حذر حزب «المؤتمر الوطني» الحاكم في السودان من قيام دولة ثانية غير معلومة الحدود، موضحاً أنه إذا لم يتم حسم المسائل الخلافية بين الشريكين قبل الاستفتاء ستعود المنطقة إلى المربع الأول وهو الحرب. وقال أمين التنظيمات في المؤتمر الوطني مندور المهدي في تصريحات للمركز السوداني للخدمات الصحافية، أمس، إن محاولة ترحيل هذه القضايا إلى ما بعد الاستفتاء سيعقد الوضع للأسوأ، وسيترك الباب مفتوحاً لدخول أجندة خارجية تعمل على تقويض أوجه التفاوض. من جانبه، أعرب المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى السودان ميخائيل مارجيلوف، أول من امس، عن أمله في أن يجري الاستفتاء بشأن تقرير مصير جنوب السودان حسب الموعد المقرر له وبشكل سلمي. وقال مارجيلوف في حديث خاص لقناة «روسيا اليوم»، إن «الأهم الآن هو ألا يحاول الشمال أو الجنوب استخدام أي نوع من القوة من شأنها أن تؤدي إلى تدهور العلاقات بين الخرطوم وجوبا». وتقرر إجراء استفتاء الانفصال ضمن بنود اتفاق السلام الذي أبرم في العام 2005 لينهي 21 عاماً من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب، والتي راح ضحيتها نحو مليوني شخص وأجبرت أربعة ملايين آخرين على النزوح. ويتوقع الكثيرون أن يتمخض عن الاستفتاء الموافقة على انفصال الجنوب عن الشمال. إلى ذلك، تسلم الرئيس السوداني عمر حسن أحمد البشير رسالة خطية من نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد، تضمنت رغبة طهران في تمتين العلاقات الثنائية وتعزيزها في مختلف المجالات. وقال مبعوث الرئيس الإيراني وكبير مساعديه مجتبي ثمرة الهاشمي، عقب تسليمه الرسالة إلى الرئيس السوداني في الخرطوم، إن «البلدين يعملان من أجل السلام في المنطقة لكنه نبه بقوله «يجب ألا نكون غافلين، لأن المؤامرات من الأعداء مستمرة ولا يسعون لخير البلدين». وشدد الهاشمي على «ضرورة انتباه البلدين لما يحاك ضدهما من مؤامرات ودسائس خارجية تستهدف مصالحهما المشتركة».