تتوسع شراكة سودانية قطرية تركية في مجموعة مصانع للغزل والنسيج بشكل متسارع للسيطرة على منظومة هذا الصناعة في السودان وعلى سوق المنسوجات والأزياء العسكرية في أفريقيا والشرق الأوسط والعالم. ويتبدى البعد العسكري في المجموعة الثلاثية إذ افتتح الرئيس السوداني عمر البشير، يوم الأحد، مقرا جديدا لمصنع "سور" للملبوسات العسكرية والمدنية في الخرطوم بحري، بحضور وزير الدفاع السوداني الفريق أول ركن عوض بن عوف ونائب وزير الدفاع التركي شواي ألباي، ووزير الدولة لشؤون الدفاع القطري خالد بن محمد العطية. وتقول الشركة: "إن شركة سور الدولية للاستثمار المحدودة تنمو بصورة سريعة لتصبح أول شركة للملابس العسكرية في العالم لإنتاج جميع منتجات الغزل والنسيج الخاصة بقوات الجيش والشرطة في أفريقيا إلى جانب دول الشرق الأوسط". وتتشارك وزارة الدفاع السودانية ممثلة في التصنيع الحربي والقوات المسلحة في الاستثمار بنسبة 33%، والقوات المسلحة القطرية 33%، والمستثمر التركي أوكتاي أرجان 34%. وقال الرئيس البشير إن المقر الجديد للمصنع يعد إنجازاً جديداً يضاف إلى الشركة التي بشرت بها العام السابق عبر بناء شراكات ذكية وتوظيف الموارد البشرية والمادية. وتابع "نقدر لشركة سور العالمية جهودها المقدرة في توفير احتياجات القوات المسلحة السودانية.. إنها تقدم نموذجا يحتذى في ادارة الاستثمارات الناجحة وتوفير فرص عمالة لقطاعات واسعة وعرض منتجاتها للأسواق الخارجية بمواصفات وجودة عالية". ويستهدف المصنع بدءا من العام الحالي استهلاك 60% من إنتاج القطن بالسودان والذي يبلغ سنويا 410 آلاف طن، عبر الاستفادة من الأموال القطرية والخبرات والتقنيات الأوروبية المتمثلة في الشريك التركي. وبحسب المدير العام للمصنع أوكتاي أرجان مستثمر تركي فإنهم يخططون لتغطية حاجة السوق المحلي والاتجاه للتصدير مستقبلا. وأضاف أن مؤسسته تستهدف "زيادة إنتاجها ورفع العمالة من 2500 عامل إلى 10 آلاف عامل بحلول العام 2020. مصنع (سور) للملبوسات من الداخل .. صورة لوكالة (الأناضول) وشمل المقر الجديد توسعة في خطوط الإنتاج من شأنها رفع إنتاجه من ألفين وحدة إلى 4 آلاف وحدة يوميا وفقا لإدارته. وأسست شركة "سور" العالمية للاستثمار المحدودة وزارة الدفاع السودانية ورجال أعمال أتراك في العام 2003 وكانت أولى استثمارتها مصنعا للملابس العسكرية في 2004 لتلبية احتياجات القوات المسلحة، قبل أن تنضم للشراكة وزارة الدفاع القطرية في يونيو 2013. وقال أكتاي أركان "إن افتتاح مصنع سور يؤكد الشراكة الاستراتيجية والاستثمارية بين السودان وقطر وتركيا"، لافتا الى أن الشركة تهدف الى إبراز سمعتها كماركة عالمية في جميع مجالات تخصصها من خلال مجمعاتها المتكاملة. وأضاف "استثمار الشركة في مجال النسيج سيكسب أبعادا جديدة لصناعة الغزل والنسيج في عموم أفريقيا، وستشهد الفترة القادمة افتتاح العديد من مصانع النسيج بالسودان.. نسعى لتوفير أنواع جديدة من المنتجات والشركة لديها مكاتب فرعية ونشاطات في قطر وتركيا والامارات والصين وروسيا". وفي أواخر العام 2015 أعادت الشراكة السودانية القطرية التركية الحياة لأحد أكبر مصانع النسيج بوسط السودان عندما شغلت شركة "سور" مصنع "الصداقة" للغزل والنسيج في الحصاحيصا والذي توقف قبل نحو 7 سنوات. ويعمل فرع "سور" بالحصاحيصا الآن على دعم مصانع نسيج شندي وكوستي والدويم بإنتاجه من الغزل واعادة القماش المنتج ليتم صباغته وتجهيزه للتسويق. كما أعلنت الشركة في أكتوبر 2015 عن خطة مستقبلية بأن تتولى "سور" إدارة مصانع نسيج أخرى متوقفة مثل مصنعي "الحاج عبد الله" و"المناقل" بولاية الجزيرة إضافة إلى تصدير غزول للخارج. ونقلت صحيفة "الصحافة" السودانية الأربعاء الماضي عن المدير التنفيذي لشركة "سور" المقدم حقوقي حمزة البدري، قوله إن المصنع الذي جرى افتتاحه يوم الأحد يضاف إلى سلسلة منشاءات تابعة للشركة متمثلة في مجمع سور الصناعي بالحصاحيصا ومصانع نسيج شندي "بولاية نهر النيل" والدويم وكوستي "بولاية النيل الأبيض". وكشف البدري عن خطط الشركة لإعادة تأهيل مصنع "جمتكس" بومدني ومصنع نسيج "الحاج عبد الله" بولاية الجزيرة، مبينا أن "الشركة ترفع شعار تكامل العمليات الإنتاجية لصناع الغزل والنسيج، بدءا من زراعة القطن وحتى الملبوسات الجاهزة". ويحتوي مجمع "سور" بالحصاحيصا على ماكينات جديدة للغزل والنسيج والتريكو والتجهيز والصباغة، وينتج 40 طنا يوميا من غزول القطن الخالص 100% والمخلوط بالبولستر، بينما تنتج مصبغة التجهيز 36 مليون متر سنويا، وينتج من التريكو 3 مليون قطعة سنويا. سودان تريبيون