّ التجار في الشمال القادمون من سواكن يتفادون المرور ببربر ويذهبون مباشرة إلى عطبرة حتى لا يدفعون الضرائب مرة ثانية. ورد في تقرير سواكن تاريخ 26 أبريل أن إشاعة استدعاء عثمان دقنة وهروب موسى دقنة لا أساس لها من الصحة.
وفي تقرير مديرية الحدود بتاريخ 16 مايو أن هناك إشاعات بإرسال تعزيزات عددها 12 راية إلى دنقلا ونحو 20 راية إلى طوكر. الأمراء الذين تم أرسالهم إلى بربر ربما هم الذي يخططون للغارة على نقطة آبار المرات والقرى الواقعة على النيل شمال سرة. جاء في تقرير القاهرة بتاريخ 21 مايو أن يونس الدكيم اشتكى من هروب الجنود ورجوعهم إلى قراهم وطلب من الخليفة ارجاع الهاربين وإرسال تعزيزات أضافية.
وجاء في تقرير مديرية الحدود بتاريخ 9 مايو سرت شائعات في كل من بربر ودنقلا عن إرسال تعزيزات إلى دنقلا من أم درمان. تم جمع نحو مئتي جمل ليتمكن الدراويش من شن غارات على القرى بالقرب من حلفا أما على الضفة الغربية مقابل أرقين أو بالضفة الشرقية على القرى بين صرص ودبيرة. والشائعات تقول أن الغارات ستكون حوالي يوم التاسع من مايو. ويذكر تقرير مديرية الحدود بتاريخ 19 أبريل أنّ الغارة الأخيرة على القرى جنوب صرص ماهي إلا تنفيذا لتهديد يونس بأخلاء المنطقة الواقعة بين نقاطنا الحدودية ونقاطهم الحدودية من السكان. ويقول التقرير إن فرقاً من المشاة تم إرسالها إلى قلاع صغيرة في إشكيت ودبيرة بالضفة الشرقية وإلى أرقين بالضفة الغربية وتم تحذير أهالي القرى المجاورة من هجوم محتمل وطُلب منهم إحضار ذويهم وأبقارهم في ساعات الليل لتكون تحت حماية هذه القوات.
جاء من مخابرات الحدود (تلغرافيا) بتاريخ 14 مايو أن مجموعة من نحو مائة من الدراويش على الجمال أغارت مساء يوم الخميس 12 مايو على سرّة غرب مما أسفر عن مقتل 31 قروياً بينهم 15 امرأة وإصابة سبعة أشخاص. استولى الدراويش أيضا على نحو 50 بقرة وبعض السلع؛ تم أرسال قوات من الخيالة جنوبا أملا في اعتراض الدراويش. وذكر اثنين من الهاربين أن الدراويش يقودهم عثمان إزرق ومحمد الأمين. في يوم 18مايو شاهدت قوات عائدة من تنقور مجموعة قليلة من الدراويش لكنها أخفقت في إلقاء القبض عليهم ولكن تم استعادة 12 من الأبقار المنهوبة. وجاء في تقرير المخابرات من القاهرة بتاريخ 31 مايو أنه نظراً لندرة الأمطار في الصحراء الغربية والواحات،لا سيما سيوة، هاجرت أعدادا كبيرة من عرب أولاد على البدو مع قطعانهم إلى الأراضي المزروعة المتاخمة للصحراء والتي تمتد من دمنهور إلى الفيوم. وتكثر أعداد هؤلاء النازحين الجدد في المنطقة الأخيرة وفي المنيا. يذكر أنّ الجفاف أدى إلى هلاك 80 في المائة الأغنام و40 في المائة من الجمال، ولكن ربما تكون هذه الأرقام مبالغ فيها. يقال إنّ العلاقات القبيلة بين أولاد علي مع العرب المحليين والسكان على النيل جيدة للغاية. وإذا هطلت الأمطار في الصحراء ربما عاد هؤلاء البدو إلى حياتهم البدوية السابقة.
الأميرلاي فرانسيس ريقنالد وينقيت
مدير الاستخبارات العسكرية
القاهرة 31 مايو 1892م
الملحق (ب)
وفيما يلي مقتطفات من التقرير الكامل بشأن هذه الغارة
في الأول من مايو 1892م أبلغت طلائع المخابرات العائدة من صرص إلى عكاشة بالضفة الشرقية عن إشاعة أن الدراويش يريدون الهجوم على أرقين الضفة الغربية أو دبيرة على الضفة الشرقية. يقول التجار والعرب القادمون من أرقو في يوم 7 مايو، مسيرة ثمانية أيام، إنّ الدراويش يجمعون الإبل في دنقلا لشن غارات تبدأ من دنقلا، على أرقين (راجع ملخص تقرير الاستخبارات بتاريخ 9 مايو 1892).
في الساعة الثامنة مساءاً يوم 7 مايو 1892م، ذكر أربعة رجال من طلائع الاستخبارات وصلوا من عكاشة إلى صرص بالضفة الشرقية عن عدم وجود أي تحركات للدراويش. في الساعة الثامنة والنصف مساءاً ذكر أثنان من رجال المخابرات وصلا إلى صرص من تنقور رؤيتهم لأكثر من أربعة رجال من طلائع الدراويش وصلوا إلى تنقور من إتجاه الجنوب في يوم التاسع من مايو، وذكرا أنّ هذه مجرد طلائع للدراويش وأن الجسم الرئيسي لعدد غير معروف من قوات الدراويش يمكن رؤيته من على البعد، خلف التلال. وفي الساعة الثامنة مساءً في يوم 12 مايو وصل أثنان من رجال الدوريات يحرسون الطرق شمال شرق حلفا إلى نقطة إشكيت وأبلغا أنّ الدراويش قد أغاروا على سارة غرب في ظهر ذلك اليوم، وشاهدا الدراويش يطلقون النار على الناس في القرية وعلى الذين حاولوا السباحة إلى الضفة الأخرى من النيل، وكذلك شاهدوا الدراويش يجمعون الأبقار ويسقون جمالهم وعددهم يصعبُ تقديره ربما حوالي 200 رجل.
التدابير التي تم إتخاذها:
حضر قائد قوات الحدود في الثامن من مايو واستمع إلى تقرير المخابرات بتاريخ 7 مايو؛ في يوم التاسع من مايو تم دعم قوات سلاح الفرسان في صرص إلي 60 رجلاً وتم إنشاء نقطة مشاة في أرقين وأشكيت ودبيرة وأيضاً نقطة حماية ليلية في التوفيقية. تم توصيل أشكيت بخط التلفون .أُرسل تلغراف للبارجة الحربية الثانية والتي تحركت من أسوان الساعة الحادية عشرة صباحا يوم العاشر من مايو ووصلت حلفا الثامنة مساء يوم الثالث عشر من مايو. عند سماع أخبار وصول الدراويش إلى تنقور تحرك في الليل في يوم 11 مايو البمباشي بييش بقطار خاص إلى صرص؛ كل الدوريات النهارية علي ضفتي النهر حتى سمنة وقد ذهب البمباشي بييش حتى سمنة وعاد بالقطار من صرص ولم يلحظ شيئاً ؛ وفي الساعة السابعة جاء تقرير بالهاتف من أحد رجال المخابرات من أشكيت يفيد بوقوع هجوم في سرّة في وقت الظهيرة. وفي الثامنة مساءً بدأت قوات سلاح الفرسان في عبور النهر على مركب حربي (الوحيد المتاح). وفي يوم 13 مايو في تمام الساعة الثالثة صباحاً تحركت القوة بقيادة البمباشية آدم وبييش وجاكسون بتعليمات للزحف على نفس الطريق الذي إتخذته قوات الدراويش والمناورة لقطع الطريق أمامهم عند شلال دال. وصدرت تعليمات مماثلة للقوات في صرص والتي بدأت التحرك الساعة 11 مساءً يوم 12 مايو. وفي الساعة التاسعة والنصف مساءً وصلت القوات القادمة من حلفا وفي العاشرة والنصف اجتمعت القوات القادمة من حلفا مع تلك المرابطة في صرص وبدأ الزحف جنوباً؛ وفي الساعة التاسعة والنصف مساءً غادر المركب الحربي "أبوطليح" صرص وعلى متنه البمباشي بيين واليوزباشي بهده أفندي وطبيب؛ وفي الثامنة مساءً وصل مركب حربي آخر من أسوان، الساعة التاسعة والنصف مساءً عادت "أبوطليح" بالجرحى من سرّة.
في يوم 14 مايو شاهدت قوات الخيالة نحو 25 من قوات الدراويش حوالي ثلاثة أميال من تقور وتمت مطاردتهم وعادت بعدها القوات إلى صرص في يوم 15 مايو. قدر كمبستر بيه )ضابط معروف وكان قائدا للكتيبة السودانية 13 الشهيرة (في خطابه أن المسافة التي استطاع المغيرون قطعها دون ماء قائلاً "المسافة في خط مستقيم من الأوكمة إلى سّرة غرب نحو 85 ميلاً والتفاف الطريق بالصحراء الغربية يستغرق نحو ثلاث ونصف إلى خمس ساعات أي حوالي 20 25 ميلاً أضافية، ويمكن القول أن ذلك عمل غير مسبوق".
الأميرلاي فرانسيس ريقنالد وينقيت
مدير الاستخبارات العسكرية
القاهرة 31 مايو 1892م
تواريخ الأحداث في السودان
أول فبراي: أرسل الخليفة عبدالله منشوراً إلى كل الأمراء يستدعيهم إلى حضور احتفال الرجبية في أم درمان في يوم 26 فبراير، كان الحضور في هذا الاجتماع سيئا.
2 مارس :تم اعتقال وسجن الخليفة شريف في أم درمان
3 مارس)تقريبا: (استدعاء وأمر الخليفة علي ود حلو بتسليم أسلحة وخيول قواته إلى الخليفة عبدالله
15 مارس: تم تشييد قلعة طوكر وتقليص قوة حامية طوكر إلى أربع كتائب
25 مارس: أعداد كبيرة من عرب قبائل دغيم وكنانة غادرت منطقة حامية الأبيض في إتجاه الغرب
29 مارس :عاد الأمير الزاكي عثمان من أم درمان لى بربر
أول أبريل)تقريبا :( تم أمر أمير الجعليين بالاستعداد لإرسال دعم إلى قبيلته في منطقة كسلا
خلال مارس و أبريل ومايو : نزوح قبائل عرب أولاد علي من حدود مصر الغربية إلى الفيوم والمنيا نسبة لظروف الجفاف
12 مايو: أغارت قوات راكبة من الدروايش بقيادة عثمان أزرق ومحمد الأمين على سّرة غرب وقتلت 31 قرويا بما فيهم 13 امرأة وقد هرب المغيرون جنوبا بنحو 50 رأس من الأبقار.
20 مايو: وصل مصطفى إبراهيم وهو جعلي معروف إلى القاهرة وكان شاهداً على الأحداث أثناء اعتقال وسجن الخليفة شريف في أم درمان
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.