لقد صار من المعلوم للكافة أن كاتب الإنقاذ الأشهر الموصول ببعض مراكز قوى الإنقاذ ومطابخ قراراتها، يمارس الكذب والتضليل وتلوين الأخبار والأحداث وتزييف الوقائع ولوي أعناقها في بعض ما يكتب إن لم نقل في جله، مستعيناً بخياله الخصب ومستفيداً من براعته ككاتب قصة لا يشق له غبار في تزيين هذا الباطل، وهذا باعترافه شخصياً في حوار منشور وموثق، وقد كنا نظن أنه يمارس هذا العيب الصحفي الكبير وغير الأخلاقي لخدمة قناعاته السياسية وانتمائه الحزبي، ولكن اذا بنا نفاجأ بالأمس بنشره لمعلومة رياضية ليست خاطئة فحسب، بل حرّف فيها الكلم عن مواضعه، فأحل الهلال محل المريخ والمريخ محل الهلال، والمشكلة هنا ليست فقط في أنه لم يستوثق من هذه المعلومة وإنما في أنه أوردها بوثوقية العارف والمتأكد لدرجة بدا معها وكأنه كان شاهد عيان عليها، إذ كتب يقول في مقدمة حديثه أمس (أيام بريمة يحرس شباك المريخ كان مدير الهلال ينطح الحائط يبحث عن حل.. أيامها يلحون عليه لتسجيل كيجاب في فريق السباحة هناك والمدير يرفض.. والإلحاح يستمر والرجل ينفجر.. كيجاب دا بجيب قون في حامد بريمة.. قالوا لا.. قال لا نريده)، وهذه معلومة خاطئة تماماً ومعكوسة كليا، فمن رفض تسجيل كيجاب لفريق السباحة ليس هو (مدير) الهلال وإنما هو رئيس المريخ وقتها وأباه الروحي الحاج شاخور، ولم يقل (كيجاب دا بجيب قون في حامد بريمة)، وهذا بحسب رواية إسحق المغلوطة لن يحدث إلا في حالة تسجيل أهداف على طريقة النيران الصديقة، بل قال (كيجاب دا بيغلب لي الهلال)، قالوا لا دا سباح، قال (كيجابكم دا لو بيشرب البحر دا كلو ما بسجلو) أو كما قال شاخور رحمه الله. وعلى كل حال، فقد ذكرني ورود اسم الحارس الأسطورة حامد بريمة في رواية إسحق المضروبة، ببعض التكتيكات والتكتكات السياسية للأب فيليب عباس غبوش تولاه الله برحمته، منها حكايته المشهورة عندما اتهم بتدبير انقلاب عنصري كان سيودي به الى حبل المشنقة، ولكنه كما قال فكّر وقدّر ودبّر وقال لنفسه (يا ود يا فيليب لازم تلعب بلوتيكا)، فكان أن استدر عطف الرئيس نميري برسالة اعتذارية مؤثرة جعلت النميري يعفو عنه، وكان قد أبدى تحسره لعدم استجابة الشهيد محمود محمد طه لنصيحته بأن يلعب مثله بلوتيكا إلا أن الأستاذ رفض وظل على مبدئه حتى النهاية، ومن تكتيكاته السياسية أيضاً أذكر أنه كي يستميل الناخبين من جموع الهامشيين بضاحية الحاج يوسف للتصويت له في إحدى الانتخابات، قال مؤلباً لهم إنكم مهمشون ومظلومون وحقوقكم مضاعة، وأبرز دليل على هذا التهميش أن ابنكم اللاعب الفذ حامد بريمة لا يلعبونه في الأمام وإنما في الخلف في آخر الصفوف أو كما قال الأب فيليب عباس غبوش. حيدر المكاشفى [email protected]