كان الممكن أن تكن الظروف تشابهت، والشهور مماثلة، ولكن الذي لا شك فيه، أن الأجواء غير متشابهة علي الإطلاق، فهناك فرق شاسع بين مراسم تنصيب المشير عبد الفتاح السيسي الرئيس المنتخب الجديد، وبين مراسم تنصيب الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسي، ومراسم تنصيب مبارك والسادات وعبدالناصر ومحمد نجيب. جميعهما كانوا رؤساء لمصر وتولوا نفس المنصب الأسمي في البلاد، إلا أن أجواء ومراسم تنصيبهما مختلفة شكلًا وموضوعًا. علي مر الأعوام والسنين الماضية، منذ إعلان الجمهورية في مصر، عقب ثورة 23 يوليون لم تشهد مصر، اجواء مماثلة لتنصيب رئيس مصري، كما شهد العالم العربي والغربي اليوم في حفل تنصيب المشير عبدالفتاح السيسي، كانت أجواء تنصيب الرئيس السابع لمصر مختلفة ومبهرة، تشبه أجواء تنصيب رؤساء الدول الأوروبية، كما أكد عدد من الساسة والمحللين. "الفجر" حاولت رصد أبرز المشاهد الجديدة التي طرأت علي حفل تنصيب الرئيس اليوم، وبين حفلات تنصيب رؤساء مصر السابقين... المشهد الأول: وقع كل من الرئيس المنتخب الجديد، عبد الفتاح السيسي، والرئيس المؤقت السابق المستشار عدلي منصور، وثيقة تسليم وتسلم السلطة، في مقر رئاسة الجمهورية بقصر الاتحادية. وهو الإجراء الذي يحدث للمرة الأولي في تاريخ الجمهورية المصرية، والتاريخ السياسي المصري الحديث منذ عهد الرئيس الراحل محمد نجيب، أن يوقع رئيسان لمصر، رئيس سابق ورئيس حالي وثيقة لتسليم مقاليد السلطة في البلاد. المشهد الثاني: حضر حفل تنصيب المشير عبدالفتاح السيسي "بيشيل أمادي" رئيس البرلمان الأفريقي، و"المدثر غبد الغني" وزير الزراعة والثروة الحيوانية السوداني، أمير أحمد مساعد مدير المراسم الرئاسية السودانية، وحضر أيضًا مياو ويي، وزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصيني، وعدد 5 مرافق له، وفد وزارة الخارجية الروسية، و 5 أفراد برئاسة، "دمييتي شيفيلاكوف"، ووفد الرئيس التشادي، كما حضر وزير الخارجية الإثيوبي، وأمين عام منظمة الكوميسا، ووزير التضامن والأوقاف الإثيوبي، ومحمد رشيدي، نائب رئيس دولة مدغشقر، وأندريانا داوول، مستشار رئيس مدغشقر، ووزير الشئون الخارجية بدولة موريتانيا، وطارق عبد الكريم، وزير مفوض بدولة تونس، وخضير موسى، نائب رئيس جمهورية العراق، كما حضرت وفود من أوغندا وبوروندى وجامبيا ونيجيريا وتنزانيا، كما حضر نبيه بري رئيس البرلمان اللبناني، وشارك أيضًا في الحفل جلالة ملك البحرين، وجلالة ملك الأردن، وسمو أمير دولة الكويت، ورئيس دولة فلسطين، ورئيس جمهورية الصومال، وسمو ولي عهد المملكة العربية السعودية، وسمو ولي عهد إمارة أبو ظبي، ومبعوث شخصي لجلالة سلطان عُمان، ونواب رئاسة جزر القمر، والسودان وجنوب السودان، ورئيس المجلس الوطني الشعبي بالجزائر، ونائب أول رئيس المؤتمر الوطني العام الليبي، ووزراء خارجية دولة الامارات العربية المتحدة، وسلطنة عُمان، وموريتانيا، وتونس، والمملكة المغربية، ووزير الشئون الإسلامية والأوقاف بجمهورية جيبوتي، وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، ومدير الشئون السياسية والإعلام والديوان باتحاد المغرب العربي. وتعد المرة الأولي التي تشارك فيها كل هذه الدول، في حفل تنصيب رئيس مصري. المشهد الثالث: هو المشهد الأسمى الذي أدهش مصر والعالمين العربي والغربي، وهو تسليم السلطة لرئيس مصري حالي، من رئيس مصري سابق، وهو مايعرف في علم السياسة "بالانتقال السلمي للسلطة"، ويوقعان علي وثيقة "تسليم للسلطة"