وقال زعيم الشيعة في السينغال محمد علي حيدري إن أتباع المذهب الشيعي في ازدياد بإفريقيا، وبخاصة السينغال، وإن مؤسسة المزدهر التي تأسست في العام 2000 تتحرّك في مجالات التربية والتعليم وبناء المدارس وإقامة المناسبات وطبع الكتب وإنتاج وبث البرامج في الإذاعة والتليفزيون. وكشف شيعة السودان عن وجوههم منذ صائفة 2009 عندما أقاموا لأول مرة وبصفة علنية عيد ميلاد المهدي في ضاحية جبل أولياء جنوب العاصمة الخرطوم، وقالت بعض المصادر إن عددهم يتجاوز 700 ألف من أتباع الإمامية الإثني عشرية. وبدأ المد الشيعي في الزحف على دول إفريقية أخرى، مثل غينيا بيساو وزامبيا ولوزوتو وسيشال وسوازيلاند والرأس الأخضر وغينيا التي شهدت تأسيس مجمع شباب أهل البيت؛ وقال أحد رجال الدين فيها، وهو محمد دار الحكمة، إن التوجه نحو الانسلاخ عن مذهب أهل السنة والجماعة واعتماد المذهب الشيعي في تنام مطّرد بدول غرب إفريقيا. وفي مالي بدأت ظاهرة التشيع في الاتساع منذ انطلاق شرارتها الأولى في العام 1992 وذلك بدعم وإسناد من بعض الشيعة الكويتيين الذين بادروا بشراء أرض في العاصمة باماكو لتأسيس مركز جمعية أهل البيت. وفي أريتريا أضحى ربع المسلمين تقريبا من أتباع المذهب الشيعي متخذين لهم تجمعات سكانية كبيرة في أسمرا ومصوع وعصب وبعض المدن الأخرى. ويبلغ عدد الشيعة في نيجيريا أكثر من خمسة ملايين، أما في إثيوبيا فإن حركة تشييع السنة في أوجها وخاصة في إقليم "نغلي بورنا" والعاصمة أديس أبابا؛ وفي تنزانيا بدأ الحضور الشيعي في الازدياد وخاصة بإقليم زنجبار والعاصمة دار السلام. كما أفلحت الجهات الإيرانية المدعومة بمجهودات بعض الشيعة العرب من الخليج والعراق ولبنان في ولوج بوابة الشمال الإفريقي، وخاصة في صفوف الطلبة والمثقفين المتأثرين بالخطاب الطائفي المنتشر عبر الفضائيات والأنترنت، ومن ذلك أن الجزائر مثلا تشهد حركة تشيّع كبيرة، وخاصة في مدن بسكرة وتبسّة وسطيف وبجاية والبرج، وأصبح شيعة الجزائر يقيمون حفلات العزاء الحسيني ويدينون بالولاء إلى الولي الفقيه. هذه فقط بعض الملامح عن الاختراق الإيراني للقارة السمراء والذي يتخذ وجوها مختلفة، منها ما هو عقائدي واجتماعي واقتصادي وثقافي وسياسي يصب جميعه في خدمة مشروع إمبراطوري توسّعي لا يختلف عن المشروع الصهيوني في استهدافه للحضور العربي بدول ما وراء الصحراء، وفي بث بذور الفتنة في الدول الإفريقية العربية التي لا نعلم إن كانت على علم بما يحدث أم أنها غير واعية به أم متورطة فيه من خلال تحالفات سرية مع نظام الملالي في طهران!.