تعانى المنطقة العربية من تنامى خطر الإرهاب بشكل كبير في ظل انشغال المنطقة بتبعات الربيع العربى، والانشغال بالأزمات الداخلية المتلاحقة عليها وهو ما وفر بيئة خصبة للعناصر الإرهابية في بعض المناطق العربية خاصة سورياوالعراق إلى أن وصلت العمليات الإرهابية إلى جنوب السعودية منذ عدة أيام ماضية وخاصة بعد ظهور الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" التي قد تنقل أنشطتها الإرهابية إلى منطقة المغرب العربي لمنافسة تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي. ويرى المحللون أن الإرهاب في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، إضافة إلى ليبيا في خانة الخطر الدائم بسبب قربها من مراكز التوتر في الحدود مع ليبيا وتونس والنيجر ومالي، بينما تأتى بلاد المغرب العربى في خانة أقل خطرا مقارنة مع باقي الدول العربية وسط تخوف من أن يتنقل إليها. وتسعى المنطقة في الوقت الحالى إلى رفع التنسيق الأمني بينها لمواجهة مخاطر الإرهاب في المنطقة بحكم أن العديد من الحركات الإرهابية مثل القاعدة والتنظيمات التي ظهرات أخيرا تتواجد على الحدود بشكل أستعدادى للتنقل بين الدول في الوقت المناسب. ويبقى الخطر الكبير على المنطقة العربية والمغرب العربى من "الدولة الإسلامية في العراق والشام" التي تزرع الرعب الآن في شمال سورياوالعراق وتتقدم نحو بغداد بعدما سقطت في يدها عدد من مدن العراق منها الموصل ثان أكبر مدينة في البلاد. وكشفت التقارير عن احتمال إعلان "الدولة الإسلامية في العراق والشام" فرعا لها في المغرب العربي بعنوان الدولة الإسلامية في المغرب الإسلامي "دامس" إضافة إلى " دالم " في السودان، في وقت ترى نفسها فيه وريثة تنظيم القاعدة ورفضت العمل تحت إمرته ولكن أعضاء هذا التنظيم يدعون أنهم على خط أسامة بن لادن مؤسس الحركة وليس على خط أيمن الظواهري. ورفض قائد التنظيم البغدادي الامتثال لأوامر الظواهري بالعمل تحت راية النصرة في سوريا. رغبة في تأكيد وجودها في العالم العربي والإسلامي وسيترتب على حضور داعش في نسخه المتوقعة في المنطقة العربية تطورات مقلقة على أمن المنطقة خاصة أذا تطور الأمر وأصبح تنافس بين التنظيمات في تنفيذ عمليات إرهابية من باب الظهور بمظهر الريادة في المنطقة. وأكد العميد حسن حمودة الخبير الأمنى في مكافحة الإرهاب الدولى أن ما تشهده المنطقة العربية من عمليات إرهابية يتم بشكل منظم ومخطط له خاصة في الدول التي تتوافر بها بيئة خصبة لذلك سواء من ناحية ضعف المنظومة الأمنيه بتلك الدول أو تواجد نزاعات قبلية مشيرا إلى أن التنظيمات الإرهابية الحالية تسعى للتوسع في عملياتها في الدول العربية الكبرى في الفترة القادمة وكان أخرها التفجيرات الإرهابية بجنوب السعودية. وأوضح أن " داعش " تنظيم أرهابى مدعوم من الولاياتالمتحدةالأمريكية لتنفيذ مخططاتها في المنطقة وتقسيم المنطقة حسب رؤيتها وبالتى بدأت بالدول التي لديها القابلية لأستقبال مثل تلك الجماعات الإرهابية ونشاط خلاياها مثل سورياوالعراق والتي أستغل اضطهاد السنة بها من أجل أنجاح التوسع في ما يدعى " داعش " وأكد العميد حمودة أنه لابد من تحرك أمنى عربى عن طريق تفعيل ألية " الدفاع المشترك في الجامعة العربية " على غرار حرب تحرير الكويت، خاصة وان هناك رغبة عربية مجتمعة على ضرورة مواجهة التنظيمات الإرهابية التي تهدد المنطقة ومشيرا إلى أمكانية أن يكون العمل العسكري العربى تحت مظلة مجلس الأمن من أجل إضفاء الشرعية الدولية له أو يمكن أن يكون باتفاق عربى خالص خاصة وأن الولاياتالمتحدة فعلت ذلك من قبل دون شرعية دولية وكان تحت غطاء القضاء على الإرهاب. ووصف حمودة " داعش " بأنها كرة ثلج كلما تدحرجرت أزداد حجمها متوقعا أن تعلن أغلب التنظيمات الإرهابية في المنطقة البيعة لها من أجل تشكيل تحالف أرهابى كبير بالمنطقة ينفذ مصالح المشروع " الصهيوأمريكى " مؤكدا على ضرورة التدخل العربى لوقف كبح التنظيم الأرهابى الجديد. وأشار العميد حسن أن أعضاء التنظيم الأرهابى يسعون لتأسيس " دولة خلافة شرق أوسط " موضحا أن هناك تنظيم سيظهر وهو " دالم " سيكون على الحدود الليبية مع مصر إضافة إلى " دامس " بدولة السودان من أجل توسيع الانتشار له وجذب الشراذم الإرهابية بالمنطقة تحت سقف واحد. وأكد اللواء علاء منصور مدير مركز الدراسات بأكاديمية ناصر العسكرية أن اغلب الول العربية بها عناصر متطرفة تسعى لتنفيذ أفكارها الشاذة عن الإسلام وعن التقاليد العربية المتعارف عليها من أجل تنفيذ أجندات خارجية وتحقيق مصالح دول اجنبية في المنطقة العربية. وأضاف اللواء منصور إلى أن التنسيق بين الدول العربية ضرورى من أجل ضبط الحدود بين الدول العربية للسيطرة على تحركات الجماعات المسلحة والإرهابية التي تستغل الظروف التي تمر بها من المنطقة العربية من أنشغال بأزماتها الداخلية من أجل أنتشارها وإيجاد سبل تواصل بينها، مشيرا إلى ضرورة تجفيف منابع الإرهاب بالدول العربية ومراقبة حسابات البنوك المشتبه بها والقضاء على عمليات تهريب السلاح. وأشار إلى أن الحادث الإرهابى الأخير الذي وقع بجنوب السعودية هو حادث فردى وأن المملكة قادرة على ردع الإرهاب ومنع تسلسل عناصره إليها بفضل المقومات التي تمتكلها وتمكنها من ذلك موضحا إلى إن الجماعت الإرهابية تسعى لتحكم قبضتها على الدول التي تعانى أمنيا كالعراقوسوريا واليمن التي تنشط بها بها العناصر الإرهابية التي تستغل النزعة القبلية بها. ورفض مدير مركز الدراسات بأكاديمية ناصر الاتهامات العراقية للسعودية بأنها تقف وتمول الجماعات المسلحة في العراق خاصة السنة منها، لأنه ليس من مصلحتها ذلك ولا حتى من مصلحة إيران لأنها تسعى للبعد عن مخاطر الجماعات المسلحة الناشطة في المنطقة حتى لا تمتد إليها. ووصف " داعش " بأنه أداة في أيد دول أجنبية تعى جيدا أن تعاونها مع التنظيم مسألة وقت ليس إلا بهدف تحقيق أهداف مؤقتة مشيرا إلى تجربة الولاياتالمتحدة مع تجنيد عناصر القاعدة لمواجهة الاتحاد السوفيتى ماثلة امام الأعين، في وقت أنقلب عليها بعد ذلك وقام بالعديد من العمليات الإرهابية تجاه واشنطن وخارجها، وهى أيضا تتخوف من أن تكون العراق بؤرة للمتطرفين للسيطرة على المنطقة خاصة في ظل استغلال إقليم كردستان للظروف والأنفصال عن العراق وبالتالى تزايد مطالبة الأكراد داخل تركيا بالأنفصال وهو ما تخشاه أمريكا خوفا على تركيا عضو حلف شمال الأطلنطى، وبالتى فأن البيت الأبيض يدير الأزمة العراقية بما يتوافق مع مصالحه في الوقت الراهن. وعن إمكانية أن يكون هناك تدخل عربى مشترك للقضاء على " داعش " بشكل خاص نظرا لتزايد عملياته الإرهابية وحتى يتم قطع الطريق أمام التدخل الأجنبى المحتمل في العراق ،أوضح أن الحكومة العراقية وضعت مسمار في طريق التدخل العربى باتهاما دول عربية بأنها تساند الجماعات المسلحة فلا يعقل أن تتهم الحكومة العراقية المملكة العربية السعودية بأنها تقف وراء الأحداث الداخل بها وتوافق على عمل عسكري تشترك فيه القوات السعودية إضافة إلى أن السعودية دولة فاعلة في المنظومة العربية ولا يمكن أن تشترك دول الخليج في تدخل دون المملكة السعودية. "البوابة نيوز"