رايس تترأس وفد أمريكا للجنوب بي بي سي حثت الولاياتالمتحدة الحكومة السودانية على السماح لقوات حفظ السلام الاممية بالبقاء في البلاد بعد اعلان الجنوب دولة مستقلة السبت. وشددت على "أهمية" بقاء وجود للامم المتحدة في ولاية جنوب كردفان السودانية والنيل الازرق وولايات شمالية اخرى. وجاء هذا التأكيد مع اقتراب نهاية مهمة بعثة الاممالمتحدة في السودان (UNMIS) التي حددتها اتفاقية السلام الشامل التي انهت الحرب الاهلية المدمرة بين شمال السودان وجنوبه. وتوقع دبلوماسيون أن يصوت مجلس الامن على قرار تشكل بموجبه بعثة اممية جديدة في السودان الجنوبي. ويتوقع ان تتألف البعثة الامميةالجديدة في جنوب السودان التي سيطلق عليها اسم (UNMISS) من 7000 من عناصر قوات حفظ السلام الى جانب 900 من الشرطة المدنية، كما تنقل وكالة رويترز عن مسودة القرار المقترح لمجلس الامن الدولي في هذا الشأن. وقالت السفيرة الامريكية في الاممالمتحدة سوزان رايس ان بلادها تشعر بقلق بالغ بشأن خطط سحب بعثة الاممالمتحدة من بعض الولايات الشمالية كجنوب كردفان والنيل الازرق. وبررت رايس دعوتها لابقاء الوجود الأممي بالحاجة الى ضمان توزيع المساعدة الانسانية وتطبيق وقف اطلاق النار وحماية المدنيين. واوضحت ان الولاياتالمتحدة تستخدم جميع الأدوات الدبلوماسية وغير الدبلوماسية في "محاولة اقناع القيادة في الخرطوم بأن ليس من مصلحتها أن تكره الاممالمتحدة على الرحيل بشكل مفاجيء أو قبل الاوان". واضافت رايس التي سترأس الوفد الامريكي إلى احتفالات استقلال الجنوب في جوبا بأنه يجري حاليا اتخاذ الاجراءات الفنية لاستثناء جنوب السودان من العقوبات الامريكية المفروضة على الخرطوم منذ 1993 وهو ما قد يفتح الباب امام مزيد من المساعدة الاقتصادية للدولة الجديدة. رفع العقوبات اما بشأن رفع العقوبات على السودان الذي يعمل حثيثا على سحب اسمه عن اللائحة الامريكية السوداء "للدول الداعمة للارهاب". فأشارت رايس الى أن هذا الاجراء لا يمكن ان يطرح الا بعد حل المشاكل العالقة بين الشمال والجنوب، امثال ترسيم الحدود وتقاسم عائدات النفط ووضع المواطنين الجنوبيين في الشمال بعد اعلانه دولة مستقلة. وقال مسؤولون امريكيون ان الولاياتالمتحدة تعهدت في عام 2010 بمعونات قيمتها حوالي 300 مليون دولار لجنوب السودان وستكشف النقاب عن تعهدات جديدة في مؤتمر دولي سيقام في سبتمبر/ايلول بواشنطن لتنسيق مشاريع التنمية العامة والخاصة للدولة الجديدة. وتنشر الاممالمتحدة اكبر وجود لها في العالم في السودان ويبلغ عديد قوة حفظ السلام التابعة للبعثة الاممية في السودان التي عرفت اختصارا باسم اليوناميس (UNMIS) قرابة العشرة آلاف عنصر. جندي في قوة اليوناميس عمليات البعثة الاممية في السودان تعد من أكبر عمليات الأممالمتحدة في العالم بأسره. وقد أنشأت هذه القوة في عام 2005 في اعقاب اتفاق نيفاشا للسلام بين الجنوب والشمال وأوكلت اليها مهام مراقبة تنفيذ الاتفاق. ونقل موفد بي بي سي الى السودان سامي سمهود عن العبيد أحمد مروح مدير ادارة الاعلام والناطق باسم الخارجية السودانية قوله تأكيده انه لو طرأ اي جديد في المستقبل فيمكن دعوة الأممالمتحدة للحضور مرة أخرى. بيد أن انتهاء مهمة اليوناميس في الشمال لن يعني انتهاء دور الاممالمتحدة في السودان فقوة اليوناميد لا تزال عاملة في دارفور ويقدر عدد افرادها بالالاف ايضا.