هل فشل مشروع السوباط..!؟    بلومبيرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا    سوق العبيد الرقمية!    مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية    صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج    أمس حبيت راسك!    راشد عبد الرحيم: وسقطت ورقة التوت    وزير سابق: 3 أهداف وراء الحرب في السودان    علماء يكشفون سبب فيضانات الإمارات وسلطنة عمان    الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    معتصم اقرع: لو لم يوجد كيزان لاخترعوهم    وكالة الفضاء الأوروبية تنشر صورا مذهلة ل "عناكب المريخ" – شاهد    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    مصادر: البرهان قد يزور مصر قريباً    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    إقصاء الزعيم!    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الحلم الذي لم يكتمل مع الزعيم؟!    السودان..رصد 3″ طائرات درون" في مروي    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وثائق امريكية عن نميري (32): نميرى ينتقد الشيوعيين، ويؤيد انفتاح السادات على امريكا .. واشنطن: محمد علي صالح
نشر في سودانيل يوم 14 - 10 - 2016

غضب الشيوعيون على نميرى لانه مال نحو اميركا، فمال اكثر
سار السادات على خطى نميرى وانفتح على اميركا، وليس العكس
هل كان الشيوعيون سيؤيدون انقلاب حسن حسين، رغم انه "رجعى"؟
توقع اكتشاف شركة "شيفرون" الاميركية للبترول، وازدهار التجارة بين البلدين
-----------------------
واشنطن: محمد علي صالح
كشفت دار الوثائق الاميركية في واشنطن وثائق عن السودان خلال اربع سنوات، من 1976، الى 1979. (جزء من سنوات النظام العسكرى الثاني، بقيادة المشير جعفر نميري). لهذا، تستمر هذه الحلقات، وهي كالأتي:
-- الديمقراطية الاولى (25 حلقة): رئيس الوزراء اسماعيل الازهري (1954-1956)
-- الديمقراطية الاولى (22 حلقة): رئيس الوزراء عبد الله خليل (1956-1958)
-- النظام العسكرى الاول (19 حلقة): الفريق ابراهيم عبود (1958-1964)
-- الديمقراطية الثانية (29 حلقة): رؤساء وزارات: سر الختم الخليفة، محمد احمد محجوب، الصادق المهدي، محمد احمد محجوب (29 حلقة).
-- النظام العسكري الثاني: المشير جعفر نميري 31 حلقة (1969-1975، أخر سنة كانت كشفت وثائقها).
-------------------------
لربط الوثائق القديمة والجديدة، هذه عناوين من حلقات من سنة 1975:
-- لماذا عزل نميري بابكر عوض الله، رئيس الوزراء؟
-- نميري يفضل القوميين العرب على الشيوعيين
-- هل كان اللواء عثمان حسين "بلاي بوي عسكري"؟
-- صحافي من جنوب افريقيا توسط بين نميري وجوزيف لاقو
-- "ديب مسترست" (عدم ثقة عميق) بين الشمال والجنوب
-- اسرائيل سلحت "انيانيا" في الجنوب، وعرقلت اتفاقية اديس ابابا
-- ابو القاسم محمد ابراهيم ونميرى: "الشريك الطموح"
-- مستشار نميري اللبناني "قوى، ومريب"
-- بدر الدين سليمان يريد عزل نميري
-- محاولة انقلاب حسن حسين خدمت نميري، نسي زملاؤه خلافاتهم معه
-- لماذا عين نميري جمال محمد احمد وزيرا للخارجية؟
-- هل كان الرشيد نور الدين شيوعيا؟
-- هل كان زكي مصطفى فاسدا؟
-- ماذا قال السفير الاميركي عن منصور خالد؟
-- نميري يعزل عشرة وزراء، منهم منصور خالد
-- هل تعمد نميرى عزل "اولاد الغرب"؟
-- بعض آراء نميري "بسيطة وفيها اضطراب عقلي"
-- اثرى نميري شخصيا من صفقة الملياردير السعودي خاشقجي
-- دور خاشقجي في قرض "سامأ"
-- دور خاشقجي في هدية البليون ريال من السعودية
-- كيسنغر قلق على عمولات خاشقجي
-- بهاء الدين ادريس وخاشقجي: "متحمس ولا تمكن الثقة به"
-- قوات سودانية الى السعودية في حالة صراع داخل العائلة المالكة؟
-- عودة خالد حسن عباس وأخرين
-- نميري يميل نحو "القدامى" خوفا من "اليساريين"
-- فجاة، اختفى نجم بدر الدين سليمان "اليساري"
-- نميري يعاني "ضغط دم عال جدا"
-- اختلف نميرى مع الصادق المهدي، لكن كسب ابن عمه احمد المهدي
-- بدر الدين سليمان وراء اقالة منعم منصور وزير المالية
-- نميري: الشيوعيون "يحلمون" بعودتي الى اليسار
-----------------------
وهذه وثائق اضافية من عام 1975:
-----------------------
نميرى لا يثق في الشيوعيين:
التاريخ: 2-10-1975
من: السفير، الخرطوم
الى: وزير الخارجية
الموضوع: نميرى لا يثق في الشيوعيين
"... نشرت اليوم صحيفة "الصحافة" المقابلة التى اجرتها مع الرئيس نميري ثريا جودت، مديرة برنامج "ركن السودان" في اذاعة القاهرة.
اجاب نميرى على سؤال عن الوحدة العربية، وقال انه يؤيدها، على شرط ان تكون "خطوة بخطوة."
واجاب على سؤال عن مفاوضات الرئيس المصرى انور السادات مع اسرائيل (للانسحاب من سيناء، التي كانت احتلتها في حرب عام 1967). وقال: "اويد الدبلوماسية الهادئة" التي يقوم بها السادات.
واجاب على سؤال عن وجود اسرائيل، وقال: "لا اقدر على ان اقول بانى لا اعترف بوجود اسرائيل. هذه حقيقة واقعية. يجب ان اعترف بان هناك دولة اسمها اسرائيل. وانها دولة كبيرة وقوية."
واجاب على سؤال عن محاولة الانقلاب العسكري ضده، والتى قادها الضابط حسن حسين. قارنها نميرى بمعارضة الانصار، بقيادة الامام الهادي المهدي لنظامه. والتي ادت الى هزيمة الانصار في الجزيرة ابا.
وصف نميرى الحدثين بانهما "رجعيين." ولاعادة "حكم الاحزاب الفاسدة."
وانتقد نميرى الشيوعيين خلال الحدثين:
اولا: في ضرب الانصار في الجزيرة ابا، قال ان الشيوعيين "ايدوني، لكن من بعد (لم يؤيدونه مباشرة)".
ثانيا: في محاولة انقلاب حسن حسين، قال ان الشيوعيين "كانوا متفرجين، وينتظرون ماذا سيفعلون (ربما اذا نجح الانقلاب، وسقط نميرى)."
-------------------
خلفية تاريخية:
الجزيرة ابا:
من وثيقة اميركية بتاريخ 1-4-1970
من: السفير، لندن
الى: وزير الخارجية
صورة الى: السفير، الخرطوم
الموضوع: احداث السودان في صحف بريطانية
"مرفق تقرير نشرته اليوم صحيفة "ديلى تلغراف" عن احداث السودان
العنوان: طائرات سودانية تضرب متمردين
من: اريك دونتون، بيروت
وصلت الى هنا اخبار بان القوات السودانية تقاتل آلاف من متمردين متدينين متطرفين في جزيرة ابجنوب الخرطوم، بينما تقصف طائرات الجزيرة. يقود المتمردين الامام الهادي المهدي، حفيد القائد المسلم الذي هزم الجنرال البريطاني غوردون قبل خمسة وثمانين سنة ...
خلال الايام القليلة الماضية، تطورت مواجهة هؤلاء الانصار لنظام يساري اسسه عصبة من ضباط عسكريين بعد انقلاب ضد حكومة احزاب تقليدية في مايو الماضي.
ويبدو ان وضع نميري، قائد النظام، ليس قويا لانه طلب مساعدة مصر وليبيا والعراق. وسارعت هذه الدول بتقديم المساعدة، رغم انه، في ظروف مختلفة، كانت ستقول انها لن تتدخل في الشئون الداخلية لدولة عربية شقيقة ...
ارسل الرئيس المصري جمال عبد الناصر نائبه انور السادات الى الخرطوم لتأكيد تاييد هؤلاء الضباط الثوريين الخائفين. وفي بغداد، اعلن النظام اليساري انه، ايضا، سيساعد السودان. وقالت اذاعة بغداد: "لن يصمت العراق امام المؤامرة الامبريالية الرجعية في السودان ..."
--------------------
خلفية تاريخية:
محاولة انقلاب حسن حسين
من وثيقة امريكية بتاريخ 5-9-1975
من: السفير، الخرطوم
الى: وزير الخارجية
الموضوع: فشل محاولة انقلاب
"في الصباح الباكر، سمعنا اصوات مدافع وبنادق. وبالقرب من مبنى السفارة. وفي وقت لاحق سمعنا اصواتا مماثلة بالقرب من القصر الجمهوري.
في وقت لاحق، علمنا ان قائد محاولة الانقلاب هو حسن حسين عثمان. وانه قتل. لا نعرف اي شئ عنه. ولا يعرف "أوار كونتاكترز" (الذين يمدوننا بمعلومات) اي شئ عنه. عرفنا انه اخ اللواء بالمعاش عثمان حسين الذي احاله نميري الى المعاش، ثم ارسله سفيرا الى يوغسلافيا. وحسب معلومات في ملفاتنا، نعتقد ان عثمان حسين كانت له علاقات بحزب الامة قبل انقلاب نميري سنة 1969...
هناك معلومات ان حسن حسين واخرين معه لهم صلات بالاخوان المسلمين، او، على الاقل، مع جماعات دينية يمينية. وكان مع الاخوان المسلمين عندما كان طالبا في مدرسة ثانوية في مديرية كردفان. ونعتقد ان لهذه الاشاعات صلة باعلان حسن حسين الغاء لوتري المباريات الرياضية ("توتوكوره") ...
قبل ان ينتصف النهار، سمعنا اصواتا مدافع وبنادق بالقرب من القصر الجمهوري، واعتقدنا، وكان اعتقادنا صحيحا، ان العسكريين المؤيدين لنميري يقاومون الانقلاب. ثم انتقل اهتمامنا الى الاذاعة والتلفزيون. لم يصاب اي امريكي باذى، وسمحنا للموظفين السودانيين، حسب طلبهم، ان يعودوا الى منازلهم ...
ليست هناك شكوك ان الشارع خرج تأييد لنميري. وايضا، ايد نميري القادة العسكريون والوزراء وكبار المسئولين. وقبل ان يعرفوا ان الانقلاب سيفشل، خرج متظاهرون يحملون صور نميري لمواجهة قوات حسن حسين التي كانت سيطرت على القصر الجمهوري. وحتى عندما اطلقت تلك القوات طلقات في الهواء، لم تقدر على ان تفرق المتظاهرين ... "
---------------------
حرب استقلال اريتريا:
التاريخ: 29-4-1975
من: السفير، اديس ابابا
الى: وزير الخارجية
الموضوع: مقابلة سفير السودان في اثيوبيا
"... قابلت فخر الدين محمد، سفير السودان هنا. وتحدثنا عن العلاقات بين اثيوبيا والسودان. وتطوع محمد، وقال ان المسئولين في الخرطوم اخطأوا عندما نشروا مبادرة الرئيس السوداني جعفر نميري للتوسط بي حكومة اثيوبيا، وجبهة تحرير اريتريا ...
وقال محمد ان السودان يريد وقف اطلاق النار بين الجانبين. وبداية مفاوضات مباشرة. والعفو عن مقاتلين. وان حكومة اثيوبيا قالت ان ثوار اريتريا هم الذين بدأوا الحرب، وهم الذين يجب ان يبادروا بوقف اطلاق النار. كما ان موقف حكومة اثيوبيا من العفو العام ليس واضحا ...
قلت لمحمد ان اتصالاتنا مع الدول العربية حول اريتريا اوضحت خطا معلومات عندهم بان اغلبية سكان اريتريا مسلمون. الحقيقة هي ان نصف السكان مسلمون، ونصفهم مسيحيون. وطلبت من محمد ان يبذل السودان جهدا لتصحيح هذا الفهم وسط اخوانه العرب.
وقال محمد ان السودان سيفعل ذلك. وان العراق وسوريا تقودان "حملة غير مفيدة" لتصوير الوضع بانه بين مسلمين ومسيحيين، وبين عرب وافريقيين. وان هذا يمكن ان يدفع جبهة تحرير اريتريا الى مزيد من التطرف.
عندما سالته عن مستقبل المشكلة، قال انه متشائم، ولا يتوقع حلا قريبا. وقال ان حملات القوات الاثيوبية الاخيرة في اريتريا جعلت 90 في المائة من الاريتريين يعادون الاثيوبيين ...
رأينا:
اولا: وجدت السفير محمد صاحب خبرات كثيرة في المجال الدبلوماسي. وكان صريحا معى، رغم ان هذا كان اول لقاء بيننا .
ثانيا: اميل الى الاتفاق معه بان المشكلة معقدة، وستحتاج الى ربما سنوات للوصول الى حل لها ..."
-----------------
خلفية تاريخية:
في سنة 1950، وحسب وصاية الولايات المتحدة، وضع مجلس الامن اريتريا تحت سيادة اثيوبيا، في نظام فدرالي.
في سنة 1958، اسس اريتريون جبهة تحرير اريتريا (اي ال اف) في القاهرة. كان علمهم اخضرا، وصاروا يسمون "الخضر." وكان يقودهم المؤسس حامد ادريس عواته، وعبد الله ادريس.
في سنة 1970، انشق منها جناح يساري تحت اسم الجبهة الشعبية لتحرير اريتريا (اى بي ال اف). كان علمهم احمرا، وصاروا يسمون "الحمر." بقيادة اساياس افورقي، الذي كان تدرب في الصين،
في سنة 1991، انتصرت الجبهة الشعبية، "الحمر"، واحتلت العاصمة اسمرا، وانهت السيطرة الاثيوبية. وبعد عامين، صار افورقي رئيسا الجمهورية. وحتى اليوم.
عند كتابة هذه الوثيقة عام 1975، ايدت "الخضر" دول عربية، منها: السودان، وسوريا، والعراق، وليبيا. لكن، في وقت لاحق، تحول بعضها، ومنها السودان، الى تاييد "الحمر"، بقيادة افورقي، بعد ان صاروا الاقوى.
------------------------
الانفتاح على اميركا:
التاريخ: 18-11-1975
من: السفير، الخرطوم
الى: وزير الخارجية
" ... امس، في برنامج "واجهة الامة" التلفزيوني والاذاعي، تحدث نميري عن علاقته مع الدول العربية، وخاصة مصر. جاء ذلك بعد زيارة الرئيس المصرى انور السادات للولايات المتحدة، حيث كان خاطب الكونغرس في جلسة مشتركة لمجلسي الشيوخ والنواب.
مثل الحال في السودان، تهتم دول المنطقة بزيارة السادات هذه، وبانفتاحه على الولايات المتحدة، بعد ان تخلص من الروس. غير ان هذا الاهتمام سلبى، خاصة من دول يسارية، مثل العراق، وسوريا، والجزائر، وليبيا. تعارض هذه مفاوضات السادات مع اسرائيل لانسحابها من سيناء (كانت اسرائيل احتلتها في حرب سنة 1967). وصار السادات يعيش في شبه عزلة ...
(تعليق:
ستزيد هذه العزلة بعد سنوات قليلة. في سنة 1977، عندما سيزور السادات اسرائيل، ويلقى خطابا في الكنيست الاسرائيلي. ثم في سنة 1978، عندما يوقع اتفاقية كامب ديفيد مع اسرائيل، تحت رعاية الرئيس الامريكي جيمى كارتر).
في خطابه الى الشعب السوداني، اشار نميرى الى عزلة السادات وسط الدول العربية. وقال انه فعل "ما كان يجب ان افعل. ان اقف الى جانب الشقيقة الكبرى، مصر العظيمة."
ولمح نميرى الى ان المصريين كانوا انتقدوا انفتاحه هو على الولايات المتحدة، قبل ذلك بثلاث سنوات... "
-----------------------
خلفية تاريخية:
انفتاح نميرى على امريكا، قبل السادات
من وثيقة امريكية بتاريخ 23-6-1971
من: القائم بالاعمال، الخرطوم
الى: وزير الخارجية
الموضوع: علاقتنا مع السودان
"... خلال دعوة غداء، اخذني جانبا مهدي مصطفى الهادي، مستشار الرئيس نميري، وسالني اذا كنت لاحظت ان نميري بدا يغير علاقته معنا. وقال ان نميري لم يكن ابدا مفتونا بروسيا والروس، لكن، ظل الروس يساعدونه في المجال العسكري.
حسب معلوماتنا، قدم منصور خالد نصائح لنميري عن محاسن الانفتاح نحو الغرب. وقال الهادي اننا يجب الا نسيئ فهم مبادرة منصور خالد، ونعتقد ان السودان صار الآن مع الغرب. وان السودان يريد سياسة مستقلة مع العالم، بالاضافة الى توثيق علاقته مع الدول العربية ...
وتحدث مهدي عن الفترة التي قضاها مع بعثة السودان في الامم المتحدة في نيويورك خلال السنوات 1965-1969. وقال انها كانت ممتعة، وانه يريد تحسين العلاقات بين البلدين. واقترح مبادرة منا. وانا قلت له انني، مرات كثيرة، قلت لمسئولين سودانيين كبار اننا مستعدون لاعادة العلاقات، ولهذا، يجب ان تأتي المبادرة من السودانيين.
وفي حماس، قال الهادي: توقع تحركا من جانبنا ... "
---------------------
التاريخ: 29-6-1971
من: الخارجية
الى: القائم بالاعمال، الخرطوم
الموضوع: اجتماع وليام روجرز، وزير الخارجية، ومنصور خالد، سفير السودان في الامم المتحدة
"... بدأ الوزير بسؤال عن سبب سوء العلاقات بين البلدين. وقال انه، مثلا، لا توجد علاقات دبلوماسية لنا مع الجزائر، لكن يوجد تعاون اقتصادي وتجاري. وانه عندما زار الشرق الاوسط انبهر بامكانيات التنميات الاقتصادية، فقط لو تحقق السلام في المنطقة ...
ورد السفير بان المشكلة بين العرب واسرائيل هي السبب الرئيسي في توتر العلاقات الامريكية السودانية. وان السودان لا يتردد في هذا الموقف، وانه يسير على خطى مصر. لكنه اضاف بأن السودان مستعد للتعاون في مجالات اخرى. واشار الى مشكلة جنوب السودان، وقال ان حكومته تريد الوصول الى حل لها، لكن اسرائيل والصحافة الاميركية "الموالية لاسرائيل" تعرقل ذلك ...
ورد الوزير بان الصحافة الاميركية حرة، ولا تسيطر ولا تؤثر عليها الحكومة. وان الحكومة الاميركية تؤيد وحدة ارض السودان، مثما تؤيد وحدة اراضي الدول الافريقية الاخرى. ورحب الوزير باعادة العلاقات الدبلوماسية مع السودان.
وقال السفير ان نميري يريد تحسين العلاقات معنا ...
وفي نهاية الاجتماع، سال الوزير السفير اذا كان سيعود قريبا الى السودان. ورد السفير بانه لم يقرر في احتمال ان يكون وزيرا للخارجية. لكننا فهمنا من كلامه انه سيكون ..."
--------------------
بترول "شفرون":
التاريخ: 16-12-1975
من: السفير، الخرطوم
الى: وزير الخارجية
الموضوع: زيادة تجارة السودان مع الولايات المتحدة
" ... صار السودان سوقا واعدا لصادراتنا، وذلك بسبب الأتي:
اولا: غير نميرى رايه، وحسن علاقته معنا.
ثانيا: يركز نميرى على النهضة الزراعية، وتحسين المواصلات.
ثالثا: يفضل السودانيون المنتجات الامريكية...
في سنة 1972، عندما اعاد نميري علاقات السودان معنا، وحسب ارقام وزارة التجارة الامريكية، كانت صادراتنا الى السودان 6 مليون دولار. لكن، في سنة 1974، قفزت الى 65 مليون دولار. ونتوقع ان تصل الى 100 مليون دولار بنهاية هذا العام.
بهذا، صار السودان الدولة الرابعة فى افريقيا في قائمة صادراتنا، بعد جنوب افريقيا، ونيجريا، والكونغو (زائير).
هذا تطور هام، خاصة لان هذه الارقام ليست فيها اي صادرات عسكرية. وليست فيها اكثر من11 مليون دولار لمشروع الرهد الزراعي...
في الجانب الاخر، زادت صادرات السودان الينا، رغم صغر حجمها. كانت 7 مليون دولار في سنة 1968. وتضاعفت اربع مرات، وصارت 27 مليون دولار، في سنة 1974.
رغم ان اكثر هذه من تجارة الصمغ العربي، بدا السودان مؤخرا يصدر قطنا طويل التيلة، مثل ما قيمته 6 مليون دولار الى شركة في بوسطن في العام الماضي.
تنقب شركة "شيفرون" في الوقت الحاضر عن البترول في السودان. واذا اكتشفته وصدرته، نتوقع زيادات كبيرة في حجم التجارة بين البلدين ... "
=================
الحلقة القادمة: وثائق سنة 1976
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.