بسم الله الرحمن الرحيم استفهامات [email protected] عجيب أمر بلادنا وخصوصاً إعلامها، ترى فيه ما لا يستحق ان يُرى وما يستحق الإعلام لا تجده إلا إذا ذهبت إليه بنفسك.أكون واضحاً تابعوا أخبارنا وكم من المؤتمرات والنقة ينشر لنا كل يوم؟ ما أجتمع سياسيان إلا وكانت الكاميرا حاضرة (وعينك ما تشوف إلا النور وعلى التلفزيون عدل). سافرت في زيارة خاصة إلى كسلا قبل ستة أشهر رأيت سوء حال الطريق وما آل إليه وقلت في نفسي هذا الطريق كامرأة كبيرة تزوج عليها زوجها بأخرى صغيرة واعني طريق هيا عطبرة الذي اختصر المسافة بين الخرطوم وبورتسودان 400 كلم أو نحوها.قلت بعد ذلك الطريق سينصرف النظر عن الطريق القديم. في هذا الأسبوع زرت كسلا مرة أخرى ويا هول ما رأيت، رأيت المرأة الكبيرة قد تمكيجت وتحننت وشُد وجهها وصارت كبنت عشرين. الطريق صار أملساً خالٍ من البثور وعلى خديه خطين أصفرين مثل حنة الخليجيات وتوسطته عيون القطط.قلت سبحان الله مئات الكيلومترات تمت صيانتها بهذه الروعة وهذه السرعة ولم يسمع بها إلا مستخدمي الطريق وإعلامنا يتابع (اللعلاعين) ويصور لنا في لتهم وعجنهم الذي مللنا من سماعه. غير أن خاطرة أخرى خطرت لي هي إن من المؤسسات من تبدأ بالإعلام تصوير العقد في مؤتمر يذاع وينشر وضع حجر الأساس يذاع وينشر وصول أول حاوية معدات بالكاميرا وضع الحجر الأول تابعي إذاعة الحجر الثاني تعال يا تلفزيون ولما ينتهي المشروع نجد بند الإعلام كان له ميزانية لا تقل عن ميزانية الشركات المنفذة ( شوية مبالغة أقسموا على اثنين ما في مشكلة).أما إذا كان في الافتتاح الرئيس أو نائبه يقوم نفس سودانيير والشركات الأخرى في ترحيل الوفود، والبصات للصغار وهاك يا سيارات مقدمة وبعد المقدمة والوقود الذي يصرف في ذلك اليوم يكفي لإقامة مشاريع أخرى لا تقل روعة عن المفتتح. نعود للهيئة القومية للطرق والجسور دخلت يوماً مكتب مديرها العام المهندس حامد وكيل - الحائز على نجمة الانجاز من رئيس الجمهورية - في ذلك المكتب عُلقت خريطة السودان وعليها الطرق المُنفذة والمُقترحة، شيء عجيب شيء لم يعكسه الإعلام بالصورة المطلوبة بل أكتفت كل جهة بمعرفة التي يليها ولكن الصورة الكاملة لم تُملك للجمهور هذا ما أجزم به. بالله كيف تتم هذه الانجازات و لا يسمع بها إلا المستفيد الأول لا شك هو منهج راقٍ ولو كان نهجاً عاماً لقلنا نحن بخير ونسير على الطريق الصحيح لكن في بلادنا الذي يدهن جدار مدرسة يريد ان يراه في الإعلام في نفس الليلة كفاتورة منصب، ما بال هؤلاء يشيدون آلاف الكيلومترات ويعتبرونها واجب طبيعي. متطوع أنا لأعلم عن كل ما اسمع به لهيئة الطرق والجسور لأني اعرف قيمة الطرق وليس الشوارع. صحيفة آخر لحظة السبت 9/1/2010 م أحمد المصطفى إبراهيم ما جستير تكنولوجيا التعليم http://istifhamat.blogspot.com كاتب صحفي 00249912303976