الناطق باسم الحكومة وزير الاعلام والاتصالات الزهاوي إبراهيم مالك في حوار خاص ل : سودانايل : الرئيس (ما فارك للجرادة نار) و يدير الأمر كله بحنكة ومشكلة أكاومبو تعني كل الأمة السودانية الحكومة تسعى جادة لإيقاف أمر التوقيف في حق الرئيس والمؤشرات إيجابية إلى حد كبير المهدي يريد آوبة (العبد الآبق إلى سيده) ولمبارك نقول ماترخص نفسك ! الخرطوم / خاص سودانايل/ رغم بعده لشهور عن الساحة السياسية بسبب سفره في رحلة استشفاء بلندن والقاهرة إلا إن ذلك لم يمنعه من متابعة التطورات الحادثة في الساحة السياسية العربية بوجه عام والسودانية على وجه الخصوص انه الناطق باسم الحكومة وزير الاعلام والاتصالات السيد الزهاوي إبراهيم مالك الذي قال ان أمر محاكمة الرئيس البشير تعني كل الشعب السوداني وقال ان الرئيس ليس خائفا من شئ و ( فارك للجرادة نار ) فيما يتعلق باوكامبو وهمس للسيد مبارك بأن لا يرخص نفسه لأحد وشرح كيف ان السيد الصادق المهدي يريد من المنشقيت عن حزبه عودة كعودة ( العبد الآبق لسيده) وأحاديث أخرى كثيرة تطالعونها في سياق هذا الحوار الخاص ل : ( سودانايل) : أولا دعنا نبدأ بأوكامبو وما أدراك ما أوكامبو!؟ هل الحكومة جادة في تناولها لهذا الأمر؟ والمترتبات عنه!؟ أم أنها تبسط الأمور؟ الحكومة تتعامل مع هذا الأمر بعقلانية وعلمية وتدرك المترتبات عنه بكل أبعادها وهو أمر ليس بالسهل وتعقيداته كثيرة ومتشعبة.. الحكومة تسعى جادة لإيقاف أمر التوقيف في حق سعادة الرئيس حتى لا يصدر! ومؤشرات ذلك إيجابية إلى حد كبير! رغم أنّ الأمر في الأصل قرار سياسي تصدره جهات لا تريد للسودان استقراراً ولا تنمية ولا تحول سياسي ديمقراطي أو سلام مستدام!! يقلقها كل ذلك وتتعجل الخطى لإعاقته وتجريد السودان من كل أمل في مستقبل زاهر {... وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}. أمّا إذا شاءت إرادة الله أن ندخل في اختبار وابتلاء جديد فسيكون أهل السودان جميعاً قدر المسئولية في التصدي والمواجهة والحسم. والله المستعان. أمّا إذا صدر أمر الإيقاف لسعادة الرئيس فلكل حدث حديث... ولقد أعددنا العدة لذلك تماماً.... كيف تفسر موقف سيادة السيد الرئيس الذي يتصرف بتلقائية وعفوية وكأنّ الأمر لا يعنيه!!! حقاً إنّ الأمر لا يعنيه شخصياً وإنما يعني الأمة السودانية كلها في عزتها وكرامتها وسيادتها... فالرئيس فرد فيها كرّمته بقيادتها... ثقة السيد الرئيس في ربه وشعبه قوية يقينه وإيمانه الصادق بأنّ الأمر كله لله بدءاً ومنتهى يجعلك– وغيرك يحسون بأنه (ما فارك للجرادة نار) ولكنه يدير الأمر كله بحنكة وحكمة ورباطة جأش...! وسنأخذ كل مرحلة تعقب صدور الإيقاف بما تتطلبه من مواقف حازمة وحاسمة. والذي يكشف كل خططه يصبح لقمة سائغة لأعدائه، وسنملك الحقائق للشعب في حينها. اطمئني يا سيدتي فكل الأمور محسوبة وبدقة وكما يقول أهلنا في مصر: "من حسب الحسابات في الهنا يبات" والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا به.... في السياسة لابد أن تتوقع أسوأ الاحتمالات وتبني عليها حتى لا تفاجأ... فالمفاجأ نصف مهزوم!!! أمّا السيناريوهات المتوقعة فقد تحدثت عنها إجمالاً فيما سبق.... ولكن (إذا دايرة شرح الشرح ما في مانع!!!). نحن نعتمد أساساً على ما سبق لنا القيام به منذ أن قدم أوكامبو افتراءاته المعلومة... وقد رفضناها، وأوضحنا موقفنا القانوني في شأنها وفندناها... وقمنا بتعرية أوكامبو بصورة واضحة. وقد وقف معنا الرأي العام السودان كله. وكثير من دول العالم خاصةً الأفريقية منها على أساس أنه استهداف واضح للقيادات الأفريقية كلها... ومن ثم بدأت المرحلة الثانية: وهي ما قبل رأي المحكمة، بحيث تبذل مجهوداً قانونياً ودبلوماسياً لفضح هذه الادعاءات ورفضها وتبصير العالم من حولنا بخطورتها عليهم جميعاً. وضرورة وقف هذه المهزلة في حدودها... ونجد في ذلك تعاوناً كبيراً من أفراد ومنظمات وأحزاب وحكومات. سؤال عن الحكومة والأزمة وسيادتكم عضو في لجنة الأزمة التي يرأسها سعادة النائب الأول لرئيس الجمهورية للتعامل مع تطورات محكمة العدل الدولية، هل تعتقد بأنّ الكثير من الدول ستقف مساندة لكم في وجه هذه الادعاءات؟ الاتحاد الأفريقي مواقفه ثابتة ومشرفة للغاية ورئيسه أظهر من الشجاعة ونصرة الحق ما يطمئن.. والصين وروسيا وغيرها من الشعوب المحبة للسلام والعدالة تقف معنا بصلابة.... ولكن... فوق هذا وذاك فإن لم نساعد نحن أنفسنا ونوحد جبهتنا الداخلية ونرفع أصواتنا عالياً في العالم كله ندافع ببسالة عن حقوقنا ونبعد الاستهداف عن أمتنا فلن يساعدنا أحد أبداً... وإن صبرنا على حالنا وصمدنا أمام أعدائنا أهون وأكرم من صبر الناس علينا. بصراحة هل ترى ضوءاً في آخر النفق؟!! نعم.. بل أرى نوراً أبلجاً وليس مجرد ضوء! والأمل ليس كله صناعة خيال فحسب وإلا صار اسمه تهويمات أو هلوسات!! الأمل يحتاج إلى الواقع الذي يصنعه وأن يدعمه ويبقيه حياً نابضاً على الدوام، والشاعر يقول: لطائف الله وإن طال المدى كلمحة الطرف إذا الطرف سجى واقول لك ببيت الشعر الذي يقول: أنيأس أن نرى فرجاً فأين الله والقدر؟!!! اشتعال الحريق في غزة كان سببا في تأخر اطفاء حريق دارفور وتأخر انطلاق مفاوضات الدوحة كل هذه المدة اليس كذلك ؟؟ حريق غزة مأساة إنسانية حقيقية. إنّ الدفاع عن غزة وتضميد جراحها من أوجب الواجبات وهو نتاج لما نعانيه من دول الاستكبار والاستعمار الحديث بكل سطوته وصولجانه وجبروته ضد شعب أعزل ومحاصر... أظهر أنموذجاً حياً للنضال والاستبسال من أجل العزة والكرامة ولقد وقفنا نسانده بكل ما نملك وكنا نود أن نفعل أكثر مما فعلنا ولكن!!! أمّا دارفور فهي جرح الوطن النازف، وقوى البغي والعدوان الداعمة للرافضين للسلام والاستقرار والتنمية لأهلهم في هذا الجزء العزيز من وطننا، كانوا أداةً للقوى الغاشمة التي ترى فيما يحدث في غزة كسر لشوكة المقاومة!!! فظنوا أنّ فرصتهم للانقضاض على السودان من أطرافه. واعتقدوا بأنّ ذلك سيتزامن مع صدور قرار التوقيف لسعادة الرئيس ولابد من اهتبال هذه الفرصة!!! وقد خاب فألهم وارتدّ السهم عليهم ولن تفيدهم تشاد ولا أسلحة الدول الاستعمارية التي وصلتهم لإنفاذ مخططهم.... أمّا الحل السلمي لقضية دارفور في استراتيجيتنا التي لن نحيد عنها وهو شغلنا الشاغل وهمنا الأول الذي نجند له ونسخر له كل إمكاناتنا وعلاقتنا لنصل إلى سلام مستدام. الأمر ليس كما تذكرين: كل خطوات العمل الجاد من أجل انعقاد مؤتمر الدوحة تحت راية (المبادرة العربية الأفريقية لحل مشكلة دارفور) تسير بخطى واثقة حسب ما هو مخطط لبها وسترى النور قريباً إن شاء الله. نحن لازلنا وسنظل نطالب بوقف إطلاق النار والعدائيات لتهيئة المناخ للتفاوض فنحن الذين أوقفنا النار من جانب واحد ولكن!!! هل يتوقع أي عاقل أن يقف الجيش السوداني متفرجاً على كل هذه الخروقات وتفكير الحركات في الاستحواذ على الأرض والتمدد لتقوية مواقفها التفاوضية على حساب أرواح البشر وممتلكاتهم؟!! وماذا تتوقعين ممن يرفض السلام والجلوس للتفاوض غير عرقلة جهود السلام والتفاوض؟!! نعم الحركات الرافضة للسلام تقوم بهذه الأعمال الفوضوية لعرقلة جهود السلام لا شك في ذلك... رغم مفاوضات سلام دارفور هناك تهديدات من بعض منسوبي حركة العدل والمساواة بمعاودة الدخول لأمدرمان مرة أخرى كيف ترونها؟؟ نحن نأخذ الأمر بجدية وحذر ويقظة تامة. ليس لقدرات حركة العدل والمساواة أو غيرها بل للمتربصين بالسودان وأهله وخيرته الذين يدفعون بهذه الحركات ويمولونها ويدربونها ويملكونها الأسلحة الحديثة ويخططون لها فهم أدوات ليس إلا... وأؤكد لك بأنّ كل الاحتياطات مكتملة تماماً لمواجهة أي طارئ ولن نؤخذ على حين غرة أبداً إن شاء الله. ولن أقول لك (حكم الجيعان عيش) ولا أنها (أحلام زلوط!) بل هو تهديد أمني نتعامل معه بحذر... تقف مهاجرية وتجدد القتال في مناطق عديدة في دارفور شاهداً على عدم ضمان وقف اطلاق النار بين الحكومة والحركات وكنتم تتحدثون عن أهمية وقف إطلاق النار والعدائيات لتهيئة المناخ لمفاوضات الدوحة أفلا تعتبرون ذلك التحرك المسلح إفراز للتأخير في الوصول لحلول عبر المفاوضات؟؟ نعم مهاجرية معركة كسبناها، ولكنها ليست نهاية الحرب.... ونحن على يقين بأننا حتى ولو كسبنا الحرب كلها لابد لنا من الجلوس للتفاوض وهذا مانفعله حاليا في الدوحة . إذن فالحرب لا طائل من ورائها ولكنها (عملية اضطرار تمليها الضرورة) وليت الرافضون للسلام استوعبوا التاريخ القريب والبعيد بأنّ الحرب نهايتها تفاوض، كما حدث عندنا في الجنوب، وكما حدث بعد الحربين العالميتين.... فإذن لماذا مضيعة الوقت والقتل والتشريد وحرق القرى من جماعات تدعي أنها رسولة للعدل والمساواة؟!!! وهنا نردد قول الشاعر : الشر يبدؤه في الأصل أصغره وليس لصلى بنار الحرب جانيها الحرب يلحق فيها الكارهون كما تدنو الصحاح إلى الجربى فتعديها وصدق القائد الإنجليزي ولنجتون إذ قال: "لو شهدت يوماً من أيام الحرب لتوسلت إلى الله ألا يريك ثانية منها".. آه من الحرب وآلامها.... أرجو أن تكون الحركات الرافضة للسلام قد وعت الدرس، حتى تستفيد من تجربتها وتجارب العالم من حولها، لتدرك أن لا بديل للجلوس للمفاوضات وهي السبيل الأوحد لفض النزاعات.... فالحكومة مدركة تماماً لكل ذلك. وقد مهدت الأرضية عبر مبادرة أهل السودان وقبولها بالمبادرة العربية الأفريقية وتعاونها الصادق لضمان كل متطلبات التفاوض، وقبولها التام لإنقاذ مخرجاته. مما يجل كل سوداني متابع للشأن العام لبلاده يحس قرب الوصول إلى سلام مستدام في دارفور الحبيبة، بأسرع مما يتخيل البعض. نسأله التوفيق والسداد.. فلنتحدث قليلاً عن الأمور الحزبية: هل قرأت ما قاله الإمام الصادق والسيد مبارك بخصوص وحدة أحزاب الأمة؟!! تبسم ضاحكاً وقال: نعم قرأت ولم أعلق حينها! ولكن للعلم فإننا لم نتحدث يوماً مع الأخ مبارك حول الوحدة مع حزبه حتى يدعونا للنزول عن عربات الحكومة حتى نتوحد معه!!!! أمّا سعادة الأخ السيد الصادق وحديثه عن (دريبات القش) وعرضه للتوحيد والعودة إلى حزبه فإنّ إحساس الجميع بأنه يريدها آوبة (العبد الآبق إلى سيده)!!!! وهو أمر مرفوض ولا يليق للتحدث به مع قيادات لها وزنها وقيمتها وأخلاقيات للتعامل معها.... أقول قولي هذا وأنا أعلم يقيناً بأنّ حسن الاستماع أحسن من حسن القول وهذا ديدني وقد سأل الولي بن عبد الملك أبيه يوماً... ما السياسة؟ فردّ عليه قائلاً: "هيبة الخاصة مع صدق مودتها وانقياد قلوب العامة بالإنصاف واحتمال الهفوات" نسأله تعالى أن يقدرنا على ذلك... و"دعيني أهمس في أذن مبارك بالحكمة السودانية التي تقول: الما بدورك ما ترخص ليهو روحك"!! و"ما تجرجرينا يا ستي إلى أكثر من ذلك!! وما تحكيها حتى تجيب الدم"!! إنّ أي حديث مع مسئول مثلك في هذه الأيام لا يتطرق لنيران غزة فهو حديث (أبتر) فما هي خلاصة ما خرجت به من مأساة غزة الأخيرة؟ باختصار شديد أقول: الحق منصور والله ناصر كل من ظُلم.. هذه هي الخلاصة.. ورغم الخسائر البشرية ودمار البنى التحتية لهذا الشعب الصابر المصابر المرابط فإن تيجان النصر تتلألأ على رؤوس الجميع: الأطفال، النساء، والشيوخ قبل القابضين على جمر القضية من المجاهدين البراء الذين تحملوا عنا أوزار المخلفين والمعارضين والعاجزين عن المعاضدة والمناصرة والمجاهدة، من أجل إعلاء الحق وإبطال الباطل في أرض أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.. (فلسطين الغراء).. نسأله تعالى أن يغفر لأمة الإسلام والعروبة كلها هذا التقصير المذل والصمت الأجوف المرتعب!!!!! وما هي العبرة إذن؟!! العبرة هي أنّ ما حصل في عالمنا العربي يجعلنا ندعو إلى ضرورة أن نفتح أعيينا جيداً على ما يجري في مجال الصراع السياسي في بلادنا وفي العالم من حولنا.. فقد تداخلت الكثير من الأوراق ونحن في أمس الحاجة إلى كثير من الفرز المتعمق الذي يعني فهم المعطيات في تحولها حتى لا نظل نتحدث بلغة المبادئ العامة والمجردة.. في سياق ظرفيات تاريخية معقدة. ظرفيات تدعونا إلى التمرس في انتزاع أساليب جديدة في المواجهة قد تكون أقرب إلى ممكنات الراهن ومتطلباته. إنّ كل من يتخلى عن ثوابته يبرر ذلك (بالبرجماتية) التي هي في نظري تسليم بالواقع وعدم التحرك أمامه، وهناك فرق واضح بين المرونة (والتنازل) وإنّ قراءة الواقع والتعامل معه تختلف عن عبادة الواقع والتسليم به!!!