تشهد أحياء دمشق وساحاتها هذه الأيام معارك محتدمة وحامية الوطيس بين الجيش الحر ممثل الثوار وقوات النظام السوري الموالية للأسد، حيث بدأت المعارك تدور رحاها في دمشق منذ اندلاع الثورة السورية الحرة، ما جعل الجيش الحر يعلن أن "معركة تحرير دمشق بدأت" وإن "النصر آت"، وأن هناك خطة للسيطرة على العاصمة، ما يعني دنو سقوط نظام الإجرام وسفاح الدم وقاتل الأطفال الأبرياء والنساء والشيوخ المستضعفين، فضلا عن الانشقاقات التي انهالت على النظام من قبل الضباط والجنود عن الجيش النظامي السوري، ما يعجل بسقوطه. وقال مسؤول تركي أمس، إن عميدا سوريا وعددا من الضباط المنشقين كانوا بين 1280 سوريا فروا من سورية إلى تركيا أثناء الليل. وأضاف أن أحدث انشقاق يرفع عدد كبار الضباط السوريين الذين لجأوا إلى تركيا إلى 18 بينهم لواء متقاعد. وانشق عدد غير معلن أيضا من الضباط مع عائلاتهم إجماليهم 86 شخصا ويشمل ذلك أفراد عائلاتهم. وتابع أن إجمالي 1280 لاجئا عبروا الحدود إلى إقليم هاتاي بجنوب تركيا أثناء الليل ليرتفع عدد اللاجئين السوريين في تركيا إلى 42680. ميدانيا، تتواصل الاشتباكات بين القوات النظامية والجيش السوري الحر في دمشق متنقلة بين أحياء العاصمة، وتترافق مع عمليات قصف تستخدم فيها المروحيات، بحسب ناشطين والمرصد السوري لحقوق الإنسان. وفيما أعلن الجيش الحر أن "معركة تحرير دمشق بدأت"، قتل 35 شخصا في أعمال عنف في مناطق مختلفة في سورية أمس، معظمهم في دمشق، وهم 16 مدنيا و14 عنصرا من القوات النظامية وخمسة مقاتلين من الثوار. وأكد المرصد السوري في بيان بعد ظهر أمس، "دخول تعزيزات من القوات النظامية إلى حي الميدان الذي يشهد اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة". وقال المرصد إن القوات النظامية تستخدم الطائرات الحوامة لقصف منطقة البساتين في حي برزة شمال شرق دمشق. وقتل مقاتل من الثوار وعنصر أمن في اشتباكات بين الثوار وعناصر قسم الشرطة في حي القدم في جنوب العاصمة، بحسب المرصد. كما قتل أربعة مواطنين في حي القابون واثنان في حي نهر عيشة وآخر في حي سيدي مقداد. في الوقت نفسه، أكد مصدر أمني سوري أن "المعارك محتدمة في حي القابون، حيث يوجد عدد كبير من الثوار". وقال المصدر لوكالة فرانس برس إن "الجيش النظامي دخل حي الميدان وطوق مسجد زين العابدين حيث تجمع عدد من الثوار". وطلب الجيش من الأهالي المقيمين في محيط المسجد مغادرة المكان قبل تنفيذ هجوم عليه. كما أكد المصدر أن القوات النظامية دخلت حي التضامن قرابة الرابعة فجرا، ولا تزال هناك بعض الجيوب التي يتم تنظيفها. وأشار المصدر إلى "مقتل 33 ثائرا وإصابة 15 آخرين بجروح وتوقيف 145 منهم". وأعلن الجيش السوري الحر أنه أسقط مروحية تابعة للجيش النظامي في دمشق. وأكد المتحدث باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل قاسم سعد الدين لوكالة فرانس برس "أسقطنا مروحية للجيش فوق حي القابون". من جهته، نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن شهود أنهم رأوا المروحية تسقط بعد إصابتها. وقال في بيان إن الشهود "رأوا طائرة حوامة تسقط بعد إصابتها من الثوار في حي القابون". وذكر المتحدث باسم تنسيقيات دمشق أبو عمر أن "المروحية التي كانت تقصف القابون وبرزة وحرستا في الريف الدمشقي أصيبت بقذيفة في خزان وقودها، ما تسبب بسقوطها في مزارع القابون". في المقابل، قال الناشط عمر القابوني من حي القابون إن "الجيش الحر يخوض اشتباكات في القابون ضد القوات النظامية، إلا أن خبر إسقاط المروحية غير صحيح". وكان القابوني قال في وقت سابق إن الجيش النظامي حاول مساء الإثنين اقتحام القابون "فتصدت له عناصر من الجيش الحر". وأشار إلى أن "القوات النظامية استهدفت محطات التحويل الكهربائي في الحي بعيد منتصف ليل الإثنين ما جعل التغذية بالتيار الكهربائي تنخفض بنسة 75 في المائة تقريبا". وشملت الاشتباكات أمس، أيضا أحياء الحجر الأسود ونهر عيشة وكفرسوسة والعسالي. وتتركز الاشتباكات في جنوب وشرق وغرب العاصمة، فيما حي الميدان هو الأقرب إلى الوسط. وسمعت قرابة الظهر أصوات رشقات رشاشة في ساحة السبع بحرات وشارع بغداد في وسط دمشق. وتم إقفال طريقين يؤديان إلى الساحة لوقت قصير قبل فتحهما من جديد أمام حركة السير. وكانت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل قد أعلنت فجر أمس بدء عملية "بركاندمشق زلزال سورية نصرة لحمص والميدان" في كل المدن والمحافظات السورية. وقال المتحدث باسم القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل العقيد قاسم سعد الدين لوكالة فرانس برس إن "معركة تحرير دمشق بدأت"، مؤكدا أن هناك خطة للسيطرة على العاصمة وأن "النصر آت". وأضاف أن "المعارك لن تتوقف"، مشيرا إلى أن "الجيش الحر يقاتل بالسلاح الخفيف لكنه كاف". في هذا الوقت، تمكن المقاتلون الثوار من الاستيلاء على كل مواقع القوات النظامية عند أطراف ومداخل مدينة تلبيسة في محافظة حمص في وسط البلاد، بحسب ما ذكر المرصد السوري الذي أوضح أنهم سيطروا بشكل كامل على المدينة التي تتعرض لحملات قصف من قوات النظام منذ أشهر طويلة والتي تتحصن داخلها مجموعات من الجيش الحر. ولقي 108 أشخاص حتفهم في سورية أمس الأول بنيران القوات السورية في مواجهات مع الجيش السوري الحر. وأوضحت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان لها أمس، أن القتل تركز في حمص وحماه ودمشق وريفها. إلى ذلك، التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو أمس، مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سورية كوفي عنان الذي يزور روسيا حالياً. وأعرب الرئيس بوتين خلال اللقاء عن تأييده للجهود التي يقوم بها عنان فيما يخص التسوية السورية، مؤكداً أن بلاده ستبذل الجهود لدعم مهمته في هذا المجال. من جانبه، قال عنان إن الأزمة السورية عند مفترق الطرق، معرباً عن حزنه لعودته إلى موسكو لهذا السبب المأساوي. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد التقى في وقت سابق المبعوث الأممي والعربي إلى سورية وأكد له أن موسكو ستولي الاهتمام الكبير للاتصالات مع عنان فيما يخص الشأن السوري. من جهتها، طلبت مجموعة حزب الشعب في البرلمان الأوروبي "المجموعة النيابية الأولى في المجلس التشريعي الأوروبي"، روسيا بتغيير موقفها تجاه الموقف المتأزم في سورية ورفع عرقلتها لجهود المجتمع الدولي لبلورة مخرج للأزمة. وقال رئيس مجموعة حزب الشعب في البرلمان الأوروبي رئيس لجنة الشؤون الخارجية جوزيف دول في بيان له ببروكسل إنه حان الوقت لأن تتخلى موسكو عن سياسة العرقلة والركون التلقائي للفيتو داخل مجلس الأمن الدولي في كل الخطوات التي تتعلق بتطورات الوضع السوري. ودانت مجموعة حزب الشعب استمرار أعمال القمع التي تنفذها عناصر النظام في سورية ضد المدنيين. ودعت إلى ضرورة ملاحقة مرتكبي المذابح والمسؤولين عن التجاوزات في سورية وتقديمهم للعدالة الدولية. من جانبها، أوضحت الأممالمتحدة أن عدد اللاجئين السوريين الذي طلبوا المساعدة منها منذ نيسان (أبريل) الماضي قد تضاعف تقريبا ثلاث مرات ليصل إلى 11200 لاجئ. وبينت وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن النساء والأطفال يشكلون ثلاثة أرباع السوريين الذي سجلتهم أو ساعدتهم في العراق والأردن ولبنان وتركيا. وقال المتحدث الرسمي باسم الوكالة ادرين ادواردس في تصريح له أمس في جنيف، إن الرقم الحقيقي هو تقريبا أعلى بكثير وأن كثيرا من اللاجئين السوريين يعتمدون بشكل كامل على المساعدات الإنسانية. وأفاد بأن 40 ألف سوري طلبوا اللجوء إلى تركيا، فيما شهدت الأردن تواجد 33400 لاجئ، بينما وصل لبنان 30900 لاجئ، وطلب نحو 7900 اللجوء إلى العراق.