ربما المرة الأولى التي يشهد فيها ديوان الزكاة تخفيف مظاهر سالبة كانت ترافق مناشطه للدواعي السياسية كما كان عليه في عهد النظام البائد، فهاهي مؤسسة ديوان الزكاة بولاية القضارف تمرر برنامجها لشهر رمضان المعظم من خلال مؤتمر صحفي قصير للتعريف بالبرنامج وتفاصيله، برفقة قيادات قوى الحرية والتغيير بولاية القضارف وعلى رأسهم الاستاذ عطا حسين الدوة، سكرتير حزب الأمة، وقيادات آخرين. وكشف الأمين العام لديوان الزكاة بولاية القضارف محمد عبد الرحمن إبراهيم عن استهداف عدد (139.520) أسرة، بكلفة (537.500) مليون جنيه في برنامج شهر رمضان المعظم، فيما أشار لإعداد خطة اخرى اضافية لمجابهة جائحة كورونا التي قال إنها تلقي بمآلاتها على مصارف من الديوان، وأضاف "نعمل على أن نتفادى ما يمكن أن يحدث للفقراء والمساكين بالذات لأنهم فئة ضعيفة وينظر لهم الناس بعين الرحمة"، وكشف أمين عام الزكاة عن تخصيص مبلغ (250) مليون جنيه لصالح حزمة "سلة رمضان" بعدد مستفيدين (50) ألف أسرة، فيما كشف عن توجيه مبلغ (220) لقوت العام "الدفعة الأولى" بحجم مستفيدين بلغ (70) ألف أسرة. وربما تكون هي المرة الأولى التي تحتوي فيها أضابير مؤسسة مثل ديوان الزكاة على أدبيات الثورة السودانية حينما تم اطلاق تسمية "سلة أبريل" على واحدة من حزم برامج شهر رمضان الكريم، حيث أشار أمين ديوان الزكاة إلى أن تكلفة السلة بلغت (30) مليون جنيه لعدد مستفيدين بلغ (15) ألف مستفيد، فيما لفت مدير الديوان لتخصيص مبلغ (21) مليون للأسر المتعففة لعدد (420) أسرة، فيما بلغ دعم برنامج "فرحة العيد" (8) مليون جنيه لعدد أربعة ألف مستفيد، وجاءت حزمة تأهيل دور العبادة بقيمة (3) مليون جنيه فضلاً عن إطلاق سراح (100) سجين بتكلفة (5) مليون جنيه، ويشير أمين الديوان إلى أن برنامج شهر رمضان يمثل رسالة سامية من المكلفين يتنزل رحمة في قلوب المستحقين. وبالموارد الضخمة التي يملكها الديوان في القضارف، فإن المستحقين يتطلعون في الفترة الجديدة للحرية والتغيير أن يتم توزيع الموارد بصورة عادلة، خاصة وأن الديوان كان قد شهد الكثير من التجاوزات في النظام السابق، وهو ما قاد إدارة الديوان الحالية لتكون حريصة على إخراج برنامج شهر رمضان بكل شفافية، تضمن في المقام الأول وصول حزم الدعم والمشروعات والمعينات لمستحقيها من مصارف الزكاة، خاصة مصرف الفقراء والمساكين، ويتوقع الديوان في أن تصل حجم ميزانيته في العام (2020) لملياري جنيه، وهو الرقم الأعلى في تحصيل الديوان خلال مسيرته الطويلة، ويأمل الكثيرون أن توجه في أفكار جديدة وبرامج يمكنها أن تخترق نسب كبيرة للإصابة بمرض مثل سوء التغذية، وكذلك تعمل على تعديل نسبة الفقراء أيضاً من خلال البرامج التكافلية. ولن تتوقف آلة التغيير العاملة في مؤسسة ديوان الزكاة عندما تتفادى تركة ثقيلة بأفكار جديدة، حيث كشف الأمين العام للديوان بالقضارف عن توزيع "سلة رمضان" بقيمة نقدية بدلاً عن "الكراتين" التي كانت تعدها إدارات الديوان، فيما تبلغ قيمة السلة في ولاية القضارف خمسة ألف جنيه باعتبارها القيمة المالية الأعلى في كلفة إعداد سلة رمضان، وتفادياً للإجراءات العقيمة التي كانت تصاحب الكرتونة من ترحيلها ووصولها للمستحقين في مناطق بعيدة وريفية فقيرة، سبق وأن أعلنت اللجنة العليا للطوارئ الصحية ومجابهة فيروس كورونا بديوان الزكاة عن توفير إمكانات كبيرة لدعم مراكز العزل ودعم أسر المحجورين صحياً، هذا بجانب التزامها بتوفير الترحيل لكل طلاب الخلاوى الذين يرغبون فى العودة إلى ذويهم بالولايات، وقالت اللجنة فى اجتماعها الدوري بمقر اللجنة بولاية الخرطوم إن الديوان يعمل بصورة مشتركة مع اللجنة العليا للطوارئ لمعالجة كل الالتزمات الاجتماعية المترتبة على هذه الجائحة، وأشار رئيس اللجنة، محمد بابكر إبراهيم أن اللجنة لها لجان في المحليات تتابع كل التطورات وتنسق مع بعضها لتقديم العون اللازم. من جانبه قال الخير يوسف نورالدين، مقرر اللجنة إن هذا التنسيق مع وزارة الصحة والمحليات نتج عنه العديد من الشراكات في مجال العمل الاجتماعى لأسر المحجورين صحياً ومراكز العزل.