لعب الاعلام العربي دورا كبيرا في تصوير مايحدث في غزة بحسب المجريات التي تحدث هناك من قتل وتهديم وتشريد للفلسطينيين من غير وجه حق وترك بصمة واضحة لدى جميع البشر وتترجمت تلك الصور والمشاهد للضحايا افعال وتعاطف من الجميع ومايحدث في معظم الدول التي تعاني من حروب , ولكن ماذا ترك هذا الاعلام في القلوب من دارفور . هناك في دارفور صدامات واشتباكات واجتياحات. و قتلى وجرحى وهناك تهجير وجوع وعمليات ابادة جماعية. وكل ما يخطر بالبال من مآس يعيشها أي شعب يعاني من حرب أهلية، أو من حرب تنحاز فيها قوات الحكومة إلى جانب فريق ضد فريق فلو قدر عدد الضحايا في غزة والدور التي هدمت بالمئات في هذه الأونه فان الضحايا في دارفور يقدرون بمئات الالاف وهذه احصائيه مبدئيه لصعوبة حصر الضحايا واستحالة التوغل داخل تلك الاراضي لمعرفة العدد الكامل والدور التي دمرت ماهي الا مئات القرى قد حرقت وقتل ابنائها وتم تشريد النساء والاطفال مابين نازح ومقتول وباق في تلك الحرب . اغتصاب الفتيات وقتل الاطفال وابادة جميع الرجال في بعض القرى وترك جثثهم تنهشها الطيور وديدان الارض تأكل بقاياهم بعد ان احترقوا مع قراهم التي تقدر مساحة القرية الواحدة في دارفور بأضعاف مساحة غزة ماهي الا ذرة معرفة في بحر الوحشية واللأنسانية المفرطة المرتكبة بحق هؤلاء الناس . وارواحهم تنادي بالعدل والسلام والمساواة وكل تمنياتهم بعد ان اضمحلت اعينهم في دجى الظلم ان يتركوا بصمة واضحة في قلوب البشر وان يخرج احدهم و يصرخ باعادة الحق المسلوب و الحياة التي وهبها الله (جل جلاله) لهم . وكل هذا من اجل ماذا ؟ الأنهم طالبوا بحقوقهم في العيش كباقي البشر ام لأنهم طالبوا بهوية وشرعية في الأرض التي يعيشون عليها ؟ يجب ان نذرف بدل الدمع دما على مايحدث من مجازر في حق الانسانية في دارفور وما تفعله الحكومه السودانيه ومن معها من جزارين , لايكتفون بالقتل والسفك وانتهاك الاعراض ولكن يلاحقون المواطنين لأكمال مابداؤا لأيام وايام طائرات ترمي الصواريخ وجنود مشاة يرشقون برصاصهم صدور الابرياء وايدي دامية تحرق قراهم بنار الكراهية . ماذا فعل اولئك الناس ليستحقوا كل هذا ايكون الصراخ جريمة والصراخ باعلى اصواتهم ليس من الآلام والجراح والرضيع الذي مات والام التي قتلت او ماتت من سوء التغذيه ولكن الصراخ بالظلم و المطالبه بابسط متطلبات الحياة لهم ولأبنائهم ولمن بعدهم و المدارس والمستشفيات والدور الامنة التي تقيهم حر الصيف وبرد الشتاء والماء والكهرباء , بألنسبه لكل الناس هذه كلها اشياء عادية لأن الجميع يمتلكها وبخاصة اهالي غزة ولكنهم في دارفور لايمتلكونها . بالرغم من ان دارفور غنيه بمواردها الطبيعية من ارض خصبة للزراعة وذهب وبترول ولكن اهلها يعيشون دون المستوى للحياة المطلوبة في الوقت الحالي ولو ان العدل يسود هناك بمقدار واحد في المئة لكانت تناهض الأن اكبر الدول الصناعيه التي نرى ونسمع بها , ومشكورة الكثير من المنظمات الانسانيه والقوى الدوليه والمشاهير والشخصيات العالميه تحركت لتحقيق قدر من العدالة لأهالي دارفور وقضيتهم الأنسانيه . يجب ان يكون لكل منا دور فاعل في هذه القضية الانسانيه وان نسمع ونرى تحركات الجميع في سبيل ان يعم السلام وان تصل الحقوق الى اصحابها وان تتوقف المجازر الانسانية سواء في دارفور او غزة او في اي مكان آخر من العالم فقد حرم الله قتل النفس التي خلقها وبث فيها الروح بغير حق , فبمجرد ان تدخل التفرقة العنصرية والضرب على اوتار المصالح العرقية الى اي قضيه تفقدها انسانيتها وتكون الارواح سلعة تباع وتشترى في سوق الموت ويكون منظر جثث الاطفال والنساء مابين هنا وهناك كفيلم رعب نشاهده وننساه في اليوم التالي ولايكون قد حرك فينا قيد انملة ، في زمن اصبحت الاعين جافه والدموع تكون اثمن من ان تذرف على ميت فما بالكم بمقتول ظلم وفتاة مغتصبة فقدت الحياة تكون كالميت الحي وام فقدت ابنها وزوجها وكل ما تملك من اهل وعزوة والقرية التي تنادي اهلها الذين كانوا البارحه هنا في سبيل العدل والمساواة اليس هؤلاء كفيلين بأن ترتسم على وجوههم ابتسامة امل يلوح من بعيد يدفعه اصحاب القلوب النبيله قبل ان يسلموا الراية الى الجيل القادم , اليسوا جديرين ضحايا دارفور بأن تدارى جثثهم عن حشرات الارض وطيور السماء, في الارض كرامة لهم كما امر الله(عز وجل) بهذا الحق لكل خلقه وان تبلل قطرات الموده والرحمه لحودهم الطاهره. [email protected]