رغم ظروف الحرب…. بدر للطيران تضم طائرة جديدة لأسطولها    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    المتّهم الخطير اعترف..السلطات في السودان تكشف خيوط الجريمة الغامضة    أنباء عن اغتيال ناظر في السودان    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    إسرائيل تستهدف القدرات العسكرية لإيران بدقة شديدة    "خطوة برقو" تفجّر الأوضاع في دارفور    الصادق الرزيقي يكتب: الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    افتتاح المرحلة النهائية للدوري التأهيلي للممتاز عصر اليوم باستاد الدامر.    فيكم من يحفظ (السر)؟    الحلقة رقم (3) من سلسلة إتصالاتي مع اللواء الركن متمرد مهدي الأمين كبة    في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي    من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    التقى بروفيسور مبارك محمد علي مجذوب.. كامل ادريس يثمن دور الخبراء الوطنيين في مختلف المجالات واسهاماتهم في القضايا الوطنية    هيمنة العليقي على ملفات الهلال    نشاط مكثف لرئيس الوزراء قبل تشكيل الحكومة المرتقبة    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    شاهد بالصورة والفيديو.. وسط ضحكات المتابعين.. ناشط سوداني يوثق فشل نقل تجربة "الشربوت" السوداني للمواطن المصري    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    على طريقة البليهي.. "مشادة قوية" بين ياسر إبراهيم وميسي    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    ضربة إيرانية مباشرة في ريشون ليتسيون تثير صدمة في إسرائيل    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    رئيس مجلس الوزراء يقدم تهاني عيد الاضحي المبارك لشرطة ولاية البحر الاحمر    وفاة حاجة من ولاية البحر الأحمر بمكة    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(الكذب) في أزمنة العولمة .. بقلم: المثني ابراهيم بحر
نشر في سودانيل يوم 29 - 12 - 2016

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
أودع وزير المالية السوداني، بدرالدين محمود، م امام البرلمان ، مؤشرات مشروع موازنة العام 2017، وتوقع أن يبلغ عجز الموازنة 18.5 مليار جنيه أي ما يعادل 2,1% من الناتج المحلي، ما تعادل 3% من إجمالي الناتج المحلي ,فلا شيئ جديد في الموازنة , فهي لم تخيب ظننا علي بوليسية الدولة , اذ خصصت مبلغ (7) مليارات و(575) مليون جنيه لجهاز الأمن والدعم السريع في الموازنة رصد (14) مليار و(85) مليون جنيه لوزارة الدفاع (المصدر صحيفة الجريدة 25/12/2016 علي حساب المؤسسات الخدمية كالصحة والتعليم, وتؤكد ان الدولة تهمها مصلحتها ولا تهمها مصلحة المواطن , والمضحك في خطاب وزير المالية (بدر الدين محمود ) أكد في خطاب له أن الأقتصاد السوداني حقق نموا مضطرادا واستقرار اقتصادي .....! وقال إن البرنامج الثلاثي والخماسي عمل على الإستقرار.....! مؤكدا المضي في ذات الطريق لاستعادة الاستقرار واستدامة النمو الناتج المحلي......! الجريدة 19 سبتمبر.
وزير المالية (بدر الدين محمود ) يغالط الواقع ويدعي ان الاقتصاد حقق نموا مضطردا يكذبه الواقع الذي تعيشه الشعوب السودانية , وما يفند ادعائاته , خبر في صحيفة التيار بعمود الاستاذ عثمان ميرغني بتاريخ 27/12/2016 بصحيفة التيار ناقلا الخبر عن صحيفة الصيحة بتاريخ 25/12 يقول أن حزب المؤتمر الوطني عقد اجتماعاً سرياً مع نوابه في البرلمان، وأمرهم بعدم إثارة أية مُلاحظات سالبة خلال مُناقشة مُوازنة الدولة للعام القادم 2017، والاكتفاء – فقط - بإبراز محاسن المُوازنة.....! اليس هذا تناقضا لتصريح وزير المالية بتحقيق الاقتصاد لنمو بحسب قوله ,وانما اعتراف من النظام نفسه بأن الأقتصاد في أسوأ حالاته ....! وبالتالي أين النمو الذي يتحدث عنه وزير المالية .....!لقد استوقفتني مرارا عبارة وزير المالية بأن السودان حقق نموا اقتصاديا....! والله ليحار المرء من امر هذا النظام الذي أدمن تضليل االمواطن المغلوب علي أمره , وزير المالية يقول ان السودان حقق نموا اقتصاديا ثم يأتي ليقدم بيان العجز في الموازنة للعام 2017 دون اي دعم او اي خدمة حقيقية للقطاعات الخدمية كالصحة والتعليم, فبالمنطق كيف يكون هذا النمو والمواطن لا يشعر به ,فمنذ ان جاء النظام ونحن نسمع بالنفرة الخضراء , الخطة الخماسية , الخطة الربع قرنية ولكن المقصود بها تخدير المواطن المغلوب علي امره, والعام القادم ستكرر نفس السيمفونية التي مللنا تكرارها فالسودان بيتنا الذي باعه سماسرة النظام ونحن عنه غافلون , وقد يطالبنا المشترون بالرحيل مثلما يحدث في ساحات المحاكم وسوق الاراضي والعقارات , اللهم الا اذا كان يقصد نمو رأس المال الطفيلي لسدنة النظام ومحاسيبه.
الأنقاذيون لا يزالوا يفترضون الغباء في الشعوب السودانية, وبذلك يتستعبطون المواطن ويسيؤون اليه ويستهينون بذاكرته , ويتناسون ان الانسان كائن مفكر , فقد رفعت الأنقاذ الشعارات العشوائية (نأكل مما نزرع) بعد ان وعدتنا بتمزيق فاتورة القمح , ولا يزالوا يغالطون الواقع حتي اليوم في توطينه ....! واهدرت الاموال الطائلة في مشروعات عشوائية لغياب المؤسسية (سد مروي نمذجا ) فالأنقاذ تجمل مشروعاتها وتداري عوراتها بالصخب والضجيج الاعلامي علي الفضائيات, لتحريف الحقائق وتضخيم الانجازات وتبرير الاخفاقات وتزوير العائدات, وليس لذلك مردود سوي مزيد من الشكوك , لان المواطن اذكي مما تتصور ابواق الحكومة , فالانقلابيون دائما ما يهتمون بالمشروعات البالونية كمقابل للقهر والتسلط والاستبداد لشعورهم بعدم الشرعية وخوفهم من تبعات افعالهم النكراء , وعندما كان الجنيه السوداني اقوي عملة في افريقيا والشرق الاوسط لم يكن لدينا سوي مشروع الجزيرة ودلتا طوكر والزراعة التقليدية, فقد اصبحنا كدول الخليج نصدر البترول ونستورد الطعام , ولكن دول الخليج اكملت تشييد بنيتها التحتية, فالجبهة الأسلامية هي الداء العضال الذي اصاب السودان واقعده عن دوره كأكبر الدول الافريقية واغناها بالموارد الطبيعية فأصبح يعرف برجل افريقيا المريض بعد ان كان يرجي منه الكثير ,ويتوقع منه ان يقود افريقيا اقتصاديا .
ان احد اكبر اشكاليات العصبة الحاكمة هي ادمان اللغة الدعائية, فلغة السياسة عندهم تجريمية وتحريضية, وهذه الدعائية اكثر ما تطغي علي الجوانب الموضوعية فتصور الحقائق كأوهام حين تتسرب للعقل الجمعي وتساهم بالتالي في خداع الذات ,فوزير المالية الاسبق (علي محمود) له صرح قبل الانفصال ان (الوضع الاقتصادي مؤمن) وبعد أن أنكشف المستور بعد الأنفصال عاد وناقض نفسه بتصريحه المثير للسخرية بان على السودانين الاستعداد للرجوع للكسرة .....! وكذلك قال محافظ بنك السودان في ذات الفترة أي ما قبل الأنفصال ( ان اقتصادنا لن ينهار بسبب الانفصال وانه اجتاز الازمة الاقتصادية العالمي) والمضحك في تصريح وزير المالية الأسبق وعراب النظام (عبدالرحيم حمدي) الذي لم يخجل من كونه قد ساهم في تدمير الأقتصاد السوداني , عندما صرح قبل فترة , بتأييده لرهن أصول الدولة ,فقد جاء في صحيفة أخر لحظة 5/12/2016 تصريح لحمدي الذي يبدو انه لن يتوقف عن تنظيراته الخاسرة التي أضرت بالشعوب السودانية , قال فيه :قال وزير المالية الأسبق الخبير الاقتصادي عبد الرحيم حمدي إنه يؤيد رهن أصول الدولة بنسبة مليون المائة وذلك لمعالجة المشكلات الاقتصادية، وقطع بأن وسيلة رهن الأصول يمكن أن تحل كثيراً من المشكلات، وكشف عن طرحه لهذا الأمر قبل سنوات لولاية الخرطوم بعد أن قدم لهم قرضاً بقيمة (40) مليون دولار، انتقد تخوف الحكومة من الخطوة، وأشار الى أن كثير من حكومات الدول تلجأ لرهن الأصول، وسخر من المعارضين للمقترح وقال : (لو رهنا أي أصول لأجنبي هل سيأخذ هذه الأصول معه ويغادر بها خارج البلاد....؟
تصريح (عبدالرحيم حمدي) ما هو الا حلقة من حلقات المتبقية لتدمير ما تبقي من الوطن , فهذه هي العقلية التي يفكر بها النظام, فلقد بني منظر النظام الاقتصادي (عبدالرحيم حمدي) مشروعه علي ان الحرب في الجنوب تتحمل مسؤلية التخلف الاقتصادي في الشمال فماذا كانت النتيجة,
ذهبت دولة الجنوب بحنفيات البترول وانخفضت الايرادات في مقابل المنصرفات الكثيرة وكان علي الشعوب السودانية المغلوب علي امرها ان تتحمل تلك الاعباء الجسام في لقمة العيش وكباية الشاي وتعريفة المواصلات وكبسولة الدواء وكراسة المدرسة ,واتسعت الهوة كثيرا بين الاجور والاسعار, فهل تعافي الأقتصاد السوداني بحسب رؤية مفكر النظام (عبدالرحيم حمدي) ولكن من اجل ماذا لتتحمل الشعوب السودانية اخطاء الانقاذ....؟ فلقد أبتلي السودان بهذا النظام الغارق في العنصرية حتي اذنيه ,فهذا هو النظام الوحيد الذي امتلك جرأة النقاش علنا في مؤسساته الحزبية لسياسات التمييز بين مناطق السودان علي اساس الهوية والولاء,والاشارة هنا لمنبر السلام العادل ومثلث حمدي , فتلك السياسات هي التي كرست الثروة في ايدي القلة المتنفذة ومحاسيبها عبر سياسات التحرير والاستثمار وترتبت علي هذه السياسات فوارق فاحشة بين قطاعات المجتمع علي رأسها التعليم.
عراب النظام الاقتصادي( عبدالرحيم حمدي) ومفجر ثورة التحرير , فهو معروف بعنصريته البغيضة فهو من وضع امامه خريطة السودان وقام بتحديد مثلث بالقلم داخل خريط السودان ,ودعا لتكريس التنميةوالاهتمام بكل المناطق التي تقع داخل المثلث وما دونها ( غير ضروري ) باعتبار انها مناطق نزاعات يجأر اهلها بالشكوي وقد تنفصل مستقبلا ,واشتهر المثلث بمثلث حمدي كما يعرفه عامة الناس, ومن هذا النهج الذي اختطاه منظر الجبهة الاسلامية الاقتصادي خطط نظام الانقاذ علي هذا النهج الذي ساهم في اختلال العمل بفقه الاولويات وتمكين الرأسمالية الطفيلية , فمن الطبيعي ان يترنح الاقتصاد السوداني الي الاسوأ, وبالمنطق وبعيدا عن التحيزات الايدلوجية المناطق التي تعتبر خارج مثلث حمدي هي مناطق غنية بمختلف مواردها الانتاجية , فلا يعقل ان تكون ولايات كدارفور وكردفان اكثر ولايات السودان للانتاج الزراعي والحيواني والبترول وهي خارج شبكة التنمية وتنعدم فيها الطرق البرية التي تربطها بالعاصمة المركزية الخرطوم , وعلي سبيل المثال تنعدم المقارنة مع نظيره الاقليم الشمالي الذي يعتبر اقل الولايات من حيث الانتاج و التعداد السكاني بالمقارنةمع ولايات كردفان ودارفور ذات القيمة الاقتصادية, بينما نجد ان الولاية الشمالية قد رصفت بالطرق البرية والكباري وربط الارياف والمدن الكبري مع بعضها ومع العاصمة المركزية.
هذا ليس تقليلا من حق الولاية الشمالية او اي ولاية اخري ولكن يجب ان تكون الاولوية بحسب الأهمية الأقتصادية, وكدليل يغني المجادلات في العام 2014 اعلنت الالية العليا للمعالجات الاقتصادية بولاية الخرطوم عن وصول كميات كبيرة جدا من اللحوم من مناطق الانتاج بولاية جنوب دارفور (فكّت) من ازمة الاختناق التي تشهدها ولاية الخرطوم في اللحوم بالطائرات وكذلك وصول كميات من زيوت الطعام , وتوقعت الالية ان تسهم هذه الكميات في خفض اسعار اللحوم والزيوت..(الخرطوم (سونا)31/8/2014 ) والملاحظة ان الترحيل بالطائرات بمعني ان التكلفة ستكون مرهقة بأعتبار ان الترحيل بالطائرات مكلف جدا فماذا سيضير لوان الحكومة كانت من اولوياتها ربط ولايات دارفور مع بعضها ومع العاصمة المركزية بالطرق البرية, فهل من المنطق انتظل اكثر ولايات السودان انتاجا و فائدة اقتصادية غير مؤهلة بالطرقالبرية , وفي النهاية ستحال الفواتير الي الشعوب السودانية المغلوب علي امرها.
عرّاب النظام الأقتصادي لا يجد أدني حرجا في انكار تجريباته التي يعلمها راعي الضان في سهول كردفان , وفي ملتقي الجمعية السودانية لحماية المستهلك بعنوان (سياسة التحرير الاقتصادي), فاجأ وزير المالية الاسبق عبدالرحيم حمدي عراب سياسة التحرير كما قدمه رئيس الجمعية السودانية لحماية المستهلك, فاجأ الحضور بالنفي والانكار عن انه ليس بعرابها وهو يضيف بأنه لا احد يستطيع ان يضع سياسة اقتصادية كهذه وحده او بمشاركة اخرينفي وقت يتطلب وضعها ظروف موضوعية ....! جريدة الانتباهة 3/9/2014 فعبدالرحيم حمدي) مخرب الأقتصاد السوداني, بالتأكيد ينفذ أجندة حزبه , ولكن هو (عرابها) المدهش أنه (أنكر) مساهمته بتدمير الأقتصاد السودان بأعتباره عرّاب سياسة التحير الأقتصادي التي أثقلت كاهل الشعوب السودانية , ولكن مشكلة (عبدالرحيم حمدي) أنه قد تناسي ان نظامه قد استولي علي السلطة بالتزامن مع مرحلة العولمة والمعلومة الحاضرة , ولكن بالرغم من كل ذلك لا زال اهل الانقاذ يعتقدون بأنهم يعيشون داخل كهف ,ولن تستطيع اي قوة مهما كانت ان تصل اليهم , ,فتصريح الوزير الاسبق للمالية والاقتصاد عبدالرحيم حمدي بانكاره لسياسة كان هو مخططها , يعبر بجلاء عن التناقض الذي يكشف عن نياتهم تجاه الوطن التي تغني عن المجادلات .
لمن يدعون بأن واقعنا الأقتصادي حقق نموا مضطردا ,نذكرهم بواقعة الأمير (الوليد بن طلال ) التي تكشف بجلاء عن ما فعله بنا نظام الأنقاذ بهذه البلاد حتي أصبحت طاردة للمستثمرين الأجانب, فخلال اندلاع الازمة الاقتصادية في اعقاب انفصال الجنوب ,دعا نظام البشير الامير الوليد بن طلال لزيارة الخرطوم واغراه بالاستثمار مقابل منحه من الامتيازات ما يسيل لها اللعاب, وكل ذلك من اجل ان (يفك كربتهم) من الورطة التي وقعوا فيها بسبب انفصال الجنوب, وفعلا جاء الامير الي السودان بداعي (يشوف الحاصل شنو) ومنح نظام البشير الامير وسام النيلين من الطبقة الاولي ودرجة الدكتورة الفخرية من جامعة الخرطوم في الاداب من جامعة الخرطوم التي استعصت علي عمه الملك عبدالله الذي كان يريد ان يدفع في سبيل دراسته في هذه الجامعة العريقة ما يكفي ميزانية الجامعة طوال فترة دراسته علي اقل تقدير ....! ولكن في زمن الهوان وبأقل مجهود يتحصل ابن اخيه الامير (الوليد بن طلال )علي درجة الدكتوراة الفخرية, والمضحك أنها منحت له في (الأداب) ولنسأل ما هي علاقة الامير بالاداب , ولم نعرف عنه غير كونه مستثمر ناجح ,وكانت ستكون مقبولة لو انها كانت في الاقتصاد , واحتفي القوم بالامير للدرجة التي اثارت اندهاش الامير نفسه ليتاءل مع نفسه : بأن ماذا قدم للسودان حتي يستحق كل هذا الاحتفاء ......!
ولكن الامير كنوع من التمويه اكد في الاحتفال الذي اقامته له جامعة الخرطوم استعداده التام للاستثمار في كافة المجالات التي تسهم في نهضة السودان وتحسين اقتصاده, ولكن كان كل هذا التدجين من اجل استدراجه الي الفخ والورطة التي لن يستطيع الفكاك منها , فمن اكبر اشكاليات هذا النظام هو العناد والمكابرة ,فكما ذكرت اعلي المقال حتي الان يظنون انهم يعيشون داخل كهف ولن تستطيع اي قوة مهما كانت ان تصل اليهم وتكشف عوراتهم , فهم يعاندون ان العالم اضحي قرية صغيرة , فالامير الوليد بن طلال بضغطة (زر) يستطيع ان يعلم كل ما يدور في هذا كواليس هذا الوطن المنكوب , وعندما جاء الي السودان كان يضع امامه تجربه بني جلدته اسامة بن لادن كمرجعية له ,فالمؤمن لا يلدغ مرتين ,فهؤلاء القوم كل معلوماتهم عن الامير انه (ودعز) و (امواله سايبة) ومع ذلك جاء الامير الي الخرطوم وتغدي بهم قبل ان يتعشوا به , وكان هو الكسبان لانه خرج من السودان سالما غانما لأننه نال درجة الدكتوراة الفخرية من الجامعة التي كان يحلم ان يدرس بها عمه الملك (عبدالله )وبالمجان وبدون بذل اي مجهود....! ولم يمكث الامير طويلا متعللا بأعمال له ريثما يعود في وقت لاحق تتم فيه مناقشة جميع الخطط والمشاريع التي ينوي تنفيذها , وغادر الي دياره و(من ديك وعييييييييييك) وادار ظهره لهذا النظام ولسان حاله يقول (العبوا غيرها) فالامير (داهية ومفتح) لاتنطلي عليه مثل هذه الحيل .
لا علة تشرح وحلا يقترح , ولا مخرجا بالمرة من ازماتنا, في ظل وجود المؤتمر الوطني علي سدة الحكم , فخلال السبعة وعشرون عاما لم نجني سوي الدمار والخراب ,والوعود البراقة لتخدير المواطن السوداني بأكليشهات علي شاكلة النفرة الخضراء, والبرنامج الخماسي , ولا يختشي وزير المالية ليقول بأن (الاقتصاد حقق نموا مضطردا), وهكذا دواليك , فكلما اشرقت شمس يوم جديد تعلن الانقاذ انها مشروع للتهريج السياسي, وابعد ما يكون عن حالة الرشد, رغم المليارات التي اهدرت علي البرامج الفارغة مثل المشروع الحضاري و تزكية المجتمع , بينما كان الواقع نعاني من حالة الافلاس والانهيار الاقتصادي غير المعلن, لأن اقتصادنا لا يقوم علي اسس علمية وممنهجة ,وموارد الدولة مسخرة في خدمة الحكام والمحاسيب وليس في خدمدة المحكومين,فأرتفعت الديون الي مليارات الدولارات, فقد ضاع البترولوتبقت الديون التي ستحال الي الشعوب السودانية المغلوب علي امرها, فطالما كانت هذه هي العقليةالتي تدير الوطن, فالايلولة الي الانهيار هو مصيرنا المحتوم , فما حدث ويحدث في السودان محنة كبري لا مثيل لها ,فقد كنا ولا نزال حقولا للتجارب وفئرانا للمختبرات, فالشعوب السودانية تتحمل اعباء ضريبية وتعيش في فوضي لا مثيل لها في كل دول العالم ,فالانقاذ علي استعداد لاحراق كل السودان والجلوس علي كومة الرماد مثلمافعلت النازية في المانيا ,ولا نملك الا أن نقول حسبي الله ونعم الوكيل .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.