حالة من الترقب تسود الأوساط السياسية في مصر والعالم.. الكل يستشرف مستقبل دولة غنية بالثروات الطبيعية غير المستغلة، ويتساءل: ماذا عن الغد؟ هل ستقودها حالة الانقسام ما بين مؤيد ومعارض للنظام الحالي إلى حرب أهلية؟ أم ستهدأ الأوضاع؟ تساؤلات عدة مُقلقة للجميع عن صناعة الفوضى بذلك البلد المجاور لمصر، وهل ستكون تلك خطوة أولى نحو الوقوع فى أنياب الغرب؟ وانطلاقًا من تجارب "الربيع العربي" هناك مخاطر عديدة تواجه رغبة التغيير في السودان، خاصة أن الوضع يشير إلى أن الغرب يحاول السيطرة على السودان في حل سقوط نظامها. يقول الدكتور محمود سلمان أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن ما يحدث في السودان فى الوقت الحالي ضمن ثورات الربيع العربي التى حدثت فى البلدان العربية، حيث ينتفض الشعب من أجل الحرية والتغيير والإرادة، لافتًا إلى أن السودان وضعها يختلف؛ لأن الغرب يعتبر السودان مكانًا هامًّا للوصول إلى مصر، مشيرًا إلى أن مخططات الصهاينة فى احتلال مصر تتضمن تقسيم السودان والسيطرة عليها بالكامل، وبالتالي حصار مصر من الناحية الجنوبية. وأضاف سلمان أن السبب في وجود ثورة في السودان هو هزيمة المشروع الأمريكي فى سوريا ومصر وتونس، مؤكدًا أن الغرب كله يعتبر السوادن ثروة لهم؛ لموقعها القريب من مصر، موضحًا أن الشعب السوادني من حقه أن يثور ويسقط النظام المستبد إن اراد، لكن عليه أن يعلم أن طريق العودة صعب، خاصة وسط وجود تلك المخططات الغربية التى تهدف للزج بالسودان. ويرى الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية والخبير في العلاقات الدولية، أن ما حدث في مصر كان مثل الزلزال، وبدأت توابعه في الظهور في المنطقة العربية؛ فالهزيمة الكبرى لنظام الإخوان وخروجهم من المشهد السياسي كانت دافعًا لتحريك الجماعات الرافضة للنظم المتأسلمة في الوطن العربي، ومن الطبيعي أن تكون السودان على رأس هذه الدول. وأكد أن السبب في وجود ثورة في السودان هو هزيمة المشروع الأمريكي في سوريا. وقال الدكتور مختار غباشي، رئيس الوحدة السياسية لمركز الأهرام للدراسات، إن ما يحدث فى السوادن ليست احتجاجات عادية، ولكنه انتفاضة حقيقية ضد القمع والظلم والنظام الديكتاتوري الذي يعانون منه، مشيرًا إلى أن السوادن تواجه رغبة فى التغيير الحقيقي مثلها مثل كل الدول العربية التى انتفضت من أجل الظلم. وأضاف غباشي أن الغرب يأمل فى استمرار احتجاجات السوادن وتطور الأمر، حتى يصل إلى إسقاط النظام الحالي؛ لأنه فى حال إسقاطه، ستكون فرصته كبيرة لاحتلال السوادن، محذرًا من أن يتحول الأمر من ثورة إلى فوضى، فالثورة إذا أسيء استخدامها ستتحول إلى فوضى، وهذه الفوضى ستمكن دول الغرب من احتلال السودان. وأكد رئيس الوحدة السياسية بمركز الأهرام أن العنف الذي يرتكبة النظام السوادني ضد معارضيه هو أكبر مثال قمعي، ولا بد أن يسقط النظام الديكتاتوري، ولكن عليهم العمل على وحدة الصف واستقلال القرار الداخلي، حتى إذا حدث إسقاط للنظام، لا يستطع الغرب السيطرة عليهم. واتفق معهم الدكتور أحمد عبد ربه، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، قائلاً إن السوادن تواجه رغبة فى التغيير الحقيقي، ولكن هذا يجعل الفرص أمام الغرب متاحة أكثر لتقسيم السوادن لأكثر من شمال وجنوب، مؤكدًا أنه فى حالة تقسيم السوادن، وحدوث أي اضطرابات فيها، سينعكس هذا على مشاكل توزيع مياه النيل على دول الجوار. وأشار عبد ربه إلى أن علاقة السوادن بدول الجوار جيدة فى الوقت الحالي، وهذا ربما يرجع لقوة السلطة فى الوقت السابق، مؤكدًا أن تلك الاحتجاجات المستمرة ستخلق حالة من اضطراب السلطة لدى دول الجوار، وبالتالي ربما تحاول تلك الدول مناقشة الاتفاقيات حول توزيع مياه النيل، مؤكدًا أنه فى حالة مناقشة اتفاقيات النيل مع الدول التي تتعاون مع الغرب، سيكون هناك تدخل خارجي فى الشأن العربي الإفريقي، وهو ما ينذر بالخطر؛ فالفوضى ربما تؤدي لتدخل واضح وصريح من الغرب فى الشأن الإفريقي. صحيفة البديل الالكترونية المصرية