خارطة طريق إماراتية شاملة لإنهاء أزمة «الفاشر» شمال دارفور    القلق سيد الموقف..قطر تكشف موقفها تجاه السودان    الداخلية السودانية: سيذهب فريق مكون من المرور للنيجر لاستعادة هذه المسروقات    السودان..مساعد البرهان في غرف العمليات    مدير شرطة ولاية النيل الأبيض يتفقد شرطة محلية كوستي والقسم الأوسط    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    تدرب على فترتين..المريخ يرفع من نسق تحضيراته بمعسكر الإسماعيلية    أبل الزيادية ام انسان الجزيرة    الفاشر ..المقبرة الجديدة لمليشيات التمرد السريع    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي.. وعينه على الثلاثية    أرسنال يحسم الديربي بثلاثية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    نائب وزيرالخارجية الروسي نتعامل مع مجلس السيادة كممثل للشعب السوداني    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    تجارة المعاداة للسامية    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرد على (ما لا يستحق رد) ليستبين الحق ... بقلم: ماهر أبوجوخ
نشر في سودانيل يوم 07 - 05 - 2017

لأمير سيد أحمد وشقيقه يوسف: عسي أن نحدثكم بما تعرفون !!
الدافع من كتابة هذا المقال الحيلولة دون إرتفاع صوت الباطل جراء صمت الحق فحينها لا يجوز التدثر بالصمت أو القول (سلاماً) !!
تحويل قناة سودانية 24 للمتهم الأول ثم الانتقال لمهاجمة مالكها ولاحقاً مديرها العام هو هروب للامام من الاجابة على الوقائع التي أوردها الكاردينال
رد الكادرينال بأن ما قيل عن إمتلاكه مصانع للخمور تم في إطار تصفية حسابات بين القمة ونُشر بواسطة أبناء (سيد أحمد خليفة) لانتمائهم المريخي وعلاقتهم برئيس المريخ.
* بقلم: ماهر أبوجوخ
مقدمة لا بد منها
خلال الفترة التي عاشتها الصحافة السودانية بأشرس رقابة قبلية تمارس عليها (فبراير 2008م وحتي أغسطس 2009م) خططنا في صحيفة (السوداني) لإجراء حوال مع الراحل دكتور حسن الترابي بمناسبة ذكرى إنتفاضة مارس/ ابريل 1985م وحينما سألنا الرجل كيف لنا أن ننشر هذا الحوار في ظل تلك الرقابة أخطره نائب رئيس تحرير صحيفة (السوداني) الأستاذ خالد عبدالعزيز بأن الحوار سيقتصر على فترة الماضي وتحديداً في الفترة التي سبقت قيام الانتفاضة، وفعلاً أجرى الحوار لكنه منع من النشر وقتها بحجة (أنهم لا يريدون سماع أراء الرجل لا في الماضي ولا الحاضر ولا حتي المستقبل)، مرت الأيام ونُشر الحوار بعد وفاته في أبريل 2016م بعدما تغيرت المواقف والتوجهات صوب الرجل.
بعد إنتهاء الحوار تجاذبنا الحديث مع الرجل ولا زلت أذكر تعليقه على مسألة الرقابة الصحفية وكيفية الافلات منها وتحدث عن التطور التكنولوجي والتقني الكبير وإنفتاحات الفضاءات وسألنا مباشرة (لماذا لا تذهبوا بمقالاتكم وارائكم هناك في الفضاء حيث لا توجد رقابة امنية عليكم الا رقابة ضميركم؟) .. وتأبى هذه العبارة إلا أن تقفز في ذهني مجدداً كلما ضاقت صفحات ورق الصحف على ما أود قوله وأجد الملاذ في الفضاء حيث لا توجد رقابة أو مانع.
المقال المنشور هنا قدمته لصحيفتين احدهما سياسية والثانية رياضية، ولأسباب مختلفة تخص كل منهما قررتا الإمتناع عن نشره، ولما كانت فكرة المقال الأساسية أن لا يعلو صوت الباطل بصمت الحق فإن ذات عبارات الترابي (بأن توجهوا للفضاء) عاودتني مجدداً ولذلك قررت نشرها في هذا الفضاء الفسيح حيث لا يوجد رقيب إلا الضمير.
فإليكم الحلقة الأولي مما كتبت على أن ينشر الجزء الثاني يوم غد بإذن الله تعالي.
جلبة وضوضاء أثارها كل من رئيس مجلس إدارة صحيفة (الزاوية) أمير سيد أحمد وشقيقه يوسف سيد أحمد المدير العام لصحيفة (الوطن)، ومصدر غضبة الشقيقين العارمة تعليق أورده رئيس نادي الهلال أشرف سيداحمد (الكاردينال) في الحلقة الأولي من مقابلة أجرته معه قناة سودانية 24 (S24) وبثت يوم الجمعة السابع من ابريل الماضي، وتفجر ذلك العضب بسبب إجابته على سؤال مقدم الحلقة المذيع محمد عثمان حول الاتهامات الموجه له بإمتلاكه مصنعاً للخمور.
رد الكاردينال يومها على هذا الإدعاء بالقول أن هذا الإتهام وررد في سياق تصفية بين الهلال والمريخ ونُشر في صحيفة (الوطن) بواسطة أبناء (سيد أحمد خليفة) لمريخيتهم وعلاقتهم برئيس نادي المريخ جمال الوالي، واعتبر الكاردينال أن تربيته واخلاقه تمنعه من إرتكاب جرم ساذج كهذا، مبيناً أنه كشخص ملتزم بالطريقة التيجانية لا يتعامل بالربا مع البنوك فكيف يكون لديه مصنع للخمور.
لن نقول (سلاماً)
قبل الشروع في هذا التعليق على ما أورده رئيس مجلس إدارة (الزاوية) في مقالاته التي نشرها قبل تعليق الصحيفة ثم بعد معاودتها للصدور والتي نشر بعض منها شقيقه مدير عام صحيفة (الوطن) قبل أن يبتدر مسار مختلف لاحقاً ولكنه متناغم مع الحملة المضادة التي تصدت لها (الزاوية)، فإن البعض نصحني بصرف النظر عن كتابة هذا المقال نظراً لوصف تلك المقالات بأنها (ما لا يستحق الرد)، لكنني إخترت التعليق لأن إلتزام الصمت دون تبيان وإظهار عور البصر وعمي البصيرة، وكشف إختلال المنطق وتبيان مفارقته للأسس السليمة، ستكون تدعياته رفع مقام (غير العلماء) ظناً منهم أن الصمت عليهم يؤهلهم لقيادة الرأي العام وتشكيله وصنعه ورسم إتجاهاته وسيحفزهم ذلك التجاهل لما يصدر عنهم من قول للتمادي والتمدد، فعندئذ لا يجوز التدثر بالصمت أو القول لهم (سلاماً) حتي لا يرتفع صوت الباطل جراء صمت الحق، وهذا ما دفعني لكتابة هذه السطور.
شهادة بالعدل
لو أن كاتب أي من تلك المقالات هو الاستاذ الصحفي عادل سيد أحمد الخليفة -لكونه طاله جزء من رشاش تعليق الكاردينال بوصفه أحد ابناء الراحل سيد احمد خليفة- لما إحتجت للتطرق لأبجديات معلومة للممارسين للعمل الإعلامي والصحفي، فمعروف عن عادل عمله بكده وإجتهاده في بلاط الصحافة صحفياً متشرباً بالمهنة قائلاً (ها أنا ذا) عوضاً عن ( كان أبي).
لا يساورني شك بأن كتابة استاذنا عادل سيد أحمد حول هذا الأمر ما كانت ستحوجنا في الأساس عناء كتابة هذا المقال، لما عُرف عنه من إختيار العبارة ووضوح الرؤية والفكرة، ولكن مثلما أن أصابع اليد الواحدة ليست متشابهة فإن الخارجين من بطن واحدة رغم تطابقهم نسباً لكنهم يختلفون فهماً، وفي ذات الوقت فإن ما تم تسيطره من شقيقه لا يجرمنا أن نعدل ونشهد لاستاذنا عادل سيد أحمد بما هو مستحق ومعروف عنه بالتمييز على المستوي الصحفي والإعلامي فإن اخطأ يؤجر وإن إصاب يؤجر مرتين.
توضيح المصلحة
من القواعد المهنية الأساسية المعروفة في العمل الصحفي ضمن مدونة السلوك المتبعة في العديد من المؤسسات الصحفية والإعلامية إلزام أي صحفي أو إعلامي بكشف المصلحة التي تجمعه مع أطراف أي من القضايا التي يقوم بتناولها ، وبالإستناد لهذه المعاير فإنني أجد نفسي ملزماً مهنياً وأخلاقياً بالكشف عن المصلحة التي تجمعني بأحد الأطراف، إذ أنني أشغل موقع رئيس التحرير التنفيذي في إدارة البرامج بقناة (سودانية 24) التي وجدت نفسها لاحقاً مقحمة في هذا الصراع !!
الإشارة الأهم بعدها بأنني أكتب تعليقي هذا بصفتي الشخصية، وأن الكشف عن المصلحة التي تربطني بأحد الأطراف إقتضته معايير مهنية ألتزم بها، وبالتالي فإنني أعتبر المسؤول الوحيد عن كل ما سيرد في سطوره، وفي ذات الوقت فإن إنتهاج القناة لمنهج (أعرض عن الجاهلين) في مثل هذا المواضع والمواقف غير مفيد وأضراره أكبر من فوائده، ولذلك إخترت بقناعتي الذاتية أن أخطط هذه السطور.
(الزاوية) الأولي
عند مطالعة المقالين اللذين خطهما رئيس مجلس إدارة صحيفة (الزاوية) ومقارنتهما بمقالات كتبها المدير العام (الوطن) فإن الملاحظة التي تستوقف أي من المتابعين والعاملين بالمجال الإعلامي هو إتفاقهما في جزئية إقحام قناة سودانية 24 (S24) كطرف في الصراع الناشب ما بينهم وما بين الكاردينال، فمتي كانت الوسائط الإعلامية تُجرم لكونها نقلت تصريحاً أو تعليقاً منسوب لشخصية عامة أو خاصة ؟!
مثلما ذكرت سابقاً فمن الضروري وضع إطار تأسيسي مجدداً، بالإشارة لبديهيات أساسية في العمل الاعلامي بان الوسائط الاعلامية والاعلاميين الناقلين للاحداث أو الاقوال ليسوا شركاء فيها ولكنهم محكومين عند نقلها بالقواعد الموروثة والمتعارف عليها التي تلزمهم بتقديم خدمة اعلامية للجمهور علي اساس من المهنية والحرفيه والدقه.
فنقل ما يحدث أو يقال من قبل الفاعلين ليس مسؤولية الوسيط الاعلامي او الاعلامين ولكنه محسوب علي الفاعلين او القائلين طالما ان ذلك النقل كان اميناً ودقيقاً وخلا من التحوير، فكيف اذا ما كانت القضية مثار الخلاف صورة وصوت !! وبالتالي فإن سودانية 24 عرضة للنقد في حال عدم إلتزامها بالدقة أو لجأت للتحوير وطالما أن إقحامها خارج هذا السياق يجعل هذه الجزئية باتت واضحة ولا تحتاج توضيح أو تعليق أكثر مما ذكر.
تزايد الإنحراف
مثل المقال الذي خطه المدير العام ل(الوطن) والمنشور بأخيرة الصحيفة بتاريخ 12 أبريل الجاري إنتقال بالقضية لمسار جديد أكثر إنحرافاً بتوجيه سهام النقد لرئيس مجلس قناة سودانية 24 وجدي ميرغني وجعله (المتهم الأول) عوضاً عن المنهج السابق بجعل القناة هي (المتهم الأول) !!
النقطة الأساسية التي إستوجبت التوقف عندها هو في ذللك المقال المنشور بأخيرة (الوطن) يوم 12 أبريل الجاري أن كاتبه يوسف سيد أحمد لم يجد حرجاً في توجيه تساؤولات لوجدي ميرغني حول مصدر ثروته حتي يظن المرء أن كاتبه وكيل نيابة الأموال العامة ! مع تعمده بث رسالة واضحة ضمن سطور المقال عن وجود وثائق ومستندات بحوزته حول صفقات تجارية كبيرة بمبالغ أكبر من حجم رجل أعمال سوداني.
بإفتراض وجود تلك المستندات والوثائق فإن العرف الصحفي -مهنياً وأخلاقياً- يحتم على الصحفي وبعد إكمال الاستوثاق نشر أي وثائق أو ملفات بحوزته خاصة المرتبطة بقضايا تصنف أو ينظر لها بأنها مرتبطة ب(الفساد) أو تقديمها للجهات القانونية والعدلية في حالة عدم النشر.
النقطة الثانية الإشارة لوجود مثل هذه الوثائق دون نشرها لديه تفسيرات محددة لهذا المسلك، وهو بخلاف تعارضه مع الأسس المهنية والأخلاقية الصحفية والإعلامية يترتب عليه تبعات قانونية وجنائية تطال الإعلامي والصحفي في حال ثبوت قيامه بهذا المسلك، ومن المعلوم هذه قواعد بديهية ومعلومة بالضرورة لكل ممارسين العمل الإعلامي.
منهج قديم متجدد
صمت يوسف لبرهة من الوقت لكنه عاد للظهور مجدداً يوم الاحد 23 أبريل بسلسلة مقالات تبني فيها منهجاً جديداً يقوم على توجيه سهام النقد للمدير العام لقناة سودانية (24) الطاهر حسن التوم، وبشكل متزامن فإن المقال المنشور بصحيفة (الزاوية) الذي خطه شقيقه أمير سيد أحمد لم يقتصر التطابق فيه على روح نص مقال شقيقه ب(الوطن) ولكن حتي في بعض عباراته وأوصافه.
الأمر المدهش في ذلك المقال لمدير عام (الوطن) هو التحول المفاجئ لإستراتيجية إستهداف رئيس مجلس إدارة القناة كما جاء في مقال 12 أبريل بالإنتقال لاستهداف المدير العام لقناة سودانية 24، أما الشق الثاني فهو الأكثر إدهاشاً بلجوء الكاتب المذكور في سلسلة مقالاته تلك إستمالة رئيس مجلس إدارة قناة سودانية 24 بإشارته المتكررة ل(دقسة) وجدي ميوغني في إختيار الطاهر التوم مديراً عاماً لسودانية 24، وكأنما ذات الكاتب ليس هو صاحب المقال الذي يتساءل فيه عن مصدر ثروة وجدي ميرغني ثم تلويحه بإمكانية نشره لوثائق ومستندات تدينه وبالإستناد لذلك فإن أي عاقل يعلم بالبديهيات مآل مساعي تلك الإستمالة ولكن (..) !!
التوجه للنهايات
دعونا نتجاوز تلك الجزئيات ونتوجه مباشرة صوب النهايات التي هدفت تلك المقالات المتناثرة في صفحات (الزاوية) و(الوطن) التي بات التمييز بينهما حيال تطورات هذه القضية عصياً وأكبر دليل على ذلك ما كُتب فيهما بعد تنفيذ نيابة الصحافة أمر القبض في مواجهة رئيس مجلس إدارة الأولي بناء على البلاغ المفتوح من قبل الكاردينال، ويومها إنبرت الثانية وكتبت كلمة بإسمها تعيد إنتاج بعض ما جاء في كلمة الأولي وهو ما جعل السؤال المطروح (هل كانت صحيفة "الوطن" ومديرها العام سيتبنون ذات الموقف في حال إلقاء القبض على أي من ناشري الصحف الأخرى وتمارس الوعيد والتهديد أم أن الأمر مرتبط بصلات الدم والقربي ولا يمت للمهنية بصلة لا من بعيد أو قريب ؟!).
لعل الإجابة على هذا الأمر يحسمه العودة لأرشيف ذات الصحيفة ومقارنة مواقفها حيال القضايا المشابهة، وتجاوزاً لهذه النقطة فإن الدافع الحقيقي لمسلك أمير سيد أحمد وشقيقه يوسف منذ بداية إثارتهم لهذه الجلبة هو ما سنحاول الاجابة عليه وتوضيححه في الحلقة القادمة بإذن الله تعالي.
الرد على (ما لا يستحق رد) ليستبين الحق (2-2)
لأمير سيد أحمد وشقيقه يوسف: عسي أن نحدثكم بما تعرفون !!
صحيفة (الوطن) نشرت خبر إعتزام رئيس نادي كبير الدخول في شراكة لإنشاء مصنع للبيرة بدولة جنوب السودان وبالدلائل المقصود لم يكن (الوالي) وإنما (الكاردينال) !!
إختيار صحيفة (الزاوية) كمنصة للرد على حديث الكاردينال دعم تفسير رئيس الهلال بأن الغرض من نشر خبر سعيه لانشاء مصنع خمور هو جزء من تصفية الحسابات بين القمة.
بإمكان رئيس مجلس إدارة (الزاوية) وشقيقه المدير العام ل(الوطن) ممارسة (الهروب للأمام) بعد تباين القضية التي حاولا صرف الأنظار عنها !!
بقلم: ماهر ابوجوخ
الهدف الأساسي لهذا المقال هو تحرير نقطة الخلاف الأساسية وإرجاعها لأصلها، المتمثل في تصريحات رئيس نادي الهلال أشرف سيد أحمد (الكاردينال) في الحلقة الأولي من مقابلتته التي بثتها قناة سودانية 24، دون الوقوع في شرك (صرف النظر) الذي لجأ له كل من رئيس مجلس إدارة صحيفةة (الزاوية) أمير سيد أحمد وشقيقه المدير العام لصحيفة (الوطن) يوسف سيد أحمد، ونهدف من هذا المنهج تمكين المطلعين على هذه الأسطر، تكوين وجهة نظر حيال هذه القضية وتفسيرها وتحليلها وفقاً للخلاصات الواردة فيه.
عند تشريح حديث الكاردينال لقناة سودانية 24 في معرض إجابته على السؤال الخاص حول إمتلاكه لمصانع لإنتاج الخمور فإنه ذكر بأن هذا الخبر نُشر بواسطة (اولاد سيد احمد خليفة) في صحيفة (الوطن)، وبالتالي فإن هذه الجزئية هي العمود الفقري لحديثه ولذلك فإن التحرى والتحقق في هذه الجزئية بإتباع معاير الخبر الصحفي بالإجابة على الاسئلة الخبرية الأساسية هو أساس هذا الجدل.
خبر وصورة
بخصوص الإجابة على (من قال ماذا متي وأين) فإن الإجابة عليها تفصيلاً كالاتي بخصوص (ماذا) فهو الخبر المرفق معه صورة لزجاجة بيرة (أبوجمل) الذي يقول نصاً (علمت (الوطن) أن رجل اعمال ورئيس نادي رياضي كبير لديه إستثمارات في بعض الدول المجاورة بصدد شراء كمية ضخمة من زجاج البيرة (أبو جمل) والتي كانت تصنع في الخرطوم قبل تطبيق الشريعة الإسلامية وعلمت (الوطن) أن هناك شراكة بين رجل الأعمال المذكور ومسؤول في حكومة جوبا لإقامة مصنع بيرة ضخم يغطي دولة الجنوب وبعض الدول المجاورة (الوطن) سوف تتابع هذا الملف المثير حتى تكشف كل الحقائق) وإنتهي الخبر في هذه النقطة.
تحديد المقصود
عند تفكيك ما داخل الاقواس في الخبر المذكور فإن رجل الأعمال ورئيس النادي الكبير، ورغم تتطابق الوصف تتمثل عملياً في عدد من رؤساء الأندية ولكنه عملياً ينطبق في شخصتين هما رئيس نادي المريخ جمال الوالي وأشرف الكاردينال رئيس نادي الهلال، وبالتدقيق فإن الأول لا يمتلك أي أنشطة تجارية كبيرة بجنوب السودان بجانب وجود معطي ثاني هو ما يمكن إعتباره نظرياً موقفاً مناهضاً للخمور إجمالاً لأسباب عديدة من بينها إنتمائه للحركة الإسلامية، وبالنسبة للكاردينال فهو صاحب مشاريع إستثمارية بجنوب السودان ولديه صلات مع قيادات حكومة جنوب السودان، وعليه فإن المقصود ضمناً هو (الكادرينال) وليس (الوالي).
لاحقاً بعد نشر هذا الخبر فإن عدد من المقالات الصحفية تولت فك شفرته وسمت الكاردينال بشكل مباشر دون مواربة، أما الصحيفة التي نشرت الخبر فلم تنشر توضيحاً لاحقاً تشيير إلي أن المقصود بخبرها هو شخص أخر بخلاف الكاردينال، وبالتالي فإن ذلك الصمت أكد بشكل غير مباشر بأن المقصود المبني سابقاً للمجهول في خبرها ذلك بات معلوماً.
وقائع حقيقة
أما إجابة السؤال الثاني (من) فإن مقدمة الخبر توضح أنها (الوطن) التي أسسها الصحفي الراحل سيد أحمد خليفة وتولي إدارتها من بعده أبنائه، أما (متي) فذلك في عددها الذي حمل الرقم (4985) الصادر بتاريخ يوم الخميس 19 صفر 1436هجرية الموافق 11 ديسمبر 2014م والذي جاء قي المانشيت الرئيسي الثالث لعدد تلك الصحيفة وباللوان الأحمر "رجل أعمال ورئيس نادي كبير يشتري زجاج البيرة (أبوجمل) لجوبا"، في ما أحتل الخبر الركن الايمن من الصفحة الأولي.
بالإجابة على الاسئلة الأربعة المذكورة أعلاه، نخلص لنقطة أساسية وهي أن ما ذكره الكاردينال حول هذه الواقعة لم يكن إختلاقاً أو بلا أساس ولكنه فعلياً إستند لواقعة محدده ومضبوطه وإستناداً لذلك فإنه إستحق العلامة الكاملة في إجابته، أما عند تطبيق المعايير المهنية الصحفية فإن ما أورده إتسم ب"الدقة في سرد الوقائع".
تهمة (المريخية)
بالنسبة للسؤال المرتبط ب(لماذا) فنجد أن الكاردينال إعتبر في إجابته خلال مقابلته مع قناة سودانية 24 بأن ذلك النشر كان (في إطار تصفية الحسابات بين الهلال والمريخ وبسبب مريخية أبناء سيد أحمد الخليفة وعلاقتهم بجمال الوالي)، ومن البداهة الإشارة إلي أن (لماذا) تعتبر جزئية قابلة لتأويلات مختلفة من شخص لأخر، وبالتالي فإن الحكم على مقدار دقتها يرتبط بالزاوية التي ينظر لها كل شخص من موقعه للوقائع.
بغض النظر عن ما ذكرته سابقاً في إختلاف السؤال الخاص ب(لماذا) حسب تقييم ورؤية كل شخص للواقعة المعنية، فدعونا نحاول تنزيل فرضية الكاردينال على أرض الواقع لتحديد مقدار مطابقتها أو مفارقتها لها، ولنبدء بالجزء الأسهل في الإثنبات والمتصل ب(المريخية)، وللتوصل لإجابة لهذا الأمر فإن التصنيف الخاص بصحيفة (الزاوية) التي يرأس مجلس إدارتها أمير سيد أحمد ويشغل فيها شقيقه استاذنا عادل سيد احمد موقع مستشار التحرير بعد أيلولتها لهم عقب شرائها من ملاكها السابقين، ينظر لها بوصفها أحد الصحف المساندة ل(المريخ) بشكل كامل حتي أن البعض يعتبرها بمثابة (قوة الردع المريخية لمجابهة نظيرتها الهلالية "الأسياد")، وعليه فإن الفرضية التي إنطلق منها الكاردينال باتت ذات شواهد ملموسة على الأرض.
تصفية الحساب
الشق الثاني الذي إستند عليه الكاردينال بأن ذلك النشر تم في إطار تصفية الحسابات ما بين فريقي القمة رغم عدم وجود شواهد قوية تؤكده وقتها، إلا أن قرائن لاحقة تعزز ما أشار إليه الكاردينال والذي وضحت خيوطه في المعركة الأخيرة التي دارت رحاها عقب تصريحاته في الحلقة الأولي مع قناة سودانية 24، حيتما تم إختيار صحيفة (الزاوية) كمنصة أساسية تولت إدارة الحملة الموجه ضده بقيادة رئيس مجلس إدارة الصحيفة، وبالتالي فإن هذه المعركة أدخلت في الحيز الرياضي عبر صحيفة المريخية للرد عليه.
عند متابعة الاعداد الأخيرة التي صدرت من صحيفة (الزاوية) قبل تعليق صدورها من قبل مجلس الصحافة والمطبوعات يوم الثلاثاء 11 أبريل الجاري –وقبل معاودتها الصدور لاحقاً- ومع إستصحاب تضنيفها كصحيفة مريخية، فإن ملامح التوظيف الرياضي في إدارة هذه المعركة وإقحامها ضمن الصراع غير المعلن بين قطبي القمة كان واضحاً، وهو ما منح النفسير المقدم من قبل الكاردينال لمسببات نشر (الوطن) لخبر(البيرة أبوجمل) بأنه أحد مظاهر تصفية الخلافات ما بين الهلال والمريخ مصداقية وبات لديه ما يعززه ويسنده وليس العكس.
المنصة البديلة
المعطيات التي جعلت صحيفة (الوطن) تتحول من موقفها السابق بجعلها ل(رجع صدي) للمقالات المنشورة ب(الزاوية) في الحرب على الكاردينال بعد الإيقاف المؤقت ل(الزاوية) فهو مرتبط وقتها بفقدان منصة الإنطلاق الأساسية بسبب قرار الإيقاف، وبعد عودة (الزاوية) مجدداً فإن ملامح تنسيق الحملة في الصحفيتين كان واضحاً مع إدخال تعديلات تتسق مع طبيعة أي من الصحيفتين.
نسبة لإختلاف المجال التحريري ما بين (الزاوية) المتخصصة في الرياضة و(الوطن) المتخصصة ك(سياسية يومية شاملة)، فقد إستمرت الأولي في إستهدافها للكاردينال في ما أدخلت الثانية تعديلات على إستراتيجيتها بعد تحولها لمنصة هجومية ثانية بإستهداف مالك قناة سودانية 24 في البدء قبل أن يتم تحولها السريع بتوجيه سهام النقد للمدير العام لقناة سودانية 24، مع وجود تطابق جزئي حيال هذا التوجه مع (الزاوية)، مع ثبات الإستراتيجية الأساسية المتبعة في الصحيفتين باللجوء ل(الهروب للامام) من القضية الأساسية التي هدفنا في هذا المقال إرجاعه لمحطة التأسيس وتحريره، والطرق على قضايا فرعية وثانوية وشخصية.
(القول بما تعرفون)
بخصوص ما أورده الكاردينال بوجود علاقة تجمع أبناء سيد احمد الخليفة مع رئيس نادي المريخ جمال الوالي، فلا أستطيع تحديد مستوي تلك العلاقة نظراً لعدم توفر معلومات تفصيلية في هذا السياق وربما لا يخرج عن علاقة صحفيين برئيس نادي رياضي يقومون بتشجيعه وربما أكثر، وكما ذكرت سابقاً ففي ظل وجود معلومات تفصيلية حول هذه الواقعة فإن حديث أو تعليق حيال هذه الجزئية هو بمثابة (ضرب رمال)، وبخصوص بقية التعليق الذي أورده الكاردينال في إفادته تلك فإن الالمام به متروك لعالم الغيوب وحده فهو العالم بما في الصدور.
بعد هذا التباين لأصل الخلاف والقضية وفقاً لما ذكرناه أعلاه، فبإمكان رئيس مجلس إدارة (الزاوية) وشقيقه المدير العام ل(الوطن) أن يمارسا مسلكهما ب(الهروب للأمام) بعد توضيح الحقائق التي حاولا صرف الأنظار عنها، وبإمكانهما أن يغفلا كل ما أوردناه في السطور السابقة ويحاولا إختلاق قضايا فرعية كما حدث في مقالاتهم للتعليقهم علىى إنتقادات الكاردينال، لكن في خاتمة المطاف سينتهي مسعاهم ذلك بأن يذهب زبدهم ذلك جفاء، وسيفشلان في إخفاء الشمس بكفيهما بعد إغماضهما لعينيمهما وهو أمر بإمكانهم التوصل بعدم حدوثه ب(فتحهما لعينهما) وإكتشافهما أن أشعة الشمس تعم الكون ولم تحجب إلا عن أعينهما المغمضة !!
وأسأل الله تعالي ختاماً أن أكون قد تأسيت في مقالي هذا مع الشقيقين بوصية سيدنا الإمام على بن أبي طالب كرم الله وجهه ب(الحديث معهما بما يعرفون) وأن لا نكون في ما ذكرناه بسطوره إثقال عيلهما، فليس المقصود الإستعرض وإنما تبيان الحقائق والوقائع.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.