إبان إنعقاد مداولات مؤتمر جوبا (الأول من نوعه) خلال القرن الواحد والعشرين .. علي خلفية رعاية حزب لمداولات مؤتمر للمعارضة ضد الحكومة التي يشارك بالحكم فيها ، خلال تلك الفترة كتم الجميع أنفاسهم طويلاً وهم يراقبون جلسات ذلك المؤتمر (الغريب من نوعة) ، ومن ثم مخرجات المؤتمر وتوصياتة التي أعلنت إستخدام كافة الوسائل الشرعية وغيرها ضد الحكومة ، وأمين الحركة الشعبية (باقان) يقول : أنه في حالة عدم تبني الحكومة لمقررات مؤتمرهم الذي صرفت الحركة عليه أموالاً طائلة .. فإنهم سيستخدمون طرائق شتي لإجبارها علي تنفيذ ما قرروه بجوبا ..!! ، ومن بعد أمسك المراقبين أنفاسهم والسياسيين وأصدقاء السودان وضعوا أيديهم علي قلوبهم ..!! ، والشعب إحتار في شأن أحزاب تقول بإهتمامها بإموره وقضاياه ، وهاهي اليوم تعقد مؤتمرها الذي يقول منظموه إنهم (سيزلزلون) الأرض من تحت أرجل الحكومة ..!! ، ومع تتابع الزمن يتلخص مؤتمر جوبا عن جملة من النتائج والمواقف التي نقضت غزل مانظمة المؤتمرين بالمدينة الغائمة معظم شهور العام ، وأفردت جملة من المشاهد والشواهد السياسية التي ستلقي بظلالها علي مجمل المشهد السياسي .. أولاً .. قيام الحركة الشعبية بتسمية (ياسر سعيد عرمان) مرشحاً لها في إنتخابات رئاسة الجمهورية ، قطع الطريق دون رجعة علي التحالف المتفق علية بين (أحزاب جوبا) ، فقد تحدث قادة تلك الأحزاب بعد عودتهم منها : بأنهم بصدد توحيد مرشحهم في وجه المؤتمر الوطني ، بل ذهبوا لأكثر من ذلك عند وضعهم لسيناريو الدخول في (جولة ثانية) من الإنتخابات وفيها سيتم (صرع) المؤتمر الوطني وإقصائة من الحكم .. بهذه البساطة ..!! ثانياً .. الحركة الشعبية بهذه الخطوة أعلنت ومن وقت مبكر عدم تعويلها علي الإنتخابات بالشمال ، فبهذه الخطوة تكون الحركة قامت بتسليم رايتة الشمال للمؤتمر الوطني وأدارت ظهرها لكل مايسمي ب(مؤتمر جوبا) ..!! ، كما إنها أشارت لإنفصالها المبكر أيضا ، وإعلان الحركة الشعبية قطع الطريق علي التواضع علي ال(مرشح الواحد) الذي ستدخل به لإنتخابات الرئاسة مع حلفائها (المرحليين) ..!! ، ولعل ذلك الموقف الذي إتخذتة الحركة سيجعل أي تنسيق مستقبلاً بينها وتلك الأحزاب (ممنوعاً) نسبة لعدم وفائها بما إتفقت عليه مع أحزاب المعارضة ، كما أنه سيقدمها في ثوب (الإنتهازية الوصولية) التي تريد أن تحقق أهدافها دون مراعاة لإتفاقاتها المبرمة مع شركائها الآخرين .. ثالثاً .. ترشيح الحركة للشيوعي (عرمان) .. فيه جملة من الظواهر الجديرة بالملاحظة ، فمنها إنها تكون قد أحرجت اليساريين عموماً ، فإما أن يقوموا بدعم لاعبهم (نجم العقدين الأخرين) المزروع بالحركة ، وتكون قد لغت رمزية مشاركتها كأحزاب منفردة لها برامجها ومشروعاتها ، وإما أن تقدم مرشحيها في الإنتخابات المقبلة وينفرط عقدها أكثر مما هي علية ..!! ، هذا فضلا عن أن الحركة أعلنت رسمياً التضحية بمتحدثها الرسمي الذي (سوق) خلالها الحركة للشمال والعرب ..!! رابعاً .. من جانب آخر فإن الولاياتالمتحدة التي ما فتئت تقدم دعمها للحركة الشعبية منذ أن كانت حركة (متمردة علي شرعية الدولة) فلن تنسي جملة من المواقف والظواهر السياسية والأيدلوجية .. أمريكا لن تنسي الأرهاب ولا طالبان ولا الشيوعية ، فحتي الآن هناك (بلاروسيا وكوبا والصين) ، وهؤلاء جميعا يعتنقون الفكر الشيوعي .. ومن هؤلاء تأذت أمريكا أيما إيذاء ..!! ، فيكفيها الضربات الإقتصادية المتلاحقة التي ظلت تتلقاها من المارد الإقتصادي الصيني ، فهل ستقوم الولاياتالمتحدة بدعم حملة الحركة الشعبية لمرشحها صاحب القلب المعلق بالنموذج الشيوعي ..؟! رابعاً .. الحركة الشعبية وبإعلانها عن إسم مرشحها تكون قد يسرت مهمة المؤتمرالوطني في إنتخابات الرئاسة بصورة كبيرة ، ذلك ان (المفارقة الكبيرة) في (وزن) مرشحها الذي قدمتة لينازل مرشح المؤتمر الوطني ذو (العيارالثقيل) وصاحب الجماهيريرة الساحقة ..!! خامساً .. كما أن إعلان الحركة لمرشح بإسمها تكون قد قلبت الطاولة (طاولة مؤتمر جوبا) علي أحزابها ، بعد أن وصلت عبرهم لما تريد ، فإستخدمتهم كروت مرحلة في تحقيق أهدافها .. مرة بالوصول للحركات المتمردة بدارفور ومرة لإمساكها للمبادرة في الشأن السياسي وإصطفاف جميع الأحزاب وقادتهم الكبار خلفها (الصادق ونقد والترابي وحسنين و .. مبارك) ..!! ، فإستمتعت الحركة الشعبية بتلك الفكرة و(الكبار) تضعهم في أصبعها الصغير(خواتم) ، وتوجههم يميناً ويساراً .. (باقان) رئيس لهم و(ياسر) مقرراً ومتابعاً لموجهات الإجتماعات وأحياناً (موبخاً) لتقصير(الكبار) عند تنفيذ ماكلفوا به ..!! سادساً .. ومن المشاهد والشواهد الهامة التي أفرزها ترشيح الحركة ل(شمالي شيوعي) يمثلها برئاسة الجمهورية ، هو إنتهاء شعار الحركة الذي ظلت تنادي به قديماً (السودان الجديد) وهو أمر محبط للعلمانيين الشماليين الذين راهنوا علي الحركة ، إذ أن أول ملامح تحقيقة هو ترشيح (رمز الحركة الشعبية وقائدها) في تلك الإنتخابات ، فالحركة يبدو إنها محتفظة بكل قادتها (الكبار) لإنتخابات الجنوب ... (سلفا) و(باقان) و(واني إيقا) و(مشار) .. والأخير هذا مصيرة غامض خلال الفترة المقبلة ..!! سادساً .. أخيراً .. تكون الحركة الشعبية قد كشفت ظهر تلك الأحزاب الضعيفة (لقوة مال) الحركة في هذه المرحلة الحرجة ، فليس من خيار أمام تلك الأحزاب سوي مواصلة الحديث عن تزوير الإنتخابات التي لم تبدأ بعد ، فتدلل علي ضعفها وعدم نضوجها ، وهي بالفعل غير مهمومة بإستقرار وبلدها ..!! ، وبالتالي فهي بلا شك غير جديرة بأي ثقة توليها الجماهير لها سواء كان علي مستوي إنتخابات رئاسة الجمهورية أو الدوائر القومية حتي ..!! نصرالدين غطاس Under Thetree [[email protected]]