[email protected] عجبت جداً لخبر طالعته بالأمس يقول أن بعض أقطاب وجماهير الهلال سعدوا كثيراً بالحديث الصريح لأشرف الكاردينال الذي ألقاه كالحجارة خلال تلك الحلقة التي بثبتها قناة النيلين تحت مسمى كاذب هو " نفرة الدعم"، ولو أنني لا أصدق 90% مما يكتب وأعرف أن بعضهم ينشر حديث الاستهلاك لأشياء في أنفسهم. يعلم كل قراء هذه الزاوية أنني لم أتابع تلك الحلقة لرأي ثابت بينته في مقالي السابق، لكن جذبني بعد ذلك ما ورد في موقع الكوتش الإلكتروني كملخص لتلك الحلقة. ولأنني أثق تماماً في أخبار موقع الكوتش حرصت على قراءة كل كلمة أوردوها حول هذا الموضوع. وقد هالني كثيراً أن يقول الكاردينال - الذي يوهمنا في كل مرة بأن جميع جماهير الهلال معه وأنه الرئيس القادم للهلال عبر صناديق الاقتراع- أن يؤكد أنه رئيس الهلال القادم بتلك النبرة المتحدية لمجرد أن صحفياً هاتف البرنامج ولم يرق حديثه للكاردينال. هب أن حسن فاروق أغضبك يا ( رئيس الهلال القادم ) فهل هذا الهلال ملكاً لحسن أو لأي صحفي آخر، حتى تتكلم بمثل تلك الطريقة ( البايخة) والتي تعكس ما ظللنا نؤكد عليه دائماً أن جل رجال المال يتصفون بنزعة دكتاتورية ولا يقصدون من رئاسة الأندية الكبيرة عندنا سوى خدمة صورتهم العامة. وحزنت جداً لرجل أوهموه مثل ما أوهموا الكثيرين قبله بأن كل الجماهير الزرقاء معه.. حزنت جداً لقوله " ما حا أمشي الكورة ولو جابو لي الاستاد جمب بيتنا". تخيلوا معي حجم السذاجة والتسطيح والخواء الفكري الذي تحتويه هكذا عبارة، سيما أنها تصدر من مرشح محتمل لرئاسة نادي الهلال الكبير وفي حلقة قيل كذباً وتضليلاً أنها أُعدت من أجل دعم الفريق لمباراة الرد أما سيو العاجي! كيف يستقيم عقلاً أن تأتي القناة بمن أسمته قطباً هلالياً في حلقة بهذا الاسم فيؤكد عدم حضوره للمباراة التي من أجلها نبعت فكرة الدعم والنفرة الكاذبة!! وما معنى محاولة تقديم التذاكر مجانية للجماهير الزرقاء من سي الكاردينال إذا كان هو نفسه غير راغب في الحضور!! أي هراء وأي ضحك على عقول الناس هذا الذي تمارسه بعض أجهزة الإعلام السودانية. قبل بث الحلقة المذكورة كنت أعلم تمام العلم أنها لن تدعم الهلال في شيء، وأن المقصود بالنسبة لأهل القناة هو الاستفادة من اسم هذا النادي واستغلال ساعات ذروة المشاهدة لحلقة تسبق لقاء صعب للهلال. أما بالنسبة لمن قدمت الحلقة فالأهداف والمرامي غير النبيلة بدت واضحة لي تماماً منذ زمن طويل، وليس في الأمر جديد. لكن المثير للقرف هو أن يكون وراء الحلقة الأستاذ خالد الأعيسر الذي عمل خارج البلد لفترة وبعد عودته وانضمامه للقناة ظل يبشر الناس بعمل إعلامي متميز، فإذا به يبين لنا أنه لا يوجد أي اختلاف بين أحمد وحاج وأحمد. فكيف يجوز إدارياً يا أخ خالد أن تتصل كمسئول كبير في القناة أثناء الحلقة بغرض التأكيد على موضوع الحلقة وتطلب من الحضور أن يلتزموا به؟! المعروف في العمل الإعلامي المرئي والمسموع أن البرامج يتم إعدادها وتحديد خط سيرها قبل بدئها. وفي حالة حدوث أي ارتباك أثناء البرنامج يكون ذلك مسئولية من يقدمها، وكان عليكم في القناة إما أن تتصلوا أثناء الفواصل الإعلانية لتتحدثوا مع مذيعتكم وتبينوا لها كيف يُدار الحوار المباشر طالما أنها لا تعرف.. أو تحاسبونها أشد الحساب بعد انتهاء الحلقة. أما حديثكم الذي سمعه كل الناس أثناء الحلقة فلم يكن أكثر من ذر للرماد في العيون في رأيي الشخصي، وما هكذا تورد الإبل يا أهل قناة النيلين . فمن يريد الدعم وتهيئة الأجواء الإيجابية لابد أن يختار بعناية المقدم الملائم للحلقة والضيف الذي يعرف كيف يجمع الناس ولا يفرقهم.. لا أولئك الضيوف الذين يتركز جل اهتمامهم على الأنا. العمل الإعلامي لا يمكن أن يتم بمثل هذه العشوائية والارتجال وملاحقة المذيعات والضيوف على الهواء لتذكيرهم بما يجب عمله وما يتحتم تجنبه. هذه فضيحة إعلامية كبيرة لو كنتم تعلمون. أعلم أنك يا خالد رجل مؤهل، لكن يبدو واضحاً أنك تعمل في مجال غير مجالك وأنصحك بأن تنأى بنفسك عن شغل الكورة لأن ما انعكس لنا حتى اللحظة يؤكد أنك لا تفهم فيه الكثير. أعود لرئيس الهلال (القادم) وأقول أن عبارة " أنا ما بعرف خطة أربعة أربعة اثنين ولا أربعة أربعة ثلاثة، أنا بعرف بس غارزيتو ما نافع ومفروض يمشي الليلة".. لأقول لك يا كاردينال طالما أنك لا تفهم كل هذا فما الذي تريده من الهلال يا عزيزي؟! ومن لا يعرف شيئاً عن الكرة وخططها يصعب عليه أن يميز ما إذا كان غارزيتو أم غيره من المدربين نافع أم غير نافع.. فكيف عرفت أن غارزيتو ما نافع وأنت لا تفهم في الكرة ولا خططها؟! الشيء المؤكد أن هناك من شحن الكاردينال وقال له أن غارزيتو ما نافع! يعني أنبوبة الغاز البشحنوها التي وصف بها قائد الهلال السابق المدرب غارزيتو هي هذا الكاردينال وليس غيره! لا أقول ذلك تجنياً على الرجل ولا افتراضاً، لكن على نفسها جنت براقش.. فحديث الكاردينال بنفسه يبين لأي صاحب عقل أنه ينفذ أجندة بعض الصحفيين والمعارضين، دون أن يكون على دراية بما يقوله. لا يعني ذلك أنني متفق مع ما يفعله غارزيتو، بل على العكس وقد بينت رأي مرات ومرات في خطرفات الرجل وتناقضاته وتصريحاته المثيرة للدجل التي لم تلق حسماً من مجلس إدارة الهلال. بس ما زلت عند فكرة أن الحديث عن الثلاثة مدافعين مجرد كلام يردده الناس، فقد شاهدنا الأخطاء الغبية للاعبينا، خاصة المدافعين مع هلال ريكاردو، وكامبوس ودو سانتوس وميشو والنقر.. وشاهدناها مع المنتخب الذي يدربه مازدا ووسط لاعبي المريخ على أيام كروجر ومازدا واوتوفيستر وريكاردو والكوكي.. فلا يعقل أن يكون كل هؤلاء ليسوا بمدربين والفالح الوحيد هو اللاعب السوداني! حديث الكاردينال عن الحوافز الدولارية وكلامه ( البايخ) أيضاً عن ملاحقة رئيس الهلال الحالي له وطلب المال منه في كرة مرة يحضر فيها للخرطوم كان مخجلاً ولا يليق برجل يحلم برئاسة الهلال. لا أقول أن الهلال مدينة فاضلة، يصعب على أمثال الكاردينال دخولها، بل على العكس أرى أن الهلال خلال العشر سنوات الفائتة صار مهزلة وأصبح من السهل جداً أن يديره أي عديم معرفة أو حنكة.. و الله يجازي الكان السبب. لكن إن كنا نحزن لحال الهلال اليوم ونشكو من الضعف الإداري والسلبيات الكثيرة، فالمؤكد أن فترة الكاردينال إن جاءت ستكون أكثر سوءاً وإيلاماً، لأنه كما يقول أهلنا ( الجواب يكفيك عنوانه). والكاردينال الذي فُتح له المجال واسعاً على مدى سنوات لتقديم نفسه، قدمها بأسوأ ما يمكن، وأتمنى أن يدرك الأهلة ذلك قبل فوات الآوان. سبق أن قلت ألا فائدة ترجى من رجال المال. وأكدت أن من ناصروا صلاح إدريس من أصحاب الأقلام بعضهم انقلب عليه وصاروا من ألد خصومه. ثم جاءت فئة تناصر البرير ظالماً أو مظلوماً، قبل أن ينقلب عليه بعضهم. والآن هناك من يروج ويبشر بالكاردينال كمنقذ، لكنهم بمجرد أن يصلوا لمبتغاهم وما أن يصل هو للكرسي ويبدأ في ( مخاشنتهم) أو يقلل من الإصغاء لكلامهم سيتحول بعضهم إلى الجانب الآخر وسيعارضونه ويشتمونه مثلما فعلوا من قبل مع صلاح مثلما يفعلون الآن مع البرير. سيكون من الغباء جداً القبول في كل مرة بمغامرة رجل مال جديد ومعها يتدهور الوضع ويزداد سوءاً. والضحية الوحيدة في كل هذا هي الهلال وجماهيره التي تحبه بصدق. ومالم تقل هذه الجماهير المخلصة لكيانها كلمتها، لن يتغير أي شيء وسيظل هلالكم مجرد بقرة تلد ذهباً لفئة محدودة هي التي تستفيد من كل هذا. بالأمس القريب قرأت مقالاً لكاتب كبير ( العمر) سمعنا به ككاتب رياضي منذ أيام الطفولة.. قرأت فخجلت للرجل لأنه كتب التالي: ( ونحن بدون شك.. نقف أيضاً مع الدعوة لأن يصبح الكاردينال أشرف سيد أحمد رئيساً لنادي الهلال.. لأن الكاردينال يملك الإمكانيات ومؤهلاً لذلك من كل ناحية ولأنه لا يوجد أحد اليوم في الهلال لديه القدرة والاستعداد لتصحيح أخطاء رئيس الهلال الحالي غير الكاردينال الذي بات يثق به كل أهل الهلال لأنه رجل جاد ومسؤول وعند كلمته دائماً.. وإذا قال فعل. وحتى اليوم فإنني متألم جدا لأنه خسر في آخر انتخابات لأنه بشر قبلها بتأهيل استاد الهلال وناديه وقال على صفحات الصحف انه في وقت قريب سيرى الجميع شاحنات الكاردينال تجوب شوارع العرضة شمال.. والكاردينال أشرف سيد أحمد رجل يحب الهلال جدا كما أعلم ذلك جيداً بحكم صلتي به.. وقد ظللت سعيداً جداً عندما كان الكاردينال يزورني في منزلي في كل المناسبات.. ويقف بجانبي بشخصه وامكانياته.) طبعاً السطور الأخيرة والكلام عن صلته به وزياراته له في منزله في كل المناسبات تبين بما لا يدع مجالاً للشك دوافع هذا الكاتب كبير العمر للترويج للكاردينال. وهذه هي مأساة الهلال، بل مأساة كل الأندية السودانية ورياضتنا بصورة عامة. وقد تجاهل الكاتب المعني عن عمد حينما حدثنا عن وعود الكاردينال، أنه سبق أن وعد بجوهرة زرقاء ( استاد الهلال) سواءً فاز في الانتخابات أم لم يفز.. فهل أنشأ الكاردينال الملعب الذي بشر به؟! بصراحة هذا الكاردينال لو عندنا فريق رابطة بنبحث ليه عن رئيس، لن يقع اختيارنا عليه، دع عنكم الهلال الكبير. وأقولها مجدداً لست مناصراً للبرير كما يتخيل البعض.. ولم أناصر من قبل صلاح إدريس ولن أناصر هذا الكاردينال أو أي رئيس مال خاوي الفكر لا يريد من الهلال سوى تلميع نفسه وإنعاش تجارته. نقاط أخيرة: سمعنا حجج وأعذار واهية بعد هزيمة المنتخب من غانا. عاد القوم لنفس اسطوانتهم المشروخة. قال محمد سيد أحمد أن المنتخب لا يملك قيمة مياه الصحة في المطار!! بالله ده كلام ده! طيب يا أخي الموية كلها بي كم! طيب صعب عليك تدفع قيمتها من حر مالك! بعدين انتو وقت المنتخب ده فاقد كل شيء للدرجة دي متمسكين بمناصبكم ليه ما تمشوا يا أخي! مسئولو اتحاد يهوون الهندام والسفر والإقامة بالفنادق الفخمة ويريدوننا أن نقتنع بأن كل مشاكل المنتخب سببها المال. مشكلة المنتخب حالها في ذلك حال كافة مشاكل الكرة في البلد يا ود سيد أحمد سببها إدارتكم الفاشلة جداً. مدرب المنتخب برضو رجع لنفس الأسطوانة القديمة وتحجج بأن بعض اللاعبين لا يشاركون مع أنديتهم بسبب الأجانب وبذلك تأثر المنتخب. لماذا تصرون أصلاً على اختيار مهاجمي أو لاعبي الهلال والمريخ فقط يا مازدا؟! يا عزيزي هناك أكثر من لاعب يشاركون كأساسيين في أنديتهم ويؤدون بشكل أكثر من جيد ( صلاح الأمير) نموذجاً لكن لا تفكرون مجرد التفكير فيهم. سبق أن تألق جميع لاعبي أهلي شندي وبلغوا مراحل متقدمة في الكونفدرالية ورغماً عن ذلك لم يقع اختياركم سوى على لاعب وحيد منهم.. وما زلتم تحدثون الناس عن عدم مشاركة مهاجمي الهلال والمريخ بسبب الأجانب؟! كما أنكم تخصصتم في إشراك اللاعبين غير الجاهزين وغير المشاركين مع أنديتهم، فلا يعقل أن تحتجوا على حالة أنتم أول من ساهم في الترسيخ لها. هذا حديث فارغ المحتوى وعديم النكهة. عموماً المنتخب انهزم بأخطاء دفاعية قاتلة ونظراً لعدم وجود حارس رشيق ومتمكن، وبرضو السبب هو اختياركم وإصراركم على المعز في وجود حراس مثل الدعيع.
