الدعم السريع يقتل 4 مواطنين في حوادث متفرقة بالحصاحيصا    زيادة كبيرة في أسعار الغاز بالخرطوم    قرار من "فيفا" يُشعل نهائي الأهلي والترجي| مفاجأة تحدث لأول مرة.. تفاصيل    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    كاميرا على رأس حكم إنكليزي بالبريميرليغ    الأحمر يتدرب بجدية وابراهومة يركز على التهديف    عملية منظار لكردمان وإصابة لجبريل    بيانٌ من الاتحاد السودانى لكرة القدم    الكتلة الديمقراطية تقبل عضوية تنظيمات جديدة    ردًا على "تهديدات" غربية لموسكو.. بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية    مستشار رئيس جمهورية جنوب السودان للشؤون الأمنية توت قلواك: كباشي أطلع الرئيس سلفا كير ميارديت على استعداد الحكومة لتوقيع وثيقة إيصال المساعدات الإنسانية    لحظة فارقة    «غوغل» توقف تطبيق بودكاستس 23 يونيو    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يحوم كالفراشة ويلدغ كالنحلة.. هل يقتل أنشيلوتي بايرن بسلاحه المعتاد؟    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    تشاد : مخاوف من احتمال اندلاع أعمال عنف خلال العملية الانتخابية"    دول عربية تؤيد قوة حفظ سلام دولية بغزة والضفة    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    صلاح العائد يقود ليفربول إلى فوز عريض على توتنهام    الفنانة نانسي عجاج صاحبة المبادئ سقطت في تناقض أخلاقي فظيع    وزيرالخارجية يقدم خطاب السودان امام مؤتمر القمة الإسلامية ببانجول    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    وزير الخارجية يبحث مع نظيره المصري سبل تمتين علاقات البلدين    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    برشلونة ينهار أمام جيرونا.. ويهدي الليجا لريال مدريد    وداعاً «مهندس الكلمة»    وفاة بايدن وحرب نووية.. ما صحة تنبؤات منسوبة لمسلسل سيمبسون؟    الجنرال كباشي فرس رهان أم فريسة للكيزان؟    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة لها مع زوجها وهما يتسامران في لحظة صفاء وساخرون: (دي محادثات جدة ولا شنو)    شاهد بالصور والفيديو.. رحلة سيدة سودانية من خبيرة تجميل في الخرطوم إلى صاحبة مقهى بلدي بالقاهرة والجمهور المصري يتعاطف معها    الأمعاء ب2.5 مليون جنيه والرئة ب3″.. تفاصيل اعترافات المتهم بقتل طفل شبرا بمصر    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    مستشار سلفاكير يكشف تفاصيل بشأن زيارة" كباشي"    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    العقاد والمسيح والحب    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الضحية دائما هو الشعب السوداني .. بقلم: شوقي بدري
نشر في سودانيل يوم 29 - 03 - 2017

قبل ثلاثة ايام كتب الاخ الاستاذ هاشم ابو رنات موضوع ... الصادق المهدي
اقباس
ا السيد الصادق ومحمد نور سعد وحركة 2 يوليو 1976.
03-25-2017 06:01 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الاخ السيد شوقي بدري في مقاله عن السيد الصادق المهدي اشياء عن المرحوم العميد محمد نور سعد. ومن واقع ما عايشته تلك الايام وددت ان اضيف وقائع لم يذكرها السيد الكاتب الجرئ والصديق شوقي بدري حول هذا الموضوع :-
1عندما اصبح مؤكدا ان العميد محمد نورسعد انه في طريقه لساحة الاعدام سأله اللواء المرحوم الفاتح محمد بشير بشارة عن وصيته فقال له اني اريد ان اقابل اللواء عمر محمد الطيب لكي اوصيه على اسرتي .ولكن وقتها كان اللواءء عمر يدرس باكاديمية ناصر العليا بمصر ويحضر لرسالة الدكتوراه في العلوم العسكرية .طارت برقية عاجلة الى الملحقية العسكرية بضرورة عودة اللواء عمر بأول طائرة مغادرة وفعلا وصل اللواء عمر في نفس اليوم ليلا في حوالي الساعة الواحدة صباحا وقابل محمد نور سعد وجلس معه بالساعات قبل اعدامه .
وعندما تولى اللواء عمر مهامه فيما بعد في جهاز الامن كلفني فيما كان يكلفني ببناء بيت يضم والد محمد نور سعد وامه واخته الرضية زوجة المرحوم الموسيقار جمعة جابر وبدوري كلفت ضابطا كان يقيم بالحاج يوسف بالاشراف على البناء وهو الملازم وقتها خضر سيد احمد ومعه الملازم سليمان الخليفة على ما اعتقد ولقد تم البناء بعد خلاف بين الاب والام حول خريطة السكن اذ يبدو انهما لم يكونا على وئام وتم حسم الامر بخريطة صممها اللواء عمر بخط يده وافق عليها الطرفين. كما ان هناك اعانة شهرية كانت تصل الى الاسرة من طرف اللواء عمر وتحت اشرافي والضباط المكلفين وكان اللواء عمر يزورهم باستمرار والتأكد عن حالهم.
محمد نور سعد وعمر محمد الطيب هما زملاء ودفعة واحدة وكانوا من المبرزين فيها .كان اول الدفعة هو عبد الماجد حامد خليل وثانيها عمر محمد الطيب وثالثها محمد نور سعد والرابع موسى عبد الحفيظ عمر.
لم تنقطع العلاقة والصداقة بين عمر ومحمد نور سعد .وعندما قامت ثورة مايو 1969 احالت كثير من الضباط على المعاش وكان اعضاء مجلس الثورة يودون ان يكون عمر وعبد الماجد دوما من المرشحين للتقاعد ولكن كانت الحوجة لهم ماسة لآنهم كانوا من المعلمين البارزين في المعاهد العسكرية فعبد الماجد كان يعتبر مائلا لحزب الامة وعمر كان يعتبر اتحاديا ولكنه كان فيما مضى ثد عمل سكرتيرا لوزير الدفاع السابق عبد اللة بك خليل. واما محمد نور سعد فقد كان في بعثة بالمانيا استغرقت تسع سنوات ولما عاد في عهد مايو تم نقله فورا الى جنوب السودان بالرغم ان مكانه الطبيعي كان سلاح الاسلحة والذخيرة لكي يقوم بتطوير صناعة السلاح والذخيرة. اذن لماذا وصى محمد نور سعد عمر محمد الطيب شخصيا بان يرعى اسرته؟
الموضوع لم يكن وصية الاسرة فقط بل ان الحقيقة كانت ان الاثنين كانا يعملان في تنظيم موالي للجبهة الوطنية المعارضة كان محمد نور سعد هو بشرى عبد الله وكان عمر محمد الطيب هو جيلاني و لم تتمكن الاستخبارات العسكرية من معرفة من هو هذا الجيلاني .
بعد ما حدثت المصالحة الوطنية استقال السيد علي النميري مدير جهاز الامن القومي والسيدعبد الوهاب ابراهيم مدير جهاز الامن العام فقبل النميري استقالة علي النميري وعين عمر محمد الطيب وعينه مشرفا على ملف المصالحة الوطنية وذلك بعد ما ابدى قادة المعارضة رضائهم عن عمر. وهذه قصص يطول شرحها
2.السيد احمد المهدي تقاضى مبالغ اكثر من ال150 الف وقد تكون قد وصلت الى المليون ومعها 5 عربات بوكس تويوتا وكان الغرض تنصيبه كامام للانصار وضرب الصادق المهدي وقد وعد بالتحرك فورا بعد استلام المقدم هذا, ولكنه لم يفعل وصرفها على مباهج شخصية ,ثم عندما قامت الانتفاضة طلبت منه لجنة حصر ممتلكات الجهاز اعادتها ولم يفعل مما اضطر ابن اخيه ان يدفع تلكم المبالغ نظير تنازل السيد احمد للترشح في الانتخابات منافسا لابن اخيه. وهذه قصة تطول ايضا.
نهاية اقتباس .
كان صديقي وعمي محمد بدري يقابلني كثيرا في السودان او اوربا . كان من القليلين جدا من آل بدري من يعرف بسطاء السودان والشارع الامدرماني . كان في احدى المرات حليق الشارب علي غير عادته . لانه قال ... اذا الصادق فاز في الانتخابات احلق شنبي . وكان الصادق قد سقط من قبل في الانتخابات . وطبعا لا يستطيع ان يترشح في بلد ميلاده امدرمان . ولم يعرف ذلك الفارس محمد بدري ، الذي يراهن على احمد المهدي صديقه ان احمد المهدي قد باع والصادق قد اشترى . وتنازل احمد وصار الصادق الامام بالاجر المدفوع . وذهب محمد بدري لتهنئة الصادق بالفوز بروح رياضية .
محمد عبد العزيز وهاشم ابورنات كانا من كبار رجال الامن في زمن نميري . كتبا كتاب ... اسرا جهاز الاسرار وتطرق هاشم لأخذ العربات بعد منتصف الليل لمنزل احمد المهدي . وكان تسليم المظروف ب 150 الف دولار لاحمد المهدي . ..... مسكين الشعب السوداني . كانت الصفقة .ولكن لم يخارج الصادق زوج عمته شريف التهامي ، وذهب الى السجن . ولم يغفر بعض آل المهدي للصادق . وابنة شريف التهامي هي زوجة ابنة الكوز ابراهيم احمد عمر . وكان مال الكيزان باسمه في البنك الاوربي وعند موته رفضت ابنة شريف التهامي ارجاع المبلغ ..... مسكين الشعب السوداني . وذهب عمر محمد الطيب للسجن . ولكن اطلق سراحهما بعد مدة قصيرة .
اقتباس من الراكوبة
لسيد
ولاء السودان: مقابلة زعماء السودان للملك
SUDAN LOYALTY: CHIEF'S DEPUTATION TO THE KING
ترجمة: بدر الدين حامد الهاشمي
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
مقدمة: هذه ترجمة لما جاء في صحيفة Morning Bulletin الأسترالية والتي صدرت في يوم الأربعاء 8/10/ 1919م عن زيارة وفد الزعماء السودانيين لبريطانيا لتهنئة مليكها بالانتصار في الحرب العالمية الأولى.
وللمزيد عن زيارة هذا الوفد يمكن الاطلاع على كتاب الأستاذ/ بشير محمد سعيد "السودان من الحكم الثنائي إلى انتفاضة رجب" والصادر عام 1986م.
المترجم
****** ******* ******* *********
أوردت صحيفة التايمز في يوم 29 يوليو 1919م نبأ زيارة وفد الزعماء السودانيين (وهم في ملابسهم التقليدية) لقصر بكنغهام في اليوم السابق، حيث قدموا للملك (جورج الخامس) خطاب تهنئة وولاء بمناسبة انتهاء الحرب بنصر مبين. وكان يرافق الوفد السوداني (والذي ترأسه السيد السير/ علي الميرغني) كل من اللواء السير ريجيلاند ونجت والمشير لورد قرينفيل والسير ايدقارد بيرنارد. وأستقبل الوفد في القصر أولا لورد كرومر، والذي أخذهم لمقابلة الملك والملكة. وألقى رئيس وفد الزعماء السودانيين كلمة باللغة العربية تولى ترجمتها للإنجليزية السير ونجت.
جاء في خطبة السيد السير/ علي الميرغني ما يلي:
"يا جلالة الملك. نتقدم لجلالتكم بأعلى آيات الامتنان للتشريف العظيم الذي طوقتمونا به، وللسماح لنا بالمثول أمام جلالتكم، أنا شخصيا، السيد السير علي الميرغني، ومعي الشريف يوسف الهندي، والسيد عبد الرحمن المهدي، بالنيابة عن الزعماء الدينيين بالسودان؛ والشيخ الطيب أحمد هاشم مفتي السودان، والشيخ أبو القاسم هاشم رئيس مجلس العلماء، والسيد إسماعيل الأزهري قاضي مديرية دارفور بالنيابة عن مسئولي المحكمة الشرعية؛ والشيخ علي التوم ناظر الكبابيش، والشيخ إبراهيم موسى ناظر الهدندوة، وشيخ إبراهيم محمد فرح ناظر الجعليين، وشيخ عوض الكريم أبو سن نائب ناظر الشكرية بالنيابة عن نظار الإدارة الأهلية لحكومة السودان.
وبالإنابة عن أنفسنا وكل الشعب السوداني نتقدم، وبكل تواضع، لجلالتكم بتهانينا القلبية على الانتصار المجيد الذي أحرزته جيوشكم. إن صلابة وثبات جنود الجيوش المتحالفة في غضون سنوات الحرب الطويلة والرهيبة هو ما أدى لهزيمة العدو هزيمة ساحقة، وإن انتصار جلالتكم الباهر هو ما انتزع إعجاب أهل السودان وأفعم قلوبهم بالبهجة والسرور. وقد تيقن الشعب السوداني تماما من أن هذه الحرب (والتي كانوا قد تابعوا عن كثب وبمزيد من الاهتمام أسبابها وتقلباتها) تختلف عما سبقها من الحروب. فحروب الماضي كانت تقرر مصير الشعوب المتحاربة فقط، غير أن هذه الحرب العالمية والتي وضعت للتو أوزارها حددت مصير كل الشعوب الضعيفة، والتي يعد السودان واحدا منها. لقد كانت حرباً بين الحق والباطل، ولقد رجحت فيها كفة الحق بفضل النصر الذي أحرزته جيوش جلالتكم، وتغلب فيها العدل على الظلم، وسحقت الحضارة البربرية.
ولقد بذلت الآلاف المؤلفة من جنود الجيوش المتحالفة دمائهم رخيصة من أجل الدفاع عن حقوق الشعوب الصغيرة، ولتخليصهم من نير الظلم والاستبداد والعبودية، ولإدخال سائر بلدان العالم في عهد جديد من السلام والأمن والطمأنينة. ولقد أثبتت هذه الحرب – وبصورة نهائية - بطلان قاعدة "القوة هي الحق"، وأثبتت أيضا، ولكل الشعوب الكبيرة والصغيرة على حد سواء، أن "الحق هو القوة".
ولم يتطرق لشعب السودان أي شك في أن جيوش الحلفاء ستنتصر في نهاية المطاف. فعلى الرغم من أننا ظللنا نسمع - ولأربعين عاما - الكثير عن استعدادات جيش العدو إلا أننا كنا موقنين من نتيجة الحرب، إذ أنه ليس من الممكن هزيمة أمة شعارها المساواة والعدالة والدفاع عن الضعيف وحمايته.
ولا بد لنا يا جلالة الملك من أن نزف لكم التهانئ على انتصاركم وعلى وحدة أجزاء إمبراطورتيكم الواسعة الممتدة، وعلى قوتها وولائها لمليكها، والذي حاز على إعجاب العالم بأسره، رغما عن كل الدسائس والمؤامرات المستمرة والعديدة التي حاكها أعدائكم. وبرغم تباعد أجزاء إمبراطورتيكم وانتشارها في كل بقاع العالم، إلا أن جميع سكانها كانوا على قلب رجل واحد، يعملون جميعا من أجل تحقيق ذات الهدف، صامدين في ساعات الحزن وأيام الفرح، وعلى كامل الاستعداد للتضحية بالمال والدم وبما كل ما لديهم للدفاع عن عرش جلالتكم والإمبراطورية البريطانية. ولم يتخلف حتى السودان، أفقر وأصغر عضو في هذه الإمبراطورية العظيمة (ولكن بالقطع ليس أقلها ولاءً)، فقدم رجاله ما لديهم بكل حماس وحيوية. وبالمقارنة مع ما أتى من كل أجزاء إمبراطوريتكم فإني أشعر بالخجل من أن أذكر هنا الدور المتواضع الذي لعبه السودان في الحرب، والذي يعد – إن جاز القول - نقطة في محيط. ولكن يجب أن نتذكر أن ما قدمه شعب السودان كان هو كل القليل الذي يملكه هذا الشعب المخلص، والذي ما بخل وما استبقى شيئا. إن ما قدمه السودان لمجهودات الحرب كان قليلا بالفعل، غير أنه كان صادرا عن عاطفة صادقة. وأستميح جلالتكم عذرا في القول بأن القليل الذي بذلناه في الحرب إنما هو ثمرة ما غرسته حكومة جلالتكم في البلاد. إنه ببساطة حصاد غرسكم الطيب وعربون امتنانا لكم.
لقد جعلتم يا جلالتكم العدل أساس ملككم الواسع، فسادت روح العدالة والسلام سائر أنحاء الإمبراطورية العظمى. ونحن عندما نهنئ جلالتكم فإننا في واقع الأمر نهنئ بلادنا وشعبنا.
لقد فاضت قلوبنا بالفخر والولاء والحب لجلالتكم لما رأيناه في سائر أرجاء بلادنا من سيادة روح الأمن والعدل طوال السنوات الماضية، وما أظهرته حكومة جلالتكم من اهتمام بشئون السودان وببذل التضحيات العظام في سبيل تقدمه وإسعاده مادياُ ومعنويا، وإدخاله شعبه ضمن رعايا الإمبراطورية البريطانية.
وإننا نقدر تمام التقدير أن تقدم السودان في المستقبل يعتمد على صلاته بإمبراطورية جلالتكم. ولذا فإننا نرفع أيدينا بالدعاء لله سبحانه وتعالى ونضرع إليه أن يمنح جلالتكم عمرا طويلا وسعيدا، وأن يحفظ بريطانيا العظمى رائدة الحرية والمدنية في العالم.
فليخفق علم الإمبراطورية البريطانية طويلاً على السودان لتنشر في ربوعه السلام والهدوء، ولتواصل السعي من أجل تقدمه حتى يأخذ مكانه المتقدم في أواسط أعضاء هذه الإمبراطورية. وندعو الله أن يأتي سريعا هذا اليوم الذي يمكن للسودان فيه من تحقيق هذه الغاية.
وأخيرا نقدم، وبكل تواضع، لعرش جلالتكم كامل ولائنا وخضوعنا".
(كتب بالخرطوم في الأول من يوليو 1919م).
وأجاب الملك على ذلك الخطاب بالقول:
"أشكرك يا سيد سير علي الميرغني وأعضاء الوفد السوداني لخطابكم الذي عبر عن ولاء مقدر. أن سعادتي بلقائكم عظيمة يا ممثلي شعب السودان في أول زيارة لكم لإنجلترا. لقد قمت بزيارة لبورتسودان قبل سنوات قليلة من بدء الحرب وأنا عائد من الهند، وأذكر جيدا أن عددا منكم كان في استقبالي يومها. إنني سعيد لتجديد معرفتي بكم الآن، خاصة في هذه الظروف الميمونة. وكنت سأكون أكثر سعادة لو تمكن وفدكم من حضور احتفالات السلام التي أقمناها في التاسع عشر من يوليو، وأشارككم الأسف والحسرة على وصولكم متأخرين للمشاركة في تلك الاحتفالات. لقد كان الدور الذي لعبه السودان بقيادة السير ريجيلاند ونجت والسير لي استاك في الحرب دورا ملحوظا. ولم تحدث في أي منطقة تحت سلطة حكومة السودان – عدا دارفور- أي إخلال بالأمن، وكان سلوك كافة أفراد الشعب غاية في الولاء والإخلاص. وأعتقد جازما أن هذا يعزى بدرجة كبيرة لما قمتم به أنتم، قادة الشعب الدينين والشعبيين في أوساط الناس، ولضربكم لهم المثل الشخصي، وبذلكم لهم النصح والإرشاد. ولقد صب كل ما فعلتم في خدمة أهداف الإمبراطورية. وأنا هنا أجزي لكم الشكر على كل ما قمتم به، وأثق أنكم ستبذلون في المستقبل، تماما كما فعلتم في الماضي، غاية جهدكم في دعم هيبة حكومتي، والتي تعمل بجد في خدمة السودان، ونأمل في مواصلة ذلك العمل الجليل في مقبل السنوات.
وأتمنى أن تكونوا مرتاحين ومستمتعين في مكان إقامتكم في لندن، وأن تتمكنوا من زيارة هذه البلاد في مرات قادمات. وعند عودتكم للسودان أرجو منكم أن تنقلوا عنى لذلك الشعب المخلص وقبائله تحياتي وتقديري لولائهم واخلاصهم، وأمنياتي لهم بدوام التقدم والرفاه لبلادهم".
*******
وقبل أن ينصرف الوفد قدم السيد عبد الرحمن ابن الراحل المهدي سيفا ذهبيا للملك. وهذا السيف هو سيف عتيق تقول الأسطورة الشعبية أنه أتى من السماء (أو الجنة)، وقدم للملك الآن كعربون ولاء (قيل إن هذا السيف كان أول مرة عند فارس من فرسان الحروب الصليبية، ثم وصل لمصر ومنها لدارفور عند أحد سلاطينها، ثم غنمه جيش المهدي من بعد ذلك. المترجم).
جاء في كلمة السيد عبد الرحمن ما يلي:
"يا جلالة الملك. أنتهز هذه السانحة الكريمة لأضع في يدي جلالتكم هذا السيف التاريخي، "سيف النصر"، الذي كان عند والدي، كعربون حقيقي للولاء والخضوع لمقام عرشكم السامي. وأعد نقل هذا السيف لجلالتكم دليلا قاطعا ومطلقا لرغبتي في أن تعتبروني أنا وأتباعي في السودان خداما مطيعين لكم.
لقد أظهرت – ولسنوات بعد إعادة احتلال السودان- لرجالكم العاملين في السودان وبطرق مختلفة خدماتي وكامل ولائي. وهنالك الكثير من أفراد شعبي الذين ينتظرون عودتي عقب مقابلتي لجلالتكم ظافرا بكريم عطفكم، ويتمنون أن يكونوا من ضمن رعياكم المخلصين. وأنا الآن أعرض على جلالتكم خدماتي المخلصة والمتواضعة".
وقام الملك بالرد عليه كما يلي:
" أقبل منك هذا السيف، وأقدر لكم روح الإخلاص والولاء لنا، والتي دفعتكم لتقديم هذه الهدية. وسأعيد هذا السيف لك ولورثتك لتحتفظوا به وتستخدموه نيابة عني في حماية عرشي وامبراطوريتي، وكدليل على قبولي بخضوعكم واخلاصكم وولائكم، أنتم وأتباعكم، لنا".
********
وقابل وفد الزعماء السودانيين أيضا أمير ويلز في قصر سانت جيمس، وقدمهم له اللواء السير ريجيلاند ونجت .
نهاية اقتباس .
كان بعدها ما عرف بسفر الولاء . اعلن كل الزعماء الولاء للامبراطورية البريطانية . و غضب الشباب وتكونت جمعية الاتحاد واللواء الابيض . وكتب الشيخ البوشي في شبابه قصيدة منها
ايا هند قولي واجيزي .... رجل الشرع صاروا كالمعيز
ايا ليت اللحى صارت حشيشا .... لتعلفها خيول الانجليز .
من كتاب عبد الرحمن مختار خريف الفرح صفحة 121 نجد ..... تحرك الركب بانواره الحمراء وبصفافيره المزعجة حتى ادركنا حتى ادركنا منزل الصاغ . ودخل امامنا اللواء وعدد من الضباط مهرولين ليبلغوا الصاغ السجين ان عبد الله بك خليل في زيارتك . ثم انسحبوا . ولكن مفاجأة الصاغ كانت اكبر عندما عندما عبر عنها بصرخات مجنونة محمومة . ,, مش ممكن عبد الله بك خليل ... ياناس انا في حلم ولا في علم اللي انا بشوفو ده مش معقول . ؟! عبد الله بيه انا حاربتك ودفعت ملايين الجنيهات علشان احطمك تقوم تزورني وانا ضعيف وانا معتقل ,,؟ انقض الصاغ بجسده الفارع الذي بدأ يتراخى ويتقوس وادخل عبد الله خليل في احضانه وظل يبكي قليلا قليلا ثم بصوت عال ومرتفع امال فين صحابي ..... فين الميرغني فين الازهري فين نور الدين .... ده انا صرفت عليهم الملايين ما حدش يسأل علي في مصيبتي ومحنتي غير الشخص اللي ناصبته العداء وغلط في حقه ؟ !
راضي بحكمك يارب .... ده يمكن اللي عملتو في السودان وفي الناس الطيبين زيك يا سعادة البيه .
ولم يتمالك عبد الله خليل ساعتها نفسه فضم اليه الصاغ بحنان لم اشهده فيه من قبل . وقال وهو يتأهب للقيام ,, بكرة حاقابل عبد الناصر واكلمه عنك واخرج من جيبه ظرفا دسه في جيب صلاح سالم . ولم يتمالك الصاغ نفسه وهو يودع عدوه الشرس وعيناه ممتلئتان بالدموع الغزيرة الا انه قال راسك ابوسها يا عبد اللله بيه .
هذا ما كان من امر العملاق والامبراطور الصاغ سالم عضو مجلس قيادة ثورة 23 يوليو وزميل عبد الناصر وزميل الارشاد القومي وشئون السودان والاهرام الاكبر في احداث السودان . تغيرت معهاملة صلاح سالم بعد مقابلة عبد الله خليل . والآن له شارع باسمه في القاهرة . هو وشقيقه جمال سالم شاركا في الانقلاب وناصر لم يشارك لانه كان في العريش مع صديقه عبد الحكيم عامر ... شوقي .
يقول عبد الرحمن مختار ابن الانصار وحفيد ود سالة امام جامع الجزبيرة ابا في صفحة 59 .
تعمقت بين المهدي وهيلا سلاسي علاقات الود والصداقة وازدادت قوة ومناعة على مر السنين وقد كان الامبراطور لا يرفض طلبا للامام المهدي ولعله بذلك يرد الجميل الذي صنعه فيه وطوقه به يوم ان اضطرته ظروف القهر والهزيمة اللجوء الى السودان .
وقد لا حظ الخبثاء من المراقبين ان السياسيين عند بداية كل معركة انتخابية هبوط الجنيه الذهب في الاسواق وذلك على اثر تدفق حقائب الامبراطور المنتفخة بالجنيهات الذهبية ........
ظل الامبراطور العجوز يطارد ويلاحق و رثة الامام عبد الرحمن المهدي في غير ما توقف وبلا كلل ولا ملل عن طريق سفارته او الحكومة القائمة في الخرطوم ليسترد جزءا ولو تافها من امواله التي اسماها ديونا علي دائرة المهدي .
في صفحة 113
البذور الني غرسها الصاغ صلاح سالم وبدأ بها الفساد السياسي وشراء الذمم والتي لم تكن معروفة ولا معهودة . في الحياة السودانية من قبل ..... مسكين السودان
اكبر صفقة نخاسة ... عندما اشترى صلاح سالم عشرة نواب جنوبيين دفعة واحدة دفع لزعيمهم الاكبر عشرة آلاف جنيه ولكل من الآخرين الفين من الجنيهات ففاجأوا في اليوم الثاني المجنمع السياسي والاعلام ببيان يعلنون فيه تمردهم على معسكرهم الاستقلالي لينادوا بالوجدة مع الشقيقة مصر ...... مسكين السودان.
اولا تشكلت لجنة فنية متمكنة من شباب الحزب المعروفين بولا ئهم الطائفي . وان يصرف فورا لهذه اللجنة مبلغ 300 جنيه . لشراء كل لوازم حفل صاخب . وقبل طلوع الفجر وبعد ان يقضى تماما على النواب الجنوبيين تقوم اللجنة بنشلهم وتفريق كل محتويات جيوبهم ومحافظهم وحقائبهم وساعاتهم .... الخ وكانت الحصيلة ثلاثة وعشرين الف جنيه عدا و7 ساعات وعددا من اقلام الباركر حتى الكرفتات والشرابات لم تنسها اللجنة لانها كانت جديدة . وقتها كان المنزل المعقول يساوري 500 جنيه والمنزل الفاخر الف جنيه ... وكان للحزب الاتحادي دار كبيرة في الخرطوم يديرها الاستاذ السلمابي لزوار الحزب من النواب والضيوف . وكانت لحزب الامة دار اصغر في حي الشيخ دفع الله امدرمان . شوقي .
سمح للجنوبيين بمقابلة الامام عبد الرحمن ..... قام زعيمهم واعلن التوبة وقال كنا قد قررنا بعد ان نستلم قروش الصاغ ان نخبرك اولا ثم نعقد مؤتمرا صحفيا ونصدر بيانا هاما ننفي فيه البيان الاول . وكان قصدنا ان نخفف عليك الاعباء المالية . وفعلا اصدر
الامام قرارا بارجاع المسروقات والمنشولات الى اصحابها والغريب ان الذي قام بتوزيعها وارجاعها لهم هو عبد الله خليل وكان ذلك في حضرة الامام .... مسكين السودان
الصورة الثانية فقد كانت لمجموعة من النواب الشماليين هذه المرة دفع لهم حزب الامة الف جنيه مضطرا ومجبرا ليجاري صلاح سالم وازفت ساعة التصويت ثلاثة من من دفع لهم صوتوا بجانب الازهري وحنثوا بالايمان والعهد بالرغم من انهم قبضوا ثمن اصواتهم واقسموا كالعادة على المصحف الشريف . وعندما دقت الساعة الواحدة صباحا حتى انطلق ,, البيه ,, بسيارته وانطلق الى النائب رقم واحد . وما ان فتح النائب الباب حتى امسك عبد الله القوي بيده اليسرى ,, بزمارة رقبته ,, وسابت ركبتا الرجل الذي شلته المفاجأة . هات الفلوس وكان الرد موجزا ,, حاضر يا سعادة البيه ,, .
انتظرعبد الله امام الباب ودخل الرجل وتبعه ,, الثلاث فتوات ,, . ثم عادوا ومعهم سبعمائة وثلاثين جنيها ولما استفسر عبد الله عن بقية المبلغ قال النائب .
والله يا سعادة البيه كانت علي شوية ديون واشتريت حاجات للاولاد . معليس يا سعادة البيه والله اعوضكم في المرة الجاية . وسال البيه الساعة اللابسها في ايدك دي جديدة جبتها من وين ؟ وانت بتعرف الله ....بسرعة اقلعوها من يده وكمان اخذوا القلم والولاعة وصندوق السجاير .
الجانب الثاني
في الجانب الآخر من ,,المهزلة ,, صديقي العزيز الشيخ محمد احمد المرضي سكرتير الحزب الوطني الاتحادي ,, الازهري ,, في فترة من الفترات بمساعدة في مهمته القاسية ,, شراء النواب ,, السيد يحيى الفضلي الرجل القوي والخطيب الكبير الذي عرف بالدينمو ومعهما كذلك صديقي الشريف حسين الهندي وهو الثالوث الخطير الذي يهابه حزب الامة ويعمل له الف حساب لانه كان معروفا بحبك المؤامرات وتخطيط المقالب . ,,الاخوة كرامانوف ,,.
دق الباب في الثالثة صباحا وجدت الثالوث امامي وهم في حالة اعياء شديد ودخلوا ودخلوا وقال لي شيخ المرضي بدون اعتذار ... تور المرا يعني صحي امرأتك لتعمل لنا طعاما نكاد نموت من الجوع .
قلت وانا اتثاءب يا مولانا انشاء الله يكون صيدكم ثمينا وكثيرا . قال لي شيخ المرضي والله يا اخي تعبنا خلاص اهلك ما خلو لينا شئ ,, يقصد الانصار ,, غايتو بعد تعب شديد لقينا راسين . ..... مسكين السودان .
نهاية اقتباس .
الشعب السوداني كان مغيبا ولا يزال مغيبا وكل شئ يحدث في الظلام . واتباع الطائفية لا يحبون الضوء انهم مثل الخفافيش . الاستقلال لم يأتي به احد . لقد قرر استقلال كل المستعمرات في مؤتمر نيوفاوندلاند بين رئيس الوزراء البريطاني تشيرشل والرئيس الامريكي في 1942 . ودعمت امريكا الحلفاء وقرر فتح كل الاسواق ووضع حد للاستعمار والحماية . وفي موتمر يالطا في البحر الاسود بين استالين وتشيرشل وروزفلت في 1944 قرر استقلال كل المستعمرات ودعمت امريكا الاتحاد السوفيتي بالعتاد والسلاح خاصة الدبابات الامريكية . قال البريطانيون بعد استلام الاشتراميين للسلطة في بريطانيا للسودانيين ..... في ظرف 10 الى 15 سنة ستجلسون في هذه الكراسي ويتحكمون بلدكم .كل المعركة السودانية كانت ، من يسيطر على الشعب السوداني .المصريون دفعوا 10 مليون جنيه من الفلوس التي صادروها من الاقطاعيين والملك الخ . والازهري ,, بطل الاستقلال ,, لم يكن يؤمن ابدا بالاستقلال . والسيد عبد الرحمن كان يريد ان يكون ملكا على السودان . ولكن بعد ان استلم السيد عبد الرحمن التقرير الطبي من الطبيب السويسري دي شوزوان .. وان السيد عبد الرحمن سيموت فى فترة قصيرة قام الدكتور وزير الصحة الاتحادي امين السيد بترجمة التقرير للسيد علي . وتأكد للميرغني ان المهدية الثانية لن تحدث ، نفض يده من الازهري وكان ما عرف بلقاء السيدين . وصار عند حزب الامة والديمقراطي الاغلبية . وسارع الازهري باعلان الاستقلال . وسحب البساط من تحت اقدام السيدين . وحقد المصريون على الازهري . ورفض بابكر عوض الله تأبين الازهري في مايو لانه حسب فهم المصريين وناصر قد خانهم . ..... مسكين السودان .
السيد عبد الرحمن استلم الجنيهات الذهبية من الامبراطور الذي كان يخشى المصريين ، ومن الانجليز والاسرائيليين ، للوقوف ضد ابتلاع المصريين للسودان .
اقتباس
من موضوع السيد عبد الرحمن لم يخطئ في الاتصال باسرائيل . الدعم من اسرائيل وبريطانيا حدث عن طريق اضافة المساعدات لثمن
صادرات دائرة المهدي .
.
في وثائق المخابرات الاسرائيلية والتي نشرت اخيرا, هنالك نجد في
Middle eastern studies, volume 28, No 2, April 1992, the sudan and israiel an episode in bilateral relation, Gabriel R. Warburg
يمكن ان الخص الآتي
السيد عبد الرحمن والصديق المهدي ومستر بول اشر مسؤول العلاقات العامة لحزب الامة في لندن.
اسرائيل حاولت في مارس 1954 ان تهز المقاطعة العربية . وكأن السودان هو الحلقة الضعيفة في السلسلة والتي يمكن كسرها بطريقة سهلة نسبيا.
السيد مردخاي غازيت السكرتير الاول في السفارة الاسرائيلية اتصل بالسيد وليام موريس في القسم الافريقي لوزارة الخارجية البريطانية. تجارة السودان مع اسرائيل كانت في طريق واحد . فإسرائيل كانت تشتري من السودان وكان اغلبها مواشي. منعت مصر الطائرات ان تهبط في السودان وفرضت مصر المقاطعة العربية على السودان. وكان هنالك قصة الباخرة الايطالية التي احتجزها المصريون لأنه محملة ببذرة القطن السوداني في طريقها الى اسرائيل.
في 1949 كانت مشتريات اسرائيل من السودان 540 الف جنيه استرليني و في سنة 1950 كانت 726 الف. اسنة 1951 كانت 697 الف, 1952 343 الف, 1953 كانت 8 الف فقط.
ارجو ملاحظة ان ميزانية حكومة السودان في الاربعينات كانت ستة مليون جنيه. واسرائيل كانت تشتري من السودال ما يعادل اكثر من مليار اليوم.
الحليف الاكبر لحزب الامة كان بريطانيا. لانها رفضت انضمام السودان لمصر. الامة اعترضت لأن صلاح سالم دفع رشاوي ضخمة لفوز الاتحادي ...... مسكين السودان .
في شهر يونيو 1954 رئيس حزب الامة حضر الى لندن بصحبة محمد احمد عمر رئيس تحرير جريدة النيل (صحيفة حزب الامة). وفي يوم 9 يونيو قابلوا سلوين لويد وزير خارجية بريطانيا. ووافق لويد على تسليم مبكر للحكومة المنتخبة ورفض تقديم اي دعم مالي لحزب الامة. لأن هذا الدعم المالي قد يسبب خرابا عظيما للإستقلال . والى الحكومة البريطانية اذا خرج الى العلن. والحكومة البريطانية ليس عندها امكانية دعم سري كما يحدث في مصر.. وذكر لهم لويد انه حسب تقاريرهم فإن المتعلمين والختمية مع الاستقلال. الا انهم يخافون من المهدية الجديدة ..
تم اجتماع نظمه اشر مع اثنين من الدبلوماسيين الاسرائيليين. وقام وفد حزب الامة بإخبار السيد مورس بموضوع المقابلة القادمة. كما بلغوه لاحقا بما حدث في الاجتماع..
ماذا كان يريد حزب الامة من اسرائيل؟..حزب الامة كان يبحث بطريقة يائسة عن حليف. وبالنسبة لهم كانت اسرائيل هي الحل لأن لها نفوذ في لندن وعند الامريكان. وقال حزب الامة انهم يمثلون الاغلبية في السودان. ولكن الرشاوي و ال10 مليون جنيه التي صرفتها مصر ادت للهزيمة.
حزب الامة يعتبر اسرائيل هي حليفا لأن مصر هي عدوهم المشترك. واذا قامت اسرائيل بتغيير الراي العالمي في امريكا ولندن والغرب واقنعتهم بأن السودان يجب ان يستقل. فسيقوم حزب الامة بالإعلان على العالم ان وجود اسرائيل في الشرق الاوسط هو عامل ايجابي.
كما اكد السيد الصديق المهدي للدبلوماسيين الاسرائيليين ان الجالية اليهودية الموجودة في السودان تناصر حزب الامة.
وبعد هذا الاجتماع كان هناك اجتماع لمحمد احمد عمر لوحده مع الاسرائيليين .
اذا تكلمنا عن المساعدات فهناك وثيقة في دارالوثائق البريطانية بتاريخ 6. 7. 1954 رقم 371-18324 يطلب فيها السيد الصديق المهدي مزيدا من المال فيقدم له السيد جيمس بوكر وثيقة باربعة شروط للمساعده في يوم 31 يوليو يوقع عليها السيد الصديق بحروفه الاولى واستلم المساعده.... (خبايا واسرار بشير محمد سعيد رئيس تحرير جريدة الايام . ))).
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.