منذ دخلت المغنّية والعارضة اللبنانية قمر على كادرات التصوير حتى بدأ الناس تشبيهها بهيفاء وهبي اللبنانية. وكانت قمر قد اشتهرت بين المشاهدين بأغنية "قال يعني" حيث تظهر في الأغنية مفاتنها التي لايختلف عليها إلا العميان. الأغنية صوِّرت وعرضت على الشاشات منذ حوالي أشهر، وتركت انطباعا لدى المشاهدين بخفة المطربة ولطافتها الى الدرجة التي بات يحبها بها الفتيات قبل الفتيان. وبالفعل ظهرت قمر في "قال يعني" على درجة كبيرة من الأنوثة ومفاتن لاسابق لها على هذا الشكل أمام صورة الغناء العربي، في جمال ساقين وتناسق جسم ولون بشرة غير مسبوقين. كما ساهم تعليمها على الأداء التمثيلي، ونجاحها في الأداء، في أن يترك سببا إضافيا لدى المشاهدين بالتعلق بقمر الصوت وقمر الجسد وقمر الممثلة "الغنّوجة" التي تتطاير كل المراهقات الجميلات من بين شفتيها وهي تقول في أغنيتها بإغواء وتغنّج رهيبين " خلالالالالالالالاص".مسألة أنها تشبه هيفاء وهبي فذلك لبس واشتباه على القائل. ليس في قمر أي شيء من هيفاء تلك. فقمر مؤنثة ومصممة كامرأة فقط، أما هيفاء فهي تتقصد الأنوثة كما لو أنها مهنة أو درس. هيفاء متصنعة مملة. أما قمر فطبيعية وسهلة وحميمة. صوت قمر جميل ومعقول أما هيفاء فبلا صوت وقد حُرِمَت منه كما حُرِم المغاربة من إنتاج شاعر كبير كالمتنبي! قمر قريبة من القلب بينما هيفاء قريبة من الانتحار. لا شيء يجمع بين هيفاء وهبي، تلك، وقمر اللطيفة المحببة. قد تكون هيفاء افتتحت الطرب الجسدي على عينين واسعتين غير مترددتين. إلا أنها لم تكن يوما صورة من أنوثة العرب الدارجة الآن على الأقل. هيفاء ثقيلة كخطابٍ لرئيس كوريا الشمالية، ومملة كنكتة يحكيها ميشيل عون، ومتكلفة كطريقة الحكومة العراقية بالقول لللأمريكيين: نريد الاستقلال على العكس من كل ذلك. قد تكون قمر جاءت لتخلص الإعلام العربي التلفزيوني المنزلي من ذلك البلاستيك الذي اسمه أنوثة هيفاء وهبي. وقد تكون مهّدت بذلك الحضور للدخول في مرحلة جديدة من مراحل اكتشاف الجسد العربي. فمن خلال استخدام لغة الجسد الخاصة بقمر يظهر كم أن الجسد العربي المعاصر محجوبٌ وغير معروف، وأنه بات الوقت ملائماً ليكتشف لغة جديدة.