صورة ارشيفية لمليشات الجنجويد المنتشرة في ولايات دارفور (sudan jem) أجبرت إحتجاجات واسعة اندلعت الأحد في مدينة الابيض عاصمة ولاية شمال كردفان والمناطق المحيطة بها الحكومة المحلية لبذل تعهدات بنقل قوات شبه رسمية من محيط المدينة خلال 72 ساعة في اعقاب ارتكابها حوادث مختلفة من قتل واغتصاب ونهب أنهتها الاحد بقتل أحد مواطني المنطقة لاعتراضه محاولتهم سرقة متجراً بالاكراه. وأعلن والى شمال كردفان احمد هارون خلال مخاطبته بفندق زنوبيا بالابيض مواطنى منطقة ام قرين ، التى وقع فيها حادث اغتيال التاجر محمود عيسى احمد بخيت السبت ،ان حكومته تعمل الآن وضع الترتيبات اللازمة لمغادرة قوات الدعم السريع ولايته خلال 72 ساعة، وهي القوى التي يطلق عليها السكان مسمى (الجنجويد ). وأوضح الوالى في محاولة منه لتهدئة خواطر أهالي المدينة ان حكومته قامت بوضع التدابير اللازمة لخروج هذه القوات من نطاق ولايته مؤكدا القبض على الجاني الذي ارتكب الحادث وسيتم تقديمه للمحاكمة ، وقال ان مسئولية الامن وحماية المواطنين تأتى على رأس أولويات حكومته . و شهدت مدينة الابيض الاحد احتجاجات عارمة امتدت الى بلدات مجاورة غضبا على مصرع التاجر محمود عيسى احمد بخيت بأيدي مليشيات مسلحة يطلق عليها الاهالى "الجنجويد". وطاف العشرات من سكان الابيض ارجاء المدينة حاملين جثمان القتيل بعد ان قضى نحبه السبت على يد المسلحين مطالبين بالقصاص ، وقتل التاجر محمود عيسى الضحوي على يد مسلحين تمركزوا قرب قرية "ام قرين" الواقعة في الجنوب الشرقي من الابيض العاصمة ورفض ذووه استلام الجثمان اول امس من مستشفى الابيض ليتسلموه الاحد ويطوفوا به وسط المدينة وحتى امانة الحكومة. ونعت هيئة شؤون الانصار التابعة لحزب الامة القتيل على صفختها فى الفيس بوك مشيرة الى ان الضحية يبلغ الثامنة والعشرين من العمر ، وندد الامير الزين ميرغني حسين زاكي الدين امير البديرية بالحادث واعتبره دخيلا على المنطقة واكد رفض العزاء قبل محاكمة الجاني ومغادرة القوات المحلية. وشكا أهالي الابيض وما جاورها من اعتداءات متكررة تنفذها نلك المليشيات على الاسواق والمتاجر ، متهمين حكومة الولاية بالعجز عن كبحها وهاجمت المليشيات اهالى (حى الجهاد، وأبوجا) وأسفرت المواجهات عن إصابة (18) شخصاً على نحو متفاوت (3) منهم في حال الخطر. و هاجمت عناصر من تلك المليشيات سوق (8) بحى (السلام) بمدينة الأبيض وقتلت ثلاثة مواطنين وأصابت (4) آخرين بجراح بينهم شُرطي. ويقول مواطنون بالمدينة إن وجود الميلشيا أصبح يُشكِّل رُعباً للسكان المدينة، مع عجز السلطات عن إتخاذ قرار صارم بحسمها ، ولم يحدد الوالي وجه الميلشيا الحكومية لكنه قال انها ستكون خارج حدود ولايته. وكانت صحيفة الميدان الناطقة باسم الحزب الشيوعي حذرت الشهر الماضي من خطر هذه القوات التى وصفتها بانها قادمة من مناطق العمليات في جنوب كردفان وقالت ان مجموعة من هذه المليشيات دخلت سوق مدينة الأبيض في كامل سلاحهم . وأشارت الصحيفة الميدان التى تصدر الكترونياً لرفض السلطات في الخرطوم منحها اذنا بالطباعة في تقرير لمراسلها من الابيض ان افراد هذه القوة دخلوا مطاعم المدينة وتناولوا وجباتهم رافضين دفع الفواتير كما ان احد أفرادها اشتبك مع بائع أجهزة هاتف نقال في الميناء البري محاولاً الاستيلاء على جهاز بالقوة.