افهم النفسيه المصريه جيدا .. وأفهم ميل المصريين بأن يكونوا (معلمين) دائما لا (متعلمين) من الغير خاصة اذا كانوا من بلد أفريقى أو عربى .. والأشقاء فى مصر يرون من حقهم أن (يقيموا) الآخرين وأن يفتوا ويحددوا لهم مساراتهم وخياراتهم كما رأينا كيف حدد الكثير من الخبراء المصريين من خلال مؤسساتهم البحثيه ألأنتهازيه غير الأمينه، خلال فترة (مبارك) حبيب (البشير) وخصمه فى نفس الوقت، للعالم الأول خريطة طريق تعامله مع الملف (السودانى) وكانت أسوأ نصيحه قدمت للمجتمع الدولى بقيادة أمريكا، هى التى تقول أن الأطاحه بنظام البشير تعنى الفوضى وتعنى (صوملة) السودان، وكان غرض اؤلئك الباحثين (المخفى) أن يبقى السودان ضعيفا ومنهكا وممزقا ومنبطحا لمصر، باستمرار نظام (البشير) الفاسد وهم يعلمون بأنه قد أوصل السودان الى دوله بلا مؤسسات وبلا جيش وطنى وتقوده (مليشيات) ارهابيه، والى أسوأ دوله فى التاريخ الحديث لا تأتى بعدها غير الصومال وأفغنانستان وكل ذلك باسم التمسك بالدين الأسلامى وبالشريعه، مع ان النظام أكثر المقربين اليه هم الفاسدين والأرزقيه والمنافقين وأصحاب المصالح الشخصيه من عطاله ورجال أعمال وأعلاميين وصحفيين. وأفضل عمل يجيده ذلك النظام هو شق الصفوف وتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ، والدليل على ذلك الوفد الأخير القادم من أمريكا والمكون من ثلاثه افراد من ابناء (النوبه) عاشوا فترة طويله فى الخارج أمتدت لأكثر من 23، فلم يشبعوا من دولارات امريكا، وتذكروا وطنهم ومنطقهتم فجأة كما ادعوا ، والحقيقه هى جاء بهم نظام (المؤتمر الوطنى) الفاسد لشق صف ابناء (النوبه) بعد أن عجز من تحقيق ذلك عن طريق الحرب والقتال، وبعد أن سبق ذلك بشق صف الحركه الشعبيه قطاع الشمال (بتابيتا بطرس) و(دانيال كودى) وآخرين. الشاهد فى الأمر أعلم كل ذلك عن (مصر)، رغم انه المثل يقول (الحكمه ضالة المؤمن يلتمسها اى كانت). وهذه نصيحتى من واقع التجربه السودانيه للناخب المصرى فى مرحلة الأعادة الحاسمه وخاصة للأصدقاء الأعزاء فى حزب (الكرامه) الذى تمنيت أن يصل مرشحه (حمدين صباحى) الى منصب رئاسة مصر ففى ذلك خير كبير لبلده وخير للسودان الذى يتأثر بدون شك بجيرانه، حيث لا خير فى (عمرو موسى) الذى ساهم فى ضياع السودان وفى انفصاله الى جزئين، شمال وجنوب بتبنيه لوجهة نظر نظام السوء والفساد، فعهو كغيره من (العرب) يرون أن مشكلة السودان صراع بين عرب مسلمين يمثلهم نظام (البشير) فى مواجهة افارقه (زنوج) غير مسلمين حتى لو كانوا من اقليم دارفور. أعلم اخوتى أن المرحله الأولى افرزت نتيجه غير مريحه لعدد ضخم من الشعب المصرى ولشباب الثوره بالتحديد، حيث اصبح الخيار محصورا بين احد المنتمين (للفلول) وهو الفريق /أحمد شفيق، والخيار الآخر هو الدكتور (محمد مرسى) ممثل (الأخوان المسمين) أو (بتوع ربنا) كما يقول كثير من بسطاء مصر وعدد من المثقفين والرياضيين الذين لا يعلمون الف باء السياسه! حيث لا فرق بين تيار الأسلام السياسى فى مصر أو السودان أو افغانستان، وأى دوله تتبنى مشروعا دينيا اذا كان اسلاميا أو مسيحيا أو يهوديا لا يمكن ان تحقق عداله ولا بد ان تنهار تلك الدوله وتتمزق ولو بعد 100 عام، ولا أمل لتحقيق العداله والمساواة بين الناس الا بالديمقراطيه والدوله المدنيه التى اساسها (المواطنه) لا الديانه. لذلك صحيح أن الفريق (أحمد شفيق) من (الفلول) ومن المنسوبين على نظام مبارك، رغم أن الرجل انجز فى مجاله (الطيران) التجارى والمطارات المصر يه، والدكتوره (فائزه ابو النجا) وزيرة التعاون الدولى مثله تماما، لكنها بقت (وزيره) فى منصبها منذ عهد مبارك وعبر كافة الوزارات بعد الثوره ولم يعترض عتلى ذلك أحد، لعله من منظور اجادتها للغة الأنجليزيه وعلاقتها الدوليه التى تمكنها من استقطاب القروض الميسره. والرجل (شفيق) حتى لو كان خيارا سيئا وغير مريحا للثوار لكنه لم يتهم حتى اللحظه فى قضية فساد، وألأهم من ذلك كله انه يمكن ان يذهب بعد اربع سنوات أو بعد دورتين على ألأكثر اما مرشح (التيار الدينى) أى كان فسوف يبقى الى لابد لأنه مرشح العنايه الألهيه، وسوف يصبح التصويت له على الطريقه الغربيه (بيعة) من الأمه وأنه مطبق لشرع الله ولا يجب عزله أو اسقاطه الا اذا ثبتت ردده وخروجه عن المله .. وسوف تندمون اشد الندم اذا اخترتم مرشح الأخوان وسوف يصبح حالمكم اسوا من حال السودان، تحاصركم القرارات الدوليه ويضيق على تحركات مواطنيكم وتصبحون غير مرحب بكم فى سفارات الدول الأكبر مكانة من مصر والأقل منها مكانة. ومن قبل حكم السودان طاغيه تعرفونه اسمه (النميرى) لا يختلف كثيرا عن نظام (نمبارك) لكن كانت حدود استهدافه للمواطن السودانى والتضييق عليه فى رزقه تنتهى بمغادرته لحدود السودان، لكن النظام الدينى (الأسلاموى) فى زمن الطاغية الأسلاموى (عمر الشبير) استهدف زرق شرفاء السودان فى الداخل والخارج بشراء العملاء والأرزقيه سودانيين واجانب، بل هيمن على مجالس الجاليات والروابط والأتحادات الفرعيه للصحفيين والأعلاميين ، من خلال استمالة ضعاف النفوس الذين يعرفون حقيقة ما يدور فى وطنهم من ظلم ومن فساد ومن عدم توفر عداله، ولذلك غادروها ثم بعد ذلك كله وبعد أن وتحسنت اوضاعهم اختاروا الخضوع والأنبطاح ومنافقة النظام، افضلهم من يظن (واهما) أن اىنظام على دين وخلق. فى الختام هذه نصيحة انسان سودانى بسيط عاش فى السودان حينما كان وطنا متسامح دينيا، عرف اهله بالصدق وعفة اللسان وبالكرم، ثم اصبح فى عهد (الأخوان المسلمين) الذين سموا انفسهم (المؤتمر الوطنى) وهم لا يختلفون عن (اخوان) مصر فى شئ، فنقض العهود هو نفس نقض العهود، والكذب هو نفس الكذب والتمكين هو نفس التمكين والقمع وتكميم الأفواه والتعذيب فى المعتقلات واغتصاب النساء والرجال، وللأسف كل ذلك يتم باسم الدين وألاسلام. نصيحتى لكم رغم مرارة (التصويت) لأحمد شفيق، لكنه افضل خيار (سئ) فى هذه الظروف التى نمر بها مصر، لأنه الطريق الى الدوله (المدنيه) حتى لو لم يكن معبدا الآن ، وهو خيار يسمح برئس يأتى من بعده كما ذكرت اعلاه، لكن أن يجمع الأخوان بين الاغلبيه فى مجلسى الشعب والشورى وبين منصب الرئاسه .. فعلى (مصر) السلام .. وسوف نتاثر نحن معكم بذلك وسوف يتاثر العالم كله، الا يكفى أن تسود دولة الظلام فى بلد واحد ولابد ان يعم الظلام كافة دول المنطقه؟ اللهم هل بلغت .. اللهم فأشهد. آخر كلمه: الأخوه والأصدقاء والأعزاء .. فى (مصر) لا تسمعوا (للأخوان) ولا يخدعونكم بأنهم يمثلون (الثوره) وأن منافسهم (شفيق) يمثل اىلعهد البائد .. فهم (سواء) فقد كانوا يشاركون فى انتخابات (مبارك) ويحصلون على (كوتة) مقاعد متفق عليها بدلا من ان ينسحبوا ويعلنوا مقاطعتهم لتلك الأنتخابات حتى يبدو النظام غير شرعيا، وهذا ما ظلت تفعله احزابنا (الطائفيه) المتدثره بثوب الدين، ترفع النظام من الأرض وتسنده وتمنع سقوطه .. لكنه سوف يسقط كما سقط نظام (مبارك) رغم مساندة الأخوان له ودعمه بمشاركتهم فى انتخابات يعلمون انها غير نزيهه ولا توصل الى ديمقراطيه حقيقيه. مرة أخرى (شفيق) خيار سئ وغير مريح لكنه افضل من خيار (الأخوان) لأنه قابل للتغيير، اما (الأخوان) فلو تخلوا عن السلطه لسلموها (للسلفيين)!! تاج السر حسين هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته