لجان مقاومة النهود : مليشيا الدعم السريع استباحت المدينة وارتكبت جرائم قتل بدم بارد بحق مواطنين    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    جامعة ابن سينا تصدم الطلاب.. جامعات السوق الأسود والسمسرة    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    بحضور عقار.. رئيس مجلس السيادة يعتمد نتيجة امتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة للعام 2023م    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    احتجز معتقلين في حاويات.. تقرير أممي يدين "انتهاكات مروعة" للجيش السوداني    هجوم المليشيا علي النهود هدفه نهب وسرقة خيرات هذه المنطقة الغنية    عبد العاطي يؤكد على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار ووحدة السودان وسلامة أراضيه    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ويسالونك عن ايران (2) .. بقلم: ثروت قاسم
نشر في سودانيل يوم 22 - 02 - 2009

ويسالونك عن ايران
الحلقة الثانية
( 2-3 )
[email protected]
ثروت قاسم
المقدمة :
في الحلقة الأولى إستعرضنا بإيجاز ، ربما كان مخلاً ، بداية المذهب الشيعي ، تسيس المسألة الشيعية ، الامام الحسين ونكبة كربلاء , تعريف الإمام الصادق المهدي للخلاف الديني بين المذهب السني والمذهب الشيعي ، البيروقراطية في النظام الشيعي ، وأهل السودان والتشيع .
ونواصل في هذه الحلقة الثانية ما بدأناه في الحلقة الأولى من إستعراض لمواقف إيران .
الموبقات الثلاثة :
تستنكر البلاد العربية المعتدلة على إيران ثلاثة معايب هي :
أولاً : سعي إيران لتكون قوة إقليمية على حساب الدول العربية المعتدلة ، خصوصاً دول الخليج .
أصبحت إيران قوة إقليمية معتبرة رغم أنفها . فبعد أن قوضت الإدارة الأمريكية أركان نظام صدام حسين في العراق في عام 2003 ، أصبح المسرح خالياً لتمرح فيه إيران كما تريد .
نظام صدام كان يضبط ميزان القوى في مجابهة إيران ، وبزواله إختل الميزان لمصلحة إيران , لعدم وجود دولة عربية إقليمية توازن إيران , لكون معظم دول الخليج ، دويلات صغيرة وضعيفة , لا يمكن لها حتى مجتمعة ضبط إيقاع الميزان الإقليمي . هل تذكر تشبيه الرئيس المباد نميري لمملكة البحرين بجزيرة توتي في الحرطوم .
ثم أكملت الإدارة الأمريكية جميلها في حق إيران , بأن دمرت نظام الطالبان في أفغانستان ، النظام الذي كان يعتبر إيران الشيعة أشد كفراً من الصليبين واليهود . حسب المقولة " عدو عدوك صديقك " فإن إيران كان من المفروض أن تستمر الحليف الأول لأمريكا في المنطقة , كما في عهد الشاه . صدام والطالبان اعداء امريكا , وهما ايضا اعداء ايران . ولكن تأييد إيران للقضية الفلسطينية جعلها دولة معادية في نظر إسرائيل , وبالتالي وأتوماتيكاً في نظر أمريكا , ومن ثم شيطنتها , للقضاء عليها , حتى لا تشكل خطراً على إسرائيل .
ثانياً : سعي إيران لتصدير الثورة الإسلامية الشيعية الي البلاد العربية السنية .
في بداية النظام الخميني ، صرح الإمام الخميني برغبته في تصدير ثورته الإسلامية لباقي الدول الإسلامية والعربية , لنعميم الفائدة . ولكنه وبسرعة صار إلى قناعة تامة بأن الثورة لا يمكن تصديرها وزرعها من عل في الشعوب العربية / الإسلامية . ويتحتم أن تبدأ الثورة من القواعد والجذور , آخذة في الإعتبار المكونات والخصوصيات الثقافية , والإجتماعية , والسياسية . ثم بدأ صدام حربه في أوائل الثمانينيات , وتبخرت بعدها فكرة الإمام الخميني في تصدير ثورته . وأصبح همه الأول هو الإبقاء على الثورة حية داخل إيران , في مواجهة صدام , ومن خلفه أمريكا وإسرائيل والدول العربية المعتدلة مجتمعة .
ثالثاً : إنعدام الديمقراطية في إيران وتسلط إيران على جيرانها العرب .
بالمقارنة أفقياً فإن إيران تعتبر دولة ديمقراطية بإمتياز . تحصل الرئيس أحمدي نجاد في آخر إنتخابات رئاسية على 51% من الأصوات مقابل خصمه , في حين فاز الرئيس مبارك والرئيس الأسد وقبلهما الرئيس صدام بأكثر من %83 و 99% و99% من الأصوات ، علي التوالي . وفي حالة الرئيس مبارك تم سجن المرشح الثاني , وإغتيال شخصيته بإتهامه بتهم ملفقة تمس شرفه السياسي . أما دول الخليج السته فهي أما ملكية تنفيذية أو إمارات تنفيذية ، السلطة المطلقة تحتكرها العائلة المالكة بالتوريث . وفي اليمن ديكتاتورية لا تعترف بالتعددية .
الشاه إستولى على الجزر الإماراتية وأدعى أن البحرين جزء من مملكته . ولم تبدأ إيران الخميني هذا المسلسل وهذه الإدعاءات . وقد نفت إيران رسمياً الأنباء التي تواترت مؤخراً عن تبعية البحرين لإيران . ويميل المراقب إلى تصديق نفي إيران , على خلفية تجربة عراق صدام مع الكويت . ولكن إسرائيل ومن ورائها أمريكا تنفخ في هذه المشكلة , لتهويل خطر إيران لشيطنتها ثم ضربها تأميناً لإسرائيل .
نلخص من الكلام أعلاه إلى أن إسرائيل هي التي إخترعت مقولة " أن إيران هي العدو الأول للعرب وليست اسرائيل " . وسوقت أمريكا هذه النظرية بين الدول العربية المعتدلة ، التي هرولت لتصديقها إرضاء لأمريكا . ولم تكتف الدول العربية المعتدلة بالتصديق السالب لهذه المقولة , وإنما أردفت ذلك ب " فعل " . فكدست السلاح الأمريكي الذي يصدأ في مخازنها بمليارات الدولارات ، وذلك لدرء خطر ايران المزعوم . وكل ذلك تحت الضغط الأمريكي الناعم ... ناعم في مظهره , ومخبره يحمل التهديد المبطن الذي لا قبل للدول العربية المعتدلة بمقاومته .
شيطنة ايران
أبان حملتها الإنتخابية تبجحت المرشحة الرئاسية هيلري كلينتون بأنها سوف تمحو إيران من على الخريطة , وتدمرها عن بكرة أبيها , إذا فكرت إيران في الهجوم على إسرائيل .
هذه السيدة العاقلة الذكية تقول هذا الكلام ، ولا نسمع صوتاً لأي إحتجاج من العالم المتحضر ؟ وكأنه تحصيل حاصل وأمر مفروغ منه .
شيطنة إيران التي تملأ أخبارها الفضائيات منذ حين ، مردها لسبب واحد لا ثاني له , وهو تأمين أمن وسلامة إسرائيل . فقط لا غير , ونقطة على السطر .
ذلك أن إسرائيل تعتبر إيران دولة معادية , لأنها تدعم القضية الفلسطينية بالسلاح , والمال , والتدريب العسكري لعناصر المقاومة الفلسطينية , وكذلك الدعم الدبلوماسي في المحافل الإقليمية والدولية . ثم لأن إيران تدعم حزب الله وسوريا في مقاومتهما للإحتلال الإسرائيلي لأراضي لبنان وسوريا .
وقد صرح ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا , بأن حل المشكلة الفلسطينية ومشكلة حزب الله ومشكلة سوريا , تكمن أولاً وأخيراً في تصفية إيران , والقذف بها خارج الرادار . وبعدها سوف تموت حماس تلقائياً ، ويموت حزب الله تلقائياً ، وتأتي سوريا إلى بيت الطاعة الإسرائيلي كما أتت قبلها مصر والأردن . وعندها تفعل إسرائيل ما يلزم في منطقة الشرق الأوسط .
إسرائيل ومن ورائها أمريكا " المجتمع الدولي " تعتبر إيران شوكة حوت يجب نزعها وحالاً وفي هذه اللحظة ، حتي يخلو لها الجو وتسرح وتمرح وتبرطع . ذلك أن إيران القوية , خصوصاً النووية, سوف تمنع إسرائيل من التبختر وإرتكاب المجازر , كما مجزرة غزة , وقبلها مجزرة جنين .
الهند لم تستطع مهاجمة باكستان ذريا , رغم أن ترمومتر التوتر بينهما قد وصل مرحلة الغليان ، فقط لأن الضربة الذرية الثانية من باكستان بعد ضربة الهند الذرية الأولى , سوف تكون قاتلة للهند . هذا هو ميزان الرعب بين الهند وباكستان .
الولايات المتحدة ضربت اليابان بالقنابل الذرية , فقط لأن اليابان لم تكن تملك على هكذا قنابل للرد على أمريكا .
إسرائيل ومن ورائها أمريكا " المجتمع الدولي " لن تترك إيران تصبح دولة نووية , حتى لا تقيم ميزاناً للرعب , يحد من حركة إسرائيل في الشرق الأوسط .
ولصغر مساحة إسرائيل العمرانية ووجود كل البنى التحتية من مصانع ومساكن ومدارس ..الخ في منطقة صغيرة المساحة حول تل أبيب والقدس ، فإن قنبلة ذرية واحدة تطلقها إيران , كفيلة بتحطيم وإبادة أكثر من نصف إسرائيل العمرانية والصناعية , وموت الحلم الصهيوني .
لا تستغرب , ياهذا , لو إعتبرت إسرائيل حيازة إيران للقنبلة الذرية تهديدا لوجودها . فهذه حقيقة , خصوصاً لأن إسرائيل دولة معتدية ومغتصبة ومحتلة وباغية . سياستها الإجرامية ضد العرب سوف تدخلها في شر أعمالها وتعجل بنهايتها , إذا استمرت في مجازرها , وإستفزت إيران الداعمة للقضية العربية والتي تملك , بعد حين , رباط الخيل النووي .
هل فهمت , يا رعاك الله , لماذا تشيطن إسرائيل ومن ورائها أمريكا " المجتمع الدولي " إيران ؟
إيران وحماس
ما هي مصلحة إيران في إستعداء إسرائيل ومن ورائها أمريكا " المجتمع الدولي " بدعمها لحماس ؟
لا مصلحة البتة !
إيران شيعية وحماس سنية . إذاً البعد المذهبي غير موجود في هذه المعادلة . ثم إيران ليس لها أي حدود جغرافية مع فلسطين , وتفصلهما بيد دونها بيد . والتاريخ يبعد بينهما ولا يقرب . ثم فلسطين ليس بها أي موارد طبيعية من بترول وغاز لندعي أن إيران تبغي منافع لها .
ايران دولة شيعية ترفع شعار الولي الفقيه المتدابر مع الفكر السني , وحماس حركة سنية تمارس الديمقراطية الغربية , وترفض ديكتاتورية الفرد . ايران دولة ايديلوجية ترفع شعار الاسلام المناهض للاتجاه العلماني , وسوريا دولة بعثية ترفع شعار العلمانية المناهض للاتجاه الديني .
إيران قد حرقت أصبعها مع الرمز ياسر عرفات . فبعد ثورة الخميني في فبراير 1979 ، طرد الخميني الإسرائيليين , وقفل سفارتهم , ثم سلم مفتاحها للرمز ياسر عرفات عند زيارته لإيران مهنئاً بالثورة . وأغدق الخميني الدعم في كل أشكاله للثورة الفلسطينية . ولكن بعد أوسلو وتحت الضغط الإسرائيلي / الأمريكي ، قفل ياسر عرفات الباب الإيراني بالضبة والمفتاح . ولم تفتحه إلا حماس , حين طلبت الدعم من الأشقاء العرب فلم تجد من مجيب . فاستدبرتهم وإستقبلت إيران , التي التي لم تبخل عليها بكل نوع من أنواع الدعم ... العسكري والمادي والدبلوماسي .
وإذا رفعت إيران يدها عن دعم حماس وحزب الله وسوريا ، فإنها سوف ترجع معززة مكرمة إلى الحضن الإسرائيلي / الأمريكي ، ويمكن لها أن تطور برنامجها النووي كما في عهد الشاه , ويمكن لها أن تسرح وتمرح في المنطقة كما تسرح وتمرح حالياً إسرائيل .
ولكن عقيدة إيران الإسلامية تحتم عليها إغاثة المستضعفين من المسلمين . وتمنعها من ترك الحرم الشريف في أيادي الصهاينة . وتضحي في سبيل ذلك , بكل مرتخص وغال . تماماً كما ضحى الملأ عمر بدولته في سبيل إجارة ضيفه الشيخ أسامة بن لادن .
ربما يكون هكذا تصرف غير مفهوم , بل مجنون , لكل عاقل ألقى السمع وهو شهيد . ولكنها الحقيقة المجردة . فتامل ياهذا !
ايران واسرائيل
ترسانة إسرائيل النووية تحتوي على أكثر من 200 رأس حربي نووي , وأنظمة إطلاق صواريخ متطورة يمكنها توصيل هذه الرؤوس النووية إلى إيران . وتمحوها من الخريطة إذا برز خطر فعلي ضدها من جانب إيران . هذا من ناحية إسرائيل . أما من ناحية إيران , فإيران لا تزال في مرحلة تخصيب اليورانيوم , وللأغراض السلمية , ولم تنتج أي قنبلة نووية . ولكن مع هذا فقد نجحت إسرائيل في شيطنة إيران بواسطة المجتمع الدولي . واعتبر المجتمع الدولي ، ظلماً ، أن تخصيب إيران لليورانيوم يمثل خطراً للمجتمع الدولي . أمريكا بصدد إقامة منصات صاروخية في دول شرق أوربا , تحسباً للخطر الإيراني أو كما تدعي . إسرائيل تعتبر إيران رصيد للدول العربية وبالأخص لحماس , ولذلك تجيرها كدولة معادية , لا يمكن السماح لها بأن تتحدى إسرائيل , وتهدد التفوق العسكري المطلق الذي تمتعت به إسرائيل على كل العرب مجتمعين منذ إنشائها في 1948 .
إذاً .....إيران النووية هي ضمان العرب لقيام دولة فلسطين جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل . إيران النووية هي صمام أمان ضد تجاوزات ومجازر إسرائيل في فلسطين وباقي الدول العربية . اسرائيل لن تقدم , بدون وازع , أي تنازل للعرب وللفلسطينيين . وكان هناك إقتراح بأن تجمد إيران برنامجها النووي , مقابل أن تسمح إسرائيل بقيام دولة لفلسطين . ولكن هكذا إقتراح تم رفضه من جانب إسرائيل .
رغم المذكور أعلاه , فإن الأعراب ينساقون وراء الإدعاءات الإسرائيلية / الأمريكية لشيطنة إيران .
السعودية ومصر وحماس
تقول السعودية ومصر أن إيران تدعم حماس لكي تستعملها كمخلب قط , للسيطرة من خلالها على المنطقة العربية , ونشر المذهب الشيعي فيها . وتعتبر السعودية ومصر أن حماس منظمة إيرانية , إستولت على السلطة في غزة عام 2007 بأوامر إيرانية , وكانت السبب المباشر وراء هجوم إسرائيل على غزة في ديسمبر 2008 , بإستفزازها غير المبرر لإسرائيل . وكل ذلك بأوامر إيرانية . وحتى إختطاف الجندي شاليت كان بأوامر إيرانية لحماس .
ولهذه الأسباب حاربت السعودية ومصر حماس . وقفلت مصر معبر رفح لتخنق حماس , وتفل من قوتها , رغم أن ذلك يعتبر عقاباً جماعياً لكل أهل غزة , وليس فقط لحماس . ويرفض الرئيس مبارك مقابلة قيادي حركة حماس عند زيارتهم للقاهرة .
وفي أثناء زيارته الأخيرة لفرنسا وتركيا وإيطاليا , التي بدأت يوم العاشر من فبراير الحالي ، اشتكى الرئيس مبارك لقادة هذه الدول " الغرباء " وغير العرب , من تصرفات حماس وتعنتها في الوصول إلى تهدئة مع إسرائيل , رغم الدمار والموت الذي أحدثته في غزة , بسبب تصرفاتها الرعناء . الرئيس مبارك يحمل حماس جريرة ما حدث في غزة من مجازر , ويعفي إسرائيل من المسئولية . ويطلب من قادة فرنسا وتركيا وإيطاليا العمل على عزل حماس , وإحلال حكومة فياض مكانها في غزة .
تضغط مصر على حماس لقبول المبادرة المصرية , التي تحتوي على المطالب الإسرائيلية , فيما يتعلق بقضية التهدئة مع إسرائيل , وفتح المعابر , ووقف إطلاق الصواريخ , وإطلاق الجندي شاليت . وإذا أبدت حماس أي تحفظات على المبادرة المصرية ، تتهم مصر إيران بأنها وراء التعنت الحمساوي . وان حماس صنيعة في يد إيران , لأن ايران تقدم لحماس العون , ولذلك تحتكر قرارها .
حسناً .......دعنا نؤمن , جدلا , على صدقية الإتهامات السعودية و المصرية لحماس , وعلي فضح الأطماع الإيرانية التي تتستر وراء الإدعاء الكاذب بدعم القضية الفلسطينية من خلال دعم حماس . وإذا سلمنا , جدلاً , بأن الأمر كذلك , وأن إيران هي الشيطان الرجيم وراء حماس . فلماذا لا تعمل السعودية ومصر على تقديم دعم لحماس أكبر من الدعم الإيراني , فتختطف بذلك حماس من براثن إيران , وتحتضن حماس , وتحسن معاملة قادتها بدلاً من إهانتهم وإذلالهم على معبر رفح . ما تحتاج إليه حماس هو الدعم في مقاومتها للعدو المحتل الإسرائيلي , حتى لو جاء من الشيطان ، لأنها في موقف ضعيف , أمام إسرائيل التي تدعمها أمريكا .
لماذا لا تحاول السعودية ومصر كسب ود حماس , بدلاً من شيطنتها وتصويرها على أنها مخلب قط إيراني . توفر السعودية ومصر بذلك كثيراً من الجهد الضائع في تبويظ إجتماع القمة في الدوحة , وفي عقد الإجتماعات, كما في إجتماع أبوظبي الأخير الذي إشترك فيه تسعة من وزراء الخارجية العرب , فقط لكي يوقفوا النفوذ الإيراني من خلال حماس في المنطقة العربية . ولكن إذا إستمرت السعودية ومصر في حربها الاعلامية والدبلوماسية ضد حماس , وعدم مساعدتها , بل خنقها ، فإن حماس سوف تستجير بالشيطان , وليس فقط بإيران , في مقاومة المحتل الإسرائيلي .
ثم وكما ذكرنا أعلاه , فإن الفوائد التي تجنيها إيران من عدم دعم حماس , وعدم دعم القضية الفلسطينية , بل الوصول الي تسوية مع إسرائيل وأمريكا . هكذا فوائد لا يمكن حصرها . وفي أقلها ترفع عن كاهل إيران العقوبات , والحصار الإقتصادي , ويتم فتح أبواب إيران للإستثمارات الأمريكية , وتصبح إيران عضواً مكرمًا في المجتمع الدولي بدلاً عن الشيطان الرجيم حالياً , لمساعدتها لحماس . المساعدة التي لا تجني من ورائها إيران أي فوائد أو مصالح , كون إيران شيعية وحماس سنية , وكون غزة خالية من أي بترول أو غاز .
أرجو أن تحتضن السعودية ومصر حماس وتدعمها , لكي تبعدها عن المحور الإيراني , بدلاً من مهاجمة حماس , ودفعها دفعاً الي أحضان
إيران ؟
التنسيق المصري / الإسرائيلي
هناك تواطؤ واضح بين السلطات المصرية وإسرائيل للقضاء على حماس حتى لا تقوم لها قائمة . ويكفي أن نورد حادثة واحدة وقعت في يوم الخميس الموافق الخامس من فبراير لتأكيد هذا التواطؤ . ففي ذلك اليوم ، إحتجزت السلطات المصرية السيد أيمن طه أحد قادة حماس المشاركين في مفاوضات القاهرة ، أمام معبر رفح ومنعته من إدخال 12 مليون دولار كانت في حوزته . وتمت مصادرة هذه الأموال ووضعها في بنك مصري من بنوك مدينة العريش . وفي نفس يوم الخميس وافقت السلطات الإسرائيلية بنقل 43 مليون دولار إلى غزة لتمكين حكومة السيد محمود عباس من تسديد الرواتب للموظفين التابعين لها في غزة .
كماشة مصرية / إسرائيلية لخنق حماس وتقوية السيد محمود عباس في غزة ؟
في يوم الخميس الموافق الخامس من فبراير ، كانت سفينة " الأخوة " اللبنانية تبحر في المياه المصرية ، حاملة مواد إغاثية لغزة ،فتصدت لها البحرية الإسرائيلية , وإحتجزتها بعد تفتيشها وضرب ركابها . وإستغاثت السفينة اللبنانية بالسلطات البحرية المصرية , ولكن مصر عملت أضان الحامل طرشة . إسرائيل أرادت منع الدواء والغذاء من الوصول إلى غزة ، بقصد إفناء وإبادة أهل غزة ، مما يعد جريمة إبادة جماعية . وعليه فإن القرصنة الإسرائيلية أشد خطراً من القرصنة الصومالية التي تبتز السفن مقابل دفع فدية , ولكنها لا تمنع الجوعى والمرضى من الغذاء والدواء , كما في حالة القرصنة الإسرائيلية . ولكن الإجتماعات الدولية يتم عقدها لمكافحة القرصنة الصومالية , ولا أحد يحرك ساكناً ضد القرصنة الإسرائيلية .
ثم إن الدرونات الإسرائيلية كانت تحلق فوق الأجواء المصرية وداخل أكثر من عشرة كيلومترات من الحدود المصرية / الغزية مع رفح . كما قصفت المدافع الإسرائيلية الجانب المصري من الحدود المصرية مع رفح ، دون أن تحتج مصر على ذلك القصف .
كما أوردت الأنباء أن سلطات الأمن المصرية قد إعتقلت الدكتور جمال عبد السلام , مدير الإغاثة في إتحاد الأطباء العرب , بتهمة مساعدة حماس لأنه كان يقوم بتوفير إحتياجات مستشفيات غزة حسب مهام وظيفته ...... فتأمل .
السلطات المصرية تعتبر هروب دارفوري بائس من مصر إلى إسرائيل أمراً جللاً يهدد الأمن القومي المصري , وتقتله رمياً بالرصاص وهو هارب من أرضها . ولكنها لا تحرك ساكناً لإنتهاك إسرائيل لسيادتها البحرية والبرية والجوية كما كان الحال أبان مجزرة غزة .
ولكن ماذا تقول مع المكيال الصهيوني .
يتبع


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.