ضربة البداية * تمت مناولة طه عثمان الحسين (الفريق طه بعد فترة) عن تجربة، وخبرة عملية لصيقة، واختبارات يومية في قضاء الحاجات، وحل الاشكالات على المستوى الأدنى، من مجرِّب (شخصية متنفذة دستورية) إلى محتاج، فقد علم المجرِّب (اسأل مجرِّب ولا تسأل طبيب) حاجة صاحبه ومشغولياته التي حبست أنفاسه (من المناقرة اليومية)، فقدم له الحل والعلاج الشافي في هيئة "طه"!!.. * ومن غير أن نتوِّه القارئ الكريم في بحث غير مجد عن مؤهلات الشخصية "طه" التي نحن بصددها الآن، والتي تملأ الأفق هذه الأيام بلا منازع، وغطت حتى على أخبار الكوليرا – عفواً – الاسهالات المائية، ونكتفي "بس" بأنها شخصية براقماتية، والبراقماتي شخص "عملي"، "من دقنو وفتِّلُّو"، تبتعد عن التعقيد، وعندها قدرة فريدة في قراءة شخصية من هي في خدمته، وتأخذ خبرتها من واقع التجربة المستمرة!!.. أجنبي في وظيفة وطنية حساسة * بقدرة قادر تحول هذا ال "طاها" من رجل مهام دنيا، إلى رجل مهام عليا، واحتكر ال "رئيس"، وحجب جميع الأشخاص إلا من خلال فلترته، وسماحته، وقبوله، فلا يمكن أن يصل إلى الرئيس إلا من يمهد له "طاها" ذلك، وأصبح مديراً لمكاتب رئيس الجمهورية (تساؤل: هل هناك أكثر من مكتب للسيد رئيس الجمهورية؟، أم أنها الحاجة لتكبير الكوم)، (أوردت صحيفة سودانايل الالكترونية نقلاً عن القدس العربي – 15 يونيو 2017 - مايلي: "أصدر الرئيس السوداني، عمر البشير، أمس الأربعاء، مرسوما جمهوريا بتعيين حاتم حسن بخيت وزير دولة ومديراً لمكتب رئيس الجمهورية خلفا للفريق طه عثمان" – نلاحظ أن حاتم مديراً (فحسب) لمكتب رئيس الجمهورية، ونتساءل: أين ذهبت باقي المكاتب يا ترى؟)، نكتشف من ما ورد في شتى المصادر أن طه الحسين يحمل تابعية سعودية – جنسية يعني – وله جواز سفر سعودي، سربه لنا مشكورين متنفذون يريدوننا أن نعرف، وهم علمهم سابق لعلمنا، ولم يقولوا "بِغِم"، ومن هنا كيف جاز لقيادتنا السنية أن تولِّي منصباً خطيراً فيه أعظم أسرار الدولة، لشخصية أقل ما يمكن أن يقال عنها – وفي أحسن التقديرات – أنها شخصية مزدوجة الولاء، ومتزوجة بأجنبية!!.. طه المؤسس والراعي الرسمي ل"الجنجويد" * من ما طفح على سطح الأحداث، أن طه عثمان هو من أسس واعتنى واحتضن وصرف ببذخ، وخوف من لا يخشى الفقر، على قوات الدعم السريع "الجنجويد"، واستمرت رعايته لثلاث سنوات ل"الدجاجة التي تبيض ذهباً"، وأصبحت توالي طه وداً بود، حتى تمت كتابة تقرير من شخصية عسكرية ذات شأن وصل للنائب الأول بكري حسن صالح، أوضح أن قوات الدعم السريع قوات قبلية، وضررها يفوق نفعها، وخاصة في غرب السودان، وعمل بكري حسن صالح من موقعه كنائب أول على تتبيعها للجيش السوداني، حتى تم ذلك مؤخراً، وتم الحاقها بالجيش السوداني!!.. طه واللمين و"نفرة" علاقات عامة * لقد علقت بالأذهان واستهجنت من متابعين كثر، ما قام به الفريق طه من استصحاب "شيخ اللمين" إلى دولة الامارات العربية المتحدة بقصد تحسين العلاقات بين السودان والامارات، ولقد استمعت إلى تسجيل فيديو بصوت هذا "اللمين" حين تحدث في لغة ركيكة ومنطق لا قيمة له، عن رحلتهم، وكيف أنهم استطاعوا أن يرأبوا صدع الدولتين!!.. انكشاف "ازدواجية شخصية" طه * ذكرت صحف الكترونية منها "التغيير" نقلا عن مصادر عليمة ان سبب الخلاف يعود الى انحياز طه الى الحلف السعودي ومساندته ضد قطر، دون الرجوع الى الرئيس السوداني، الذي اعلن حياده تجاه الفرقاء الخليجيين (دخلت البلاد في صورة "أجاويد" كما الكويت لرأب الصدع بين الفرقاء العرب) فيما ذكرت مصادر اخرى ان اتهامات وجهت الى مدير مكتب البشير بالحصول على ملايين الدولارات من دول الخليج، وتحويلها الى حسابه الخاص، كما أن مصادر اخرى أوردت ان طه حاول تنفيذ انقلاب في قطر بواسطة قوات سودانية وبمساندة من السعودية، (التغيير 17 يونيو 2017)، ولم تستبعد مصادر أخرى تولي طه باسناد لتغيير نظام البشير!!.. مافيش خبر ب"يندسَّ" في السودان * "ما زالت الحكومة تتعامل مع الاعلام بالذهنية القديمة التي تعتقد ان المواطنين سينتظرون سماع القرارات المهمة من نشرة الأخبار براديو أمدرمان، الحقيقة أن الاعلام الجديد أعاد دمج الأدوار، لم يعد هناك مرسل للمعلومة وآخر مستقبل لها، ربما العامل البسيط الذي يقدم واجب الضيافة في المكاتب السيادية يكون مصدراً لأهم خبر"، (عبدالباقي الظافر – تراسيم – الصيحة – 13 يونيو 2017).. قرار اعفاء طه تسرَّب أم سُرِّب "...قرار اعفاء الفريق طه (ظل) حبيس الأدراج أو طي الصدور لنحو "5" أيام منذ تسربه أو تسريبه لوسائل التواصل الاجتماعي، وليس الصحف..."، (الهندي عزالدين – المجهر – شهادتي لله – 13 يونيو 2017)، معنى ذلك أن الجهاز كان يبحث عن احدى الحسنيين إما إقالة الفريق طه أو النيل منه، إذ المعركة بينه وبين قيادة الجهاز كانت على أشدها، حتى تمكن الجهاز أخيراً بمعاونة النائب الأول ورئيس الوزراء من الاجهاز عليه!!.. الخلاصة: "سقوط المنسأة" * حينما انقسمت الحركة الشعبية "شمال" بين مالك عقار وعرمان من جهة، وعبدالعزيز الحلو من الجهة الأخرى، شعرت بفقدان الأمل في المعارضة السودانية وباحباط، ولكن ذلك لم يفقدني كل الأمل، وكان ملاذي في شعار صحيفة التغيير الالكترونية "التغيير: رهان على الشعب"، ويتأكد يومياً وكل صبحٍ جديد مقولة الأستاذ محمود: "الشعب السوداني شعب عملاق يتقدمه أقزام"، ولعل ما يجري في السودان الآن يشير بوضوح إلى غياب الدولة وقزمية القادة في الداخل وفي الخارج، بل من الواضح أن "منسأة" السلطة قد تآكلت بفعل دابة الأرض من البشر، وسنتبين أن لو كنا نعلم الأمر على حقيقته التي بانت الآن كفلق الصباح ما لبثنا في العذاب المهين، فالشعب السوداني ذكي ويتعلم كل يوم جديد ما يفيده ولا يتقهقر أبداً، وإن تقهقرنا نحن، فالرهان إذن على الشعب العملاق؛ شعب أكتوبر وشعب ابريل!!.. *عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.