أسقط إجتماع وزراء خارجية الإتحاد الافريقي أمس الجمعة الإقتراح السوداني بالإنسحاب من المحكمة الجنائية الدولية . وتبنى الإجتماع الإقتراح اليوغندي بالطلب إلى مجلس الأمن الدولي بإستخدام المادة (16) من نظام المحكمة الجنائية الدولية التي تنص على إمكان أن يطلب مجلس الأمن من المحكمة ان تجمد لمدة عام ، قابلة للتجديد ، التحقيقات والملاحقات في أي من القضايا المحالة إليها . وجاء في مشروع القرار الذي سيحال اليوم السبت إلى قمة الرؤساء الأفارقة ( ان الإتحاد الافريقي يطلب إرجاء الإتهامات بحق الرئيس الكيني ونائبه بموجب المادة (16) من معاهدة روما ، وذلك بغية تمكينهما من أداء واجباتهما الدستورية) ، هذا في حين لم يتم النص على اسم عمر البشير ، وإنما اورد كاشارة فى مشروع القرار ( يجب عدم ملاحقة رؤساء الدول والحكومات حين يكونون مباشرين لمهامهم) ، بحسب ما اوردت (فرانس برس) ، وهو ما قد يراجع فى القرار النهائى للقمة الافريقية . هذا ويعتبر القرار الافريقي حتى ولو نص على اسم عمر البشير صفعة مدوية له ، فهو ، على عكس الرئيس الكيني ونائبه ، لا يعترف بالمحكمة الجنائية الدولية ويرفض المثول امامها ، إضافة إلى انه معزول دبلوماسياً ويحتاج اعمال المادة (16) لصالحه لموافقة جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي ، مما سيجعله تحت رحمة الدول التي يقول انها ( تحت جزمته) ، ومن غير الوارد ان توافق هذه الدول على التصويت لصالحه إلا في إطار تنازلات شاملة وجذرية ، ربما تتضمن كما تشير التسريبات قبوله الاقتراح القطري الأمريكي بالتنحي عن السلطة . هذا وكان عمر البشير يراهن على تنامي مشاعر القادة الافارقة السلبية ضد المحكمة الجنائية الدولية . وتنظر المحكمة حالياً في (8) قضايا المتهمون فيها أفارقة ، ولكن اللافت أن أربعة من هذه القضايا أحيلت للمحكمة من الدول الافريقية نفسها ، ولكن زيادة نسبة القضايا الافريقية أعطى ذريعة للرافضين للمحكمة بتصويرها وكأنها معادية للأفارقة . وقال القس ديزموند توتو رمز مكافحة العنصرية في جنوب افريقيا والحائز على جائزة نوبل في مقال نشرته عدد من الصحف في إفتتاحيتها ، ومن بينها نيويورك تايمز ، قال ان القادة الذين يسعون إلى تقويض المحكمة الجنائية الدولية يبحثون عن رخصة للقتل وإلى قمع شعوبهم بدون عواقب . واضاف ديزموند توتو ان زيادة عدد الحالات الافريقية مجرد إنعكاس للسجل البائس لحقوق الإنسان للعديد من الحكومات في القارة . وشبه توتو المعارضين للمحكمة بالنازيين ، وقال انهم يسعون إلى تشويه المحكمة الجنائية الدولية ، كما كان هيرمان قورينق وزملائه النازيين يذمون محاكمة نورمبرج . وقال كوفي عنان – الأمين العام السابق للأمم المتحدة – ان إنسحاب الدول الافريقية من المحكمة سيجعل افريقيا مجللة بالعار .