لايزال الطبيب السوداني يحتفظ بمكانة مرموقة في المملكة العربية السعودية، بل من أطباء السودان من مُنح الجنسية السعودية رغبة في إستدامة خدماته الطبية المميزة، ولعل جل هؤلاء هم من الكوادر التي تخرجت في الجامعات السودانية حينما كانت عافية الجامعات في بلادنا يشار اليها بالبنان.. ولكن السنوات الأخيرة بدأت هذه السمعة الطيبة تهتز ،حينما أصبح الطبيب يرضى بأن يأتي الى السعودية "بتأشيرة راعي إبل" على أن يجد عملا من خلال التعاقد الخاص ، فيما سجل كادر التمريض السوداني" فشلا مدويا " في إمتحانات هيئة التخصصات الطبية السعودية ،ففي عام 2014م ، جلس 75 ممرضا سودانيا نجح منهم فقط 25 ممرض.. وفي 2015م ، جلس 130 ممرضا للامتحانات نجح منهم فقط 55،اما في العام الحالي فقد جلس 118 ممرضا نجح منهم 50ممرضا، وحتى نجاح هؤلاء لازمتهم مطبات عديدة كان يمكن أن تعصف بهم جميعا. ومن قبل واجه أطباء وصيادلة صعوبات كبيرة في إجتياز إمتحانات الهيئة السعودية للتخصصات الطبية ،ولعله واقع لايتوافق مع التميز الذي عرف به السوداني في أي تخصص يعمل فيه، منذ سنوات طويلة، والان أصبحت "سمعة" "الممرض السوداني" في "أسوأ حالة" بعد أن حل التمريض السوداني في مؤخرة الدول التي خاضت إمتحانات الهيئة السعودية قبل اسبوع حيث حلت الفلبين في المقدمة وتلتها الهند والاردن بتميز كبير. .الخ اخر الدول التي تبعث بممرضيها الى السعودية.. بمعنى أدق التمريض سجل فشلا مدويا على مدى ثلاث سنوات متوالية،وهو أمر اثار إستغراب السعوديين .. ترى الا يستحق هذا الامر وقفة جادة للجهات المعنية لمناقشة أسباب هذا الفشل ،الذي لم يصاحب السودانيين في مسيرتهم الحافلة في الإغتراب،على مدى سنوات طويلة. وبطبيعة الحال أن الذين لم يجتازوا إمتحان هيئة التخصصات الطبية السعودية لن يمنح شهادة ممارسة المهنة وبالتالي ليس أمامهم من طريق غير العودة من حيث اتوا ،أو وضع شهادات العلمية والعملية "ارضا"،والبحث عن أي عمل لا علاقة له بالتمريض . وحفاظا على سمعة السودانيين الذين يعملون بالحقل الطبي في دول الاغتراب وبخاصة السعودية ، يجب أن لايسمح لكل من أمسك ب" حقنة" أن يغامر بهذه السمعة الطيبة.. ونأمل أن تكون مثل هذه الحالات بمثابة وقفة لمراجعة مخرجات التعليم، واسلوب التدريب والتأهيل ، بدلا من ترك هذا القطاع يعاني سوء التدريب وضعف الراتب ، حتى لاتهجره الكوادر التي من بينها يفضل العمل ب"ركشة" بدلا ان يكون ممرضا يتقاضى راتبا لايتجاوز الف جنيه، وبالتالي من يرتضي الواقع البئيس للعمل بقطاع التمريض يكون من العاجزين عن ابتداع أي مهنة حتى داخل السودان تدر اليه دخلا يحفظ كرامته، ومن تبقى يظل يلهث وراء الاغتراب، وحينما يتحقق له مقصده "يسقط"في اول وربما"اسهل" امتحان قبل ان يصرح له بدخول المشافي. نأمل ان لانسمع في مقبل الايام بسقوط سوداني اخر في أي من مجالات العمل التي لاتمارس دون خوض "امتحانات" اصبحت مرعبة لمن لم يتملك أدوات المهنة، أو هو قد تعامل معها داخل السودان على انها عمل ثانوي طالما راتبه لايوفر له ثمن "المواصلات وساندوتسات الفلافل". دمتم بصحة وعافية. مصطفى محكر. " الصحافة" عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.