بسم الله الرحمن الرحيم عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. غرس ثمار الفرح والسرور في نفوس الأخرين , وإقتلاع البسمة من بين وجوه العابثين , ووضع لمسات العبير والصندل علي المتدثرين بثياب الحزن والأسي , ورسم خارطة السعادة علي وجوه اليؤساء, ومواساة المجروحين من فواجع الزمان , ونفحات الحنان التي تسيل حينما يعتري شوق الأماسي لحن السنين , ففن وضع هذه اللمسات الفريدة علي بصمات الأخرين إبدع إنساني يتفرد به بعض البشر ففي خارطة الإنسانية أناس جندهم الله علي الإبداع ورسم هذه اللوحات العميقة المعني والمضمون علي صفحات البؤس والبؤساء , فالرائعون بتلك اللمات الإنسانية العميقة والذوق الرفيع دائما ما يحلقون كحمامات السلام يرفرفون بتلك الإنفعلات الذكية التي تعطر وجود الإنسانية . وبينما كنت أعمل في محطة للوقود بمنطقة ( فوليشيرج ) بمقاطعة واشنطن الكبري , وكنت أستقبل أطيافا مختلفة من الجنسيات البشرية من كل دول العالم بملامحهم المختلفة وسيماتهم وأخلاقياتهم الممزوجة بروعة الحس الإنساني . منهم من هم أصدقاء حميمون لي ومنهم من أعرفهم من خلال زياراتهم المستديمة للمحل بصفتهم زبائن و كذلك يربطهم بي ذاك الإيقاع الحميمي الذي يربط العميل بالمؤسسة من خلال الخدمات والأسعار المتاحة. رائع أن تتفن في خدمة العملاء بذاك اللون المتفرد من العمق الإرتباطي وتخترق أحيانا جدار الصمت المؤجج علي ملامح العميل لكي تخلق فيه نوع من الفرح الجميل , وتغمرني السعادة حينما يخرج العميل والبسمة تشرق من بين ثناياه . ويثني عليك بكلمات الرضا والقبول بالخدمة , ويعدك بأنه سوف يأتي إليك مرة أخري , جميلة هذه الإنطباعات الحميمة التي تعمق جسر التواصل بينك وبين العميل . ففي إحدي الأيام حيث كان الجو باردا والسماء ترتدي سحابات من قيوم الثلج , وهي تتوعد بليل قارص البرد إذ دخلت علينا إحدي عملاء المحل وألقت علينا بالتحية والإبتسامة علي شفتيها تبدو عليها الملامح الإفريقية الأصيلة , جلست علي الكرسي المخصص لإستراحة عملاء المحل وكانت تجلس بالقرب منها إمرأة أخري , وأخذن يتجاذبن الحديث عن أفريقيا وعن الوضع فيها كعادات النساء , وأحسست بحميمية النقاش بينهم وإنسجام اللقاء وعندها أطلقت عنان مسامعي لكي أسترق السمع لتلك الثرثرات النسائية , وعندما وجدت أن حديثهما كان يدور عن حرية المرأة وتقييدها وأسر حرياتها في معتقلات بعض قرارات الرجال الصارمة , عندها ركزت معهما في الحديث الجميل كانت إحداهن تسرد قصة مثيرة لبنت رائعة الجمال تزوجت في السابعة عشر عاما من عمرها تسكن في قريتهم الصغيرة وكانت لها صلة قرابة بتلك البنت التي كانت تروي القصة , حيث ذكرت بأن تلك البنت تزوجت برجل يفوقها عمرا بعشرين عاما آنذاك وأنجب منه طفلتين رائعتين قي قمة من الجمال وبعدها كان الرجل يعاملها معاملة لاتليق بالإنسانية وعندما بلغ التعامل مرحلة الإهانة والسباب والضرب قررت رغم ذلك البقاء في بيتها حتي تتمكن من تربية أبنتيها الصغيرتين ولكن رغم ذلك خرج الأب في ظروف غامضة ولم يأتي حيث أرسل بعد فترة من الزمان إليها بأنه ذهب في مامورية عمل . ومرت الأيا م والسنين ولم يظهر الزوج أبد , وبعد ستة أعوام كاملة والزوجة تعمل جاهدة في تربية بنتيها طلبت من والد زوجها بأن يساعدها في تربية الابناء وبدأ والد الابن في الإنفاق لمدة من الزمان ولكنه عجز حينها الآخر . بدأت المسؤوليات تكبر مع عمر الأولاد وتكثر الإلتزامات وعندها تشمرت الأم الحنون ووجدت نفسها وحيدة تزاورها رياح الايام والسنين وتعصف بها الشدائد ولكنها وقفت عالية كالنخلة تجود لإبنائها -, وبدأت تعمل بكل جد وإجتهاد في أن توفر الأكل والشراب لبناتها الإثنين وبعد مرور ثمانية سنين عجاف من الهجران طلبت الأم من والد الزوج المختفي الطلاق وهنا وقفت أسرة الزوج المختفي في وجه الزوجة التي صامت عن زوجها ثمانية سنين من الهجران وتكبدت تربية البنتان الصغيرتان , وإشترط عليها والد الزوج المختفي إذا أرادت الطلاق لابد من أن تسترد السبعة بقرات التي تم دفعها لها في زواجها حتي تتمكن من الطلاق!!!! . كان هذه هو السياج الذي كانت تعيش فيه هذه المرأة لمدة ستة سنوات إضافة علي عامين آخرين لأنها لا تمتلك المبلغ الذي يؤمن لها تحريرها من قيود ذاك الرجل الخفي , حيث كان الفصل في مثل هذه القضايا في هذه القرية عبارة عن قضاء عرفي وللعرف حق الحكم والنظر في كل القضايا التي تقع تحت دائرتها , أصبحت تلك المرأة المقيدة بتلك المطالب أسيرة ومكبلة بتلك القيود , الي أن إتصلت تلك التي كانت تروي القصة بها بالصدفة وسألتها عن حالها وأحوالها وتعففت تلك المرأة في أن تروي لها القصة ولكن بعدإصرار من راوية القصة التي كانت تجلس أمامي تمكنت الأخري من سرد هذه القصة المؤثرة التي زرقت عيناي دمعا لسماعها لانها كانت تروي القصة بلهجة مؤثرة يتعاطف معها كل السامعين . وعندها سألتها الراوية وكم تساوي سعر تلك البقرات السبعة ؟؟؟ وعندها ذكرت لها : - تساوي أربعمائة دولار بسعر الصرف الأمريكي , ودون تردد ولا تلكؤ ذهبت تلك السيدة الجليلة وأرسلت المبلغ ويزيد , وبعد أن إستلمت المبلغ تلك السيدة الجليلة و ذهبت وسلمته الي المحكمة الادارية وبدورها تم تحرير تلك السيدة بقسيمة الطلاق وعندها سجدت تلك السيدة الكريمة وحمدت الله علي كل شي تم إنهالت بكل آيات الشكر والدعاء الي قريبتها التي سعت في تحريرها من قيود ذاك الحبس الإجباري , فمثل هذه التصرفات اللاإنسانية وتلك القوانين الجائرة ضد البشر و المرأة بصفة خاصة ظاهرة غير صحية ولا تمت للضمير الإنسانيي بصلة وظاهرة مدمرة لطوحات وحياة البشر . فالحياة جسرا أو معبرا و حقل نزرع فية جميل أعمالنا حتي نحصد ثمارها يانعة تؤمن لنا الدخول للخلد والفردوس .