كلما زاد الفقر في مناطق النزاعات كلما قلت فرصة التغيير السلمي، لانه من الاسهل اقناع معدم بحمل السلاح من الخروج لمظاهرة او اعتصام مما يسهل على الحركات المسلحة تجنيد المقاتلين. ولا تملك الدولة امكانيات كافية لمكافحة التجنيد في تلك المناطق لسببين احدهما ظرفي وهو الوضع الامني والآخر نفسي يتعلق بصورتها امام المواطن لتقاعسها عن تقديم ابسط مقومات الحياة فيفقد ولاءه لها ويفضل الموت محارباً بدل الموت من الجوع والمرض. الحلقة الشريرة(2) الاحزاب الطائفية برغم علّاتها كانت الرابط الوحيد بين الاثنيات المتناحرة على السلطة او الموارد في جميع اطراف السودان، واضعافها ومشاركتها في السلطة بشكل او بآخر دون حلحلة الازمة العرقية ضاعف من فرص اختيار حمل السلاح على الحل السياسي، واصبحت الحدود المرسومة بين الاثنيات اكثر حدة واضيفت اليها مظالم جديدة. الحلقة الشريرة (3) التجانس بين النخب السياسية او الفاعلين في التغيير هش وتغلب عليه سمة الاستقطاب السياسي\العرقي\الطائفي-- هذه السمة ليست جديدة على المجتمع السوداني وليست ربيبة الانقاذ بل سمة اساسية من سمات المجتمع من قبل الاستقلال. الحلقة الشريرة (4) مظالم النظام وتاريخ منظمات المجتمع المدني الحديث ادى لتسييسها - سواء ب(ضد) او (مع) النظام - وبالتالي اصبحت ضحية للاستقطاب السياسي والاهداف المرحلية بدل التركيز على اهداف استراتيجية، وتاثرت علاقتها وفعالية برامجها في المجتمع او التاثير على السياسات بناء على مقاييس بعيدة كل البعد عن محددات طبيعة منظمات المجتمع المدني. الحلقة الشريرة (5) نظام الانقاذ عنصري ووظف آليات خطابة الرسمي وسياساته لتعزيز العنصرية الكامنة في المجتمع. النخب لم توظف معرفتها بالنزعة العنصرية بشكل فاعل فخطابها صفوي ومفارق للغة المحيط، ولم تنفذ للمجتمع عبر قنوات شعبية لتمرير خطابها المناهض للعنصرية. فعلى سبيل المثال لم تفرز هذه النخب بديلا ايجابيا للموروث الشعبي العنصري بل للاسف تجد ملامح منه في تعاطيها متى ما وضعت عنها عباءة نخبويتها - عدم الاتساق هذا عزز من خطاب الدولة العنصري واضعف دور المثقف\النخب في اضعاف مدخل النظام للاستمرار في الحكم وكسب مؤيدين برغم فشله وانهيار مؤسساته. الحلقة الشريرة (6) تفتقر ثقافة المقاومة السلمية لارضية ثابتة وحقيقية لدى اغلب المنادين بها، مما انعكس سلبا على فرص تطوير آليات المقاومة السلمية وفعاليتها. القصور في فهم المقاومة السلمية يسهم بشكل مباشر في تقوية شوكة النظام. "إن الخيار اللاعنفي هو اختيار إستراتيجي يفرض أن تكون جميع الأعمال المنفَّذة لاعنفية. فلإستراتيجيةِ العمل اللاعنفي فعاليتُها الخاصة، وكل عمل عنيف يعطِّلها لا محالة، ويحكم عليها في المآل بالفشل." "قاموس اللاعنف" ل جان ماري مولر عزاز شامي