صحيح ،نحن ننادي بضرورة حسن العلاقة بين الخرطوموالقاهرة بما ينفع الشعبين ، ويحقق المصالح المشتركة ، كون التوترات " لا تصب في مصلحة الشعبين .. ولكن الأصح أن "حلايب سودانية " ، وهي تشكل معضلة حقيقة ، تعترض أي عمل دبلوماسي لامتصاص حالة الاحتقان الحالية . نعم قلنا ولازلنا عند مواقفنا ان خير للبلدين معالجة بوادر التوتر ، من خلال تصحيح الاوضاع واعادة الحق المسلوب لأصحابه مرفقا باعتذار .. ودون ذلك لن تبلغ أصواتنا مسامع عموم الشعب السوداني ، الذي يرى في حلايب" معركة كرامة" لن يتوانى في خوضها حين تسد ابواب الدبلوماسية في اعادة الامور الى طبيعتها قبل الاحتلال المصري لمثلث حلايب . ومما يزيد الطين بلة اصرار كثير من الاعلاميين المصريين على مواصلة النيل من الشخصية السودانية ، مما يوغل النفوس ، ويحفزها على ضرورة رد الصاع صاعين .. مشكلة الاعلام المصري ، ورغم أحاديث ازلية العلاقات لم يتعرف بعد على خصائص الشخصية السودانية التي تثور فوق كل التصورات حينما يمس الامر "الكرامة" . ظل السودان يمارس سياسة "الصمت" وهو يعول على أن القضية ستعالج وهي بحاجة لوقت ، كون السودان متيقن ان حلايب عائدة لامحالة من خلال التفاوض المباشر ،و التحكيم الدولي ، فيما ترفض مصر التفاوض وايضا التحكيم لانهال اتملك "حجة" "ولا دليل" على مصرية حلايب .. واذا ظلت مصر تمارس سياسة الرفض ، ربما سهلت فتح خيارات اخرى لن تصب في مصلحتها بحال، في ظل المتغيرات والتحالفات الجديدة في المنطقة . وان ارادات مصر فعلا علاقة مثمرة عليها بالخروج من مثلث حلايب ، ومن ثم لها الحق في تطبيق او تعديل او حتى الغاء اتفاقية الحريات الاربع التي جعلت المصريين يمارسون التجارة ليس في اسواق السودان بلد داخل مكاتب الدولة ومنازل المواطنين ، حتى فغي القرى البعيدة عن الخرطوم ، فيما لم تطبق هذه الاتفاقيات في مصر ، بل فرضت مصر رسوم جديدة على السودانيين المقيمين فيها ، ورغم مخاطبات ومطالبات الخارجية والسفارة السودانية في الخارج بمعالجة الامر واعفاء السودانيين عملا بأحكام الاتفاقية ، لم ترد مصر حتى اللحظة الراهنة وفقا لسفارة السودان في القاهرة . نعم لانزال عند موقفنا نريد لهذه العلاقات ان تتسمك بالندية والعمل على تحقيق مصالح البلدين ، وهو أمر يحتم على مصر اعادة الوعي لإعلامها ، والتخلي ان التسربل بلبوس التعالي ، التيث تقدم انسان جنوب الوادي على أنه "البواب عثمان" ذلك عهد انتهى بلا رجعة ،فالسودان الحالي غير مستعد للتضحية بمدينة اخرى كما ضحى من قبل بوادي حلفا من اجل عيون مصر وسدها العالي ، الذي لم ننتفع به ، كما ننتظر ان ننتفع بسد النهضة الاثيوبي .. وهي حقائق يجب ان يدركها الاخوة في مصر قبل أن يفلت الامر ، وتصعب العودة الى المربعات الاولى . مصطفى محكر . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.