تدعى عائشة.. ولكن دعونا نطلق عليها المرأة المكافحة..لاسباب عديدة ابرزها انها تصحو قبل (الشمس) لتذهب إلى عملها المتمثل في بيع الشاي و(الباكمبا)..تلك الأكلة الشعبية التي وجدت رواجاً كبيراً مؤخراً، وتعود لمنزلها مع مغيب الشمس لتضيء لبناتها البيت بحبها لهم، التقينا بها في (زقاق) بالناحية الجنوبية من شارع البلدية وهو مقر عملها الجديد بعد أن انتقلت اليه مؤخراً. (1) وتقول عائشة انها تبيع (الباكمبا) منذ سنوات، وتخرج من البيت قبل الاذان الاول وهي تقطن في ام درمان منطقة امبدة، ولديها ثلاث بنات تقوم بتربيتهن، وهن صغيرات في السن واكبر واحدة لم تدخل بعد الصف الثالث،وعن الصعوبات التي تواجها تقول عائشة إن كل عمل فيه صعوبة لكن بحمدالله لازلت احافظ على صحتي، وتضيف بعد أن نظرت الى الكانون بحسرة: (دي قسمتي اشتغل الشغلانية المتعبة دي ولكن رغم هذا التعب انا مرتاحة لاني بربي بناتي بعمل شريف وتاني حاجة برضوا بعيش في ابي وامي وهم في البلد وبرسل ليهم مصاريف المعيشة، والصعوبات البتواجهني انو بطلع وبخلي بناتي نايمات، وبرجع بعد المغرب مرات بلقاهم نايمات برضو.. وانا بقعد معاهم يوم الجمعة وهذه الاجازة الاسبوعية برغم انها فرصة جيدة أن اتونس مع بناتي ولكنها في نفس الوقت بتأثر في دخلي و(هنا نزلت على خدها دمعة قطعت حديثنا). (2) طلبنا منها مقارنة في دخلها بين زمان والآن.. فقالت: (يا ولدي انا زمان كنت ببيع (جردلين) باكمبا ولكن بعد ما جيت مكاني الجديد دا بقيت ببيع جردل واحد بس، وطبعا مكاني القديم كان جوار صحيفة التيار لكن لمشاكل عديدة قمت بالتغيير لهذا المكان، وطبعاً كثير من الزبائن ما عارفين المكان الجديد، وتضيف والدموع تتقطر من عينها: (أنا بربي لي في بنات وبيتي ايجار وبعول امي وابوي من المفترض الناس تساعدني..مش تقيف ضدي..ولا شنو.؟). (3) وعن الاشياء التي تتمناها قالت إن هناك اشياء كتيرة تتمناها.. اولها أن يمن الله بالشفاء على ابنتها الصغيرة وهي مريضة، و بتتعالج وشهريا عندها مقابلة مع الدكتور، وتاني حاجة الايجار انا على كتير ويا ريت اشتري لي بيت صغير اسكن فيهو ويرحيني من حق الايجار، وعايزة لي تلاجة فقط عشان توفر لي في الخضار وباقي الأكل البيفضل.