((عندما يغيب الفهم المادي للتاريخ لا تبقى سوى خطوة واحدة من الراديكالية الى الانتهازية)) لينين (1) من هو المتحرّك اليوم؟وما هي الأساليب المتنوعة المتداخلة التي ستلجأ إليها مجموعه القوى الملتفّة في التحرك؟ متجاهلين كل ما يدور ،محافظين على وحدة الصف الوطني و ملتفين حول تجمع المهنين ؛غير أن الحرص على تحرك الجيل الشعبي الجديد، لا يعفي صاحب الحرص من ملاحظة النواقص والثغرات والعيوب التي رافقت نشاط الحراك (2) فلا دعوة في هذا المجال إلى إيديولوجيات شمولية جديدة، ولا دعوة أيضاً إلى مركزية ديمقراطية أو ديكتاتورية انضباطية تلغي حق التعبير وحق الاختلاف، داخل الحراك بداية، ثم داخل المجتمع ، وعلى من يتوجس منه الجيل (اللامنتمي)الحالي شواهد وتجارب مريرة ،إذا كان ما ورد مفهوماً، فإن ما لا يكون مفهوماً، هو الوقوف ضد تنظيم الحراك بحجة الحرية والتعدد، والتوهم بالقدرة على إسقاط المضمون السياسي بدعوى "مدنية" التحرك (3) في هذا المجال يجب أن يجري التمييز بين أساليب النقابات المستعادة، وبين أساليب الحراك المتكررة، بحيث تُقرأ الدوافع والأسباب التي تجعل التكرار والإستعادة من قِبل الفريقين، سمتين بارزتين تحملان في استمرارهما وفي انبعاثهما كل مرة، ما يدفع إلى القول إنهما يشكلان عطباً بنيوياً لدى النقابات المستعادة، وعطباً عفوياً لدى المجموعات التي مازالت تنفر من السياسة وتنفر من التنظيم، وتنقاد إلى الشعارات السهلة، وتترك أجسامها عرضة لممارسات وسلوكيات فوضوية، ممارسات يتوزعها النظام من جهة، وأصحاب اللفظية الثورية الذين مازالوا ينهلون من كتاب تجاوز عمره الدَهر، والذين يرون في كل صرخة احتجاج إيذاناً لنجاح الثورة (4) السياسة ليست مجرّد جمّال بيانات آوتوفير غرفة طوارئ و وقفات احتجاجية او إضراب نقابي وما هو على هذا الجدول حساس وخطير ولا يتحمل الانتظار؟ هذا لا يعني أن النزول إلى الشارع سيكون الشكل النضالي اليومي، لكن أشكال التعبئة الشعبية والسياسية والمدنية يجب أن تكون موضوع عمل يومي مستمر بعيداً عن التضخيم المستمر الفاقد للمصداقية، بحيث يأتي كل تحرك (ميداني ،نقابي )ناشط، تتويجاً للتراكم اليومي المستدام الذي تتولى القيام بمهماته كل مجموعات وقوى الاحتجاج (5) بالطبع نسعى نحو تجسيد الحراك الشعبي عبر مجموعات عامة و اجتماعات شعبية و لقاءات تواصلية التي يقودها التجمُّع المهني الذي قام بوضع وثيقة مطلبية شاملة(اعلان الحريّة والتغير) و تسطير برامج نضالية و تعبوية نطمح ان تتمركز بأشكال احتجاجية شعبية حاشدة ومتنوعة في تحفيز المشاركة و التسيير و القيادة الجماعية للحراك و تحول دون السقوط في فخ توقف الحراك بمجرد اعتقال القيادة أو المساومة معها (6) العمل التنظيمي على المستوى الدولة ككل يتطلب عملا منظما لسنوات ؛ضعف العمل التنظيمي الشعبي لا يعود إلى حداثة التجمع فحسب بل تكمن المعضلة في التنسيق بين القوى السياسية(الاجماع-نداء السودان)والتجمع ؛التجمع أثبت نفسه على النقابات دون غيرها من انواع الحراك المقاطع للمنظومة الحاكمة وآليات التجمع والارضية التمهيدية التي يتخذها للوصول للعصيان المدني الشامل تفقد وتخصم من الحراك كثيرا لابد من الوصول على الواقع دون الميديا والتنسيق دون كشف الافراد التي تستجيب لعصيان الايام المحدودة,المجتمع الدولي سيظل يعبر عن قلقلة فقط حول ما يحدث بالسودان في ظل عدم كشف التجمع عن قيادات تجلس مع الدول المتغطرسة حول البلاد دون رؤياها لبرنامج شامل يحفظ حق المعاير الدولية في ظل الموقع الاستراتجي للبلاد أحمد طارق ابراهيم [email protected]