sayed gannat [[email protected]] إن الإسلام قد كفل حق حرية العقل والنفس والمال، وكذلك كفل مبدأ الحساب والعقاب وفق أسس عدلية صارمة،(ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون) صدق الله العظيم ولكن أين الإنقاذ من تلك الحقوق المكفولة إسلاميا؟ بل حتي أين تلك الحقوق الإنسانية المكفولة دستوريا بحسب نص دستور 2005 والذي وقعت عليه حكومة المؤتمر الوطني؟؟ حال السودان اليوم في مفترق طرق كلها تقود إلي الهلاك، وبعد عقدين من حكم الإنقاذ والتي جاءت عبر دبابة بعد منصف الليل، فإغتصبت السلطة عبر شعارات براقة مفعمة بالأمل صدقها الأنقياء وأتبعها الأتقياء من أجل صياغة الإنسان السوداني صياغة جديدة ، ولم يستدركوا أن البشرية جمعاء قد إكتملت صياغتها قبل 14 قرنا من الزمان مضت عندما نزل الوحي علي المصطفي صلوات الله وسلامه عليه (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) صدق الله العظيم . نلخص حال السودان الدولة القارة والتي كان شعبها يعيش في أمن وإستقرار وسلام ووئام في الآتي:: تصور هيكلا عظميا يتكون من الجمجمة ثم القدمين ولاشيء يربط بينهما، وكيف إستقرت الجمجمة في الهواء وماذا كانت تعمل، وفيم إلتصاق القدمين بالأرض وماذا كانا يعملان؟ إنها مأساة وملهاة بل فاجعة لكل الشعب السوداني في حدود المليون ميل، ماذنب هذا الشعب المناضل المكافح الصبور؟ عمي دبلوماسي أصاب قادة المؤتمر الوطني ، وتجار دين غشتهم غشاوة وضبابية عن حال السودان اليوم ،(أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون )(ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون) صدق الله العظيم العالم غير المسلم أقوي إقتصاديا وعسكريا وإجتماعيا، ولهذا فمن الخطل أن نعيش بمعزل عن مايدور من حولنا، حتي حرية الرأي تم إحتكارها وصار الإعلام مستبد، لا أريكم إلا ما أري، ولكن هل أدركوا أن العقل له طرقه التي يوصل بها الكلمة إلي من يودون سماعها والتفاعل معها؟ هل أدركوا أن الفكر مثل الطائر ، فهو حر يطير إلي أي مكان ويحط علي أي غصن شاء ؟ وهل ادركوا أن المواطن إذا حُرم من حرية الفكر والعقل والرأي، هل يبقي من إنسانيته شيء؟؟ ثم هل لنا أن نسأل عن: 1/حق الشعب في إختيار حكامه إختيارا حرا مطلقا نزيها دون إكراه وتزوير وتهديد ووعيد وترغيب؟ 2/حق الشعب في سحب ذلك الإختيار متي مارأي ذلك أنفع وأصلح للوطن والشعب؟ 3/حق الشعب في محاسبة الحاكم إذا حاد عن مصلحة الوطن والأمة؟ فالأمارة أمانة ويوم القيامة خزي وندامة ، والحاكم هو فرد في الأمة وليست الأمة في فرد الحاكم ، والحاكم مسئول أمام الواحد الأحد حتي عن البغلة لِم لم يُسوي لها الطريق إن عثرت وفي الإسلام لامكان لحاكم ينام قرير العين فوق آلام شعبه ومعاناتهم ومصائبهم وشقاوتهم وجهلهم ومرضهم وجوعهم، وفي الإسلام لامكان لحاكم يعطي شعبه الفضل من الوقت، وفي الإسلام لامكان لحاكم يضع نفسه فوق الحق وفوق العدل والقسط،، هل يتذكر حاكم المسلمين ذلك اليوم الذي مقداره 50000 ألف سنة؟ ، يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم، هل الحكم هو مزية أو منحة أو منة أو صفقة؟ الشعب هو مصدر السلطات ، يختار ويعزل ويحاسب، أليس هذا هو الإسلام؟؟ (إني وليت عليكم ولست بخيركم) (إن رأيتم فيي إعوجاج فقوُموني) لو رأينا فيك إعوجاجا لقوّمناك بسيفنا هذا،(جدل ونقاش بين أمير المسلمين وعامتهم) ولكن هل تدرون كيف تتم الرقابة حتي علي الصحافة؟؟؟ لايسمح بنشر إلا وفق أسس وقوانين ولوائح تجعل هنالك متاريس ومطبات!!! هل هذا إسلام وعدل ومساواة وحقوق ؟؟؟ ولكن كيف جاء ت حكومة المؤتمر الوطني ومن ثم ما يعرف بحكومة الوحدة الوطنية؟؟؟ علينا جميعا أن نعمل العقل بالبحث ونجهد الفكر والذهن بالإجتهاد، وعندها سنصل إلي قناعات تقودنا إلي جادة الطريق الصحيح، ظاهر الإنقاذ أمر دين وعقيدة وإيمان،(هيّ لله هيّ لله ، لا للسلطة ولا للجاه) ولكن الحقيقة إنها أمر سلطة وحُكم ودنيا، وهذا ثبت بالدليل القاطع منذ 30/6/1989: إستهدافهم الحكم لا الآخرة وإستهدافهم السلطة لا الجنة وإستهدافهم الدنيا لا الدين،وهذا واضح في هذا القول (إذهب للقصر رئيسا وأنا للسجن حبيسا)، يفسرون كلام الله لغرض في النفوس، ويأولون الأحاديث علي هواهم لمرض في القلوب، ولايثنيهم عن سعيهم للمناصب وكراسي السلطان أن يخوضوا في دماء إخوانهم في الدين، أو أن يكون معبرهم فوق أشلاء صادقي الإيمان، لماذا تجذير المجتمع مع أو ضد؟؟ كل من يخالفهم الرأي فهو ملحد وكافر وطابور خامس، بل يٌشكك في وطنيته ، نعم طيلة عهدهم :: هل وجد الجائع لقمة ؟ هل وجد الخائف مأمنا؟ هل وجد المريض دواءا؟؟ هل وجد الطالب كرسي وكراسة ومعلم وداخلية؟ هل وجدالمشرد سكنا ؟ هل وجد الخريج عملا؟ هل وجد الأعزب زواجا ميسرا؟ هل وجد المفكر حرية؟ هل وجد الذمي حقا كاملا؟ هل وجد الشعب السوداني إستقرارا ؟؟ بل هل وجد الإنسان السوداني كرامة؟؟ ويقول سبحانه وتعالي (ولقد كرمنا بني آدم ( صدق الله العظيم ثم هل صلاح الأمة والوطن رهن بصلاح الحاكم المسلم؟؟ أم هل صلاح المجتمع رهن بإمور أخري؟ الحاكم ليس ركن من أركان الإسلام، ولكنه بشر يخطيء ويصيب، وليس له من الحصانة والقدسية ما يرفعه فوق غيره من الشعب، ولهذا كما أسلفنا القول يحق للشعب عزله وتقويمه ومحاسبته، لنا أن نسأل مزيدا من الإستفهامات:: الخليفة عثمان بن عفان ، وأحد المبشرين بالجنة وأحد سته من أهل الحل والعقد ، والمسلمون في عهده كانوا قدوة ، بل هم أصحاب الرسول صلي الله عليه وسلم، ونقول : حاكم صالح، ومسلمون عدول ، وشريعة مطبقة ، ولكن هل صلح حال الشعب ؟ وهل حسنُ حال الحُكم وتحقق العدل والمساواة؟ وساد الأمن والأمان؟ كلا ,.... لماذا ؟؟ العدل لايتحقق بصلاح الحاكم، ولا يسود بصلاح الرعية، ولا يتأتي بتطبيق الشريعة، ولكن يتحقق صلاح الحُكم بوجود : نظام حُكم : يتساوي فيه الحاكم والمحكوم أمام القانون ، يُحاسب الحاكم بالخطأ ويُمنع التجاوز، ويُعزل الحاكم إن خرج علي إجماع الأمة، والقانون مع الضعيف حتي يُ رد له حقه، وكذلك مع القوي حتي يأخذ منه ما إغتصبه، نخلص فنقول: العدل هو أساس الحكم والجميع يتساوون في الواجبات والحقوق والوطن فوق حدقات العيون، ولايمكن التشكيك في وطنية أي سوداني بغض النظر عن توجهاته السياسية والدينية والعرقية وغيرها، ولكن ، إن تحصين الدولة لايمكن أن يتم بممارسة الذل والكبت والإرهاب والسجون وتقطيع الأوصال، تحصين الدولة يتم فقط: ( أعدلوا هو أقرب للتقوي) صدق الله العظيم وعليه هل هنالك مساحة من الزمن لتطبيق العدل علي الشعب السوداني؟؟؟ لايوجد زمن، فقد مرت عشرون حسوما كانت وبالا علي الشعب السوداني كوطن ومواطنين، والآن وقد دخلت المباراة في دقائقها الأخيرة والكل يتأهب للخروج من الإستاد ، فقد أعلن الحكم نهاية المباراة بشوطيها والآن بدأ الزمن الإضافي للشوط الأول، شوط الإنتخابات العامة لكل السودان والآن بدأ العد التنازلي لدفع إستحقاقات إتفاقية السلام الشامل عبر دستور 2005 والذي من ضمن بنوده إجراء الإنتخابات نهاية الفترة الإنتقالية هل تودون شيئا آخر غير العدل ؟؟ ما بين الترشيحات وصناديق الإقتراع ، ماهي البرامج لمن أراد أن يتقدم الصفوف؟ ألم تكن العشرون الحسوم والتي مرت كفيلة بتطبيق أي برنامج لمصلحة الوطن والشعب؟ نعم ستحكم صناديق الإقتراع بالفوز لشخص ما ممثلا للدائرة الجغرافية ، وأخريات سيأتين عن قوائم المرأة وآخرون ما بين برلمان قومي وولائي وآخر المطاف كيكة السلطة سيتم تقسيمها علي المليون ميل مربع، سيفرح البعض ، ويشكك الآخر ويجنح آخرون ربما للعنف وأجنحة أخري لا ألي هؤلاء ولا إلي هؤلاء، ويبدأ زمن الشوط الإضافي الأخير والذي لن تعقبه ضربات جزاء في 2011 من أجل دفع إستحقاق آخر من إتفاقية السلام الشامل ، حق تقرير المصير ، وعند فرز ربما آخر إنتخابات تجري في السودان الدولة الوطن القارة ، ستسكب دماء من المآقي علي : نحن جدودنا وصونا علي الوطن الغالي ترابو ، وآخرون يقولون : من أجلنا إرتادوا المنون ولمثل هذا اليوم كانوا يعملون، وآخرون سيكون لهم يوم عرس وعيد ، ويهللوا ويكبروا بأن الجنوب قد إنفصل، ولكن ، المآقي تذرف دماً، والقلوب يعتصرها الألم ، والجوانح تمتليء حسرة وعذاباً ، وتبدأ جراحات أخري علي السطح لا يعرف عمقها إلا الواحد الأحد ، والحكَم مشدوه يقف في منتصف الميدان ليعلن شيء ما ، ولكن ماهو؟، هل هو إستقلال جنوب السودان؟ هل هو إنفصال الجنوب عن الشمال؟ نعم الحكم قد إمتلأ حيرة وهو يغادر الملعب ، ماذا يسمي هذا الكأس؟؟ ومن يحق له أن يستلمه؟ وإلي من يرفع التقرير عن تلكم المباراة؟ الأمم المتحدة؟ جامعة الدول العربية ؟ منظمة الوحدة الإفريقية ؟ منظمة المؤتمر الإسلامي؟ منظمة ال77+1؟ منظمة س ص؟ دول الكوميسا؟ أم إلي لاهاي ومحكمة الجنايات الدولية حيث السيد لويس مورينو أوكامبو؟؟؟ فجأة أُطفئت الأنوار ، وعم ظلام دامس ، والكل يسائل نفسه، إلي أين أتجه ؟ ثم فجأة أُضيئت الأنوار ، وإندهش الحكم وأصابته حيرة وإستغراب من ما رأي!، الجميع ينتحبون!! في درجات الشعب وفي المقصورة ؟ لماذا بربكم؟ ماذا دهاهم؟ ماذا يبكيهم ؟هل إختلسوا أو كان هنالك غش ومفسدة في هذه المباراة؟ هل كان هنالك ذبح للقيم والمثل ؟ هل كان هنالك فساد وإفساد؟ أليس في هذه المباراة مهزوم ومنتصر؟ هل ستكون هنالك مباراة علي نفس هذه الشاكلة مستقبلا ولو بعد 54 عاما؟؟ غادر الحكم الإستاد مشدوها حائرا وفي دواخله يردد ( أعدلوا هو أقرب للتقوي) (قل اللهم مالك الملك) (لا إلاه إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) صدق الله العظيم يديكم دوام الصحة والعافية