قال رئيس الجمهورية عند افتتاحه مشروع مياه القضارف من سد عطبرة: (إن المعادين والمخذلين للبلاد والعملاء استغلوا قضية(رفع الدعم) وظنوها سانحة لإسقاط الانقاذ. فقاموا بتحريض قطاع الطرق والمخربين). البشير يعلم أكثر من غيره أن كل ولايات السودان شملت مدنها واحياءها وقراها مظاهرات عارمة غير مسبوقة في تاريخها الحديث. خرج فيها المواطنون نساءاً ورجالاً شيباً وشباباً محتجين بالصوت العالي سلمياً على الزيادات في أسعار السلع وهو حق مشروع دفاعاً عن لقمة عيش كريمة وشريفة. وهو حق كفله الدستور. البشير يكرر في معظم أحاديثه إدعاءاته عن الخونة الذين يريدون إسقاط النظام وهذا منطق غريب. فالعمل على إسقاط النظام الذي دمر الاقتصاد وخرب البلاد وأفقر الشعب، ليس شيئاً سرياً أو مدسوساً، فقد أعلنت كل قوى المعارضة إنها تعمل لإسقاط النظام الفاسد الذي ما عاد قادراً على توفير لقمة العيش والعلاج والخدمات؛ بل أخذ يستقطب الثروة في يد قلة من الرأسماليين الطفيليين على حساب قوت الشعب. فهل كل هؤلاء خونة وعملاء وقطاع طرق ومخربين. قادة النظام هم آخر من يتحدثون عن العملاء، فهم الذين فرطوا في سيادة الوطن ووحدته وهم الذين يركعون تحت أقدام صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ويوافقون على كل مطالبه وشروطه بما في ذلك زيادة الأسعار بنسبة فاقت ال(300%) لمعظم السلع وتحصيل الضرائب(100%) وخفض قيمة الجنيه إلى الصفر وفصل الجنوب. كلها أفعال لا ترقى إلى العمالة وحسب، بل تصل للخيانة العظمى. إنهم آخر من يتحدث عن التخريب، فالخراب الأصغر الذي قاموا به بدس عملائهم في صفوف المتظاهرين سلمياً لحرق محطات البنزين وبعض المؤسسات الخاصة والعامة وغيرها.. وكان عن قصد ومع سبق الإصرار ليبرروا قمعهم الوحشي للمظاهرات السلمية وقتل المتظاهرين بالرصاص الحي بالجملة والأفراد غير مستثنين النساء والصبية وحتى الأطفال. أما الخراب الأكبر فقد قام به أيضاً النظام الذي يرأسه البشير عندما اصدر أول مرسوم من قيادة الانقلاب يقضي بخصخصة كل مؤسسات الدولة الصناعية والزراعية والخدمية حتى الرابحة منها. فالخراب هو شيمة هذا النظام وهو يمارسه يومياً دون وخزة من دين أو ضمير أو حياء من الرأي العام العالمي والداخلي. ولهذا سيواصل شعب السودان نضاله اليومي الدؤوب لتوسيع جبهة المعارضة التي تعمل على إسقاط هذا النظام العميل الخائن والمخرب والقاتل.