استشهد 4 من الجيش السوداني مصرعهم بينهم ضابط برتبة رفيعة وجرح 12 آخرين اثر معارك شرسة مع مليشيات أثيوبية مسلحة على الشريط الحدودي بين البلدين ليل الثلاثاء. وعلمت "سودان تربيون" من مصادر عسكرية مطلعة بأن المعارك اندلعت بمحلية القريشة شرق منطق "ود عاروض" في أعقاب نصب المليشيات الاثيوبية أكثر من كمين للقوات السودانية بتلك الجهات. وأضافت المصادر " أودت المعارك بحياة قائد القوة وهو ضابط برتبة رائد وثلاثة آخرين كما جرح 12 من القوات السودانية". وأفادت أن القوات السودانية نشرت تعزيزات عسكرية مزودة بعربات دفع رباعي وأن معارك شرسة تدور الآن في مناطق "الأسرة" وشرق "ود عاروض" بمحلية القريشة بجانب منطقة أبو طيور محلية الفشقة، وذلك بعد تعرض القوات السودانية لكمين جديد فجر الأربعاء. وتتجدد هذه المعارك بعد يومين من زيارة رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك الى اثيوبيا على رأس وفد أمني عالي المستوى ناقش خلالها قضايا الحدود بين البلدين وجرى الاتفاق على بدء المباحثات بشأنها الأسبوع المقبل في الخرطوم. كما ربطت المصادر بين هذه التوترات وزيارة رئيس الوزراء الاثيوبي آبي أحمد الى عاصمة إقليم التقراي مكلي بعد ساعات من مباحثاته مع حمدوك. ورجحت أن يكون الجيش الاثيوبي الذي يدعم هذه المليشيات يتعمد اثارة التوتر على الحدود قبل المباحثات القادمة لتعزيز موقف الحكومة الاثيوبية في هذه الجولة ويتمدد نشاط المليشيات الاثيوبية داخل الأراضي السودانية منذ تسعينات القرن الماضي حيث تعمد الى الاستيلاء على الاف الافدنة الخصبة وزراعتها سيما في منطقتي الفشقة الكبرى والصغرى التي تقدر مساحتهما بست الاف كيلو متر. وتسمى هذه المنطقة في اتفاقيات الحدود بين السودان وإثيوبيا بالقطاع الأوسط وتقع على الحدود الشرقية السودانية عند تقاطع خور الرويان مع نهر ستيت وحتى تقاطع نهر عطبرة مع الحدود الاثيوبية في منطقة بلشورة بطول 168 كيلومتر مع اثيوبيا. ويحد ذات المنطقة شمالا نهر ستيت حتى التقائه بنهر عطبرة قرب مدينة الشواك كبرى مدن محلية الفشقة ومن الغرب والجنوب نهر عطبرة وتسمي الفشقة الكبرى وهي من أكبر الأراضي الزراعية الخصبة وتقدر بنحو 750 ألف فدان يستغل منها المزارعين السودانيين نحو 320 ألف فدان. وتقع الفشقة الصغرى جنوب نهر بإسلام وهي أراضي زراعية لكنها تكثر فيها المرتفعات وتقدر المساحة الصالحة للزراعة فيها بنحو 500 ألف فدان المستغل منها بواسطة المزارعين السودانيين نحو 63545 ألف فدان. وأدت العمليات العسكرية المستمرة بواسطة المليشيات الاثيوبية المسلحة والجيش إلى تغول واستيطان المزارعين الأثيوبيين واستغلال مساحة 310 ألف فدان بجانب 411 ألف فدان في الفشقة الصغرى. وتمددت المليشيات المسلحة حتى منطقة اللكدي والقضيمة في الفشقة الكبرى التي يوجد بها معسكر للقوات السودانية حيث يوجد معسكر للمليشيات الاثيوبية داخل عمق الأراضي السودانية. وتمكنت مؤخرا القوات المسلحة المتمركزة في منطقة أم براكيت الواقعة منتصف الفشقة الكبرى من تأمين وحماية أكبر المشاريع لصالح المزارعين السودانيين. :