موظف بالتلفزيون : اختفاء* (72)* كشافة بإستديو علي شمو في ظروف غامضة مُعدة برامج : لا إرشيف بالقناة ونقوم بمسح البرامج بعد بثها مباشرة * الهيئة النقابية لعمال الإذاعة والتلفزيون ترفض الرد على أسئلة الصحيفة وتقول (الوقت غير مناسب) تحقيق : سلمى عبدالعزيز *في الحلقة الأُولى من هذا التحقيق تطرقنا لما ظل يُعانيه التلفزيون القومي من إهمال وتصدع طوال سنوات (عجاف) مضت، ذاك الحلم الكبير الذي بدأ يتحول تدريجياً وبشهادة العاملين فيه إلى (كابوس) مُؤرق .تفاصيل عديدة تمثلت في مُحاولات تصفية القناة بتقليص ميزانية البرامج، ما أضعف محتواها، وكذلك إهمال معداتها، فتحول المبنى ل(مخزن للخردة المتهالكة)، إضافة لإصابة بعض العاملين بالسرطان والفشل الكلوي والسكتات القلبية لتعرضهم لانبعاثات الأشعة العالية، كما أشرنا لما وصفه بعض العاملين بالاستبداد الإداري من خصم لمرتباتهم وتهجير قسري لبعضهم، (آخر لحظة) في هذا الجزء الأخير تطرقت لكارثة حقيقية يُعاني منها التلفزيون الآن وهي عدم وجود (إرشيف) يَحفظ إرث البلاد الثقافي، إذ تلجأ القناة لمسح كافة البرامج بعد بثها مباشرة لإفتقارها للأشرطة، ثم غصنا في محاولة فك طلاسم حثيثيات (إستديو علي شمو) الذي اختفت كشافاته في ظروف غامضة، ولم ننس الاستماع لبعض موظفي التلفزيون القومي، فراحوا يسردون مُعانتهم في إسهاب تام. * * *اختفاء (كشافات) إستديو علي شمو يتكون التلفزيون القومي من (4) استديوهات، هي الإستديو الرئيسي الشهير بإستديو (علي شمو)، والذي تم تخصيصه لتقديم السهرات والبرامج الكبيرة، ثم* إستديو (B )وهو عبارة عن إستديو صغير مُخصص للبرامج الدينية، إضافة لإستديو (A)، وكانت تستفيد منه القناة في إجراء الحوارات، إلا أنه تم منحه لقناة النيلين بالرغم من مساحته الصغيرة، إضافة لإستديو (الأخبار)* والبرامج السياسية. كشف فني المونتاج وليد عبد اللطيف زروق الذي يعمل بالتلفزيون القومي لقُرابة ال(10) سنوات في حديثه ل(آخر لحظة) عن تقلص عدد* أجهزة الإضاءة "الكشافات" بإستديو "علي شمو" من (75) كشافة إلى (3) كشافات فقط، الشيء الذي أثر على إضاءة الإستديو الرئيسي بالقناة كثيراً، خالقاً حالة من الاستهجان وسط العاملين الذين يرون بأم أعينهم إختفاء (مُعدات) ذات قيمة مالية باهظة، ولكنهم لا يعلمون إلى أين تذهب؟! . مُتأسفاً على التدني المريع الذي يُعاني منه أهم إستديو بالقناة، مُتسائلاً : هل يعلم رائد الإعلام في البلاد بروفسير "علي شمو " ما يحدث من (سرقات) و(تشليع) لمكنونات أستديو يحمل إسمه ؟.* **أين ذهبت ميزانية الكهرباء ؟! يُشير "زروق" لما أسماها ب(خبايا التلفزيون القومي) والتي يتمثل أهمها في أزمة توقف التيار الكهربائي عن القناة مُؤخراً، قائلاً: ( تفاجأ جميع العاملين بمديونية القناة الضخمة لوزارة الكهرباء) مُتسائلاً بحيرة من أين جاءت هذه المبالغ* الطائلة* بالرغم من أن ميزانية الكهرباء تخرج سنوياً، مُضيفاً انقطاع التيار الكهربائي كان بمثابة طرف الخيط الذي كشف عن سوءات كثيرة (ولا أريد أن أقول فساد)! مشيراً إلى أن العاملين بالقناة لم يصرفوا حوافزهم أو ما يعرف بالحافز الإنتاجي لقرابة الشهرين على التوالي، حيث تتعلل إدارة القناة بحجج واهية وغير منطقية، فتارة تتحجج بتبديد (الراتب) على شراء معدات للعمل، وتارة أخرى بتسديد فواتير الكهرباء .. الخ، مؤكداً والحديث مازال ل(زروق) أنه تم تقليص (الحافز) بنسبة (50%)* أيّ* إلى النصف،* وبالرغم من ذلك لا يتم صرفه للعاملين في الوقت المحدد،* عكس رواتب الدولة غير مرضية، إلا أنها تصرف في وقتها تماماً.* *ظروف قاهرة خاض العاملون بالتلفزيون القومي العديد من المظاهرات والوقفات الاحتجاجية بسبب تردي بيئة العمل وضعف المرتبات، إضافة لتأخرها أحيانا لعدة أشهر .. (آخر لحظة) استطلعت بعض العاملين بالتلفزيون أمام مبنى القناة الذين أكدوا أنهم يعملون في ظروف وصفوها ب(القاهرة)، وبيئة عمل (مُخجلة) مُقارنة مع نظرائهم في القنوات الأخرى، لافتين إلى أن هناك بُوناً شاسعا بينهم والقنوات في الدول العربية والأفريقية من حيث التقنية المستخدمة، وبيئة العمل وأوضاع العاملين، بالرغم من أن التلفزيون القومي سبق العديد من الفضائيات العربية في التأسيس بسنوات عديدة . **تلفزيون بلا إرشيف *تلجأ القناة لمسح كافة البرامج التي تُنتجها بعد بثها مُباشرةً لعدم وجود أشرطة، تقول مُعدة ومُنتجة أهم البرامج بالتلفزيون القومي من بينها برنامج "بيتنا" أسماء حسن سيد أحمد في حديثها ل(آخر لحظة) إن القناة لا تملك (إرشيفاً) في الوقت الحالي نظراً لقلة الأشرطة أو انعدامها ما يجعلهم يقومون بمسح البرامج والسهرات بعد بثها مباشرة، لافتة إلى أن مكتبة التلفزيون القومي خالية تماماً، عدا بعض الأفلام الوثائقية وبرنامج (أسماء في حياتنا) . يعلو صوت "أسماء" مُحتجاً على التردي الذي بات السمة الغالبة بالقناة قائلة: نُعاني من مشكلة كبيرة في الإضاءة، إضافة إلى* نقص في (المايكات)، مُردفة* تهالكت أجهزة الصوت للغاية، ولا يوجد استقبال للتلفونات في الاستديو الرئيسي، إضافة إلى عدم وجود نسخ من (اللوقو) الخاص بالقناة) .. ختامة حديثها بمعضلة يُعاني منها التلفزيون منذ أمد بعيد، وهي عدم وجود ميزانية ل(ديكور) البرامج، الشيء الذي يُفسر الخلفية الباهتة التي تظهر بها استديوهات التلفزيون القومي، وذاك (الكرسي) المُهتريء الذي أطل به مذيع الأخبار تلك الإطلالة التي كانت بمثابة أولى (الأحجار) التي حركت بركة رواد التواصل الاجتماعي الراكضة فضجَّت الأسافير منددة ومُتأسفة على الوضع المُتأزم الذي يُعاني منه التلفزيون القومي . **النقابة لا ترد * ظلت (آخر لحظة) ولقُرابة الأسبوع تُحاول الوصول لرئيس الهيئة النقابية لعمال الإذاعة والتلفزيون بختان إبراهيم، لطرح عدد من الأسئلة وبعض الاستفسارات التي تدور بأذهان القراء، وكذلك العاملين بالتلفزيون القومي، إلا أن رئيس النقابة رفض التطرق للموضوع والرد على أسئلتنا متعللاً بقوله: (الوقت غير مناسب). (آخر لحظة)