جوبا - وكالات - قال رئيس برلمان جنوب السودان جيمس واني أيقا امس إن نظام الحكم في جنوب السودان سيكون نظاما يجمع بين المركزية والفدرالية. واضاف ردا على سؤال حول كيفية اختيار حكام الولايات العشر التي يتألف منها الجنوب، إنه «بالطبع سيتم انتخاب النواب عبر انتخابات نزيهة، ولكن للرئيس صلاحية عزل حكام الولايات في وقت الأزمات»، مؤكدا أن الرئيس سلفاكير ميارديت لن «يكون رئيسا مدى الحياة»، فمدة فترة الرئاسة أربع سنوات، ولكن بعد صياغة الدستور الدائم خلال السنوات الأربع المقبلة سيتم تحديد عدد ولايات الرئاسة. وكان وزير الإعلام بحكومة الجنوب أعلن مصادقة البرلمان على الدستور الانتقالي للدولة الجديدة، رافضا الاتهامات القائلة إن هذا الدستور سيركز السلطة بين يدي الرئيس. في وقت حذرت منظمات غير حكومية من محتوى الدستور الذي قد يؤدي برأيها إلى هيمنة الحركة الشعبية على السلطة في الدولة الوليدة. وسيوقع سلفاكير على الدستور اليوم أثناء الاحتفال الرسمي بإعلان الدولة، بحضور ممثلين عن عديد من دول العالم، وعدد من الشخصيات السياسية البارزة، واعتبرت حكومة الجنوب في وقت سابق أن الرئيس السوداني عمر البشير، أهم مسؤول يشارك في الاحتفال. ضغط على الخرطوم في سياق متصل، قال مسؤولون اميركيون ان الولاياتالمتحدة ستسقط العقوبات عن جنوب السودان بعد استقلاله، لكنها تتوقع مزيدا من الخطوات الملموسة من الخرطوم من أجل رفعها من القائمة الاميركية للدول الراعية للارهاب. وسترأس السفيرة لدى الاممالمتحدة سوزان رايس الوفد الاميركي الى احتفالات الاستقلال، وحثت رايس ايضا حكومة الخرطوم على اعادة النظر في تهديدها بطرد قوات الاممالمتحدة لحفظ السلام بعد التاسع من يوليو، قائلة انه توجد مسائل كثيرة خطيرة لم تحل بعد على طول الحدود المتوترة بين الجانبين. وقالت رايس انه يجري حاليا اتخاذ الاجراءات الفنية لاستثناء جنوب السودان من العقوبات الاميركية المفروضة على الخرطوم منذ 1993، وهو ما قد يفتح الباب امام مزيد من المساعدة الاقتصادية، وستستضيف واشنطن في سبتمبر مؤتمرا دوليا لتنسيق مشاريع التنمية العامة والخاصة لأحدث دولة في افريقيا، وسترفع واشنطن مستوى قنصليتها في جوبا الى سفارة كاملة عقب الاستقلال. جنوب كردوفان واتهمت رايس الخرطوم مجددا بارتكاب أعمال وحشية في جنوب كردفان خلال القتال الدائر مع الحركة الشعبية، وقالت إن «الجيش السوداني لا يزال يقوم بتنفيذ عمليات قصف جوي تستهدف ضرب المدنيين، وشددت رايس على أن الولاياتالمتحدة تدين بشكل واضح أعمال العنف المتصاعد. الى ذلك ، اعلنت حكومة الخرطوم امس اعترافها رسميا بدولة جنوب السودان في قرار صادر عن الرئاسة، تلاه وزير رئاسة الجمهورية بكري حسن صالح «تعلن جمهورية السودان رسميا اعترافها بقيام جمهورية جنوب السودان دولة مستقلة ذات سيادة». كما اعلنت «التزامها بانفاذ اتفاق السلام الشامل وحل القضايا العالقة، داعية حكومة الجنوب للاستمرار في الاعتراف بالاتفاقيات الدولية والثنائية التي وقعتها حكومة السودان». في غضون ذلك، تبنى مجلس الامن امس قرارا ينشئ بموجبه بعثة للامم المتحدة في جنوب السودان، قوامها سبعة الاف جندي و900 مدني وخبير، للاسهام في اعمار البلاد والسهر على الامن ودعم السلطات الوطنية بالتشاور الوثيق مع الشركاء الدوليين لترسيخ السلام ومنع العودة الى العنف. بعثة الأممالمتحدة إلى ذلك، اتُهمت بعثة الأممالمتحدة في السودان بارتكاب اخفاقات خطيرة في أداء واجبها في توفير الحماية لمئات المدنيين الذين قُتلوا خلال أعمال العنف من جانب حكومة الخرطوم على حدودها الجنوبية. ونسبت صحيفة اندبندنت إلى شهود عيان قولهم إن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة «وقفت جانبا حين تعرض مدنيون عزل للقتل برصاص قوات الحكومة السودانية خارج بوابات قاعدة للأمم المتحدة قبل اجبارها على الانسحاب مثل الخراف المذبوحة». المسائل العالقة في المقابل قالت وزارة الدفاع الاثيوبية انها انهت الاستعدادات اللازمة لارسال قوة حفظ السلام الى منطقة أبيي المتنازع عليها، فيما اعلن ممثل للاتحاد الافريقي ان المحادثات حول المسائل التي لاتزال عالقة بين شمال السودان وجنوبه، ستستانف بعد اعلان استقلال الجنوب. وكان الرئيس السوداني عمر حسن البشير تعهد الخميس بمحاربة المتمردين الشماليين، ومقاطعة محادثات السلام الدولية في المستقبل في خطاب مفعم بالتحدي قبل يومين من انفصال جنوب البلاد.