وزير الداخلية يترأس لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة    حملة في السودان على تجار العملة    اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس    إيه الدنيا غير لمّة ناس في خير .. أو ساعة حُزُن ..!    (خطاب العدوان والتكامل الوظيفي للنفي والإثبات)!    خطة مفاجئة.. إسبانيا تستعد لترحيل المقاول الهارب محمد علي إلى مصر    مشاهد من لقاء رئيس مجلس السيادة القائد العام ورئيس هيئة الأركان    من اختار صقور الجديان في الشان... رؤية فنية أم موازنات إدارية؟    المنتخب المدرسي السوداني يخسر من نظيره العاجي وينافس علي المركز الثالث    الاتحاد السوداني يصدر خريطة الموسم الرياضي 2025م – 2026م    وزير الصحة المكلف ووالي الخرطوم يدشنان الدفعة الرابعة لعربات الإسعاف لتغطية    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    ترتيبات في السودان بشأن خطوة تّجاه جوبا    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً    شاهد بالفيديو.. لاعب المريخ السابق بلة جابر: (أكلت اللاعب العالمي ريبيري مع الكورة وقلت ليهو اتخارج وشك المشرط دا)    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    ميسي يستعد لحسم مستقبله مع إنتر ميامي    تقرير يكشف كواليس انهيار الرباعية وفشل اجتماع "إنقاذ" السودان؟    محمد عبدالقادر يكتب: بالتفصيل.. أسرار طريقة اختيار وزراء "حكومة الأمل"..    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    "تشات جي بي تي" يتلاعب بالبشر .. اجتاز اختبار "أنا لست روبوتا" بنجاح !    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    أول أزمة بين ريال مدريد ورابطة الدوري الإسباني    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    مصانع أدوية تبدأ العمل في الخرطوم    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    شرطة البحر الأحمر توضح ملابسات حادثة إطلاق نار أمام مستشفى عثمان دقنة ببورتسودان    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ويسالونك عن ايران (2) .. بقلم: ثروت قاسم
نشر في سودانيل يوم 22 - 02 - 2009

ويسالونك عن ايران
الحلقة الثانية
( 2-3 )
[email protected]
ثروت قاسم
المقدمة :
في الحلقة الأولى إستعرضنا بإيجاز ، ربما كان مخلاً ، بداية المذهب الشيعي ، تسيس المسألة الشيعية ، الامام الحسين ونكبة كربلاء , تعريف الإمام الصادق المهدي للخلاف الديني بين المذهب السني والمذهب الشيعي ، البيروقراطية في النظام الشيعي ، وأهل السودان والتشيع .
ونواصل في هذه الحلقة الثانية ما بدأناه في الحلقة الأولى من إستعراض لمواقف إيران .
الموبقات الثلاثة :
تستنكر البلاد العربية المعتدلة على إيران ثلاثة معايب هي :
أولاً : سعي إيران لتكون قوة إقليمية على حساب الدول العربية المعتدلة ، خصوصاً دول الخليج .
أصبحت إيران قوة إقليمية معتبرة رغم أنفها . فبعد أن قوضت الإدارة الأمريكية أركان نظام صدام حسين في العراق في عام 2003 ، أصبح المسرح خالياً لتمرح فيه إيران كما تريد .
نظام صدام كان يضبط ميزان القوى في مجابهة إيران ، وبزواله إختل الميزان لمصلحة إيران , لعدم وجود دولة عربية إقليمية توازن إيران , لكون معظم دول الخليج ، دويلات صغيرة وضعيفة , لا يمكن لها حتى مجتمعة ضبط إيقاع الميزان الإقليمي . هل تذكر تشبيه الرئيس المباد نميري لمملكة البحرين بجزيرة توتي في الحرطوم .
ثم أكملت الإدارة الأمريكية جميلها في حق إيران , بأن دمرت نظام الطالبان في أفغانستان ، النظام الذي كان يعتبر إيران الشيعة أشد كفراً من الصليبين واليهود . حسب المقولة " عدو عدوك صديقك " فإن إيران كان من المفروض أن تستمر الحليف الأول لأمريكا في المنطقة , كما في عهد الشاه . صدام والطالبان اعداء امريكا , وهما ايضا اعداء ايران . ولكن تأييد إيران للقضية الفلسطينية جعلها دولة معادية في نظر إسرائيل , وبالتالي وأتوماتيكاً في نظر أمريكا , ومن ثم شيطنتها , للقضاء عليها , حتى لا تشكل خطراً على إسرائيل .
ثانياً : سعي إيران لتصدير الثورة الإسلامية الشيعية الي البلاد العربية السنية .
في بداية النظام الخميني ، صرح الإمام الخميني برغبته في تصدير ثورته الإسلامية لباقي الدول الإسلامية والعربية , لنعميم الفائدة . ولكنه وبسرعة صار إلى قناعة تامة بأن الثورة لا يمكن تصديرها وزرعها من عل في الشعوب العربية / الإسلامية . ويتحتم أن تبدأ الثورة من القواعد والجذور , آخذة في الإعتبار المكونات والخصوصيات الثقافية , والإجتماعية , والسياسية . ثم بدأ صدام حربه في أوائل الثمانينيات , وتبخرت بعدها فكرة الإمام الخميني في تصدير ثورته . وأصبح همه الأول هو الإبقاء على الثورة حية داخل إيران , في مواجهة صدام , ومن خلفه أمريكا وإسرائيل والدول العربية المعتدلة مجتمعة .
ثالثاً : إنعدام الديمقراطية في إيران وتسلط إيران على جيرانها العرب .
بالمقارنة أفقياً فإن إيران تعتبر دولة ديمقراطية بإمتياز . تحصل الرئيس أحمدي نجاد في آخر إنتخابات رئاسية على 51% من الأصوات مقابل خصمه , في حين فاز الرئيس مبارك والرئيس الأسد وقبلهما الرئيس صدام بأكثر من %83 و 99% و99% من الأصوات ، علي التوالي . وفي حالة الرئيس مبارك تم سجن المرشح الثاني , وإغتيال شخصيته بإتهامه بتهم ملفقة تمس شرفه السياسي . أما دول الخليج السته فهي أما ملكية تنفيذية أو إمارات تنفيذية ، السلطة المطلقة تحتكرها العائلة المالكة بالتوريث . وفي اليمن ديكتاتورية لا تعترف بالتعددية .
الشاه إستولى على الجزر الإماراتية وأدعى أن البحرين جزء من مملكته . ولم تبدأ إيران الخميني هذا المسلسل وهذه الإدعاءات . وقد نفت إيران رسمياً الأنباء التي تواترت مؤخراً عن تبعية البحرين لإيران . ويميل المراقب إلى تصديق نفي إيران , على خلفية تجربة عراق صدام مع الكويت . ولكن إسرائيل ومن ورائها أمريكا تنفخ في هذه المشكلة , لتهويل خطر إيران لشيطنتها ثم ضربها تأميناً لإسرائيل .
نلخص من الكلام أعلاه إلى أن إسرائيل هي التي إخترعت مقولة " أن إيران هي العدو الأول للعرب وليست اسرائيل " . وسوقت أمريكا هذه النظرية بين الدول العربية المعتدلة ، التي هرولت لتصديقها إرضاء لأمريكا . ولم تكتف الدول العربية المعتدلة بالتصديق السالب لهذه المقولة , وإنما أردفت ذلك ب " فعل " . فكدست السلاح الأمريكي الذي يصدأ في مخازنها بمليارات الدولارات ، وذلك لدرء خطر ايران المزعوم . وكل ذلك تحت الضغط الأمريكي الناعم ... ناعم في مظهره , ومخبره يحمل التهديد المبطن الذي لا قبل للدول العربية المعتدلة بمقاومته .
شيطنة ايران
أبان حملتها الإنتخابية تبجحت المرشحة الرئاسية هيلري كلينتون بأنها سوف تمحو إيران من على الخريطة , وتدمرها عن بكرة أبيها , إذا فكرت إيران في الهجوم على إسرائيل .
هذه السيدة العاقلة الذكية تقول هذا الكلام ، ولا نسمع صوتاً لأي إحتجاج من العالم المتحضر ؟ وكأنه تحصيل حاصل وأمر مفروغ منه .
شيطنة إيران التي تملأ أخبارها الفضائيات منذ حين ، مردها لسبب واحد لا ثاني له , وهو تأمين أمن وسلامة إسرائيل . فقط لا غير , ونقطة على السطر .
ذلك أن إسرائيل تعتبر إيران دولة معادية , لأنها تدعم القضية الفلسطينية بالسلاح , والمال , والتدريب العسكري لعناصر المقاومة الفلسطينية , وكذلك الدعم الدبلوماسي في المحافل الإقليمية والدولية . ثم لأن إيران تدعم حزب الله وسوريا في مقاومتهما للإحتلال الإسرائيلي لأراضي لبنان وسوريا .
وقد صرح ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا , بأن حل المشكلة الفلسطينية ومشكلة حزب الله ومشكلة سوريا , تكمن أولاً وأخيراً في تصفية إيران , والقذف بها خارج الرادار . وبعدها سوف تموت حماس تلقائياً ، ويموت حزب الله تلقائياً ، وتأتي سوريا إلى بيت الطاعة الإسرائيلي كما أتت قبلها مصر والأردن . وعندها تفعل إسرائيل ما يلزم في منطقة الشرق الأوسط .
إسرائيل ومن ورائها أمريكا " المجتمع الدولي " تعتبر إيران شوكة حوت يجب نزعها وحالاً وفي هذه اللحظة ، حتي يخلو لها الجو وتسرح وتمرح وتبرطع . ذلك أن إيران القوية , خصوصاً النووية, سوف تمنع إسرائيل من التبختر وإرتكاب المجازر , كما مجزرة غزة , وقبلها مجزرة جنين .
الهند لم تستطع مهاجمة باكستان ذريا , رغم أن ترمومتر التوتر بينهما قد وصل مرحلة الغليان ، فقط لأن الضربة الذرية الثانية من باكستان بعد ضربة الهند الذرية الأولى , سوف تكون قاتلة للهند . هذا هو ميزان الرعب بين الهند وباكستان .
الولايات المتحدة ضربت اليابان بالقنابل الذرية , فقط لأن اليابان لم تكن تملك على هكذا قنابل للرد على أمريكا .
إسرائيل ومن ورائها أمريكا " المجتمع الدولي " لن تترك إيران تصبح دولة نووية , حتى لا تقيم ميزاناً للرعب , يحد من حركة إسرائيل في الشرق الأوسط .
ولصغر مساحة إسرائيل العمرانية ووجود كل البنى التحتية من مصانع ومساكن ومدارس ..الخ في منطقة صغيرة المساحة حول تل أبيب والقدس ، فإن قنبلة ذرية واحدة تطلقها إيران , كفيلة بتحطيم وإبادة أكثر من نصف إسرائيل العمرانية والصناعية , وموت الحلم الصهيوني .
لا تستغرب , ياهذا , لو إعتبرت إسرائيل حيازة إيران للقنبلة الذرية تهديدا لوجودها . فهذه حقيقة , خصوصاً لأن إسرائيل دولة معتدية ومغتصبة ومحتلة وباغية . سياستها الإجرامية ضد العرب سوف تدخلها في شر أعمالها وتعجل بنهايتها , إذا استمرت في مجازرها , وإستفزت إيران الداعمة للقضية العربية والتي تملك , بعد حين , رباط الخيل النووي .
هل فهمت , يا رعاك الله , لماذا تشيطن إسرائيل ومن ورائها أمريكا " المجتمع الدولي " إيران ؟
إيران وحماس
ما هي مصلحة إيران في إستعداء إسرائيل ومن ورائها أمريكا " المجتمع الدولي " بدعمها لحماس ؟
لا مصلحة البتة !
إيران شيعية وحماس سنية . إذاً البعد المذهبي غير موجود في هذه المعادلة . ثم إيران ليس لها أي حدود جغرافية مع فلسطين , وتفصلهما بيد دونها بيد . والتاريخ يبعد بينهما ولا يقرب . ثم فلسطين ليس بها أي موارد طبيعية من بترول وغاز لندعي أن إيران تبغي منافع لها .
ايران دولة شيعية ترفع شعار الولي الفقيه المتدابر مع الفكر السني , وحماس حركة سنية تمارس الديمقراطية الغربية , وترفض ديكتاتورية الفرد . ايران دولة ايديلوجية ترفع شعار الاسلام المناهض للاتجاه العلماني , وسوريا دولة بعثية ترفع شعار العلمانية المناهض للاتجاه الديني .
إيران قد حرقت أصبعها مع الرمز ياسر عرفات . فبعد ثورة الخميني في فبراير 1979 ، طرد الخميني الإسرائيليين , وقفل سفارتهم , ثم سلم مفتاحها للرمز ياسر عرفات عند زيارته لإيران مهنئاً بالثورة . وأغدق الخميني الدعم في كل أشكاله للثورة الفلسطينية . ولكن بعد أوسلو وتحت الضغط الإسرائيلي / الأمريكي ، قفل ياسر عرفات الباب الإيراني بالضبة والمفتاح . ولم تفتحه إلا حماس , حين طلبت الدعم من الأشقاء العرب فلم تجد من مجيب . فاستدبرتهم وإستقبلت إيران , التي التي لم تبخل عليها بكل نوع من أنواع الدعم ... العسكري والمادي والدبلوماسي .
وإذا رفعت إيران يدها عن دعم حماس وحزب الله وسوريا ، فإنها سوف ترجع معززة مكرمة إلى الحضن الإسرائيلي / الأمريكي ، ويمكن لها أن تطور برنامجها النووي كما في عهد الشاه , ويمكن لها أن تسرح وتمرح في المنطقة كما تسرح وتمرح حالياً إسرائيل .
ولكن عقيدة إيران الإسلامية تحتم عليها إغاثة المستضعفين من المسلمين . وتمنعها من ترك الحرم الشريف في أيادي الصهاينة . وتضحي في سبيل ذلك , بكل مرتخص وغال . تماماً كما ضحى الملأ عمر بدولته في سبيل إجارة ضيفه الشيخ أسامة بن لادن .
ربما يكون هكذا تصرف غير مفهوم , بل مجنون , لكل عاقل ألقى السمع وهو شهيد . ولكنها الحقيقة المجردة . فتامل ياهذا !
ايران واسرائيل
ترسانة إسرائيل النووية تحتوي على أكثر من 200 رأس حربي نووي , وأنظمة إطلاق صواريخ متطورة يمكنها توصيل هذه الرؤوس النووية إلى إيران . وتمحوها من الخريطة إذا برز خطر فعلي ضدها من جانب إيران . هذا من ناحية إسرائيل . أما من ناحية إيران , فإيران لا تزال في مرحلة تخصيب اليورانيوم , وللأغراض السلمية , ولم تنتج أي قنبلة نووية . ولكن مع هذا فقد نجحت إسرائيل في شيطنة إيران بواسطة المجتمع الدولي . واعتبر المجتمع الدولي ، ظلماً ، أن تخصيب إيران لليورانيوم يمثل خطراً للمجتمع الدولي . أمريكا بصدد إقامة منصات صاروخية في دول شرق أوربا , تحسباً للخطر الإيراني أو كما تدعي . إسرائيل تعتبر إيران رصيد للدول العربية وبالأخص لحماس , ولذلك تجيرها كدولة معادية , لا يمكن السماح لها بأن تتحدى إسرائيل , وتهدد التفوق العسكري المطلق الذي تمتعت به إسرائيل على كل العرب مجتمعين منذ إنشائها في 1948 .
إذاً .....إيران النووية هي ضمان العرب لقيام دولة فلسطين جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل . إيران النووية هي صمام أمان ضد تجاوزات ومجازر إسرائيل في فلسطين وباقي الدول العربية . اسرائيل لن تقدم , بدون وازع , أي تنازل للعرب وللفلسطينيين . وكان هناك إقتراح بأن تجمد إيران برنامجها النووي , مقابل أن تسمح إسرائيل بقيام دولة لفلسطين . ولكن هكذا إقتراح تم رفضه من جانب إسرائيل .
رغم المذكور أعلاه , فإن الأعراب ينساقون وراء الإدعاءات الإسرائيلية / الأمريكية لشيطنة إيران .
السعودية ومصر وحماس
تقول السعودية ومصر أن إيران تدعم حماس لكي تستعملها كمخلب قط , للسيطرة من خلالها على المنطقة العربية , ونشر المذهب الشيعي فيها . وتعتبر السعودية ومصر أن حماس منظمة إيرانية , إستولت على السلطة في غزة عام 2007 بأوامر إيرانية , وكانت السبب المباشر وراء هجوم إسرائيل على غزة في ديسمبر 2008 , بإستفزازها غير المبرر لإسرائيل . وكل ذلك بأوامر إيرانية . وحتى إختطاف الجندي شاليت كان بأوامر إيرانية لحماس .
ولهذه الأسباب حاربت السعودية ومصر حماس . وقفلت مصر معبر رفح لتخنق حماس , وتفل من قوتها , رغم أن ذلك يعتبر عقاباً جماعياً لكل أهل غزة , وليس فقط لحماس . ويرفض الرئيس مبارك مقابلة قيادي حركة حماس عند زيارتهم للقاهرة .
وفي أثناء زيارته الأخيرة لفرنسا وتركيا وإيطاليا , التي بدأت يوم العاشر من فبراير الحالي ، اشتكى الرئيس مبارك لقادة هذه الدول " الغرباء " وغير العرب , من تصرفات حماس وتعنتها في الوصول إلى تهدئة مع إسرائيل , رغم الدمار والموت الذي أحدثته في غزة , بسبب تصرفاتها الرعناء . الرئيس مبارك يحمل حماس جريرة ما حدث في غزة من مجازر , ويعفي إسرائيل من المسئولية . ويطلب من قادة فرنسا وتركيا وإيطاليا العمل على عزل حماس , وإحلال حكومة فياض مكانها في غزة .
تضغط مصر على حماس لقبول المبادرة المصرية , التي تحتوي على المطالب الإسرائيلية , فيما يتعلق بقضية التهدئة مع إسرائيل , وفتح المعابر , ووقف إطلاق الصواريخ , وإطلاق الجندي شاليت . وإذا أبدت حماس أي تحفظات على المبادرة المصرية ، تتهم مصر إيران بأنها وراء التعنت الحمساوي . وان حماس صنيعة في يد إيران , لأن ايران تقدم لحماس العون , ولذلك تحتكر قرارها .
حسناً .......دعنا نؤمن , جدلا , على صدقية الإتهامات السعودية و المصرية لحماس , وعلي فضح الأطماع الإيرانية التي تتستر وراء الإدعاء الكاذب بدعم القضية الفلسطينية من خلال دعم حماس . وإذا سلمنا , جدلاً , بأن الأمر كذلك , وأن إيران هي الشيطان الرجيم وراء حماس . فلماذا لا تعمل السعودية ومصر على تقديم دعم لحماس أكبر من الدعم الإيراني , فتختطف بذلك حماس من براثن إيران , وتحتضن حماس , وتحسن معاملة قادتها بدلاً من إهانتهم وإذلالهم على معبر رفح . ما تحتاج إليه حماس هو الدعم في مقاومتها للعدو المحتل الإسرائيلي , حتى لو جاء من الشيطان ، لأنها في موقف ضعيف , أمام إسرائيل التي تدعمها أمريكا .
لماذا لا تحاول السعودية ومصر كسب ود حماس , بدلاً من شيطنتها وتصويرها على أنها مخلب قط إيراني . توفر السعودية ومصر بذلك كثيراً من الجهد الضائع في تبويظ إجتماع القمة في الدوحة , وفي عقد الإجتماعات, كما في إجتماع أبوظبي الأخير الذي إشترك فيه تسعة من وزراء الخارجية العرب , فقط لكي يوقفوا النفوذ الإيراني من خلال حماس في المنطقة العربية . ولكن إذا إستمرت السعودية ومصر في حربها الاعلامية والدبلوماسية ضد حماس , وعدم مساعدتها , بل خنقها ، فإن حماس سوف تستجير بالشيطان , وليس فقط بإيران , في مقاومة المحتل الإسرائيلي .
ثم وكما ذكرنا أعلاه , فإن الفوائد التي تجنيها إيران من عدم دعم حماس , وعدم دعم القضية الفلسطينية , بل الوصول الي تسوية مع إسرائيل وأمريكا . هكذا فوائد لا يمكن حصرها . وفي أقلها ترفع عن كاهل إيران العقوبات , والحصار الإقتصادي , ويتم فتح أبواب إيران للإستثمارات الأمريكية , وتصبح إيران عضواً مكرمًا في المجتمع الدولي بدلاً عن الشيطان الرجيم حالياً , لمساعدتها لحماس . المساعدة التي لا تجني من ورائها إيران أي فوائد أو مصالح , كون إيران شيعية وحماس سنية , وكون غزة خالية من أي بترول أو غاز .
أرجو أن تحتضن السعودية ومصر حماس وتدعمها , لكي تبعدها عن المحور الإيراني , بدلاً من مهاجمة حماس , ودفعها دفعاً الي أحضان
إيران ؟
التنسيق المصري / الإسرائيلي
هناك تواطؤ واضح بين السلطات المصرية وإسرائيل للقضاء على حماس حتى لا تقوم لها قائمة . ويكفي أن نورد حادثة واحدة وقعت في يوم الخميس الموافق الخامس من فبراير لتأكيد هذا التواطؤ . ففي ذلك اليوم ، إحتجزت السلطات المصرية السيد أيمن طه أحد قادة حماس المشاركين في مفاوضات القاهرة ، أمام معبر رفح ومنعته من إدخال 12 مليون دولار كانت في حوزته . وتمت مصادرة هذه الأموال ووضعها في بنك مصري من بنوك مدينة العريش . وفي نفس يوم الخميس وافقت السلطات الإسرائيلية بنقل 43 مليون دولار إلى غزة لتمكين حكومة السيد محمود عباس من تسديد الرواتب للموظفين التابعين لها في غزة .
كماشة مصرية / إسرائيلية لخنق حماس وتقوية السيد محمود عباس في غزة ؟
في يوم الخميس الموافق الخامس من فبراير ، كانت سفينة " الأخوة " اللبنانية تبحر في المياه المصرية ، حاملة مواد إغاثية لغزة ،فتصدت لها البحرية الإسرائيلية , وإحتجزتها بعد تفتيشها وضرب ركابها . وإستغاثت السفينة اللبنانية بالسلطات البحرية المصرية , ولكن مصر عملت أضان الحامل طرشة . إسرائيل أرادت منع الدواء والغذاء من الوصول إلى غزة ، بقصد إفناء وإبادة أهل غزة ، مما يعد جريمة إبادة جماعية . وعليه فإن القرصنة الإسرائيلية أشد خطراً من القرصنة الصومالية التي تبتز السفن مقابل دفع فدية , ولكنها لا تمنع الجوعى والمرضى من الغذاء والدواء , كما في حالة القرصنة الإسرائيلية . ولكن الإجتماعات الدولية يتم عقدها لمكافحة القرصنة الصومالية , ولا أحد يحرك ساكناً ضد القرصنة الإسرائيلية .
ثم إن الدرونات الإسرائيلية كانت تحلق فوق الأجواء المصرية وداخل أكثر من عشرة كيلومترات من الحدود المصرية / الغزية مع رفح . كما قصفت المدافع الإسرائيلية الجانب المصري من الحدود المصرية مع رفح ، دون أن تحتج مصر على ذلك القصف .
كما أوردت الأنباء أن سلطات الأمن المصرية قد إعتقلت الدكتور جمال عبد السلام , مدير الإغاثة في إتحاد الأطباء العرب , بتهمة مساعدة حماس لأنه كان يقوم بتوفير إحتياجات مستشفيات غزة حسب مهام وظيفته ...... فتأمل .
السلطات المصرية تعتبر هروب دارفوري بائس من مصر إلى إسرائيل أمراً جللاً يهدد الأمن القومي المصري , وتقتله رمياً بالرصاص وهو هارب من أرضها . ولكنها لا تحرك ساكناً لإنتهاك إسرائيل لسيادتها البحرية والبرية والجوية كما كان الحال أبان مجزرة غزة .
ولكن ماذا تقول مع المكيال الصهيوني .
يتبع


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.