لم تكن المجزرة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع، خلال الفض الدموي للاعتصام أمام القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم، فجر الإثنين الماضي، والتي باتت تعرف في الأوساط المحلية ب”ليلة الغدر”، الأولى من نوعها، إذ يمتلك أفراد هذه المليشيات، الذين يأتمرون بأمر نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي الجنرال محمد حمدان دقلو، المعروف ب”حميدتي”، سجلاً حافلاً من الانتهاكات بحق المدنيين، من إقليم دارفور، مروراً بجنوب كردفان، والنيل الأزرق، إذ لطالما اعتمد النظام عليهم لسحق المدنيين والتنكيل بهم. وبالرغم من محاولات المجلس العسكري التعتيم على تفاصيل مجزرة فض اعتصام الخرطوم، عبر قطع خدمة الإنترنت في البلاد، يجري تداول كثير من القصص المرعبة عن تفلتات خطيرة لأفراد المليشيا بحق المدنيين، لا تقل رعباً عن القصص التي كانت تثار بحقهم في إقليم دارفور، غربي البلاد. ويُحمّل المحتجون والمعارضة في السودان قوات الدعم السريع المسؤولية الأكبر في فض اعتصام القيادة العامة بالقوة المفرطة، بما يشمل القتل والاعتداء العنيف والجلد بالعصي والسياط، ومن ثم المشاركة بعنف في قمع تحركات شعبية رفضاً لما جرى، والتي ذهب ضحيتها حتى الآن 113 قتيلاً مدنياً، طبقاً للجنة أطباء السودان المركزية، بينما تتحدث وزارة الصحة السودانية عن سقوط 61 قتيلاً، في محاولة منها لتخفيف المجزرة. ووفقاً لإفادات متطابقة لأشخاص تحدثوا مع “العربي الجديد”، فقد شارك أفراد الدعم السريع في عمليات قتل محتجين على مجزرة القيادة العامة في عدد من أحياء الخرطوم، بالإضافة إلى إذلال مدنيين، عبر جلدهم بالهراوات والسياط، إلى جانب تسجيل عدة حوادث نهب وترويع تحت قوة السلاح، ليتبين أن شعار “كل البلد دارفور” الذي رفعه المحتجون في بدايات احتجاجاتهم ضد عمر البشير حولته المليشيات إلى شعار يظهر كيف أن كل مدينة أو منطقة تقرر الاحتجاج مهددة بأن يكون مصير قاطنيها شبيهاً بمصير أهالي دارفور، الذين عانوا على يد الجنجويد من جرائم القتل والتعذيب والاغتصاب والتهجير. وشاركت قوات الدعم السريع سابقاً في عدة محاولات لفض المعتصمين السلميين أمام مقر القيادة العامة، قبل أن تنجح في تحقيق ذلك قبل أيام، على حساب أرواح عشرات السودانيين. وإزاء ذلك، خرج حميدتي ليقول إن قوات تنتحل صفة “الدعم السريع” تقف وراء الانتهاكات في الخرطوم، لكنه شدد على التزامهم بإزالة المتاريس المقامة في عدد كبير من شوارع العاصمة للسماح “بعودة الحياة” إلى العاصمة. وأكّد دقلو، الذي يشغل منصب نائب رئيس المجلس العسكري، أنّه يقف إلى جانب “الثوّار”، لكنّه قال إنّه لن يسمح بأن ينزلق البلد إلى الفوضى. ودافع المجلس العسكري، في بيان، عن قوّات الدعم السريع ضدّ ما وصفه بأنّه “حملة إعلامية منظّمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تقوم بها جهات مغرضة هدفها إشاعة الأكاذيب وتلفيق التهم ودمغ قوات الدعم السريع بالأباطيل وهي منها براء”. ووصف الضابط المتقاعد محمد إسماعيل قوات الدعم السريع بأنها قوات قبلية متماسكة، تدين بالولاء لقائدها حميدتي ولا تتحرك دون إمرته. وقال ل”العربي الجديد”، إنهم بانتظار نتائج لجنة التحقيق التي كونها المجلس العسكري بشأن ملابسات سقوط مدنيين في عملية فض اعتصام القيادة العامة. العربي الجديد div class="a2a_kit a2a_kit_size_40 addtoany_list" data-a2a-url="http://sudanmotion.com/home/%d8%ac%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%86%d8%ac%d9%88%d9%8a%d8%af-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%b1%d8%b7%d9%88%d9%85-%d9%85%d9%86-%d9%87%d8%a8%d8%a9-%d8%b3%d8%a8%d8%aa%d9%85/" data-a2a-title="جرائم "الجنجويد" في الخرطوم… من هبة سبتمبر إلى فض الاعتصام"شارك