في حوالي الساعة العاشرة والنصف صباحاً، بدأت مجموعة من الطلاب في اطلاق هتافات تدعو لمخاطبة في كلية الزراعة. بعد حوالي نصف ساعة، سمع دوي سيارة شرطة تقترب من مجمع شمبات من الناحية الشرقية وفور وصول سيارة الشرطة، بدأ قصق عشوائي لقنابل الغاز المسيل للدموع في كافة الاتجاهات. لم تتوقف الهتافات المطالبة باسقاط النظام برغم الكثافة الرهيبة للغاز ، استمر اطلاق الغاز عشوائياً لمدة ساعة تقريباً، ثم هدأت الاوضاع قليلاً وعلى ما يبدو ان قنابل الغاز قد نفذت في ذلك الوقت لان الشرطة اصبحت تحاول تفريق المتظاهرين برشقهم بالحجارة . بعد فترة بسيطة (حوالي 20 او 30 دقيقة) ، سمع دوي مجموعة كبيرة جدا من سيارات الشرطة وصلت الي المكان، واتجه احد البكاسي نحو بوابة كلية الزراعة واصطدم بها وكسرها، ودخل الي الكلية وخلفه ما يزيد عن الخمسين شرطياً من قوة الاحتياطي المركزي، وتم اغلاق الباب بعد ذلك وبقيت مجموعة من الشرطة لمنع اي شخص من الخروج ، بعد ذلك سمعت اصوات اطلاق نار وقنابل مسيلة للدموع وصراخ عالي جدا من داخل الكلية، مع هتافات يبدو انها لقوات الاحتياطي المركزي تردد (الله اكبر) وتليها مباشرة اصوات انفجارات وعلت سحب دخان كثيفة جدا من داخل كلية الزراعة. واستمر الحال، حتي الساعة الثانية ظهراً، حيث صدر قرار غريب جدا من ادارة كلية الطب البيطري، تطالب بالاخلاء الفوري لكافة المياني بالكلية مع العلم بان الشرطة كانت في ذلك الوقت تمنع اي شخص من الدخول او الخروج، ويقول العساكر بالحرف الواحد: (الجوة جوة والبرة برة) وبعد محاولات سمح للطلاب بالخروج من الشارع الخلفي للكلية والجدير بالذكر ان هناك 3 اصابات بليغة لطلاب اثنان، منهم تعرضو للاختناق بالغاز وتم اسعافهم بسيارة العيادة البيطرية. الا ان الشرطة لاحقت السيارة واقتادت جميع من فيها الى قسم شرطة الصافية، وهم محتجزون هناك حتي الان. ومنعت عنهم الزيارة وعلي ما يبدو ان هواتفهم قد صودرت لانها مغلقة ، الحالة الثالثة لطالب صوب احد افراد الشرطة قنبلة غاز اليه مباشرة ادت الى احتراق جزء كبير من يده اليسرى تم اسعافه داخل الكلية وتهريبه منها. وكان شاهد عيان قد تحدث إلى صحيفة الراكوبة وقال أن أفراد من جهاز أمن البشير قاموا عقب اقتحام داخلية البنات بالتحرش بالطالبات، وقام بعضهم بنزع البنطلون أمام الطالبات. وقد أدى هذا الأمر إلى اصطدام الشرطة بقوات الأمن ما أدى إلى انسحاب أفراد الأمن. ضمن هذه الأحداث فقدت طالبة أولى زراعة (حليمة حسين عمر) احدى عينيها، حيث خرجت العين تماما من محجرها سودانيز اونلاين