لقد اعتاد الجميع طيلة السنوات الماضية فى تلبية رغبات قادة الانقاذ وعلى راسهم البشير فى الاعداد وتحضير الميادين للفوز بالصلاة من خلفهم وظل الاعلام الحكومي بوقا يردد مواقيت صلوات الرئيس فى كرمك او كاودا وتحقق له ما اراد فى كرمك بعد انسحاب الحركة الشعبية لكن الصلاة فى كادوا كان الحلم الذي صار يراود البشير كل يوم جمعة و قد طال به الانتظار وتبخرت مياه الاباريق التى تم تحضيرها وعادت ائمة الجيش الشعبى ادراجهم دون الفوز بامامة الصلاة مع المشير فى ارض التحرير وها نحن دون سابق انذار وجدنا الشعب السوداني خرج الى الشارع ثائرا بسبب غلاء المعيشة وسياسات التقشف الفاشلة والنهب المنظم الذي اصبح السمة الاساسية لسدنة الانقاذ تحت راية المشروع الحضاري وشعارات هى لله ، متخذين ذلك افيونا لتخدير الشعب لكن اخير الشعب فاق من قفوته لان الفقر والجوع يهددان كل اسرة وتضيق بهم دائرة الهلاك يوما بعد يوم ولذا ليس امام الشعب خيار سوء الخروج للميادين واحتلالها لاسماع صوتها الثوري لساكني الكافوري وملاك البنايات الشاهقة ، حينها سيعرف الحاكمون بان الشعب هو الذي سيحدد اين يصلى البشير واي من الجمعات ستكون محجوزة حصريا للثوار لاننا سندخل قريبا فى تسمية كل ايام الجمعة بمسمى ذو مدلول وفقا لتطورات الموقف ومتطلبات مسيرة الثورة كما فعل الثوار فى مصر وكل دول الربيع العربي لانه يوم لحشد الجماهير بعد الصلاة من المساجد والخروج بهم الى الشارع وعلى الذين اعتلوا المنابر فى قفلة من الذمن من علماء السلطان النزول منها قبل الطوفان ، لان الجماهير وجهته هذه المرة ليست التهليل والتكبير والرقص مع انغام شنان وقيقم بالساحة الحضراء بل الصلاة فى عرين المشير وكنس مخلفات العهد البائد واستعادة الوطن من قراصنة التمكين وقد يكون الخريف السوداني ذو مذاق خاص لانه يمزج بين الثورة الشعبية فى ازقة المدن وميادين الكفاح المسلح فى الجنوب الجديد لشد اطراف مليشيات النظام تحت ظلال امر القبض الاحمر فى يد المفتش الدولي لكل من اجرم فى حق الشعب تقتيلا وتهجيرا ، وعندئذا قد لا ينفع مسكنات الاستهداف الخارجي او مناصب الترضيات القبلية لشراء الوقت ، لان سقوط حلة الملاح من بيت الاسرة ايضا يعتبر استهدافا داخليا من قبل النظام لاسقاط سلطة رب الاسرة وتفكيكها وتشريدها حتى يتسني لهم السيطرة على الشعب والزج بهم فى اتون حروباتهم العبثية الخاسرة والبقاء على الكراسي لاخر نفس ان امكنوا ذلك . عوض امبيا / القاهرة / هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته