ماري أنطوانيت هى ملكة فرنسا وزوجة الملك لويس السادس عشر وهى صاحبة المقولة المشهورة: "إذ أشتكى الشعب من عدم توفر الخبزٌ فلماذا لا يأكلوا جاتوه"؟ كانت نهايته على المقصله بعد انتصار الثوره الفرنسيه في 16 أكتوبر 1793 ، بعد مشاركتها فى الفساد والفشل واضعاف الملكيه الفرنسيه وهذا سوف يكون مصير كل طاغيه مستبد مهما طال الزمن، خاصة ملوك (الأسلام السياسى) الذين تاجروا بالدين وأقحموه فى السياسه فأساءوا للدين وأفسدوا السياسه، وكلما طال امد بقاء الطاغيه على كرسى الحكم كانت مواجهته عنيفه ودمويه ولدينا مثال لما يحدث فى مصر منذ 25 يناير 2011 وحتى اليوم والسبب فى ذلك كله نظام طاغ استمر فى الحكم لمدة 30 سنه فجاء بعده نظام أكثر سوءا وطغيانا واستبدادا يلتحف رداء الدين فذهب الى مزبلة التاريخ بعد سنة واحدة. وما قالته مارى انطوانيت فى القرن الثامن عشر اعاده وكرره بالضبط عبد الرحمن الخضر والى الخرطوم فى زمن الغفله (الأخوانى)، ففى الوقت الذى اصبح فيه غالبية سكان الخرطوم من الفقراء ويكتفون بوجبة واحدة فى اليوم لا تسمن ولا تغنى من جوع، يفرض عليهم ذلك (المعتوه) أن يبنوا بيوتهم من مواد باهظة التكليف دون دعم من (الحكومه)، وحقيقة احترنا مع عبد الرحمن الخضر ولا ندرى هل نسميه عبد الرحمن اورنيك 15 أم عبد الرحمن مارى انطوانيت ملكة فرنسا، لا والى الخرطوم! ولكى أذكر من لم يسمع أو يقرأ من قبل عن (محن) عبد الرحمن الخضر الذىيرى فيه المغرر بهم والمخدرين، بأنه أحد المرشحين لخلافة (ملك) الرقص (الأسلاموى)، فذلك الرجل حينما كان محافظا (للضعين) رفض توجيهات المراجع العام لأستخدام اورنيك 15 المستند الرسمى الوحيد فى حكومة السودان منذ قديم الزمان لأستلام اموال تخص الدوله، وقال انهم "مؤتمنون من الله" لذلك لا يحتاجون لأستخدام مثل ذلك الأورنيك الرسمى. اما بخصوص حديث عبد الرحمن الخضر عن أن الفقراء يجب الا يسكنوا الخرطوم وقراره بايقاف بناء الجالوص فى تلك الولايه. أظن (عبد الرحمن الخضر) وهو أحد صحابة القرن الحادى والعشرين لم يقرأ أو يسمع بأن القرآن لم يذم (الفقراء) فى أى آية من آياته، بل كانوا دائما موضع تقدير وأحترام وقال عنهم رب العزة: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾، بينما قال عن الأغنياء (كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْن َالأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ)، وبناء على هذه الآيه أطلق الشهيد العارف بالله (محمود محمد طه) مقولته الرائعه: (ساوؤا بين السودانيين فى الفقر حتى يتساوؤا فى الغنى)، رجل على هذا العلم الغزير والفكر الثاقب وتلك القامه الشامخه، يسئ اليه الروبيضاء و السذج والجهلاء واهل الغرة بالله. وكنا سوف نفهم ونقدر قرار عبد الرحمن الخضر لو قصد منه تجميل (العاصمه) وأن تتحمل الدوله نيابة عن الفقراء بناء سور خارجى من الطوب وأن يطلى بلون واحد كما كان عليه الحال فى تونس، على أن يسمح لصاحب المنزل بالتصرف فى نوعية البناء داخل منزله بالطريقه التى تريحه، فربما كان فنانا يعشق التراث ويستمتع برائحة الطين أو كان (صوفيا) يذكره الطين الأسمر ببداية الخلق. ثم اقول لمعتمد ولاية الخرطوم فى نظام المتاجره بالدين، ونحن من أهل (ام درمان) وفى السابق غالبية اهل تلك المدينه التى تمثل (ملخصا) للسودان والتابعه لولاية الخرطوم كانوا من الفقراء والبسطاء ومتوسطى الحال وكان ينظر للشخص (الغنى) صاحب الأموال الضخمه التى لا تزيد عن (الاف) مثل صاحب المرض المعدى وكان ابناء الأغنياء هم الذين يسعون لأبناء البسطاء ومتوسطى الحال ولمصادقتهم والتقرب منهم لا العكس، وكانت الأسر الغنيه لا تزيد عن اصابع اليد الواحده فى أم درمان، والسبب فى غناهم أنهم تعلموا وعرفوا طريق التجاره الخارجيه والداخليه النزيهه لا انهم نهبوا اموال الشعب واستفادوا من مواقعهم السياسيه .. وكان التاجر اذا اعلنت زيادة على سعر سلعه مثل السكر أو غيره من سلع، التزم ببيعها بالسعر القديم اذا لم يشتريها بالزائده التى اعلنت لأنه يخاف الله ويخشى أن يطعم ابناءه الحرام، ولذلك كانت القلوب خاليه من المرض والوسخ والحقد والكراهية للأخرين بسبب دينهم أو جنسهم وكانت العقول صافيه لا يمكن أن يعشعش فيها (الظلام) والأفكار الأرهابيه الهدامه، وطان ذلك هو (الدين) الأصلى الذى تربينا عليه، قبل أن نعرف دين الأخوان المسلمين والوهابيه والمتطرفين والأرهابيين. وغالبية الأرث الثقافى والفنى الموجود الآن فى السودان والذى يردده شباب اليوم ويجمعون من خلفه الأموال ويركبون السيارات (الهمر) كان من انتاج اؤلئك البسطاء والفقراء الذين كانوا يمتهنون الحرف اليدويه وكانوا نجارين وميكانيكيه وحدادين وخراطين وباعة خضروات .. الخ, أما عن موضوع (بيوت الجالوص)، فأفتخر أنى كنت من الذين ولدوا فى بيت من الجالوص فى أم درمان والسبب فى تهدم البيوت ودمارها ليس لأنها بنيت من "الجالوص" وبيتنا ذاك واجه امطارا غزيره وعلى مدى السنين لكنه لم يصب بأدنى أذى بينما تهدمت بيوت بنيت من الطوب والأسمنت والحديد المسلح فى مواقع أخرى. والسبب فى عدم تهدم تلك البيوت من الجالوص هو اهتمام الأنظمه فى السابق بشق المجارى والمصارف بصوره مدروسة جيدا، والآن يتم توزيع القطع السكنيه ويبدأ اصحابها فى البناء والسكن فيها، قبل أن تقوم الدوله بدورها فى اعداد المجارى والأنتهاء من البنيه التحتيه الضروريه ، فالهدف كله كما فعل (شرف الدين بانقا) بيع القطع وألأراضى والميادين لكى تملأ خزينة الدوله فتذهب للجهاد واراقة الدماء وما تبقى يدخل جيوب قادة النظام وينفق منه على الحزب وشراء المأجورين والأرزقيه من احزاب (الفكه) والحركات الهلاميه. تاج السر حسين عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.