إزدادت مراكز التجميل فى الآونة الاخيرة بصورة كبيرة، ولانه بحسب قانون السوق (كلما ازداد الطلب كثر العرض) فان اسواق التجميل الرائجة هذه الايام دخلها كل من هب ودب من غير المتخصصين والمتخصصات من محبى جمع المال والثراء السريع، وكان نتيجة هذا التخبط عدد كبير من الضحايا اللاتى كن جميلات بالفعل قبل زيارتهن لهذه المراكز خارج دائرة الرقابة، فالفتيات المهووسات (بشراء) الجمال مهما كانت كلفته، لم يكتفين بترددهن على هذه المراكز فحسب، بل اتجهن نحو المستحضرات الطبية بمختلف تركيباتها، واغراضها من تكبير او ترشيق لبعض اعضاء الجسم وتسمين عام او موضعى، علاوة على جراحات التجميل، وقد اتجه عدد غير محدود من الاطباء الى التخصص فى حقل جراحة التجميل لانه اضحى مدراً للمال، وباعثاً للثروة، حيث تسعى الراغبات في تغيير ملامحهن الى دفع مبالغ لايستهان بها من اجل ذلك، اضافة الى الكريمات بانواعها التى ظلت ومنذ امد بعيد تحتل طاولات التجميل النسائية وتسعى بينهن بين تفتيح البشرة والتنعيم والنظافة. (1) وتعترف خبيرة التجميل بمركز(رؤى) عفاف بخيت ان نسبة مراكزالتجميل تتناسب طرديا مع الزيادة فى عدد الزبونات، ولان المرأة السودانية فى الآونة الاخيرة اصبحت تعرف الكثير عن الاشياء الجمالية وعن التجميل ابتداء من الاهتمام بالبشرة وتصفيف الشعر، وتشذيب الاظافر وطلائها بما يتناسب مع الوان الازياء وحتى كفر الموبايل.... واضافت عفاف : (من اكثر الاشياء التجميلية المطلوبة هى الحناء لانها تمثل مايميز المرأة السودانية عن نظيراتها، حيث اصبحت مراكز التجميل السودانية من اميز المتخصصين فى هذا المجال على مستوى العالم، ولدينا البومات كاملة وخيارات واسعة، وكاتلوجات متنوعة لتلك النقوش وماعلى الانثى الا ان تختار (الرسمة) التى تناسب ذوقها، لكن بعض النساء لايخترن، ويطلبن منا المساعدة ويلقين عبء الاختيار علينا، فنفعل ذلك ونختار لها مايناسبها من نقش آخذين فى اعتبارنا لون البشرة وتسريحة الشعر وشكل القدم، ونحن كخبراء لانتردد فى اختيار الرسمة المناسبة وانا دائما ما اردد عبارة (الزبون على حق)، واؤمن بها لان اي زبون لديه الحق فى اختيار مايريده سواء كان (رسمة حنة او تسريحة شعر). (2) من جهتها تقول (رشا بشرى) صاحبة كوافير: لدينا عدد كبير من الزبونات كماهو بطبيعة الحال فى معظم مراكز التجميل، لذا علينا ان نتعامل مع الزبونة برقة ولطف وان نمتص اي غضب منها، فبعض الزبونات ياتين الى المحل، ونلاحظ فى وجوههن شيئا من عدم الارتياح، لان ارتياد المحل للمرة الاولى فيه مخاطر ولهن حق، لذا نحاول من اول مرة ان نمتص هذا الشعور او نتخلص منه بالتعامل الراقى وحسن الاستقبال ولان المرأة بطبعها حساسة وملمة فى نفس الوقت فسرعان ماتألف المكان ويتبدد خوفها. وناشدت (رشا) الفتيات والمضيفات بتكوين رابطة اشبه بالنقابة تنضوي تحت مظلتها العاملات فى مراكز التجميل المختلفة، واضافت انا درست فى القاهرة وعملت هناك وكانت لدينا رابطة خاصة تجمع العاملين والعاملات فى كل المراكز من مصففين وخبراء مكياج وتسريح وبشرة ... وقالت ان هذه الرابطة الاجتماعية فى المقام الاول وبمقدورها حل مشكلات كثيرة، وعلى سبيل المثال تمر علينا كلنا ايام واسابيع دون ان ياتى زبون ولان العاملة التى تاتى للمركز فى الصباح الباكر وتنتظر حتى المساء لابد ان تكون فى امس الحاجة للمال، حتى ولو بالقدر الذى يمكنها من العودة الى منزلها لذا وجب علينا ان نتضامن... اليس كذلك؟؟؟. الخرطوم: رانيا ابوسن