5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    بنك الخرطوم يعدد مزايا التحديث الاخير    هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    شاهد بالفيديو.. حسناء الإعلام السوداني إسراء سليمان تبهر المتابعين بإطلالة جديدة بعد عام من الغياب والجمهور يتغزل: (ملكة جمال الإعلام وقطعة سكر)    شاهد بالفيديو.. وسط سخرية المتابعين.. الصحفي إبراهيم بقال يتجول رفقة بعض أفراد الدعم السريع داخل مكاتب الولاية وهو يحمل رتبة "فريق" وينصب نفسه والي لولاية الخرطوم    الكشف عن سلامةكافة بيانات ومعلومات صندوق الإسكان    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تظهر في لقطات رومانسية مع زوجها "الخواجة" وتصف زواجها منه بالصدفة الجميلة: (أجمل صدفة وأروع منها تاني ما أظن القى)    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تظهر في لقطات رومانسية مع زوجها "الخواجة" وتصف زواجها منه بالصدفة الجميلة: (أجمل صدفة وأروع منها تاني ما أظن القى)    المريخ يوقِع عقداً مع شركة (Sport makers)    مفاوضات الجنرالين كباشي – الحلو!    لاعب برشلونة السابق يحتال على ناديه    محمد وداعة يكتب:    عالم «حافة الهاوية»    مستشفي الشرطة بدنقلا تحتفل باليوم العالمي للتمريض ونظافة الأيدي    مليشيا الدعم السريع تجتاح قرية البابنوسة شرق مدني وتقتل وتصيب 8 أشخاص    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    تعرف علي أين رسم دافنشي «الموناليزا»    عقار يلتقي وفد مبادرة أبناء البجا بالخدمة المدنية    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    كوكو يوقع رسمياً للمريخ    برقو لماذا لايعود مديراً للمنتخبات؟؟    السودان..اعتقالات جديدة بأمر الخلية الأمنية    باريس يسقط بثلاثية في ليلة وداع مبابي وحفل التتويج    جماهير الريال تحتفل باللقب ال 36    شاهد بالصور.. (بشريات العودة) لاعبو المريخ يؤدون صلاة الجمعة بمسجد النادي بحي العرضة بأم درمان    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    نتنياهو مستمر فى رفح .. إلا إذا...!    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    السيسي: لدينا خطة كبيرة لتطوير مساجد آل البيت    ترامب شبه المهاجرين بثعبان    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صام بانكي مون يوماً .. وصام جياع العالم بقية العام .... بقلم: حسن عبدالوهاب- برلين
نشر في سودانيل يوم 10 - 01 - 2010

وواصل زرادشت سرده لسير الزمان وتصاريف الايام وصاح وهو يقلب الصفحات ويستلهم الحكم : يا اهل الارض .. اشعثكم و اغبركم وابيضكم واسودكم .. روايتي تجمعكم فهي ناجزة للعاقل والمعتوه والصحيح والسقيم والظاعن والمقيم والمقبل والمدبر وما فات من اسلافكم وما يستقبل من ذرياتكم.. يا ناس : ان عاما من عمر كوكبكم هذا يوشك علي الانتهاء فماذا صنعتم فيه ؟!
نبئوني بالله عليكم فاني علي طول ما مكثت فيكم وما ادركته من الحكمة اجهل تماما ما انتم فيه.
بالله عليكم فسّروا لي كيف تحولت كرة الارض الي كرة قدم؟ وشهدت علي دهشة بالغة عراك شقيقين لا يجهل احدهما قرب الاخر اليه وروابطه به.. وسألت ما هذا الضجيج والصياح والعويل في كره مطاطية تقذف وتنتهي في شبكة لا تخطئها العين؟..هذه محنة كبري !
ولقد سعدت كثيرا باستيقاظ العقلاء ببلدين احبهما كثيرا.. فمصر هي حبيبتي الكبري .. وما ادني من ذلك حبي لوطن مجاهد كان له سبقه في نماذج التحرر والانعتاق....يا اهل الجزائر : لا تحاصركم الارزاء فتفرقكم عن اقرب اشقائكم اليكم ! ويا اهل مصر: ان حكمتكم وسبقكم في المعارف اكبر من ان احيطكم به ! وسلام علي حكماء العرب والمسلمين الذين طوقوا هذا النشاز الغريب الذي لا يشبه ايا منكم!
ثم ماذا ؟.. ان ركائز الارض لم تهتز ونسلها لم ينقطع.. واهلها طورا يصحون وطورا يستجمون في سبات عميق...وان بعضهم يطغي ويتجبر وآخر تردعه المواعظ فينصاع للحكمة ويلزم الجادة . وتعكس "قبائل الميديا" رصدا متصلا لمؤتمرات ومعاهدات وقرارت لا ينتهي احدها حتي ينعقد الآخر.. وكان آخرها قمة روما التي غاب عنها الاغنياء فاحجم قادتها عن حضورها..وهؤلاء يعلمون انهم طرف اساسي في اجتياح الجوع لجنوبه في ساحة العالم الجيوسياسية. وذكرت الصحف ان امين عام الامم المتحده صام يوما تضامنا مع هؤلاء المعذبيين بينما تقول احصاءات منظمته ان طفلا يموت كل عشرة دقائق من بطن خاوية.
وتتعدد الاسباب في رصد الاسباب في هذه المآسي التي تسكب الدموع.. فكانت نيوزويك قد اصدرت عددا خاصا في 19\5\2008 كان موضوع غلافه كيف نوقف ثورات الجياع في العالم؟
كان من ضمن المساهمين فيه آنذاك غوردون بروان حيث قال: ان خمسة وعشرين الفا يموتون كل يوم من الجوع – واضاف ان جهود المجتمع الدولي لم تنقطع في حصار هذه الفاجعة...ففي العام الماضي 2007 م اصدر بانكي مون قرارا بايجاد فريق عمل يعمل بالتنسيق في اعلي المستويات مع البنك الدولي ورؤساء قمة الدول الثمانيه لحسم المأسآه....ان الدول الغنيه ستساهم مساهمة فعالة اذا فتحت اسواقها للنهوض بانتاج الغذاء في الدول الفقيرة . والان وبعد عامين من هذه التصريحات المتفائلة ماذا تم في ارض الواقع من تنفيذها ؟علي العكس من ذلك تماما ركمت كل هذه القرارت ونفر منها واضوعها كما ينفر المقبل من الماء الفاسد وانتهي الامر بغياب هؤلاء القادة عن القمة التي وصف جاك ضيوف السنغالي امين عام منظمة الفاو قراراتها بانها كانت مخيبة للآمال .
وعلي ذكر القرارت التي تذوب في الهواء تأتي الضجة التي صحبت تقرير غولدستون واستخفاف اسرائيل به علي نهجها الذي ظلت تمارسه في تحديها للقرارت الدولية.....والمعروف انها لم تنفذ قرارا دوليا واحدا علي الرغم من انها هي نفسها السابقة الوحيدة في العالم التي نشأت فيها دولة بقرار من الامم المتحدة عام 1947م .. وعلي العكس من ذلك مضت اسرائيل في اضطهادها لاهل الارض الفلسطينين.. وها هي تعمل الان لانشاء تسعمائة مستعمرة حديثة يشرد بسببها آلاف الفلسطينيين عنوة وافتراءاً وتدمر مساكنهم ويحل بارضهم وامام سمع وبصر العالم كله من لا يملك ولا يستحق . ان قادة اسرائيل اكثر عدوانا وصفاقة من اللص الذي يقف علي الدار ويدخل ويقول لمالكه : " انك لست موجودا في هذا المنزل لانني موجود بخارجه " ! وقد كان الرئيس عباس شديد الحكمة حين رفض الانخراط في سيل المفاوضات التي لا تنتهي حتي يتم ما تنعته المصطلحات الاعلامية المضللة بالاستيطان وهو بالفعل استعمار واحتلال. واؤكد مرة اخري ان اطلاق كلمة استيطان تعبير خاطئ ومضلل ولا يستفيد منه الا الاعلام الاسرائيلي الذي يبشر لمن لا يتابعون الارث التاريخي للقضية بان اليهود هم ملاك الارض وواريثوها بحكم التفسيرات التوراتية وبهذه الحجة الفاسدة تمضي الوتيرة في تهويد أهم مقدسات المسلمين : قبلتهم الاولى وموئل رسلهم ومعراج نبيهم الكريم الى السماوات الاعلى في ما يمكن ان يوصف بتعبيرات اليوم "بأنها اول رحله في الفضاء الكوني" لكنها رحلة لا تقارن برحلات البشر التي جاءت بعدها بأكثر من الف عام حينما حط الامريكي ارمسترونج قدمه على القمر وقال عبارته الشهيرة : " انها خطوة صغيرة بالنسبة لرجل ولكنها خطوة جبارة للبشريه باجمعها ".
ومن ناحية اخرى واصل الرئيس الامريكي مخاطبته لامم الارض ووصفت الصحف الامريكية لقائه بالرئيس الصيني بانه التقاء البلد الاغنى بالبلد ذي الكثافة السكانية الاعلى واعادت الواشنطون بوست في رصد تاريخي للاحداث رحلة ريتشارد نيكسون الذي كان رئيسا للولايات المتحده عام 1969 والتقاءه بالزعيم الصيني ماوتسي تونج وكان مهندس الانفتاح على الصين في ذلك الوقت وزير خارجيته هنري كيسنجر في ما اصطلح آنذاك على وصفة بديبلوماسيه "البينج بونج" عندما كان العداء مستحكما بين البلدين علي وتيرة الصراع في انقسام عالم الحرب البارده بين شرق شيوعي وغرب رأسمالي. وبلغ ذلك العداء حدا فارق فيه كل الدلالات المنطقيه والاعراف القانونيه فقد فرض الغرب الصين الوطنيه (تايوان) التي اسسها شان كاي شيك كممثل وحيد للشعب الصيني باجمعه في الامم وأقصى الصين الشعبيه من اي وجود في المنظمه الدوليه....حدث ذلك علي الرغم من ان مساحة الصين الوطنيه وتعداد سكانها لا يساويان قلاقة ظفر بالنسبه لجسم الوطن الام وتحضرني هنا ملاحظة طريفة لكاريكتاتير رسمه في السبعينات الفنان المصري الشهير صلاح جاهين ظهر فيه (الجارسون) في المقهى الصيني وهو يصيح معددا الطلبات لصاحب المقهى الذي امامه عدد ضخم من الزبائن " أيوه يا ريس.. مطلوب خمسمائة كباية شاي والف قهوة " !!
وفي استعراضها لهذه العلاقات التاريخية ابدت نيويورك تايمز ملاحظه غريبه قالت فيها ان نيكون ولد في كاليفورنيا وولد اوباما في هايتي وكلاهما في الساحل الغربي للولايات المتحده المحازي لحدود الصين الشرقيه وايا كان المقصود من ذلك فان لقاء القمتين ما زال يطغي اخبارا وتعليقات علي كل احداث الارض....ولا يهمنا من ذلك نحن اهل العالم الثالث ألا ضمان امننا والتأكد علي استقلالنا واذا كانت الصين تتمتع بعلاقات لا يعكرها الشطط الذي يميز سياسات غريمها الغربي فان التحوط والتدقيق واجب لرصد ما يسود العالم من تحولات عقب هذه القمه خاصة بعد تقرير وزيرة الخارجيه الذي أكدت فيه "سيكون عملنا المشترك شيئا نادرا ولا سابقة له في هذا العالم" .
ولا تختلف خطوات اوباما في ما تقل عنه خلال الزياره من السلوك التقليدي الذي اصبح نهجا مستقرا يلتزم به كل رئيس غربي فور حلوله بالصين.. فهم يخفون ما يدور من قضايا اساسيه خلف الكواليس ويركزون في مؤتمراتهم الصحافيه علي حقوق الانسان والديمقراطيه وتعدد الاراء.. ثم الموضوع الذي يعد للاستهلاك الداخلي والذي يظفر باهتمام كبير في الغرب قضية التبت والدلاي لاما.. وحين يتحدث اوباما بلسان الواعظ لهذه الدوله الكبرى فان التناقض يبدو جليا في صدق الداعي والتزامه هو اولا بهذه المبادئ الساميه الذي يدعو اليها. ونشير هنا الي الضجه الكبرى التي تثار حول اعتقال السيده البورمية انسوشي سان التي ظلت حبيسة الدار من العسكر في بورما الذين يسيطرون على السلطه لما يقارب عقدين من الزمان.. وقد طلب اوباما من الرئيس الصيني استخدام علاقاته الوطيده مع السلطات البورمية لاطلاق سراحها.. ونحن مع مطلق الحريه لكل حبيس للرأي في كل بلد ولكن ماذا يحدث في البلدان المحتله التي يفرض الغرب حكوماتها على شعوبها؟!
إن هنالك مئات الاسيرات من الفلسطينيات الشابات اللائي يقبعن لسنوات في سجون الاحتلال الاسرائيلي وهن يواجهن محنا تفوق الوصف وفي ظروف لاعلاقه لها بالحد الادنى من الظروف الانسانيه ومثل ذلك المئات من السجينات العراقيات اللائي يتعرضن لتعذيب لا حد له وقد غُيبين تماما عن فرص العداله و قد مضي علي هؤلاء الاسيرات سنوات دون محاكمة اوتحقيق وحجب عنهن الاهل والزوار. واذا كان هذا هو حال الاسيرة المستضعفة فان حال الاسرى من الرجال هو انكى واذل.. ولا سبيل لوصف معاناة الارامل والاطفال اليتامى.
واشير في هذا المقام الي مقال نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية اكدت فيه ان تعذيبا ممنهجا ومعاديا للقوانين الدوليه كان يمارسه جيش الاحتلال البريطاني في السجون العراقيه في البصره وباتفاق مع مسئولين بريطانيين وامريكان شمل ذلك الاعتداء الجنسي والتجريد من الملابس والضرب المبرح بعصا كهربائية - وعرض التلفزيون البريطاني كدليل على ذلك صورا للسجين العراقي بهاء موسى وقد غطت الدماء وجهه .. لقد مضى بهاء موسى شهيدا وبقي قاتلوه علي سراحهم يمارسون عدوانهم غير الانساني في غوانتنامو وعشرات السجون السرية المنتشرة في أرجاء العالم - حتي في البلاد العربية !
لكن القناة الرابعة في التلفزيون البريطاني عرضت تقريرا وثقائيا بالغ الخطوره جاء فيه ان اللوبي الصهيوني جند عددا من وزراء الظل في حكومة حزب المحافظين لخدمة الاهداف الاسرائيلية .. وقالت ان عشرة ملايين من الجنيهات الاسرائيلية قد دفعت لهذه الغرض- فحسب التوقعات التحليلية ينتظر أن تخلف حكومة المحافظين في الإنتخابات القادمة حكومة العمال الحالية التي يجمع المراقبون علي تدني شعبيتها في ظل قيادة رئيس الوزراء الحالي غوردون براون.. فماذا عد المسئولون العرب لمقابلة هذا التحول في السياسه البريطانية ذات الارتباط الوثيق بقضايا المنطقة ؟!
ولقد انتهت زيارة اوباما واختلفت المراصد في تحديد نجاحاتها واخفاقها .. بيد ان اوباما ما زال يواجه تشكيكا ليس فقط في رئاسته بل في المقومات الاساسيه لانتمائه الامريكي...يأتي ذلك علي خلفية اهله من ابيه وهم جميعا كينيون مسلمون .. و قد اكدت ذلك مجلة شيترن في 23\12\2009 م حيث قالت " الحديث عن اوباما يبدأ بماركس وينتهي بالله" ! وعرضت صورا لمتظاهرين وهم يهتفون "اوباما ماركسست" .. و "ارجع الي بلادك يا اوباما ولا تجعلنا دوله من العالم الثالث" وتساءلت سيده : "كيف نعرف ان كان لا يصلي لله؟ " وسخرمقدم البرامج الامريكي الشهير ريش ليندباخ من منحه جائزة نوبل ووصفها بانها كذبة ابريل وتسائل الا يمكنهم الانتظار حتي يمتحنوه؟. وبالطبع يواجه اوباما وضعا اشد تعقيدا كلما كان المسلمون الامريكيون طرفا في قضية شائكة مثل مقتل الجنود الامريكان في قاعدة فورت هود علي يد الرائد المسلم نضال مالك وهي اكبر قاعدة حربية يعد فيها الجنود قبل مغادرتهم الي افغانستان والعراق وفيها 53 الف جندي . وقد كشفت التحقيقات التي نشرتها اشيترن مدي المعاناة التي يواجهها هؤلاء واغلبهم من الشباب الذين تلزمهم الخدمة العسكرية علي المشاركة في حرب لا يجدون حدا ادني من الايمان بجدواها – و أوضحت المجلة ان الرعب من آثار الحرب يجعل كل 3 من العائدين يحتاج لرعاية نفسية و حاول عشرة منذ بداية هذا العام الانتحار فيها – وقال المداومون علي العلاج النفسي ان صورة قتلى الحرب لا تفارقهم و تلازمهم رائحة الموت باحلامها المفزعة ورفقاهم الذين قتلوا. ووصفت الجنود بانهم في اسوأ حالاتهم وانهم يفرون من واقعهم بتعاطي المخدرات.
في الشأن السوداني : الجنوب.. اتصال ام انفصال ؟!
قال اوباما قبل وقت قصير من مغادرته للصين "ان الحرب في دار فور تشكل استثناءاً غير عادي لامن الولايات المتحدة وسنعمل مع شركائنا من اجل ايجاد حل لها " وعلي ذات الوتيرة قالت كلينتون" ان قضية السودان ستكون في القائمة الاولي لهذه الادارة " وطلبت من الصين حظر استيراد السلاح للسودان ونشر موقع " سودانايل " علي الانترنت خبرا جاء فيه ان44 من اعضاء الكونجرس قدموا طلبا لاوباما للضغط علي السودان من اجل تغيير سياسته .. وعلي ذات السياق قال جيري فاولر صاحب منظمة (انقذوا دارفور) التي يدعمها اللوبي الصهيوني في تصريح نقلته اسوشيتدبرس " يجب ان يتدخل الرئيس اوباما شخصيا لدي الصين لان سياستها في السودان هي المعول الاساسي في التغيير ".
المسأله في اساسها لا علاقة لها بحقوق الانسان ولا بالسلام في دارفور ولتوضيح ذلك اعيد للأذهان تقرير معهد الدراسات الاستراتيجية الذي صدر في واشنطن في 4 فبرائر2004 م و قدم للجنة الشئون الافريقية في الكونجرس والذي جاء فيه:
"بعد 11 سبتمبر اصبحت افريقيا تحتل مكانا بارزا في السياسة الخارجية والمصالح الحيوية للولايات المتحده ومع وجود ستة مليار برميل في وسط وغرب القارة تستطيع افريقيا تمويل 20% من النفط الامريكي – واقترحت اللجنة (آنذاك) سبعة مواقع للمبادرة السياسية الامريكية جاء في طليعتها 1- سودان ما بعد الحرب 2- النفط 3- محاربة الارهاب ثم ديبلوماسية الازمات وعمليات السلام .. وربما تكون تلك الدراسة هي محور ما سمي اخيرا بالسياسة الامريكية الجديدة تجاه السودان .
وفي شرح اكبر لاهمية النفط قالت ديرشبيجل الالمانية في عددين على التوالي بتاريخ17/5 و24\5\2005 م : " البترول العربي يقع في منطقه غير آمنه وهو يتناقص بحيث لا يمكنه تغطية الاحتياجات الدولية - على ان النفط الافريقي اقرب للسوحل الامريكية ويمكن نقله بسهوله " ..
واضافت المجلة : "ان النفوذ الصيني في السودان يقلق واشنطن كثيرا وسيكون مجال الصراع في افريقيا على البترول اذ تسعى الولايات المتحده لاستيراد ربع بترولها من افريقيا " – وانتهى المقال بعبارة هامة : " وربما يؤدي ذلك الصراع الى استقلال دارفور" !
الى هذا الحد بلغ الاهتمام بالشأن السوداني ليكون مهددا امنيا واستثنائيا للولايات المتحدة . لا بد ان السودان يخفي علي مواطينه والعالم صواريخه العابرة للقارات وبوارجه التي تمخر المحيطات ومنشآته النووية التي تفوق التهديد الايراني وترسانة كوريا الشماليه العسكرية !! ومن الغريب ان هذه التصريحات جاءت عقب فتره من التبشير المتفائل بسياسه جديدة للولايات المتحدة تجاه السودان وبعد تصريحات ايجابيه لمبعوثين من مواقع امريكية متعددة زاروا السودان وتحاوروا مع قياداته .. واكدوا جميعا على تقدم احوال السلام فيه – وبعد تصريح من الجنرال مارتن اقوى قائد قوات سلام الامم المتحدة الذي جاء فيه " لا استطيع ان اقول ان هناك حربا في دارفور الآن ". وبدلا من ان تنساب السياسة الجديدة لادارة اوباما مع هذا المسار أُعلن عن تجديد العقوبات على السودان !
ويزداد الامر غموضا في جنوب السودان بعد تعدد الأراء فيه وبروز تيار داخل الحركة الشعبية يدعو صراحة للانفصال – ويوازيه تيار للوحدة بزعامة د.لام اكول رئيس تحالف الجنوب الديمقراطي - وبينما عقدت الحركة الشعبية مؤتمرا في جوبا عاصمة الجنوب لم يشارك فيه المؤتمر الوطني عقدت احزاب تحالف الجنوب مؤتمرها في الشمال وقاطعته الحركه الشعبيه .. وفوجئ السودانيون بتصريح مدوي لنائب الرئيس السوداني الاول سيلفا كير دعا فيه الجنوبيين صراحة للانفصال في الاستفتاء القادم ووجه الغرابة في ذلك ان كير هو الرجل الثاني في قمة الهرم الرئاسي بعد البشير وهو يدعو من هذا الموقع لتفتيت الدولة التي يتربع في اعلى مراكزها . وكان سيلفا كير طيلة السنوات التي اعقبت توقيع اتفاق السلام يؤكد بتكرار جازم انه لن يحيد عن الدعوة لوحدة السودان. وكان آخر تصريحاته الفاصلة البيان الذي وجهه للجنوبين وجاء فيه " عندما تصل الى صندوق الاقتراح سيكون امامك خياران : هل تريد الوحدة لتكون مواطنا من الدرجة الثانية ؟ ولكن عندما تصوت للاستقلال ستكون شخصا مستقلا في بلد حر ! " وقد اكد هذا الموقف في جولته الاوربية الاخيرة واجتماعه مع خافيرسولانا في بروكسل حيث القي باللائمة علي المؤتمر الوطني وقال ان الحكومة التي يشارك وزراؤه في كل موقع فيها لا تعمل من اجل الوحدة .
وفي ظل هذه الاجواء الغائمة يتواصل الصراع القبلي في الجنوب وكان آخره الاشتباك بين الدينكا والمنداري الذي راح ضحيته47 قتيلا. والسودان مقبل علي انتخابات يجري الاعداد لها الان لاختيار رئيس الجمهورية والبرلمان والولاة في الربوع المختلفة ونأمل ان تختتم بخيار شفاف وصادق يعبر بصدق عن الخيارات الحقيقية للشعب السوداني في اختيار قادته .. وأضم صوتي إلى بيان إخواني في ايرلندا والمملكة المتحدة الذي وقعه ممثلو الاحزاب الرئيسية الذي دعوا فيه السودانيين في المهجر للمشاركة في الانتخابات .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.