أعلن شمال السودان وجنوبه عن توقيع اتفاقية لإنشاء علاقات دبلوماسية بينهما بدءاً من التاسع من يوليو/تموز الحالي . ودعت الأممالمتحدة دول الاتحاد الإفريقي لدعم جنوب السودان ومساعدته، فيما طالب الاتحاد الإفريقي الدولتين إلى تعزيز العمل المشترك بينهما وصولاً إلى حلول مرضية للقضايا العالقة . وكشفت الخرطوم تفاصيل أخرى حول الاتفاق الأخير بين الطرفين . وأعلن نائب رئيس المؤتمر الوطني رئيس وفد الحكومة المفاوض بأديس أبابا نافع علي نافع أن الاتفاق حول وقف العدائيات في ولاية جنوب كردفان ينص على منطقة عازلة بين الشمال والجنوب بعرض 10 كلم، وحدد الاتفاق 9 شهور لتوفيق أوضاع الشماليين بالجنوب والجنوبيين بالشمال، وحدد الطرفان الثالث من الشهر الحالي موعداً لبداية عمل اللجنة السياسية ولجنة الترتيبات الأمنية . ونفى نافع أن يكون تم الاتفاق على قضايا الاقتصاد، وقال إنها ستطرح في الجولة المقبلة في الأسبوع الأول من يوليو/تموز الحالي . وأكد أن الحركة الشعبية لن تعطي الإذن لممارسة العمل السياسي بالشمال إلا إذا استوفت الشروط القانونية لدى مسجل الأحزاب السياسية . وأكد أن المفاوضات شددت على استعجال عمليات إغاثة إنسانية عاجلة بجنوب كردفان وفتح التحركات أمام المدنيين . والتزم الطرفان بمواصلة الاجتماعات خلال يومين تحت رعاية وفد الوساطة لتوقيع اتفاق حول وقف العدائيات يستمر لمدة 30 يوماً قابلة للتمديد . وأعلن وكيل وزارة الخارجية السودانية رحمة عثمان في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير التعاون الإقليمي لجنوب السودان مجوك والدن في الخرطوم أن “اتفاق إنشاء علاقات دبلوماسية تم حول كل الأطر الفنية التي تحكم العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين"، مشيراً إلى أن “وزارة الخارجية شرعت في إنشاء إدارة خاصة بالجنوب" . وكشف عثمان عن “إخلاء سبيل السفراء الجنوبيين في الخارجية وتسليم ملفاتهم إلى الوزير والدن"، معرباً عن “استعداد وزارة الخارجية لتقديم العون لحكومة الجنوب لإنشاء وزارة مقتدرة لدولة الجنوب" . من جانبه، لفت والدن إلى أن “توقيع أول اتفاقية بين الجنوب والسودان جاء حرصاً على توطيد العلاقات الأزلية بين البلدين"، متعهداً بإعمال “الحوار الدبلوماسي البناء خاصة في القضايا السياسية بين البلدين في المستقبل"، مضيفاً أن “التمازج والتداخل الحدودي بين الشعبين كفيل بتطوير العلاقات الاجتماعية وأن مصلحة الشعوب هي التي تحكم العلاقات السياسية بين الدول" . وأكد أنه “تم توجيه الدعوة رسمياً إلى الرئيس السوداني عمر البشير لحضور الاحتفال بإعلان دولة الجنوب"، معتبراً أن “فترة الأشهر التسعة التي حددها الشمال لتوفيق أوضاع المواطنين الجنوبيين في أراضيه كافية، وأن ترحيل المواطنين إلى الجنوب سيكون طوعياً، وعلى كل مواطن جنوبي ترتيب أوضاعه القانونية بعد التاسع من تموز المقبل" . وحول علاقات الجنوب مع “إسرائيل" رأى والدن “أن دولة الجنوب ستركز في علاقاتها الخارجية مع دول الجوار في المقام الأول لأن مصلحة شعب الجنوب تتطلب ذلك" مشيراً إلى أن “إسرائيل" ليست دولة جارة" . إلى ذلك، دعا جان بينغ رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي شمال السودان وجنوبه إلى تعزيز العمل المشترك بينهما وصولاً إلى حلول مرضية للقضايا العالقة . وقال في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لقمة الاتحاد الإفريقي السابعة عشرة بعاصمة غينيا الاستوائية مالابو، إنه بعد التاسع من يوليو/تموز ستستقبل منظومة الاتحاد الإفريقي دولة جديدة وهي دولة جنوب السودان، مشيراً إلى أن مشاركة الفريق أول سلفاكير ميارديت النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب في القمة تأتي بصفة مراقب ليس إلا . وقال بينغ إن انتشار القوة الإثيوبية في المنطقة سيعزز من مسيرة السلام والاستقرار، مثمناً دور رئيس الوزراء الإثيوبي مليس زيناوي وموافقته على نشر هذه القوة، مشيراً إلى أن مجلس الأمن قد أعطى الإذن لها لحفظ الأمن والسلم بالمنطقة . وأضاف أن ذلك من شأنه أن يدعم حالة الاستقرار والسلام في السودان .