هل سأل نافع على نافع نفسه لماذا .. اختار الثوار بعد فاتحة الثورة ( الكتاحة ) وإنذار الإنقاذيين بالجملة ، وما قدحت به ذهنية الناشطين للجمعة التي تلتها ( لحس الكوع ) واتفقت الجموع على هذا المسمى وتداولته الآسن بسلاسة وطراوة وتحدى للرد على كثير من استفزازات هذا الكائن بصفة شخصية دون خلق الله من الإنقاذيين .. ردا واضحا على لسانه وتصريحاته المشككة في مقدرة هذا الشعب وقطاعاته التي أنفت بكبرياء الخنوع ورفضت لقمة الضيم وبيع الضمير وتكافح لمواصلة كتابة التاريخ وفق مشيئة دروب النضال التي كتبها الشرفاء من أبناء هذا الوطن فداءا للحرية وغضبا نبيل وبركان يغلى في دروب المجد والعزة وحين فات على هذا النافع أن هذه الأمة السودانية كانت معلم وملهم الشعوب في الثأر ضد الظلم والطغيان ومازالت بكرا وما عقمت ولا فترت همتها بحثا عن الحياة الكريمة وابتداع الوسائل والرسائل النضالية ذات النكهة السودانية الخاصة في المزاج والطعم والتكوين ولا يضيرها عمى من أعمى عن الحق أو الناكرين لضوء الشمس من رمد السلطة و سقم الفهم والغيبوبة . ستواصل هذه الأجيال مسيرة النضال وتعلم الطغاة والباغيين الذين ثقبت ذاكرتهم وعجزت عن استيعاب التاريخ ، وظنوا إن هذا الوطن لم ينجب يوما رجالا غيرهم وأنهم سيكتبون السطر الأخير في مسيرة هذه الأمة وغلو أزبدوا ومنهم من تبجح بتسليمها للمسيح وبلغت بهم الجرأة للاستهانة بهذا الشعب وأرثه النضالي وتسابقوا في كلمات الحط من قدر ه شحاذين شذاذ آفاق مرجفين . هل بلغك العلم والنبأ يانافع أنه هذه الأمة تخرج من نكباتها ..أكثر تماسكا وعشقا لهذا التراب .. لن تسكين ولن تلين ولم تمنعها يوما حملات الدفتردار الإنتقامية والعسف وشراسة القمع فيها من أن تستكين للظلم والطغيان .. ولم يخيفها الرصاص الذى أمطرته بواخره النيلية بل حدثته واحدة من نساء السودان ( يا الباشا الغشيم قول جداد كر ) كانت مهيرة وكانت قبلها رابحة الكنانية انجبت هذه امة حمدان ابو عنجة وأدم أم دبالو ملك جبال النوبة وعثمان دقنه والنجومى فرسان المهدية ، فى كررى وهنا نتحدث عن رجال كالأسود الضارية والمعركة الفاصلة كما أنصفهم تشرشل في كتابه حرب النهر وهو يقول إن هؤلاء من أشجع الرجال في العالم قاطبة وهم (يسدون الفرقة) ويحصدهم السلاح الناري بالعشرات دفاعاً عن الأرض والوطن أمة أنجبت عبد القادر ودحبوبة وعبد الفضيل الماظ وعلى عبد اللطيف ومؤتمر الخرجين والأزهري وكتبت اكتوبر الأخضر وابريل فى ثورات لم يعرف التاريخ مثلها إلا الثورة الفرنسية 1789 م وشعوب الأرض كانت يقتلها الطغيان ويعربد فيها الظلم والطاغى وكل هذا التاريخ الزاخر بالتضحيات ودروب النضال الوعرة والممهورة بالدم غاب عنك وخانتك ذاكرتك فيه ، ودعاك صلفك والغرور بالسلطة و أن تتحدث فى فجاجة وتشفى عن أستحالة الثورة على نظامكم المدمر للوطن ومقدراته وتظنه لحسة كوع !!!!!! وحتى فى مسيرة حكمكم الظالمة هذه منذ 1989 لو أعدت النظر كرة واحدة لعرفت أن هذه الأمة لم تسكين يوما رغم بيوت الأشباح وترسانة القمع الممنهجة للإزلال والخنوع وأنت أعلم بعدد المعتقلين والمعذبين والضحايا ونتحدث عمن من هؤلاء الرجال الدكتور الراحل على فضل ام المهندس عبد المنعم رحمة أم طلاب العلفيون والتاية ومحمد عبد السلام من جامعة الخرطوم وكثيرون حصدتهم الآلة الإنقاذية ثمنا لبقائكم في السلطة وهذه حتما إشارة وقطرة من التضحيات التي تكبدتها هذه الأمة فى مسيرة نضالها ضد هذا الحكم الجائر ، واعملوا إن نسيتم أنتم أن ذاكرة هذا الشعب لن تموت وتحفظ تفصيلا كل الضحايا والشرفاء وسترد لهم جميل الدين في صبح الحرية الأغر . امة بهذا التاريخ وهذا الإرث من النضال والتفرد ... قادرة على السيادة والريادة فى مسيرة الإنسانية جمعاء نحو الديمقراطية ومجتمع العدالة وإحقاق الحقوق لأهلها ولو كره وظن الحاكمين غير ذلك أو حدثتهم الأنفس الآمارة بالسوء بالديمومة وبقاء الحال ، ليس تقليدا للربيع العربي الذي التف حول رقاب بعض الطغاة من حولنا بل أحياءا لسنة الثورة والنضال التي عرفتها هذه الأمة على امتداد تاريخها الطويل ، والتغير سنة الكون فطرة قبل أن يكون حالة ثورة لنا فيها كأمة سودانية قدحا معلى ، فكيف يظن الحاكمين إنقلابا ويجزمون بإستكانة هذا الشعب دوام دولة الظلم والطغيان دولة الجوع وضياع الإنسان كرامة وحقوق ... !!!!غدا لناظره لقريب وعندها سيصيح الحاكمين الغائبين عن فهم الشعوب .. كما صاح طاغية تونس ( الآن فهمتكم ... فهمتكم) وهل يجدي الفهم في الساعة الخامسة والعشرون !!! جمال عمر مصطفى المحامى هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته