شعرة معاوية، هي التي تفصل أحياناً بين الحب والصداقة، وفي حالة الصديق المتحفِّز لاوجود لهذه الشعرة على الإطلاق. فالصديق المتحفِّز هو الذي يرتضي أن يكون في خانة الصديق فقط، لأن هنالك من يشغل خانة الحبيب، فيجلس المتحفِّز في تلك الخانة إلا إنه يحدِّث نفسه دائماً بخلع قميص الصديق وارتداء قميص الحبيب. وإذا سارت الأمور بين أطراف العلاقة بصورة جيدة ربما يرضى المتحفِّز بدوره ويحاول تحييد مشاعره ،أما في حالة اعتلال العلاقة واختلاف أطرافها يحدث الالتباس.فالمتحفِّز هوأول من يربِّت على كتفك في حالة فشل علاقتك العاطفية، وهوأول من يقع ضحية هذا التربيت. فبعد فشل كل علاقة نعيش حالة من اللاتوازن،حيث نفقد خلالها ثقتنا بأنفسناوبدسيسة إعادة الثقةلأنفسنا نوقع أقرب أصدقائنا إلينا في الالتباس، فالأصدقاء وحدهم هم القادرون على احتمالنا في الأيام الصعبة وتقديم الدعم الذي نريده لا الذي نحتاجه، فالصديق المتحفِّز دائماً ما يقف بجانبك في مثل هذه الظروف ظالماً أو مظلوماً. وبما أن واحدة من تعريفات الحب أنه علاقة صداقة متوهجة، فالصديق المتحفّز يمكن أن يكون حبيباً جيداً ومناسباً في مرحلة اللاتوازن، لأنه هو الأقرب وهو القادر على الفهم بصورة جيدة، وهو الذي يعرفك على حقيقتك تماماً،ففي علاقات الصداقة تكون الرؤية أوضح من علاقات الحب، ففي الحب الرؤية غالباً ما تكون ضبابية فكل طرف يريد أن يظهر الجانب الأكمل والأجمل، أما في الصداقة فنكون كما نحن بكل عيوبنا ومناقصنا. إلا إن كلَّ هذه الصفات قد لا تشفع للصديق المتحفِّز الذي في الغالب الأعم ينتهي دوره بعد اجتياز مرحلة اللاتوازن، فبعد وضوح الرؤية واجتياز مرحلة الصدمة نبدأ في إعادة ترتيبنا من جديد لنكتشف أن كلّ ماحدث ما هو إلا ردة فعل متسقة مع فعل التخلي الذي عانينا منه. واننا في حالة أنانية مفرطة استغلينا مشاعر أقرب المقربين لنا للانتقال لضفة التوازن لنجد أنفسنا في نهاية المطاف أمام خسارة مزدوجة. فالمتحفِّز لن يرضى مرة أخرى بالجلوس على دكة الاحتياطي، ولن يغفر لك تواطؤ مشاعرك ضده واستخدامه كجسر عبور، ولن تجدي معه عبارة كن صديقي نفعاً. لذا من الموسف حقا ان نتجاوز صدماتنا العاطفية علي جث اصدقائنا المقربون اللذين لا ذنب لهم سؤي انهم احبونا بصدق فليس من العدل ان يكون جزائهم جزاء سنمار نعبر نحن ونحليهم الي ركام ملوحظة اعتذار علني لكل متحفِّز وقع دسيسة الأمل حاجةأخيرة مرحلة اللاتوازن تخصُّك وحدك فلا تورِّط صديقك فيها وتلعب معه لعبة الاحتمالات.