البرهان: لن نضع السلاح حتى نفك حصار الفاشر وزالنجي وبابنوسة    الكويت ترحب ب "الرباعية" حول السودان    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    بايرن ميونخ يتغلب على تشيلسي    نادي دبيرة جنوب يعزز صفوفه إستعداداً لدوري حلفا    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    "مرصد الجزيرة لحقوق الإنسان يكشف عن انتهاكات خطيرة طالت أكثر من 3 آلاف شخص"    د.ابراهيم الصديق على يكتب: معارك كردفان..    سيناريوهات ليس اقلها انقلاب القبائل على المليشيا او هروب المقاتلين    رئيس اتحاد بربر يشيد بلجنة التسجيلات ويتفقد الاستاد    عثمان ميرغني يكتب: المفردات «الملتبسة» في السودان    خطوط تركيا الجويّة تدشّن أولى رحلاتها إلى السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. خلال حفل بالقاهرة.. فتيات سودانيات يتفاعلن في الرقص مع فنان الحفل على أنغام (الله يكتب لي سفر الطيارة) وساخرون: (كلهن جايات فلاي بوكس عشان كدة)    إحباط محاولة تهريب وقود ومواد تموينية إلى مناطق سيطرة الدعم السريع    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    هدف قاتل يقود ليفربول لإفساد ريمونتادا أتلتيكو مدريد    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    ماذا لو اندفع الغزيون نحو سيناء؟.. مصر تكشف سيناريوهات التعامل    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    السودان يستعيد عضوية المكتب التنفيذي للاتحاد العربي لكرة القدم    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    عودة السياحة النيلية بالخرطوم    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    شاهد بالصورة والفيديو.. عروس سودانية ترفض "رش" عريسها بالحليب رغم إقدامه على الخطوة وتعاتبه والجمهور يعلق: (يرشونا بالنووي نحنا)    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إلي فاطمة الصادق .. رسالة (حُب)
نشر في سودان موشن يوم 28 - 12 - 2013


ونحن شَرَافه فى الدنيا
ونحن كِتاب عِلمْ مفتوحْ
على كل البُلودات ..نُورْ
ونحن – يمين – مَداين نورْ ،
ووشنا نورْ ،
نحن الضل ..
و نحن الكل ..
و نحن سبيل غريب الليل ..
و نحن صباح مسافر الليل ..
و نحنا حباب .. حديثنا (حباب) ..
رحم الله الحاردلو ..
المثل في بيوتنا السودانية يا فاطمة بقول (الملافظ سعد) .. و الكلمة الطيبة جواز سفر .. الإنسان السوداني الذي خضتي في عرضه جزافا .. وجزافا في اللغة تعني إلقاء
الكلام علي عواهنه بدون تبصر أو قاعدة أو روية ، هو الإنسان نفسه الذي اذا وجدك جائعة أشبعك واذا وجدك عارية لكساك ، التعميم فخ (كريه) لا أدري هل إخترتي الوقوع
فيه عن قصد أم أعمتك مظاهر السلطة و القوة التي تسندين ظهرك عليها؟ ألم تقرأي أنه وكما تدين تدان!! وأن المؤمن ليس بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذئ!!
لأجل هذا وجدت (القيود الصحفية) .. لتمنع كل من تسول له نفسه بإيذاء الناس دون وجه حق ..وفي مقالك المتهاوي علي (عرشك) أولآ
قمتي بإيذاء شعب و وطن ابناؤه هم الآباء والأخوان والأعمام والأخوال ..وماذا عن الأمهات يا فاطمة؟
ما قولك (إذا) قتل إبنك في مظاهرة سلمية خرج مطالبا فيه بحقوقه البسيطة والتي هي من حقه و من واجب (الراعي) عليه أن يكفلها دون اللجوء للعنف!
ماذا تقولين إن أتوك به مضرجا بدماء اهرقت بغير حق؟ إبنك الذي حملتيه وهنآ علي وهن .. المقام هنا ليس لوصف قدر الإبن عند أمه ولكن .. صورةإحداهن وهي ثكلي تبكي
إبنها المغدور في أحداث سبتمبر ما ذالت عالقة بذهني ..ذهن(الأم) .. ليس الكاتبة او الصحفية او السياسية وانا لا أنتمي لأي حزب سياسي
آلمني دمعها و أوجعني ألمها و لمسني في مكان (غريق) .. كتبتي عن شباب سبتمبر و وصفتيهم بأنهم شذاذ آفاق و مدمني مخدرات .. و (الشاذ) في الأمر (غياب)
حسك الفطري كأم قبل أي شئ .. بغض النظر عن ماهية وصفك المقشعر للأبدان وقتها شككتُ في (أمومتك) و لزمت الصمت .. فقلب الأم أكبر من هذا الوطن
بمساحته (الناقصة) جغرافيا الكاملة في وجداننا أبدا ..هذا الوطن الذي شكَكتي في أخلاق شعبه فهل تملكين قلب أم؟؟ أشك في ذلك ...
لم أفتخر بأبناء شعبي إلا في غربتي .. فما من بلد زرته و ما من ملل إختلطت بها إلا و أثنوا علي الإنسان السوداني بأخلاقه قبل علمه و للحديث بقية قد لا تتم إن
بدأت أعدد علماء السودان في شتي العلوم عالمياً .. وهكذا تميّزوا عن باقي الأجناس ، بأخلاقهم ،، بأمانتهم و المقام هنا ليس لسرد ميزات السودانيين فهم لا يحتاجونني في ذلك هُم العلم الذي علي
رأسه نار و نور .. و لن أوفيهم حقّهم وإن حاولت جاهدة ..
اتساءل فقط ، (اولئك) من كتبتي مقالك محاباة فيهم ، هل هم من دول الجوار؟ أم إستثنوا أنفسهم و أسرهم مما جئتي به من لغط؟
انا لا أتوهم أو أدّعي أن مجتمعنا خاليٍ من الرزيلة غارقاً في الفضيلة .. و لكن التعميم (غلطة) كبيرة وخطأ فادح تدفعين ثمنه أولاً ثم أسرتك الكريمة
عندما قرأت مقالك تذكرت أبي الذي أفني عمره في المملكة يعمل في مصالحها ليوفر لنا لقمة العيش .. أبي واحد فقط من آلاف السودانيين الذين إستئمنهم
السعوديين علي أموالهم و أهلهم و ممتلكاتهم بل و ربّات بيوتهم .. أبي لم يقرب الخمر ولا يتعاطي من (المكيّفات) غير الشاي و أحياناً القهوة .. أبي الذي
عُرف بهوسه في معاداة المكيفات من تمباك و سجائر و سٌكر .. و إشتهر بالملصقات التي كُتب عليها (فضلاً ممنوع التدخين) و كان يقوم بلصقها أينما كان ..وكان البعض يُعارض معارضته للحرية الشخصية
أبي قضي غربته غارقاً في عمله .. غارقاً في كُتبه .. و شاءت الأقدار أن ينفصل عن أمي لسنين و ما زال ، إختار أن يقضي حياته و حيداً بلا إمرأة و كل من يعرفه يشهد علي ذلك .. رفض الزواج مرة أخري
ليس لعيب فيه و لكن وفاء لقلبٍ إختار أن يعيش علي (أطلاله) .. عُرض عليه في (شمالنا) الحبيب والمشهور بتزويج القاصرات لمن هم أكبر سناً أن يزوجوه أبكاراً صغاراً و لكنه رفض .. سألته في ساعة سمر
وهو خير (جليس) لي من بعد كُتبي .. سألته عن أسباب رفضه الإرتباط مرة أخري .. أخبرني بأنه حين إنفصاله عن أمي شعر وكأن أحد ما قام بخلع ضرس من أضراسه السليمة ..!
لم يعرف إمرأة بعدها و ليس بمقدور إمرأة أخري أن تملأ فراغها أو حاجته للنساء .. و هكذا عرفته .. وإن كانت شهادتي فيه مجروحة أقسم لك بأن كل من يعرفه
سيخبرك بأنني ما قلت غير الحق .. أبي ليس بسكران ولا زاني .. بل هو راهبٌ في أخلاقه .. سودانيّّ حتي النخاع في محبّته وفي وفاءه ..
أكتب عن أخواني الذين إختاروا الزواج في سن مبكرة رغم ضيق ذات اليد ليقووا أنفسهم شر أنفسهم في زمن كثرت فيه المُغريات ..
أذكر جيّداً عندما قام أحدهم بزيارة (أديس) بغرض تجارة لم تفلح ولم تُضيره المحاولة .. قام وقتها بإنزال صورة لإحدي حسان أديس علي صفحته
في الفيس بوك .. قلقتُ عليه رغم علمي بأخلاقه التي يُضرب بها المثل بين الأهل و كل من يعرفه عن كثب .. و لككني تحدثتُ إليه بقلب أخت
خشيت عليه مما يدور (هنالك) .. أخبرني بأن اثيوبيا بلد رائعة الجمال .. والمُغريات فيها (خيالية) و تفوق حد الوصف و (ال########ة) و العياذ بالله تُمارس
في الشوارع بل تبدأ من صالات الوصول ! و لكنه أقسم بأنه لم يضعف و قضي مُعظم اوقات فراغه يجري و هي رياضة يُحبها .. قال لي (حفظني الله يا سارة
و من بعده (حبيبتي) حفظني حبها من الوقوع في براثن الحرام) لا أرسم صورة مثالية لأخي و لكنه توأم روحي و أعلم أين يكون و ماذا يفعل
رغم كوني في بلد و هو في آخر .. إن عجز والداي في الوصول إليه يتصلون بهاتفي و أخبرهم بمكانه .. هو الذي يعيش بينهم وانا البعيدة آلاف الأميال ..
هذا أخي .. ليس بسكران ولا زاني .. عند عودته من رحلته تلك .. عزم علي الزواج رغم اعتراض الكثيرين بأنه غير جاهز و صغير في السن
و ربما سيصبح عاطل وظيفة عما قريب لإنتهاء مدة عقد عمله كمترجم في مكتب مناهض لحقوق الإنسان .. أصر علي الزواج و قبلت به (حبيبته) تلك
بلا مقابل تنازلت عن كل حقوقها و طالبت بدبلة فقط لا غير! و تم الزواج بدبلة و مهر لا يُذكر .. وكان لها الفضل في ذلك و أيقنت وقتها بأنها حفظته فعلاً ..
أكتب بالنيابة عن أعمامي و أخوالي من لمستُ فيهم و عبرهم قدسية بيت الزوجية ، حُب الزوجة و احترامها حتي وإن كانت لا تستحق
و كنتُ أُمني نفسي بزوج كأبي و عمي و خالي .. رجالاً يعاملون المرأة و يعاشرونها ك(قيمة) و ليس ك(جسد) لأنها في الأصل هي بنت الأهل
وهي أم ابناءهم و هي الحبيبة نفسها التي تم إختيارها سواء طوعاً أو بإختيار جدّتي ..هي الكيان الذي لا يتجزأ عن بقية أجزاءهم المُهمة
أدقّق في تفاصيلهم و حسن خلقهم و أخلاقهم منذ طفولتي و هكذا بدأت قصة حُبي للرجل السوداني و البيت السوداني و لكل ما هو سوداني ..
أكتب عن أبناء جيراننا في حيّ إمتداد الدرجة الثالثة مربع 4 .. يتفرقون نهاراً بحثاً عن أرزاق تتوفّر يوماً و تتعسّر يوماً .. يجتمعون مساء
للعب كرة القدم إن سمح لهم الطقس بذلك .. أو مشاهدة مباراة عالمية في بيوت بعضهم .. أو يجلسون خارجاً علي عُدة حجارة تعوّدوا الجلوس
عليها تحت عمود كهربائي كنوع من الروتين يتسامرون و ييتبادلون القصص. كنتُ أتنقّل بينهم وفي بيوتهم في صغري و في كبري ولم أري فيهم
السكران أو الزاني .. و لإثبات الزنا يستوجبُ توفّر أربعة شهود .. وهكذا علموني في
الثانوي في شرح سورة (النور) .. فمن أين لك يا فاطمة بالشهود الأربعة مقابل كل بيت؟؟؟ والله أكاد أراك (نادمة) و ممن وقع حكمه تعالي عليهم
في قوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } (الحجرات :6)
أري الناس قد قامت تتبيّن أخبارك أنتِ أولاً فأنتِ من يجهلون أحوالك وليس أهلهم ..
عمتي لديها من الأبناء والبنات إثني عشر .. ماشاء الله و بيتها لا يخلو من الضيوف مثال لغالبية البيوت السودانية .. ملاذاً آمناً
لطالبي العلم أو العلاج القادمين من (البلد) .. بيتها في حالة إكتظاظ دائم بالجيران والأصحاب من كل ناحية .. لم يُصادفني
عندهم يوماً سكران او .... والله يعفّ قلمي عن ذكر ما جئتي به .. علي الأقل السُكر يّمكن إثباته عكس الزنا !!!
هؤلاء يا فاطمة أهل بيتي و البيوت المجاورة و كلي ثقة بأنهم لا يقلّون شأناً ولا يزيدون قدراً بما أوتوا من خُلقٍ و طبائع
عن الكثير الكثير من البيوت السودانية .. وكما قال الحاردلو رحمه الله (
ونحن صديرى منضوم ويلْ
ونحن القَرمصيص ..بلحيلْ ،
ونحن التوبْ
ونحن الووبْ
وناس حبوبْ
وناس حَرّمْ
ونحن إذا رأينا كبيرْ
نقيف طولنا ..ونقولْ لُه ..حَبَابْ
ونديه البُكَان ..ترحابْ ) ..
بقلمي المتواضع أكتب ليس دفاعاً و لكن محبة خالصة في الإنسان السوداني و أقف إحتراماً لكل السودانيين
داخل السودان و خارجه .. من شهروا سيوف عزّتهم و رجولتهم في وجه الكثير من المواقف ليقطعوا بها حبل الحاجة،
والمرض ، أو الخضوع .. أقف إحتراماً لرؤوس لم تنحني لسائسيها أو أرباب عملها أو لجلباب (كافليها) ،، رؤوس لم تنحني لوجه
غير وجه الله .. والله أكبر و العزّة (للسودانيين) .. إسألي عنهم في قطر، الإمارات ، السعودية و كل دول مجلس التعاون ..
اسألي عنهم حتي في بلاد العجم و سيهولك ما ستسمعين .. توطّدت علاقتي بالأجنبيات والأجانب من كل صوب و حدب .. عتبت علي أهلي
في بعض عاداتهم و تقاليدهم و لكن لم اتمني يوماً أن أولد بجنسية أخري أو بلون آخر .. أهوي سودانيتي و كل من يقاسمني
فيها و مسّتني كلماتك في (أغلي) ما عندي .. أكتب ليس عتاباً لك لأن لا شأن لي بك .. أكتب حُباً فيهم وأفخر بهم وكأنني أنجبتهم جميعاً
بكل قبائلهم و قبلاتهم بكل توجّهاتهم .. ومن لا يغار علي أهله لا خير فيه ..
أعلم كم أنا (غالية) عند (الغريب) فيهم قبل (القريب) لسودانيتي ليس إلا .. و أعلم بأنني بخير ما دام الإنسان السوداني علي
قيد الحياة .. ليس تهويلاً ولا تعظيماً أرجو من وراءه رفعة أو تقدير .. بل هو إيماني المُطلق و قناعتي التي لا يُثنيها خبر بأن
الرجل السوداني الذي قلتي عنه سكراناً و ... و ... هو كامل في رجولته .. شهم في عطاءه .. كبير بمواقفه و بدينه و بورعه
و رغم ما قد يصل إليه من نجاح او مرتبة فهو بسيط .. بسيط ..
عرضت لي صديقتي الخليجية قصيدة لكاتب سعودي في هاتفها الجوال قال فيها :
اهل الشيمة اهل القيمة اهل المعروف والاحسان ،، اهل التقدير و التأثير واللي بيض أياديها
أحب اللي اذا جوه النشامي يفتح البيبان،، كريم من قديم الوقت ليا صكت لياليها
احب المرجلة و اصحابها و اقدر الفرسان،، و احب اللي رفع نفسه و جنبه مجلس الحقران
حشيم ما لقي حشم تركها ما يدانيها،، عرف نفسه لزم حده ولا هاين ولا يتهان
واحب من الرجا اللي يُسمي شمعة الديوان،، اذا تحدث كلماته ينقيها
واحب اللي اذا سوي غلط قال العفو غلطان،، واذا جرح روحن يداويها
وبلا شعور قلت لها بعد أن قرأتها بصوت عالي : ديل أهلي .. كادت صورة الرجل السوداني أن تخرج من عيوني وقتها
لفرط احساسي بتطابق الكلمات في وصف السودانيين .. إبتسمت صديقتي و سألتني ( سارا ليش ما تتزوجين خليجي؟) وكانت تمزح
وكانت مداعبة منها لتعليقي علي القصيدة الخليجية ب(ديل أهلي) .. و أجبتها ملئ فمي .. لا أبدل السوداني برجال الدنيا .. عشقي أسمر ..
أردفت بأن لديهم اللون الأسمر .. أجبتها إجابة نهائية بأنني عنصرية جداً في انتمائي .. و الرجل السوداني عندي غير قابل للمراهنة
أو الجدال أو المقارنة .. قالت ( والله ما شفت في أخلاقهم وأموت عليهم من صغري .. أستاذي كان سوداني و زعلت يوم راح ، صديقاتي سوانيات
أزواجهم يعاملونهم معاملة يطغي عليها طابع الإحتواء مادياً و معنوياً ) إبتسمت و قلت لنفسي هذه المرة (ديل اهلي ) ..
صديقتي هذه .. تتحدث لهجتنا بطلاقة (حُباً) فينا ليس إلا و تعرف عن الرشايدة و عن المحس و الدناقلة .. عن الشايقيين كما تنطقها ..
تعرف عن الجعليين و الجلد بالسوط تعرف الكثير من القبائل،، تعرف عن عاداتنا الجميلة ،، تستمع للكابلي و صلاح بن البادية
وعبد العزيز المبارك وحتي نجاة غرزة.. تُمازحني قائلة ( يا سارا ناس الجزيرة عرب أكثر منكم انتو ناس رطاانة بس) .. هي لم تري السودان
ولا زارت قبائله و لكن أبناء السودان و بناته في بلادها كانوا نعم السُفراء و المُعلمين بعلومنا و اخلاقنا .. سُفراء صنعوا الفكرة الجميلة التي
تحملها في عقلها عن السودانيين بقصص كفاحهم و نجاحهم في غربتهم تلك ،، فمن أين أتيتي لتشويش هذه الفكرة الجميلة لدي الأجانب
ممّن قد تقع أعينهم علي كلمات كتبتيها بغير وجه حق ربما صدقوها لأنك (بت بلد) و كتبت عن أهلها.. !!!!!!
عذراً علي الإسهاب و التطويل .. وقد توجّب عليك الإعتذار يا فاطمة لأهل بيتك أولاً فهم أولي بالمعروف و لكل إمرئٍ ما نوي ،،
المرأة السودانية طيبة في منبتها،، طيبة في أخلاقها ،، طيبة في رائحتها ،، فلا تكوني (الحجر) الذي يُعكًر صفو الجدول
الماء سيعود لصفاءه أما الحجر فسيبقي في القاع تشهد عليه فضلات السمك .. في الصحافة يقولون أن إختلاف الرأي
لا يُفسد للوُدّ قضية ،، وأشهدُ ألا وُدّ بيننا ،، فالمقام مقام قذف و تهكّم و أذي .. رحم الله إمرئٍ عرف قدر نفسه يا فاطمة
والسودانيين إشتهروا بذلك .. جُبلوا علي عزة النفس والإباء حتي وإن كان في غير مقامه و الدليل رسالة الأمير عبد الله التعايشي
لملكة إمبراطورية لم تغيب عنها الشمس طلب منها فيها أن تُسلم لتسلم و يزوجها يونس ود الدكيم !!
الإنجليز في لندن و خارجها يعرفوننا كسودانيين ،، أغلبية المقيمين لاجئين سياسياً من الشمال الغرب او الجنوب ،،
ولكن قبل قضايا اللجؤ التي استفحلت في عصر أراد الله لنا ان نري فيه السودان ينقسم لنصفين ،، قبلها عُرفنا بالسودانيين
الذين قاموا بقتل إسماعيل محمد علي باشا ومن معه علي يد المك نمر حين فرض عليه غرامة و طالبه
بأن يوفر له أعداد كبيرة من العبيد رجال و نساء و لم تسلم زوجة المك نمر من طلب اسماعيل علي باشا
بدلاً عن تلبية الأمر وكان امرا من الحاكم وقتها و ببساطة احرقه المك نمر هو ومن معه
،، وانصار الإمام المهدي من قاموا بقطع رأس الإنجليزي
غردون .. هكذا يعرفوننا في بلاد الفرنجة و العمارات السوامق (آخوي المهدي سيد السيف
الخلّا النصاري تقيف هناك في القيف) علي قول الحاردلو .. و لا يأخذك الظن بأنني حبيسة أمجاد غابرة ..
رجل السودان اليوم هو نفسه رجل الأمس ..( و ديل اهلي اهل الحارة الما بكتلها صقيع) .
وحتي السكران فيهم او ال.... .. أكاد أجزم بأن الواحد منهم بحسبة عشرة مقارنة مع بقية الأجناس ،، لأن مهما كان الدم الذي يجري في عروقه
دم سوداني و (حار) ..
لم تتغرّبي يا فاطمة لم تُخالطي او تتعرفي علي الكثير من الأعراق و الملل التي خلقها الله سبحانه و تعالي ، لم تتعرضي لمشاكلهم
او مواقفهم ..او نسائهم و لو فعلتي .. لأعدتي النظر في تقييمك للشخوص "بالأحذية" ،، لو كُنتي إحدي سباياهم او ذُقتي ذُل عروبتهم ..
لقبلّتي "حذاؤكِ" ظهراً و حمدتي الله ألف صلاة علي خلقك من أب سوداني و أم سودانية في "بيت سوداني" .. انتِ لم تتنكري لشعبك
و لا لوطنك فهم في غِني عن شهادة منكِ فيهم ،، أنتِ تنكّرتي لأهل بيتك سيّدتي و كل إناء بما فيه ينضح ..
سادتي و سيّداتي استميحكم عّذراً مرة أخري ..
مخرج ..
اهديكم الرابط ادناه
http://www.youtube.com/watch?v=X5bpAsxSO_I
سارة فضل بخيت


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.